بلا حدود

تونج: مصر لا تريد حماس في السلطة

استعرضت عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة جيني تونج مواقف بعض الدول العربية تجاه العدوان على غزة، ودوافع هذه المواقف، كما تطرفت لدوافع الموقف الأميركي والأوروبي تجاه العدوان.

قوبلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بصمت وتواطؤ من المجتمع الدولي والدول الغربية وبعض الدول العربية التي أسهمت في فرض الحصار على القطاع وتجويع وقتل الشعب الفلسطيني.

عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة جيني تونج ذات الاحتكاك الواضح بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي، تحدثت بداية عن موقف الحكومة المصرية، الذي وصفته بـ"المحزن جدا"، وقالت إنها تمنت لو أن القاهرة "على الأقل" اختارت أن تقف على الحياد.

لكن تونج فسرت موقف الحكومة المصرية من العدوان الإسرائيلي على غزة بتنويهها بأن هذه الحكومة وصلت إلى سدة الحكم بعد الانقلاب على حكومة الإخوان المسلمين وسجن قادتهم، وأكدت أن هذه الحكومة لا تتعاطف مع المقاومة، ولذا تقف ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولا تريد لها أن تكون بالسلطة في قطاع غزة.

ووصفت تونج طلب الحكومة المصرية من الفلسطينيين بقبول المبادرة المصرية بالـ"سخيف جدا" فيما تجوّع القاهرة شعب غزة بإغلاق المعابر وتدمير الأنفاق.

وعدت الحديث عن نزع سلاح المقاومة مضحكا، وأكدت أن سلاح المقاومة خفيف وبدائي عند مقارنته بسلاح دولة تعد الرابعة في العالم من حيث القوة العسكرية.

ودعت المجتمع الدولي للتدخل وإجبار إسرائيل على الخروج من قطاع غزة، وكذلك الضغط على إسرائيل ومصر لفتح الحدود وتحرير الحركة والتجارة.

وطالبت الاتحاد الأوروبي بوقف العلاقات التجارية مع إسرائيل لإجبارها على فتح المعابر ورفع الحصار الذي استمر ثماني سنوات.

اللوبي اليهودي
ولفهم حقيقة المواقف الأوروبية والأميركية الرسمية من العدوان على غزة، قالت تونج إن اللوبي الممثل لإسرائيل الموجود بأميركا وبريطانيا له تأثير كبير على فرض وتطبيق السياسات وصناعة القرار السياسي، ولذا يتجنب العديد من القادة الاصطدام به حتى لا يستخدم هذا اللوبي نفوذه ضدهم ويمنع إعادة انتخابهم مرة أخرى.

لذا دعت تونج إلى ضرورة دراسة موقف الكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه اللوبي الإسرائيلي، رغم تأكيدها أن الشعب الأميركي سئم من دعم بلاده لهذا النظام المتوحش، وشددت على أن حشد الرأي العام الأميركي هو السبيل الوحيد لمنع الكونغرس من الموافقة على هذا الدعم.

وحثت البارونة على ضرورة تعرّف حقيقة الصهاينة الذين يمولون الحكومة الإسرائيلية ويعيشون في كل دول العالم ويحملون جنسية إسرائيل وجنسية أخرى، ولهم حق التمتع بالجنسية المزدوجة، وهو ما لا يتمتع به الفلسطينيون.

كما شددت على أهمية التفريق بين الرأي الشعبي ومواقف الحكومات في أوروبا، حيث إن الناس بدؤوا يقومون بتحركات ضد الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما يمكن أن يجعل الساسة الإسرائيليين يفكرون مرتين في المستقبل قبل القيام بأي عمل ضد غزة.

وبهذا الصدد نوهت بالكثير من المظاهرات العارمة التي شهدتها أوروبا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي، وللمطالبة بتقديم الدعم لغزة، كما أشارت إلى وجود الكثير من الدعوات في المملكة المتحدة لوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.

جنون نتنياهو
وأوضحت أن نتنياهو يبدو كمن أصابه الجنون، إذ تبدو الأعذار التي يطلقها من حين لآخر مثيرة للشفقة، ولكنها تكشف نية إسرائيل الحقيقية في التخلص من الشعب الفلسطيني.

ووصفت إحساسها الشخصي بشأن ما شاهدته من صور الجثث والأشلاء والجرحى بالأمر المروع الذي جعلها تشعر بالغضب والحزن الشديدين، وأدخلها في نوبات متكررة من البكاء.

كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في بدء التحقيق في هذه الحرب حتى قبل انتهائها، لأن إسرائيل انتهكت كل القوانين الدولية والمعاهدات الإنسانية باستمرار ولعشرات السنين، مؤكدة أن الحرب على غزة بدأت منذ أكثر من 40 عاما، إذ ظل المستوطنون يغتصبون أراضي الفلسطينيين ولا يدعونهم يعيشون عيشة طبيعية.

وتوقعت البارونة أن تطول هذه الحرب، وأكدت أن الفلسطينيين ينشدون الحرية أو الموت، وهذا ما يصعب الأمر على الإسرائيليين.