قلق أممي لمقتل مدنيين بالموصل ومطالبات بالتحقيق

عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تقارير تتحدث عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في أحد أحياء الشطر الغربي لمدينة الموصل شمالي العراق، في وقت أعلنت السلطات العراقية فرار أكثر من 200 ألف شخص منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادة هذا الجانب من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي "نحن مصابون بالذهول للخسائر الكبيرة في الأرواح، ونعبر عن تعازينا العميقة للعائلات التي تعرضت لهذه المأساة".

وشددت غراندي على أنه لا شيء أكثر أهمية في هذه الحرب من حياة الناس وحمايتهم، وأكدت أن أطراف الصراع وكل الأطراف الأخرى ملزمون باتخاذ كل الوسائل لحماية المدنيين وفق القانون الدولي.

وأشارت إلى أن استمرار المعارك يعني أن حياة السكان تبقى معرضة للخطر بشكل كبير، وخصوصا العائلات التي وقعت بين فكي كماشة في هذا الصراع.

 قصف مقصود
من جهتها قالت رئيسة مجلس قضاء الموصل بسمة بسيم إن أكثر من خمسمئة مدني أعزل قُتلوا في غارات للتحالف الدولي على حي الموصل الجديدة أثناء التمهيد لدخول القوات العراقية إليه قبل نحو أسبوع.

وأضافت أن ما حصل يكاد يكون مقصوداً لأنه لم يستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الذين لم يتجاوز عددهم ستة أشخاص قبل خروجهم من الحي.

وقال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي إن "جهود إخراج الجثث من تحت الأنقاض مستمرة".

وفي السياق ذاته، طالب كاظم الشمري رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من التحالف الدولي والحكومة العراقية لكشف ملابسات المجزرة.

وكان أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية العراقي اتهم التحالف الدولي والشرطة الاتحادية العراقية باستخدام القوة النارية المفرطة عبر الطائرات والمدفعية والصواريخ خلال المعركة، ودعا إلى إجراء تحقيقات سريعة وحماية أرواح المواطنين وكرامتهم.

كما دعا النجيفي إلى العمل الفوري من أجل إعادة النظر في ما وصفه بالاستعجال الذي جرى في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة.

وفي هذا الإطار قال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في العراق، والذي تقوده الولايات المتحدة، إنه بدأ تحقيقا في تقارير تحدثت عن مقتل مدنيين في قصف جوي غربي الموصل بين 17 و23 مارس/آذار الجاري، وأشار في بيان إلى أن عملية التحقيق هذه "تتطلب بعض الوقت".

عشرات آلاف المدنيين فروا من معارك الموصل
عشرات آلاف المدنيين فروا من معارك الموصل

فرار السكان
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات العراقية السبت فرار أكثر من 200 ألف شخص من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي.

وأشارت دائرة المعلومات والبحوث في وزارة الهجرة والمهجرين في بيان إلى أنه تم إيواء 86 ألفا و235 شخصا في مخيمات عدة في ناحية القيارة جنوب الموصل، و39 ألفا و314 شخصا في مخيمات الخازر وحسن شام وجه مكور، و3255 في مخيم النركزلية التابع لمحافظة دهوك، في حين تم إيواء 72 ألفا و471 فردا داخل المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة بالجانب الشرقي للموصل وكوكجلي.

وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية السبت إن القوات العراقية أوقفت هجومها لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي للموصل بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين.
 
وذكر بيان للجيش العراقي نشرته صحيفة الصباح الرسمية أن قوات برية مدربة جيدا على القتال في المدن ستنفذ العمليات المقبلة.
 
وجاء في البيان أن القوات العراقية ملتزمة بقواعد الاشتباك وضمان حماية المدنيين.
 
وقال البريجادير جنرال جون ريتشاردسون نائب القائد العام للتحالف الأميركي لرويترز أمس الجمعة إن الحل قد يكمن في تغيير الأساليب. وقال إن الجيش العراقي يدرس فتح جبهة أخرى وعزل الحي القديم
الذي يبدي تنظيم الدولة فيه مقاومة شرسة.

ووصف سكان فارون ظروف المعيشة القاسية داخل المدينة قائلين إنه لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا غذاء يدخل إليها. وتقول وكالات إغاثة إن ما يبلغ 600 ألف مدني لا يزالون في الشطر الغربي من الموصل.

ويقول "المرصد العراقي لحقوق الإنسان" إن عدد القتلى المدنيين في الموصل الذين تم تسجيلهم وتوثيقهم تجاوز 3846 شخصاً منذ بدء المعارك منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات