استفتاء كردستان .. أميركا تعارض وتركيا ترفض والبارزاني يناور

توالت المواقف الدولية والإقليمية الرافضة لإجراء استفتاء في إقليم كردستان العراق, حيث أعلنت الإدارة الأميركية "معارضتها الشديدة" له، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه "قيام دولة مستقطعة من العراق"، ولوح بفرض عقوبات على الإقليم الذي واصل رئيسه مسعود البارزاني المناورة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة تعارض بشدة الاستفتاء المقرر على استقلال أكراد العراق، وتحث الزعماء الأكراد العراقيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بدلا من ذلك.

وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت في بيان "تعارض الولايات المتحدة بشدة الاستفتاء على استقلال حكومة إقليم كردستان العراق المقرر في 25 سبتمبر".

‪أتراك وتركمان عراقيون يتظاهرون في اسطنبول ضد استفتاء كردستان‬ (رويترز)
‪أتراك وتركمان عراقيون يتظاهرون في اسطنبول ضد استفتاء كردستان‬ (رويترز)

رفض وعقوبات
من جهته قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إنه لا يمكن السماح بقيام دولة مستقلة مقتطعة من العراق.
   
وأضاف في مؤتمر بـنيويورك حيث انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة "نحن بالتأكيد لسنا طرفا في إعلان مثل هذه الدولة المستقلة في العراق، وهذا لا يمكن أن يحدث أبدا، ومن غير الممكن السماح بذلك". وأردف "آمل أن يغير السيد بارزاني وفريقه هذا القرار الخاطئ في أقرب وقت ممكن" .
     
وفي وقت سابق أمس لوح أردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان بسبب إصراره على إجراء استفتاء بشأن الاستقلال عن العراق.  
     
وردا على سؤال عما إذا كان اجتماع مجلس الأمن القومي التركي المقرر الجمعة سيتضمن فرض عقوبات على الإقليم، قال "من المعلوم أن في المجلس ممثلين عن الحكومة وقواتنا المسلحة، وسيطرحون أفكارهم خلال الاجتماع  بخصوص هذا الأمر". 
       
ووصف المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ إصرار رئيس كردستان مسعود البارزاني بأنه "لعب بالنار". ودعا بوزداغ البارزاني إلى العدول عن قرار إجراء الاستفتاء،  واعتبر بوزداغ الاستفتاء بمثابة قنبلة موجهة إلى أمن واستقرار ورخاء منطقة الشرق الأوسط .

العلم الكردي مرفوع فوق مصرف عنكاوة في أربيل (رويترز)
العلم الكردي مرفوع فوق مصرف عنكاوة في أربيل (رويترز)

تفاؤل ومناورة
على الجانب العراقي توقع رئيس الوزراء حيدر العبادي "انفراجا كبيرا" في أزمة استفتاء كردستان العراق، وجدد تأكيده أن الاستفتاء الكردي مرفوض سواء حصل الآن أو في المستقبل، لأنه مخالف للدستور العراقي وفيه تجزئة وإضعاف للبلاد.

تزامن ذلك مع لقاء رئيس العراق فؤاد معصوم مع البارزاني أمس في إطار مساعي حل أزمة الاستفتاء. ووفق الرئاسة العراقية، فإن معصوم يحمل مبادرة لحل معضلة الاستفتاء، دون أن تكشف عن التفاصيل.

ونقلت مصادر عن العبادي قوله إنه رفض المبادرة التي حملها معصوم، لأنها كانت تنص على حق الأكراد في اللجوء إلى الاستفتاء في حال فشل المفاوضات.
 
أما مسعود البارزاني فأعلن أمس في لقاء جماهيري بالسليمانية أنه يمهل بغداد والمجتمع الدولي ثلاثة أيام لتقديم بديل عن الاستفتاء، وإلا فسيجري في موعده المحدد.

وبدت لهجة البارزاني التي تحدث بها في السليمانية مختلفة عن حديثه في اليوم السابق في صوران قرب أربيل، حيث أعلن أمام الحاضرين أن هناك رسائل إيجابية وصلت وتخضع للدراسة، وأوضح أن الكرة في ملعب بغداد التي إن قبلت ببعض البدائل فسيكون الـ 25 من الشهر الجاري المخصص للاستفتاء يوما للاحتفالات.

المصدر : وكالات