ماذا يجري بسجن المسكوبية الإسرائيلي بالقدس؟

سجن المسكوبية - القدس
دراسة مؤسسة الضمير شملت أطفالا ونساء تعرضوا للتعذيب والإهانة والشبح والمنع من النوم (مواقع إلكترونية)

66.3% من المعتقلين الفلسطينيين تم تعصيب عيونهم خلال مرحلة الاعتقال والنقل إلى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس، و 75% قيدوا بقيود بلاستيكية بأيديهم وأقدامهم، في حين تم الاعتداء بالضرب على 42.5% منهم، وضرب 28.8% بالأقدام و33.8% عن طريق الأيدي، و10% بواسطة السلاح.

هذه بعض نتائج دراسة أعدتها مؤسسة الضمير الحقوقية الفلسطينية بخصوص الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين تم التحقيق معهم بمركز تحقيق المسكوبية، ووصفتهم بفاقدي الحماية القانونية التي يوفرها القانون الدولي الإنساني.

تسلط الدراسة -التي حملت عنوان "كنت هناك.. دراسة حول التعذيب في مركز تحقيق المسكوبية"- الضوء على ما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون من أساليب تحقيق وتعذيب وسوء معاملة في المسكوبية.

واشتملت العينة على 83.7% من الذكور و16.3% من النساء، وعمريا شكلت الفئة بين 13-17 عاما 22.5% من العينة، و62.5% ما بين 18-29 عاماً، و15% 30 عاما فأكثر.

تعذيب ممنهج
واستهدفت الدراسة مركز التحقيق كاملاً من زنازين وغرف تحقيق ومحاكم، وذلك لإعطاء صورة شاملة ودقيقة ومفصلة لمنظومة القهر والقمع الإسرائيلية التي تستهدف -وما زالت- المعتقلين الفلسطينيين لتحطيمهم، وعزلهم عن العالم الخارجي والمنع من لقاء محام لفترات طويلة، إذ منعت 54.8% من العينة المرصودة من لقاء محام لمدة أسبوعين فما أكثر.

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي إخضاع الأسرى الفلسطينيين لظروف غاية في الصعوبة أثناء اعتقالهم، بشكل لا يتوافق مع أي من المعايير الدولية أو الإنسانية، وفق المؤسسة.

وتذكر الدراسة أن العديد من الأسرى يتم تركهم بالعراء لساعات أثناء اقتيادهم لمسافات طويلة في الحر الشديد أو البرد القارس، و48.8% منهم تعرضوا للشتم والإهانة و30% تعرضوا للتهديد.

وتقول مؤسسة الضمير إن جميع هذه الظروف تمثل جزءا لا يتجزأ من منهجية واضحة لكسر إرادة المعتقل قبل وصوله إلى مرحلة التحقيق لتسهيل عملية نزع الاعترافات والمعلومات من المعتقلين خلال التحقيق.

 وفي فترة التحقيق، تؤكد أنه تعرض 59.5% من المعتقلين الفلسطينيين للشبح على كرسي لساعات طويلة، وتعرض 30.8% للاعتداء الجسدي عن طريق الضرب خلال التحقيق، ومنع 59.5% منهم من النوم.

وأكدت الدراسة تعريض 45.5% من الأطفال للشبح على كرسي، وتهديد 40.9% من الأطفال في العينة المستهدفة بإيذاء الأهل.

وقالت إن محققي جهاز مخابرات الاحتلال ليسوا وحدهم من يشارك في هذا التعذيب والمعاملة القاهرة بحق المعتقلين الفلسطينيين، بل باقي الأجهزة الإسرائيلية من شرطة وجيش وغيرها تشترك وتسهل على جهاز "الشاباك" مهمته.

تواطؤ متكامل
جهات عدة تشترك في التواطؤ مع جهاز المخابرات الإسرائيلي -وفق الدراسة- بينهم جهة الاعتقال التي تقوم بالاعتداء على المعتقلين وتنهك أجسادهم ونفسيتهم قبل الوصول إلى مركز التحقيق، والأطباء والسجانون وقضاة المحاكم الذين يطيلون أمد الاعتقال بتمديد فترة التحقيق.

وتضيف الدراسة أن 58.8% من الحالات تم اعتقالها بعد قيام جنود الاحتلال باقتحام منازلهم في جنح الظلام أو ساعات الفجر الأولى، و75% انتزعوا من بيوتهم وأسرتهم، و10% تم سحلهم من الشوارع.

وعمل فريق مؤسسة الضمير من محامين وباحثين ميدانيين وقانونيين على جمع المعلومات من 138 فلسطينيا حقق معهم بمركز تحقيق المسكوبية بين الأعوام 2015 وحتى نهاية 2017، كما أجريت مقابلات معمقة مع أسرى محررين، وقد صممت استمارة كمية شاملة مخصصة لرصد الانتهاكات بمراكز التحقيق.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية