تدمير 45 منزلا في رفح وواشنطن تواصل ضغطها على عرفات
ـــــــــــــــــــــــ
الاحتلال يدمر 45 منزلا في رفح وسط إطلاق كثيف للنيران من الرشاشات الثقيلة
ـــــــــــــــــــــــ
باول يتصل بعرفات هاتفيا ويطلب منه الإسراع بتقديم تفسير لشحنة الأسلحة التي ضبطت في البحر الأحمر الأسبوع الماضي
ـــــــــــــــــــــــ
مسؤول أمني فلسطيني يتهم دولا عربية وإسلامية لم يسمها بدعم جزء من حركة حماس لتقويض السلطة الفلسطينية ومشروعها السياسي
ـــــــــــــــــــــــ
أعربت الولايات المتحدة عن قناعتها أن للرئيس الفلسطيني وعددا من معاونيه ضلع في محاولة إدخال أسلحة إلى مناطق السلطة، وفي تلك المناطق بدأت قوات الاحتلال توغلا جديدا في منطقة رفح ودمرت 45 منزلا بحجة الرد على الهجوم الفدائي الذي تعرض له موقع عسكري أمس في غزة.
من جانبها اتهمت السلطة الفلسطينية من وصفته بجزء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمحاولة تقويض محاولاتها لتهدئة الأوضاع مع الحكومة الإسرائيلية، وقالت إن أمر شن هجوم فدائي ضد موقع عسكري إسرائيلي صدرت من الخارج، وهددت بشن حملة ضد من يهدد ما وصفته بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
توغل في رفح
فقد أفادت مصادر أمنية وشهود عيان فلسطينيون اليوم أن قوات الاحتلال تصحبها دبابات وجرافات عسكرية بدأت وسط إطلاق للنار عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة. ويأتي هذا التطور بعد أن توعدت إسرائيل بالرد على العملية الفدائية ضد موقع عسكري إسرائيلي جنوبي غزة.
وأكدت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال بدأت "عدوانا جديدا" على رفح جنوبي قطاع غزة، وأشار شهود في المنطقة إلى أن "أكثر من عشر دبابات وجرافات وآليات عسكرية ثقيلة توغلت في آراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية في مخيم (بلوك أو) برفح وبدأت عملية تجريف لمنازل المواطنين".
وأوضح الشهود أنهم "سمعوا صوت صراخ نساء وأطفال اضطروا لمغادرة منازلهم ونداءات استغاثة في المخيم".
ولم تتوفر معلومات دقيقة عما يجري غير أن أنباء قالت إن قوات الاحتلال دمرت 45 منزلا في المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال دمرت موقعا للأمن الفلسطيني في رفح. كما اقتحمت ثلاثة مواقع لقوات الشرطة البحرية الفلسطينية في خان يونس ورفح قبل أن يحتلها وتتمركز قواته فيها.
تداعيات العملية الفدائية
وتأتي هذه التطورات في وقت تبنت فيه كتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما فدائيا في غزة أسفر عن مقتل أربعة جنود للاحتلال. وقالت الكتائب في بيان إنها تعلن "مسؤوليتها عن العملية البطولية التي قام بها المجاهدان البطلان الشهيد عماد أبو رزق والشهيد محمد عبد الغني أبو جاموس اللذان نابا عن الأمة العربية والمسلمة في واجب الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وأرض فلسطين العربية المسلمة".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جورج بوش أدان الهجوم الذي تسبب في مقتل أربعة جنود إسرائيليين وحث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على اعتقال منفذيه. وقال المتحدث آري فليشر "أدان الرئيس هجوم حركة حماس الإرهابية اليوم، وهو أمر يدعو للقلق بوجه خاص لأنه يجيء في وقت هدأ فيه الوضع نسبيا وتعمل الولايات المتحدة بشكل مكثف… لمساعدة الجانبين على تحقيق سلام دائم".
وأضاف المتحدث أن الرئيس بوش يطلب من عرفات القيام بخطوات عاجلة لاعتقال "قادة الإرهاب وأن يفكك شبكة الإرهاب الموجودة في المنطقة".
شارون يتهم عرفات
وقد حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية الهجوم، وأبلغ الصحفيين أن مجلس وزرائه الأمني المصغر سيجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لإعادة النظر في السياسة تجاه السلطة الفلسطينية بسبب هذه العملية, وبسبب ضبط سفينة في الأسبوع الماضي تقول إسرائيل إنها كانت تحمل شحنة أسلحة في طريقها للفلسطينيين.
وقال شارون للصحفيين في بداية اجتماع وزاري أمني "الضربة الإرهابية اليوم كانت استمرارا للضربات الإرهابية التي تقع نتيجة للإستراتيجية الإرهابية التي بدأها عرفات، والعملية نفذتها عناصر في التحالف الإرهابي الذي أنشأه عرفات".
وأضاف "نحن نعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة تماما عما حدث، وبالطبع خلال أيام قلائل سيتعين على مجلس الوزراء أن يجتمع ويقرر ما ستكون عليه سياسته تجاه السلطة الفلسطينية وما سيتعين على إسرائيل اتخاذه من خطوات ضدها".
تفسير لشحنة الأسلحة
على صعيد آخر قال مسؤول أميركي إن لقاء مع وفد إستخباري إسرائيلي عقد في واشنطن أقنع الإدارة الأميركية بتورط السلطة الفلسطينية في محاولة تهريب شحنة الأسلحة.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير كولن باول دعا الرئيس الفلسطيني إلى الإسراع بتقديم تفسير لشحنة الأسلحة التي ضبطت في البحر الأحمر الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر إن باول تحدث هاتفيا إلى ياسر عرفات هذا الصباح وذكره بالخطورة التي "نوليها لهذه المسألة والحاجة الملحة لتقديم تفسير كامل".
وأشار باوتشر إلى أن عرفات أكد مرة أخرى أنه ليس ضالعا في شحنة الأسلحة التي تقول إسرائيل إن السلطة الفلسطينية هي التي رتبت لها. وقال المتحدث إن الولايات المتحدة تنظر لمسألة شحنة الأسلحة بشيء من الإلحاح. وأضاف "أي شيء يريدون قوله يجب عليهم قوله سريعا".
اتهام فلسطيني
في هذه الأثناء اتهم مسؤول أمني فلسطيني رفيع المستوى "جزءا" من حركة حماس بالعمل على تقويض السلطة الفلسطينية، معتبرا أن أوامر تنفيذ هجوم الأربعاء جنوبي إسرائيل جاءت من الخارج وأن "دولا عربية وإسلامية تقف وراء" هذه المجموعة من حركة حماس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "جزءا من حركة حماس في الخارج مدعوما من دول عدة عربية وإسلامية يعمل على تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية والمشروع السياسي" الذي تعمل على تحقيقه. وأوضح المسؤول أن بعض هذه الدول يقدم المال, والبعض الآخر التدريب العسكري والسلاح, وأن هدفها "المزايدة على السلطة الفلسطينية".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن ثمة تباينا في وجهات النظر بين قيادة حماس في الداخل وقيادتها في الخارج. وقال "في الوقت الذي نحاول نحن فيه تثبيت ورقة تينيت وتوصيات ميتشل, جاءت هذه العملية لتعطي لرئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون أسبابا للقيام بعملية اغتيال للانتقام من حركة حماس, ويقومون هم (عناصر حماس) بدورهم بالرد".
وقد أكد عضو القيادة السياسية في حركة حماس الشيخ تيسير عمران أن حركة حماس لم تخرج عن بيانها بوقف العمليات المسلحة وعن الوحدة الوطنية. وتساءل "هل الشعب الفلسطيني قرر وقف المقاومة, فشرط سبعة أيام هدوء هو من شارون, ومن قال إن الشعب الفلسطيني يجب أن ينصاع لأوامر شارون وهل هناك اتفاقيات؟ حتى الاتفاقيات لا تنص على تهدئة سبعة أيام!".