حديث الثورة

جدوى اتفاق حكومة الكفاءات اليمنية

ناقشت حلقة السبت (1/11/2014) من برنامج “حديث الثورة” جدوى مطالبة القوى السياسية اليمنية الرئيس ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة كفاءات وطنية وفقا للمعايير المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية.

قال الأمين العام للاصطفاف الشعبي اليمني صلاح باتيس إن توقيع الأطراف السياسية في اليمن على اتفاق تشكيل حكومة التكنوقراط يمثل خطوة إيجابية لقطع الطريق على من يريدون استمرار ما سماه "مسلسل التهريب في البلاد".

وكانت أحزاب ومكونات سياسية طلبت من الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح تشكيل حكومة كفاءات وطنية وفقا للمعايير المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية، وشددت على تبني المعايير المتفق عليها، وهي: النزاهة والكفاءة والتحلي بالخبرات اللازمة للحقائب الوزارية والالتزام بحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون والحياد في إدارة شؤون البلاد.

ووصف باتيس -في حلقة السبت (1/11/2014) من برنامج "حديث الثورة"- اتفاق القوى السياسية بأنه يضع الكرة في ملعب الرئيس لاتخاذ خطوة والبدء في تشكيل حكومة الكفاءات، مؤكدا وجود قائمة تضم عددا كبيرا من المرشحين لكافة الحقائب الوزارية مع ترك الحقائب السيادية لرؤية الرئيس.

وأكد أن الاتفاق "يعيد الثقة للرئيس وعليه التقاط الخيط لتشكيل حكومة فاعلة"، مشددا على أن حل مشاكل اليمن لن يأتي من الخارج.

وأضاف باتيس أن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين (التي تسمي نفسها جماعة أنصار الله) أدخل اليمن في نفق مظلم منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، وقد يواجه اتهامات سبق أن وجهها لخصومه في السابق.

مطلب شعبي
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الحافظ معجب أن حكومة الكفاءات "مطلب شعبي منذ أيام حكومة المحاصصة السابقة، والتي لم تجلب إلا الشر والوبال للبلاد"، مؤكدا أن حكومة التكنوقراط "مطلب سابق لأنصار الله (الحوثيين)".

وعبر معجب عن اعتقاده بأن "الحكومة سيكون فيها محاصصة سياسية ولكن بصورة مغايرة للسابق، حيث ستأتي الأحزاب بمرشحين متخصصين في أعمال الوزارات المختلفة بعكس السابق عندما كان يتولى الوزارات أشخاص ليس لهم علاقة بطبيعة الوزارة".

أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الزرقة فشدد على أن المشكلة ليست في الاتفاقات وإنما في هشاشة مؤسسات الدولة وغياب المؤسسية، لافتا إلى استحالة الحديث عن تشكيل حكومة دون دعم وإسناد شعبي.

وقال إن "هادي ليست لديه القدرة على اتخاذ القرار بعيدا عن المستشارين وضغوط القوى السياسية"، مضيفا أن تهديد الحوثيين -بإمهالهم الرئيس عشرة أيام لتشكيل الحكومة وإلا فسيتم الإعلان عن تشكيل مجلس إنقاذ عسكري- يعد "استهزاء باليمنيين وما تبقى من القيادة السياسية بالبلاد".

ورغم تأكيد الزرقة على أن هادي لا يملك أي صلاحيات حقيقية في الوقت الراهن، إلا أنه شدد على أن الحوثيين يقدمون أنفسهم كبديل لمؤسسات الدولة بقوة السلاح.

موقف الرئيس
وفي المقابل، أوضح عضو الهيئة الوطنية للرقابة على نتائج الحوار الوطني رياض ياسين أن الرئيس حافظ على مؤسسة الرئاسة قائمة متحديا الظروف التي تواجهها البلاد منذ أكثر من شهر، مؤكدا أن الرجل بإمكانه تشكيل الحكومة بسلاسة.

ووصف تهديدات الحوثيين بأنها "عنتريات تجنبت القيادة الرسمية للحوثيين المشاركة فيها"، مشددا على أن القوى الموقعة على اتفاق السلم والشراكة ملتزمة بإنجاحه.

وفي السياق، توقع القيادي في المؤتمر العام الشعبي ياسر اليماني فشل الحكومة القادمة كسابقتها بوصفها ستأتي في ظل سيطرة المليشيات على المؤسسات الأمنية والعسكرية في أنحاء متفرقة بالبلاد.

وقال اليماني إن الرئيس اليمني لا يستطيع إصدار قرار دون إذن عبد الملك الحوثي، مضيفا أن الحكومة ستأتي بأمر الحوثي، وعبّر عن أسفه لأن الحوثي أصبح الرئيس الفعلي للبلاد، بحسب قوله.

وشدد على أن أهم بند يجب تضمينه في أي اتفاق يجب أن ينص على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.