كريم يونس.. 12 ألف يوم من الأسر

صورة لعميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس.

عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، اعتقل على خلفية اتهامه بالمشاركة في قتل جندي إسرائيلي، جرت محاولات عديدة للإفراج عنه ضمن صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين، ولكن الاحتلال ظل يرفض ذلك ويتمادى في اعتقاله بدعوى أنه مواطن إسرائيلي، حتى صار أقدم أسير سياسي على مستوى العالم.

المولد والنشأة
ولد كريم يونس يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1956 في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بفلسطين المحتلة عام 1948.

الدراسة والتكوين
درس كريم يونس المرحلة الابتدائية في قريته عارة، ودرس الثانوية بمدرسة الساليزيان في الناصرة، وواصل دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بن غوريون في النقب.

وفي 6 يناير/كانون الثاني 1983 وبينما كان يحضر إحدى المحاضرات التعليمية في الجامعة تم اعتقاله، ليبدأ منذ ذلك اليوم رحلة اعتقال ربما لم يتوقع أحد وقتها أن تستمر عقودا من الزمن.

ومع طول فترة الأسر ومعاناة البعد عن الأهل، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.

قصة الأسر
يعتبر كريم يونس -عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب- أقدم أسير سياسي في العالم، فقد أمضى حتى الآن (2017) 35 عاما في السجون الإسرائيلية بتهمة المشاركة في قتل جندي إسرائيلي.

ويحكي فيلم "مؤبد مفتوح" الذي أنتجته مفوضية شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بالتعاون مع تلفزيون فلسطين، وعرض لأول مرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية؛ في خمسين دقيقة قصة اعتقاله، حيث تقول والدته (84 عاما في العام 2017) إن العائلة بحثت عن ابنها كريم لشهور -بعد اعتقاله- حتى عثرت عليه في سجن عسقلان، ومن يومها تنقّل في كافة السجون الإسرائيلية، وكانت تزوره في بداية اعتقاله وهو مقيد اليدين والقدمين.

وتضيف الوالدة أن العائلة طرقت كل الأبواب لتحريره، وجهزت له بيتا وحلمت بعرسه منذ ثلاثة عقود من الألم، قضتها حزنا وبكاء عليه.

ويقول صديقه الأسير السابق جبر وشاح من غزة إن ما يؤلم كريم ليس ثلاثين عاما في الأسر وليست السنوات التي قد تأتي، ولكن خوفه أن تموت أمه وهو لا يزال أسيرا.

ويتابع وشاح أنه أدرك أن صديقه الأسير يستمد قوته من والديه، ورغم 34 عاما قضاها في الأسر فإن السجن لم يسكن قلبه، "وهو مناضل استلهم الكثيرُ من الأسرى القوة والعزيمة منه".

وكان يُفترض أن يفرج عنه ضمن ثلاثين أسيرا، بينهم 14 من الأراضي المحتلة عام 1948، وهم ممن اعتقلوا قبل توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993، غير أن الاحتلال رفض الإفراج عنهم. ورغم ذلك، فقد جهزت له والدته بيتا، وعاشت العائلة هذه المرة أملا كبيرا بالإفراج عنه.

وكاد يونس أن يتحرر ضمن صفقة الإفراج التي شملت آلاف الأسرى الفلسطينيين عام 1985، لكن الاحتلال تراجع وأنزله من حافلة الأسرى المفرج عنهم في آخر لحظة.

وكان الأسيران يونس وابن عمه ماهر قد واجها حكما بالإعدام لكنه خفف إلى المؤبد المفتوح، وفي العام 2015 حددت سلطات الاحتلال المؤبد لهما بأربعين عاما بعدما استغل محاميها توجها إسرائيليا لتحديد حكم المؤبد للسجناء عامة.

ومن المقرر أن يفرج عن كريم وماهر يونس مطلع العام 2023، ووقتها سيكون عمر كريم (65 عاما) ويكون حينها قد أتم أربعين عاما في الأسر. وإلى حدود العام 2017، يكون كريم يونس قد قضى أكثر من 12 ألف يوم من الأسر داخل سجون الاحتلال.

وتقول والدته في فيلم "مؤبد مفتوح" إنها لا تخاف عليه "فكلما تقدمت السنوات، يصير كريم حرا أكثر"، لكنها تخاف أن لا تلقاه في لحظة حريته الأولى خارج السجن. وعندما توفي والده عام 2007، لم يسمح الاحتلال له بالمشاركة في تشييع جنازته.

المؤلفات
أصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية