اجتماعات مكثفة بأستانا والمفاوضات المباشرة غير مؤكدة

شهدت أستانا عاصمة كزاخستان الليلة الماضية اجتماعات مكثفة تحضيراً لانطلاق المفاوضات السورية اليوم الاثنين، بينما قال نائب وزير الخارجية الإيراني إنه ليس مؤكدا أن الجلسات ستشهد لقاءات مباشرة بين وفدي المعارضة المسلحة والنظام.

وقال مبعوث الكرملين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في ختام اللقاء بين وفود تركيا وروسيا وإيران في أستانا، إن بلاده تبذل كل الجهود من أجل تقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة السورية.

من جهته قال مستشار السفارة الروسية في كزاخستان ألكسندر موسيينكو إن وفود روسيا وإيران وتركيا تعمل على إعداد الوثيقة الختامية لمفاوضات أستانا، وشدد على أنه لا يمكن حل كل المسائل في يوم واحد، ولكن يجب إعطاء الأطراف المعنية الوقت من أجل تنفيذ مهماتها الصعبة.

وقال مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد إن وفد المعارضة المسلحة بقيادة محمد علوش (رئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام) لم يحدد موقفه بعدُ بشأن موضوع المفاوضات المباشرة، وأنه بانتظار رد من جانب الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار (الروس والأتراك) على شروطه.

وتابع أن الروس ينقلون الرسائل بين وفد المعارضة ووفد النظام السوري الذي يقوده سفيره لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

وفي تصريح للجزيرة طالب الناطق باسم وفد المعارضة يحيى العريضي روسيا بالضغط على النظام السوري للتقيد بوقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا.

وقال العريضي إن النظام لا يريد تحقيق تقدم ملموس في لقاء أستانا، وأوضح أن حسم طبيعة التفاوض يعتمد على اجتماعات اليوم. وأضاف أن نجاح هذه المفاوضات يعتمد على ما إذا كانت روسيا تسعى حقا لإيجاد حل للأزمة السورية، أم أنها تقارب المسألة تكتيكيا.

يذكر أن اتفاق إطلاق النار توصلت إليه تركيا وروسيا، ودخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الماضي، لكن قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها تواصل انتهاك الاتفاق في عدة مناطق بينها وادي بردى والغوطة الشرقية بريف دمشق.

 
اجتماعات وخلافات
وقد شهدت أستانا أمس الأحد اجتماعات مكثفة تحضيرا للمفاوضات التي قالت الخارجية الكزاخية إنها ستنطلق في الساعة الواحدة من ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي.

وقد كان من أبرز الاجتماعات التي عقدت أمس، اجتماع مطول لممثلي الدول الثلاث الراعية للمفاوضات، وهي روسيا وتركيا وإيران. كما اجتمع وفد المعارضة السورية بالروس. ووصف مستشار السفارة الروسية في أستانا الاجتماعات المستمرة بالصعبة والبطيئة.

وأفاد مراسل الجزيرة رائد فقيه بأن الجانبين الروسي والإيراني عقدا اجتماعا لمدة ست ساعات، وقال إن هناك قضايا تتعلق بجوهر المفاوضات لا تزال عالقة. كما أشار إلى خلافات تتعلق بمشروع البيان الختامي، إذ تريد إيران أن تُذكَر في البيان كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار (مع تركيا روسيا)، وهو ما رفضته المعارضة السورية.

ووفق المراسل فقد تحفظ وفد المعارضة على جمل في مشروع البيان الختامي، بينها جملة تتضمن دعوة وفد المعارضة الحالي (العسكري) للانتقال إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات المقرر أن تعقد يوم 8 فبراير/شباط القادم، حيث إن ذلك يعني إلغاء دور الهيئة العليا للمفاوضات.

وفي الإطار نفسه قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري إن لقاء أستانا يستهدف تثبيت وقف إطلاق النار، وفصل المجموعات المسلحة التي قبلت بالذهاب إلى المفاوضات؛ عن جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد اجتمع المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا بالسفير الأميركي لدى كزاخستان جورج كرول في مقر المفاوضات الخاصة بالأزمة السورية في أستانا.

وبينما امتنع كرول عن الإدلاء بأي تصريح للصحفيين في نهاية الاجتماع، قال دي ميستورا في تصريح مقتضب إن العمل يجري بجدية عشية انطلاق المفاوضات. 
 
في هذه الأثناء أكدت مصادر مطلعة للجزيرة أن واشنطن وُجهت لها الدعوة للمشاركة بروتوكوليا بصفة مراقب. وكانت إيران اعترضت على مشاركة الأميركيين في هذا اللقاء، وهو ما أثار خلافا بين موسكو وطهران.

المصدر : الجزيرة + وكالات