حديث الثورة

دلالات التسجيل المصور لعملية كرم القواديس بسيناء

حلقة السبت (15/11/2014) من برنامج “حديث الثورة” ناقشت دلالات التسجيل المصور الذي أعلنت فيه جماعة بيت المقدس مسؤوليتها عن هجوم كرم القواديس في شمال سيناء الشهر الماضي.

بثت جماعة أنصار بيت المقدس الناشطة في مصر عبر موقعها على تويتر وفي مواقع أخرى على الإنترنت، تسجيلا مصورا أعلنت فيه مسؤوليتها عن هجوم كرم القواديس في شمال سيناء الشهر الماضي والذي أودى بحياة 31 عسكريا.

وأظهر التسجيل لحظة تفجير الكمين بواسطة سيارة ملغومة، ثم قيام مسلحين بمهاجمة الجنود الذين نجوا من التفجير وقتلهم، والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر النوعية التي كانت موجودة في الموقع.

حلقة السبت (15/11/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت دلالات التطور النوعي في الأداء القتالي لمسلحي جماعة أنصار بيت المقدس، وعلاقة ما يحدث في سيناء بالمناخ السياسي الذي تشهده مصر منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

واعتبر مدير منتدى الحوار الإستراتيجي لدراسات الدفاع اللواء عادل سليمان أن العمليتين الأخيرتين في كرم القواديس وفي عرض البحر المتوسط نوعيتان، ولا يمكن أن تنفذهما إلا عناصر محترفة مسندة بتمويلات ضخمة وقدرات استخباراتية وملاذات آمنة في أرض سيناء.

جناح متخصص
وشدد اللواء سليمان على ضرورة إرساء جناح أمني مصري يكون على درجة عالية من التخصص في مواجهة العمليات الإرهابية، وعلى ضرورة القيام بعمل سياسي مجتمعي يحول دون وجود حاضنة شعبية للمسلحين في سيناء.

وذكر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن التركيبة المعقدة للتكتيكات العسكرية التي برزت في التسجيل المصور، لا يقدر على تنفيذها إلا تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار إلى تطور في المنطلقات الأيدولوجية لجماعة أنصار بيت المقدس من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى أولوية قتال العدو القريب، في إشارة إلى الجيش المصري.

وقال أبو هنية إن السلطات المصرية سلكت مطولا نهج الإنكار عندما سوقت لمقولة إن أنصار بيت المقدس فرع منبثق عن الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن الجماعتين تنتميان إلى طبيعتين مختلفتين.

أما الكاتب الصحفي مجدي شندي فذهب إلى القول إن الجيش المصري يخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب في سيناء، داعيا إلى استنطاق من يتم اعتقالهم هناك من أجل معرفة الجهات الأجنبية التي تقف وراءهم، وفق تعبيره.

رؤية خاطئة
ورأى شندي أن السلطات المصرية مجبرة على الخيار العسكري في سيناء، مقرا بأن التعامل مع السيناويين باعتبارهم مساعدين للإرهابيين يعكس رؤية خاطئة.

وخلص أستاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز خليل العناني إلى أن ما يحدث اليوم في سيناء نتيجة لمقدمات تهميش المواطن السيناوي، مضيفا أن حالة القمع السائدة في مصر من شأنها أن توفر بيئة مواتية تستثمرها الجماعات الإرهابية لاستقطاب مزيد من المريدين الناقمين واليائسين.

وفي السياق نفسه، رأى الخبير في شؤون سيناء حسام الشوربجي أن التهميش الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة لا يدفع باتجاه وجود حاضنة شعبية للجيش المصري في سيناء.

ودعا الشوربجي إلى ضرورة تنمية سيناء وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لسكانها لقطع الطريق أمام إيجاد حالة من الفراغ من الطبيعي أن تسعى الجماعات المسلحة إلى الاستفادة منها.