وادي بردى.. منطقة سورية تواجه مصير حلب

وادي_بردى دمار هائل نتيجة القصف المتواصل من 4 أيام
منطقة وادي بردى تعرضت للقصف الشديد من طرف النظام السوري وحلفائه (ناشطون)

الموقع
تتبع منطقة وادي بردى قطاع القلمون في الشمال الغربي للعاصمة السورية دمشق، وهي ذات طبيعة جبلية قاسية وعلى اتصال مباشر مع السلسلة الغربية لجبال لبنان، وتشكل أهم منطقة مصايف وسياحة في ريف دمشق.

ويقع نهر بردى بريف دمشق الغربي، وينبع من الزبداني، ويصب في بحيرة العتيبة قاطعا 84 كيلومترا، وتتكون منطقة الوادي من 13 قرية تسيطر المعارضة السورية على تسع منها، وتتوزع قرى الوادي على أربع مناطق إدارية، هي: عين الفيجة، ومضايا، وقدسيا، والزبداني.

حظي نهر بردى قديما باهتمام الشعراء، ومن ذلك ما أورده الشاعر حسان بن ثابت في قوله:
يسقون من ورد البريص عليهم   بردى يصفق بالرحيق السلسل

كما جاء ذكر بردى في أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته "نكبة دمشق":
سلام من صبا بردى أرق   ودمع لا يكفكف يا دمشق

الأهمية الإستراتيجية
تعد منطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي امتدادا جغرافيا وطبيعيا لمنطقة سهل الزبداني التي يحاصرها النظام السوري، واكتسبت المنطقة أهمية بالنسبة لطرفي الصراع في سوريا كونها تقع على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية التي تعمل خط إمداد لـحزب الله اللبناني الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري.

كما أن المنطقة تحتوي ينبوع مياه رئيسي، حيث إن مياه عين الفيجة في وادي بردى تعتبر مصدرا رئيسيا للعاصمة، فهي توفر الشرب لأكثر من ستة ملايين شخص في دمشق وريفها.

ولكون الوادي مصدرا رئيسيا لمياه الشرب التي تغذي دمشق استعملته المعارضة السورية ورقة قوة في مواجهة النظام، فكانت المقايضة بين السماح باستمرار تدفق المياه من نبع عين الفيجة مقابل تلبية بعض مطالب المعارضة، ومنها إطلاق معتقلات في سجون النظام.

الثورة السورية
خرجت منطقة وادي بردى عن سيطرة النظام منذ العام الثاني للثورة السورية -التي انطلقت في مارس/آذار 2011- وباتت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، مما جعلها تتعرض لانتقام كبير من النظام السوري فقصفها بالبراميل المتفجرة، وشدد الحصار عليها واعتقل عددا من أبنائها على حواجز التفتيش، وهو ما دفع فصائل المعارضة لوقف ضخ المياه إلى العاصمة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2016 عاودت قوات النظام السوري ومليشيا حزب الله قصفهما القرى السكنية في منطقة وادي بردى، مما أدى لسقوط عشرات الضحايا وإحداث دمار كبير شمل مضخات المياه.

واستهدف القصف نبع عين الفيجة في وادي بردى، مما تسبب في خروجه من الخدمة، وأدى إلى قطع مياه الشرب عن منطقة الوادي والعاصمة دمشق ومناطق أخرى في ريفها.

ويخشى السكان من أن تواجه هذه المناطق مصيرا مشابها لداريا وشرقي حلب من تهجير، مما جعل الفعاليات والمؤسسات المدنية في وادي بردى تصدر يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2016 بيانا يدعو العالم إلى التدخل لإنقاذ ما تبقى من مؤسسة عين الفيجة، محذرة من مجزرة قد تحدث بحق أكثر من 110 آلاف مدني.

وطالب البيان بالضغط على النظام لوقف عدوانه على منطقة بردى المحاصرة، وشدد على رفض "التهجير القسري الذي يأتي ضمن سياسة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها العصابة الحاكمة في دمشق".

كما أطلق ناشطون سوريون وسم #وادي_بردى، للوقوف على آخر المستجدات التي تتعرض لها بلدات الوادي أثناء هذه الهجمة التي تستخدم فيها جميع الأسلحة والبراميل المتفجرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية