القمم الإسلامية و فلسطين.. من الدعوة للجهاد للإدانات

مدونات - قمة منظمة التعاون الإسلامي عن من أجل القدس
قادة دول إسلامية في قمة طارئة خصصت لموضوع القدس في إسطنبول (رويترز)

حضرت القضية الفلسطينية والقدس خصوصا في كل القمم التي عقدتها منظمة المؤتمر الإسلامي، بشكل دوري أو استثنائي، لكن اللهجة الواردة في البيانات الختامية اختلفت حدتها من أوائل القمم إلى ما تلاها، فمن الدعوة إلى الجهاد من أجل تحرير القدس، إلى الاكتفاء بالشجب والتأكيد على أهمية القدس في الوجدانين العربي والإسلامي.  

وعقدت أول قمة إسلامية في العاصمة المغربية الرباط يومي 22 و25 سبتمبر/أيلول 1969، بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحرق المسجد الأقصى، أكد المشاركون خلالها إدانتهم لحرق المسجد الأقصى، ورفضهم أي حل للقضية الفلسطينية لا يكفل لمدينة القدس وضعها السابق لأحداث يونيو 1967.

"دعوة للجهاد"
وفي مؤتمر القمة الإسلامي الثاني الذي عقد في لاهور الباكستانية من 22 إلى 24 فبراير/شباط 1974 ، أكد المشاركون على تمسك المسلمين القوي بمدينة القدس، وهي بالنسبة لهم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وطالبت القمة بانسحاب إسرائيل الفوري من القدس الشريف، وقالت إن إعادة السيادة العربية على المدينة المقدسة شرط أساسي لا بد منه لأي حل في الشرق الأوسط، وإن أي حل لا يعيد هذا الوضع إلى ما كان عليه لن يكون مقبولاً من البلدان الإسلامية، كما رفضت أي محاولة لتدويل وضع المدينة.

وقرر المشاركون في القمة مواصلة الكفاح في سبيل تحرير القدس والحفاظ على مقدساتها، وتمسكوا بأن لا تكون موضعاً لأي مساومة أو تنازلات.

وجاء مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في مكة المكرمة بالسعودية بين 25 و28 يناير/كانون الثاني 1981، وخصص لقضية فلسطين والقدس، ليتبنى خيار "الجهاد المقدس"، حيث أعلن في البيان الختامي "الجهاد المقدس لإنقاذ القدس الشريف ونصرة الشعب الفلسطيني وتحقيق الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة".

واعتبرت القمة أن "إعلان الجهاد المقدس كواجب على كل مسلم ومسلمة فرضته شريعة الإسلام وتقاليده المجيدة لذلك فجميع المسلمين المقيمين في البلاد الإسلامية وفي خارجها مدعوون لتأدية هذا الواجب والمساهمة فيه كل حسب قدرته واستطاعته مرضاة لله عز وجل وتأدية لواجب الأخوة الإسلامية وخدمة للحق".

وتوالت القمم الإسلامية في مدينة الدار البيضاء المغربية من 16 إلى 19 يناير/كانون الثاني 1984، وفي داكار عاصمة جمهورية السنغال من 9 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول 1991، وفيهما أكد القادة على التزام الأمة الإسلامية بالطابع العربي الإسلامي لمدينة القدس، وبالعمل على إعادتها إلى السيادة العربية.

ودعا المشاركون في قمة دامار أيضا جميع دول العالم إلى الامتناع عن إقامة سفاراتها وممثلياتها في مدينة القدس الشريف تعبيرا عن اعتراضها لضم إسرائيل للمدينة المقدسة.

"إقفال البعثات"
وفي القمة الإسلامية الثامنة التي عقدت في إيران من 9 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول 1997، دعا المشاركون المجتمع الدولي وخاصة الدولتين الراعيتين لمؤتمر السلام لحمل إسرائيل على عدم إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدينة القدس خلال المرحلة الانتقالية والامتناع عن أي عمل أو إجراء قد يكون من شأنه المساس بنتيجة مفاوضات الوضع النهائي للمدينة.

وحثت القمة الدول الإسلامية التي شرعت في اتخاذ خطوات تجاه العلاقات مع إسرائيل في إطار عملية السلام إلى إعادة النظر في هذه العلاقات، بما في ذلك إقفال البعثات والمكاتب إلى أن يتم انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

وبالتزامن مع انتفاضة الأقصى والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، عقدت الدول الإسلامية دورة "انتفاضة الأقصى" يومي 12 و13 نوفمبر/تشرين الثاني 2000 في العاصمة القطرية الدوحة، انتهت ببيان ختامي دعا دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف فور إعلان الدولة على الأرض الفلسطينية.

كما دعا إلى الالتزام بتطبيق أحكام المقاطعة الإسلامية ضد إسرائيل، ودعا قادة دول العالم بالالتزام بقرار مجلس الأمن 478 ( 1980 ) الذي يدعو إلى عدم نقل البعثات الدبلوماسية إلى مدينة القدس، وأعرب القادة عن إدانتهم ورفضهم للقرارات الصادرة عن الكونغرس الأميركي والتصريحات الأميركية الداعية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها والتي تعد انتهاكا صارخا للقرار 478 وتحدياً سافرا لمشاعر المسلمين والمسيحيين في العالم.

وأكد القادة عزمهم على قطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل .

"إدانات وشجب"
وتغيرت لهجة البيانات الختامية للقمم التي عقدتها لاحقا الدول الإسلامية، وبات القادة يكتفون بالإدانات والتنديدات والتأكيد على هوية القدس العربية والإسلامية، ففي القمة العاشرة التي عقدت يومي 16 و17 أكتوبر/تشرين الأول 2003 في ماليزيا، أدان المشاركون سياسة إسرائيل الاستيطانية التوسعية، وأكدوا ضرورة العمل على وقف جميع أعمال الاستيطان والإجراءات والممارسات الإسرائيلية المخالفة لقرارات الشرعية الدولي.

بينما دعت القمة التي عقدت في مكة المكرمة يومي 7 و8 ديسمبر/كانون الأول  2005،إلى أنه " يجب بذل الجهود" من أجل استعادة مدينة القدس والمحافظة على طابعها الإسلامي والتاريخي، وتوفير الموارد الضرورية للحفاظ على المسجد الأقصى وباقي الأماكن المقدسة وحمايتها، والتصدي لسياسة تهويد المدينة المقدسة ودعم المؤسسات الفلسطينية فيها وإنشاء جامعة الأقصى في مدينة القدس.

كما أكد المشاركون في القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة التي عقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في مارس/آذار 2016 على ضرورة توحيد الجهود لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، والعمل على حماية قدسية ومكانة الأقصى الشريف، ودعم المقدسيين وعامة الفلسطينيين.

ونفس مواقف الإدانة والشجب توالت في قمم منظمة المؤتمر الإسلامي اللاحقة، في انتظار ما ستفسر عنه قمة إسطنبول الطارئة التي عقدت في 13 ديسمبر/كانون الأول 2017 لبحث موضوع الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من نفس الشهر..

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية