3700 مستوطن اقتحموا الأقصى الشهر الماضي

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى اليوم
ارتفاع ملحوظ في أعداد مقتحمي المسجد الأقصى هذا العام مقارنة مع العام الماضي (ناشطون)
سجل أبريل/نيسان الماضي ارتفاعا ملحوظا في أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، حيث تجاوز عددهم 3700 مقتحم.

وذكرت إحصائية أعدها ونشرها اليوم مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن 3747 مستوطنا -بينهم طلاب "الهيكل المزعوم" وعناصر من جيش الاحتلال- اقتحموا الأقصى خلال أبريل/نيسان.

ووفق مركز القدس، فقد شهد منتصف أبريل/نيسان أعيادا يهودية استغلتها جماعات "الهيكل المزعوم" للتحريض على اقتحام الأقصى، وتأدية طقوس تلمودية، الأمر الذي شهدته باحات الأقصى فعلا تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال والوحدات الخاصة.

وطالت انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى عددا من العاملين فيه من حراس ومعتكفين ومدافعين عنه، حيث اعتقل حارس الأقصى عرفات نجيب، خلال محاولته الدخول إلى المسجد من جهة باب حطة في 18 من الشهر نفسه.

كما استدعت مخابرات الاحتلال أربعة من حراس المسجد، بجانب عرفات، للتحقيق معهم بمركز اعتقال وتوقيف "القشلة" في باب الخليل بالقدس القديمة، وهم: حمزة النبالي، ولؤي أبو السعد، وخليل الترهوني، وفادي عليان، وسلمت اثنين منهم قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال في 21 من الشهر نفسه المقدسي رائد الزغير أحد موظفي لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الإسلامية في القدس من مكان عمله داخل المسجد الأقصى المبارك.

وفي قراءته للأرقام، أشار المركز إلى تصاعد مستمر في نسبة الاقتحامات، حيث يشهد كل شهر من عام 2018 زيادة بنسبة تصل إلى 30% عن الشهر المقابل من عام 2017، موضحا أن مجموع الاقتحامات في عام 2017 وصلت إلى ثلاثين ألفا، أي بمعدل 2500 شهريا، مرجحا أن يرتفع الرقم إلى أكثر من أربعين ألفا في العام الجاري، مع أنه لم يزد عن ستة آلاف عام 2009.

 وأشار مدير مركز القدس عماد أبو عوّاد إلى التراجع في تغطية هذه الاقتحامات، كأن الأمر أصبح اعتياديا، مضيفا أن هناك خُبُوا في الخطاب الأردني الوصي على الأقصى، مرجحاً أن يكون ذلك "ضمن السياسة العامة، التي تقودها بعض الدول، والتي تهدف إلى إخماد صوت الحق الفلسطيني، المؤكد على حقوقه التاريخية في القدس".

وفي ظل الحملة الأميركية المهوّدة للقدس، حذر أبو عوّاد من خطورة ما ينتظر الأقصى إذا استمرت الهجمة الحالية، دون أن يكون هناك حراك حقيقي، وموقف رسمي محلي وعربي جاد.

من جانبه، حذر الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي من وجود أوساط يمينية كأمناء الهيكل، ورجال الهيكل وغيرهما، واللذين يضغطون باتجاه السماح لهم بالصلاة وأداء الطقوس الدينية في باحات المسجد الأقصى، مشيرا إلى تمكن الكثير من المجموعات من ذلك، بفعل الأعداد الكبيرة في الاقتحام الواحد، وفي ظل تجاهل الشرطة الإسرائيلية هذه الانتهاكات.

 ونوّه الريماوي إلى أنّ اليمين المتطرف الذي يسعى لبناء الهيكل المزعوم، بعد أن أنجز بناء المذبح وأعدّه للنقل للمسجد، يلقى دعما ومساندة كبيرة من متطرفي اليمين في الكنيست، وتحديدا حزب البيت اليهودي، الذي يرى التيارات اليمينية المتطرفة خزانه الانتخابي.

 وأضاف الريماوي أن المخطط الاحتلالي في تهويد المسجد الأقصى يسير وفق الخطط المرسومة، محذرا من أن استمرار الهجمة دون حراك، على كافة الأصعدة، سيفتح شهية اليمين للمزيد من التدنيس.

المصدر : الجزيرة