بلا حدود

بيغوفيتش: البوسنة والهرسك أقوى.. وستنضم للاتحاد الأوروبي

تحدث عضو مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك باكر علي عزت بيغوفيتش في حلقة “بلا حدود” عن الأوضاع السياسية ببلاده والتحديات الاقتصادية التي تواجهها والعلاقات مع العالمين العربي والإسلامي.

توقع عضو المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك باكر علي عزت بيغوفيتش أن تنضم بلاده للاتحاد الأوروبي أثناء السنوات العشر المقبلة، مؤكدا أن البوسنة والهرسك أصبحت أقوى بعد حرب الإبادة التي شهدتها قبل عشرين عاما.

وتحدث بيغوفيتش في حلقة الأربعاء (15/7/2015) من برنامج "بلا حدود" عن الأوضاع السياسية في بلاده والتحديات الاقتصادية التي تواجهها والعلاقات مع العالمين العربي والإسلامي.

وبعد عشرين عاما من انتهاء الحرب في البوسنة والهرسك والتي لا تزال ظلالها باقية لدى من عايشوها أو تأثروا بها، يقول بيغوفيتش إن بلاده باتت اليوم بلدا مستقرا وحققت خطوات عملاقة أثناء العقدين الماضيين.

المحاكمة والقصاص
وبشأن محاكمة مجرمي الحرب في البوسنة والهرسك التي استمرت ثلاث سنوات وأسفرت عن مقتل الآلاف من مسلمي البوسنة أكد بيغوفيتش أن الجميع يشعر بالمسؤولية حتى أولئك الذين تعرضوا للإبادة الجماعية التي ارتكبت في نصف أراضي البلاد.

ورغم إقراره بأنه لم يتم إلقاء القبض على جميع الضالعين في الجرائم فإنه أكد أن المجرمين الرئيسيين تم إلقاء القبض عليهم، منوها بأنه في كل فترة يتم الإعلان عن إلقاء القبض على أحد المجرمين لتتم محاكمته في البوسنة والهرسك أو في لاهاي، مشيرا إلى أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم.

وشدد عضو المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك على ضرورة "استجماع قوانا على الدوام لمنع تكرار مثل هذا الشر، فالضعف يجعلنا فريسة للاعتداء علينا".

اتفاق دايتون
وردا على سؤال بشأن اتفاق دايتون الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك قال إن الاتفاق لم يساو بين المجرمين والضحايا، لكنه ساوى بين الأطراف المتحاربة، وأحدث توازنا بين من اعتدوا على البوسنة والهرسك ومن دافعوا عنها.

واعتبر أن الاتفاق كان مهما لأن الاهتمام في البداية كان منصبا على المحافظة على وحدة البلد ووقف القتال.

وأوضح أن هناك مساعي مستمرة لإدخال تعديلات على الاتفاق بما يخدم شعب البوسنة والهرسك، مشيرا إلى أن البلاد اليوم لديها قواتها المسلحة الموحدة وجهاز مخابرات واحد وقوات لحراسة الحدود.

الوضع الاقتصادي
وبشأن أسباب الوضع الاقتصادي الحالي في بلاده قال بيغوفيتش إن 10% من مواطني البوسنة والهرسك إما قتلوا في الحرب أو أصيبوا بإعاقات بالغة، وإن جزءا كبيرا من الميزانية يتم إنفاقه على رعاية هؤلاء وأسرهم.

وأضاف "نعالج الأمر تدريجيا، واقتصادنا بدأ يشتد عوده، وسنعمل على تقليص عدد الأقاليم والموظفين وابتكار هيكل إداري منخفض التكلفة".

وبشأن علاقات بلاده مع تركيا أوضح بيغوفيتش أن تركيا تمثل منظمة التعاون الإسلامي في الهيئة المعنية بتنفيذ اتفاق دايتون للسلام "ولدينا علاقات جيدة للغاية معها، واستثمرت كثيرا في ترميم تراثها الذي يعود إلى الحقبة العثمانية"، وقال إن أنقرة تساند البوسنة والهرسك بقوة في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورجح انضمام بلاد للاتحاد الأوروبي خلال فترة ما بين ثماني إلى عشر سنوات قادمة، وتوقع الانضمام لحلف الناتو قبل هذه المدة.

العالم الإسلامي
أما عن العلاقات مع الدول العربية والإسلامية فأكد بيغوفيتش أن هذه الدول أولت عناية بالغة بالبوسنة والهرسك اثناء فترة الحرب "وكانت لوالدي علاقات كبيرة مع هذه الدول في ذلك الوقت، لكن اليوم العالم العربي أصبح مشغولا بمشاكله ولم يعد مهتما بالبوسنة كما كان من قبل، ونحن منفتحون على تعاون أكثر كثافة".

واعتبر أن والده الرئيس السابق علي عزت بيغوفيتش واجه تحديات أكبر مما يواجه هو حاليا، وقال "كان والدي مفكرا وكاتبا في المقام الأول ثم اضطر لأن يكون سياسيا، وأجبر على أن يكون مقاتلا للدفاع عن هذا البلد".

وأضاف "تعلمت من والدي أن الصبر هو الرد السليم والأوحد على كل تحديات الحياة، فالمخرج موجود دائما ولا سبيل لفقد الأمل، يجب التوكل على الله والاعتماد على الناس الطيبين والأصدقاء في كل أنحاء العالم".