وقف القتال يخيم على أولى جلسات الحوار اليمني

A United Nations handout photograph shows members of delegations from Yemen during consultations in the village of Macolin/Magglingen, in Switzerland, 15 December 2015. Yemen's government and Houthi rebels launched a new effort at peace talks in Switzerland on 15 December as a ceasefire went into effect to halt the conflict that involves regional rivals Saudi Arabia and Iran. The UN in Geneva confirmed the truce and announced that negotiating teams representing Hadi's government and the Iranian-allied Houthi rebels had started talks, which would go on as long as necessary. EPA/JEAN-MARC FERRE/UNITED NATIONS/HANDOUT
الأجواء سلبية في أروقة المشاورات بين الأطراف اليمنية (الأوروبية)
خطف مبدأ وقف إطلاق النار بين الأطراف الأضواء في الجلسة الأولى من المشاورات السياسية حول الأزمة اليمنية في مدينة بيال السويسرية، على وقع مطالبات بتثبيت هذا المبدأ.
وقال موفد الجزيرة أحمد الشلفي إن وفد الحوثيين وحلفائهم طالب بإعلان وقف دائم لإطلاق النار يسبق إطلاق المعتقلين السياسيين، بينما شدد وفد الحكومة على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن مدينة تعز كمقدمة للمشاورات وتعزيز الثقة بين الجانبين. وأضاف أن تجديد وقف إطلاق النار المعلن حاليا يجب أن يبقى رهنا بمدى التزام جماعة الحوثيين به.

وأشار الشلفي إلى أن الأجواء سلبية في أروقة المشاورات، خصوصا بعد رفض الحوثيين الالتزام بأي من هذه الطلبات. وتابع أن وفد الحكومة أكد عدم تقدم الحوار خطوة واحدة ما لم يلتزم الحوثيون بها.

بدوره قال المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني للجزيرة إن الأمر الجيد الذي حصل اليوم هو أن المفاوضات لم تنفضّ بعد التئامها مباشرة لأن التحضير كان جيدا. وكرر أنه على الحوثيين الإفراج الفوري عن المعتقلين وفتح ممرات آمنة لمرور المواد الغذائية نحو المدن المحاصرة، واتهم الحوثيين بممارسة سياسة تجويع عقابية جماعية ضد الشعب اليمني.

وفد الحكومة طالب الحوثيين بإطلاق سراح المعتقلين ورفع حصار تعز كمقدمة للمشاورات وتعزيز الثقة بين الجانبين (الأوروبية)
وفد الحكومة طالب الحوثيين بإطلاق سراح المعتقلين ورفع حصار تعز كمقدمة للمشاورات وتعزيز الثقة بين الجانبين (الأوروبية)

وقف دائم
وانطلقت الثلاثاء في مدينة بيال السويسرية الجولة الثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن، من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة.

في السياق رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ببدء المشاورات برعاية مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وأكد فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم بان أن "الحوار السلمي والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة، وإعادة بناء الثقة، والاحترام المتبادل بين أبناء الشعب اليمني".

ورحب بان بالإعلان "عن وقف الأعمال العدائية" مع بدء افتتاح المحادثات، داعيا للعمل من أجل التوصل إلى نهاية دائمة للصراع.

وفي هذا السياق أعربت الناشطة اليمنية الفائرة بجائرة نوبل للسلام توكل كرمان عن أملها بأن "تُفضي الهدنة إلى إيقاف دائم لإطلاق النار، يتم خلاله سحب كامل أسلحة المليشيات الانقلابية وانسحابها من كامل المناطق".

ولد الشيخ كشف عن المسودة النهائية لهيكلية المفاوضات (الأوروبية)
ولد الشيخ كشف عن المسودة النهائية لهيكلية المفاوضات (الأوروبية)

أربعة مكونات
وكشف المبعوث الأممي عن المسودة النهائية لهيكلية المفاوضات بين وفدين يتألف كلاهما من ثمانية أعضاء وأربعة مستشارين.

وأشارت المسودة إلى القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش، والتي تتألف من أربعة مكونات:

– الأول يشمل إجراءات بناء الثقة مثل: إطلاق سراح المعتقلين لدى الطرفين، وتحسين الوضع الإنساني، ورفع الحصار ووقف التحريض الإعلامي.

– الثاني يتضمن الإطار العام لتطبيق قرار مجلس الأمن، بحيث تنتج عنه خارطة طريق تتضمن التوصل إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المليشيات والمجموعات المسلحة واستعادة الدولة سيطرتها على كافة المؤسسات.

– الثالث يشمل الاتفاق على الخطوات التي ستسمح باستئناف الحوار السياسي، ومنها الخطط التنفيذية للإطار العام للمشاورات.

– الرابع يتضمن الخطوات المقبلة التي تتبع المفاوضات، كتشكيل مجموعات عمل لدعم التوصل إلى اتفاق شامل، وأخرى لإعادة الإعمار.

ويعقد الاجتماع في منشأة خاصة تحت إشراف الأمم المتحدة، ويحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى مقر الاجتماعات.

مساعدات إنسانية
ومن العاصمة القطرية الدوحة التي وصلها الأحد الماضي، قال رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح إن "على الحوثيين تسليم أسلحتهم وترك المؤسسات الحكومية تعمل لإعادة الشرعية وفرض الأمن والاستقرار في البلاد".

ويحتاج اليمن بشدة إلى وقف إطلاق النار، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 80% من السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الأطراف المتحاربة في اليمن وعدتها "بحركة غير مشروطة" للإمدادات والفرق الطبية في ظل الهدنة.

وقال ممثل المنظمة في اليمن أحمد شادول إن 19 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية في عدن وصنعاء ستتحرك الثلاثاء لبدء التوزيع في أنحاء متفرقة من البلاد.

وتوقع نقل نحو 150 طنا من الإمدادات من مخازن المنظمة في جيبوتي إلى صنعاء يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على أن تنقل إلى موانئ يمنية أخرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات