سيطرة حفتر على النفط تعمق الانقسام بليبيا

فاقمت سيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على موانئ الهلال النفطي حالة الانقسام في ليبيا إذ انتقد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة تلك الخطوة، بينما رقى رئيس برلمان طبرق المنحل حفتر لرتبة مشير.
 
وقال محمد معزب النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا إن سيطرة قوات حفتر على موانئ الهلال النفطي شرقي البلاد خطوة غير مقبولة ومستغربة، بينما حذرت الحكومة الفرنسية أمس الأربعاء من وجود خطر حقيقي يهدد بتفكك ليبيا.
 
وقال معزب في تصريح للجزيرة إن سيطرة حفتر على الهلال النفطي خطوة غير مقبولة، وتأتي في وقت تجري فيها الاستعدادات لاستئناف التصدير في تلك الموانئ بعد عامين من التوقف، وتشكل صادرات النفط العمود الفقري لإيرادات حكومة الوفاق الوطني.

وتساءل معزب عن سبب تحرك قوات حفتر الآن للسيطرة على الهلال النفطي، الذي لا يبعد عن مدينة بنغازي سوى مسافة ستين كيلومترا، مضيفا أن خزينة ليبيا على وشك الإفلاس وصادرات البلاد من الخام هذا العام لم تتجاوز ثلاثة مليارات دينار (2.1 مليار دولار) مقابل 50 مليار دينار (36 مليار دولار) في عام 2012.

تفسيران
وقال المسؤول الليبي إن سيطرة حفتر على الهلال النفطي تنطوي على تفسيرين، أولهما أن جهات أجنبية تدعم حفتر لا تريد للبلاد أن تنهض ويعود إليها نشاطها الاقتصادي وتبقى في حالة تعثر دائم، والآخر هو أنها خطوة غبية ترمي إلى إعادة حفتر للمشهد في وقت تنشغل فيها القوات الموالية لحكومة الوفاق بمعركة طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة سرت.

وأضاف نائب رئيس المجلس الأعلى للدولة أن حفتر يريد بوضع يده على الموانئ النفطية الحصول على ورقة للتفاوض لنيل مكاسب سياسية معينة.

ترقية حفتر
في مقابل ذلك رقى رئيس البرلمان المنحل في طبرق عقيلة صالح، اللواء حفتر إلى رتبة مشير، وذلك بعد نحو سنة ونصف من ترقيته إلى رتبة فريق أول.

وقال بيان مقتضب نشر على موقع البرلمان "أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المستشار عقلية صالح عيسى قرارا بترقية القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية الفريق ركن خليفة بلقاسم حفتر إلى رتبة مشير".

وكان رئيس الحكومة الليبية فائز السراج قد دعا اليوم الأربعاء إلى اجتماع عاجل للتصدي لقوات حفتر والبحث عن مخرج من الأزمة الحالية، بما يعزز فرص تنفيذ الاتفاق السياسي الذي توصلت إليه أطراف الأزمة الليبية في الصخيرات، وجددت حكومة الوفاق رفضها الكامل لسيطرة حفتر على تلك المنطقة.

ودعا السراج في بيان له إلى وقف ما وصفها بالأعمال الاستفزازية، كما دعا إلى اجتماع عاجل.

فرنسا
من جانبه، حذر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول اليوم الأربعاء من وجود خطر حقيقي لتفكك ليبيا، وقال إن الأمر يتطلب التحرك لمنع ذلك. وكانت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية قد شجبت استيلاء قوات حفتر على موانئ النفط في الزويتينة وراس لانوف والسدرة، ودعت هذه القوات إلى الانسحاب فورا وبلا شروط.

وسبق لمبعوث الأمم المتحدث إلى ليبيا مارتن كوبلر أن حذر من سيطرة قوات اللواء المتقاعد على منطقة الهلال النفطي، وقال إنها خطوة ستزيد الانقسام وتؤثر في صادرات النفط وتحرم ليبيا من مصدر إيراداتها الوحيد.

وقال كوبلر في تقديم إحاطته لمجلس الأمن الدولي بشأن آخر التطورات إنه حاول التواصل مع حفتر ولكن جهوده ذهبت سدى.

المصدر : الجزيرة + رويترز