الشريعة والحياة

فضائل الشهر الكريم

لماذا يحدث جدل كل عام على بداية شهر رمضان ونهايته؟ وهل تقبل رؤية الهلال إذا خالفت الرؤية الفلكية؟ ولماذا لا يحدث توحيد لرؤية الهلال في الدول العربية؟ لماذا يعتبر الفلك قضية مرفوضة عند كثير من العرب؟ ما حكم الدين في ارتباط رمضان بالمظاهر غير الملتزمة بالشرع؟

مقدم الحلقة:

ماهر عبد الله

ضيف الحلقة:

عبد السلام العبادي: وزير الأوقاف والمقدسات والشئون الإسلامية السابق في الأردن

تاريخ الحلقة:

12/12/1999

– لماذا يحدث جدل كل عام على بداية شهر رمضان ونهايته؟
– هل تقبل رؤية الهلال إذا خالفت الرؤية الفلكية؟

– لماذا لا يحدث توحيد لرؤية الهلال في الدول العربية؟

– لماذا يعتبر الفلك قضية مرفوضة عند كثير من العرب؟

– ما الحكمة من شهر رمضان؟

– ما رأي الدين في ارتباط رمضان بكثير من المظاهر ذات الصبغة غير الروحية، وغير الملتزمة شرعاً؟

– ما حكم المسافر في رمضان؟

– هل الصيام يسبب الإجهاد؟

– ما أسباب حالة الخمول التي تنتاب الصائمين في رمضان؟

– ما علامات ليلة القدر؟وما مقدار زكاة الفطر؟

undefined
undefined

ماهر عبد الله: أعزائي المشاهدين، سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة) وتأتيكم هذه الحلقة في هذه الأمسية الرمضانية الجميلة من العاصمة الأردنية (عمان)، حيث نواصل الحديث عن فضائل ومكارم الشهر الكريم، ومكارم الصيام فيه، ولماذا اختصه الله سبحانه وتعالى، واختصته من بعد الأمة الإسلامية بهذه المكانة الخاصة؟

يسعدني أن يكون ضيفي لهذه الأمسية فضيلة الدكتور عبد السلام العبادي (وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، ورئيس قسم الفقه والتشريع في الجامعة الأردنية سابقاً، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي) والذي يتخذ من جدة مقراً له دكتور عبد السلام، أهلاً وسهلاً بك في برنامج (الشريعة والحياة).

د. عبد السلام العبادي: أهلاً بكم يا أخي، يا مرحب.


لماذا يحدث جدل كل عام على بداية شهر رمضان ونهايته؟

ماهر عبد الله: لو ابتدأنا من أحد الصفات اللي عرفناك بيها: أنك عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، يعني اسمه يوحي بأن هناك محاولة إسلامية للاجتماع على فقه ما، في رمضان في كل سنة يثور جدل على بداية الشهر، تباحثنا مع فضيلة الدكتور القرضاوي في الحلقة الماضية، وذكر لنا بعض الآراء، يعني كونك عضواً في هذه المجامع الدولية التي لا ترتبط بهذا القطر أو ذاك، لماذا لا تتفقون على طريقة ما لحسم بداية رمضان ونهايته؟

د. عبد السلام العبادي: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على رسوله الكريم، قبل أن أجيب على هذا التساؤل يعني يسعدني أن أرحب بك هنا في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية في هذا البرنامج الحيوي، الذي له امتداده، وله ثقله في التعريف بقضايا الشريعة، وعلاقتها بتنظيم الواقع الإنساني في كل مجالات الحياة.

ماهر عبد الله: حياك الله.

د. عبد السلام العبادي: حقيقةً طرحت قضيةً في غاية الأهمية، لأن أول ما يقال عنها، أنها مظهر من مظاهر وحدة الأمة التي حرصت الشريعة على ترسيخها وتعميقها.

وما أُقيم مجمع الفقه الإسلامي إلا ليكون هنالك فقه قائم على التقاء المسلمين على أساسيات، وأصول، وثوابت هذه الشريعة، وخاصة فيما يتعلق بمظاهر وحدتها، وفيما يتعلق بالقضايا، والوقائع المستجدة التي تواجه الأمة في كثير من المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، والثقافية، والسياسية في كل الحقول.

والحمد لله إنه تصدى هذا المجمع لكثير من القضايا، وكان من جملة القضايا التي تصدى لها هذه القضية، وأذكر أن.. أنه في دورته التي عقدت في عمان سنة 1986 كانت قضية إثبات الشهور القمرية..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب إلام توصلتم الآن؟


هل تقبل رؤية الهلال إذا خالفت الرؤية الفلكية؟

د. عبد السلام العبادي [مستأنفاً]: حقيقة الذي وصل إليه المجمع في توصياته في تلك الدورة خطوة على الطريق، الخطوة الأولى: كانت في ترجيحه أنه إذا ثبت الهلال في بلد من بلاد المسلمين على الأمة أن تصوم من منطلق أن الخطاب للأمة جميعاً "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وبالتالي عندما يثبت بالوجه الشرعي

–في بلد من البلاد الإسلامية- الهلال، فعند ذلك الخطاب يشمل الجميع، ويصبح الأمر في إطار إلزام الجميع، ولا تصبح قضية اختلاف المطالع خاصةً بعد أن ثبت في البحث العلمي أن هذا الأمر لم يعد مُثاراً، هذا نقطة.

النقطة الثانية كانت أنه لا بد أن يقام للحساب الفلكي دور على الأقل في مجال الاستئناس، وقد أثار كثير من الباحثين والدارسين أنه في تلك الدورة أنه لا بد

-في الواقع-من أن يكون هنالك توجه لرد الشهادة إذا جاءت مخالفة للواقع، فإذا كان هنالك قطع فلكي -يصل إلى درجة اليقين- بأن الهلال ليس متولداً، ليس في الأفق، فإذن كيف يقبل بعد ذلك شهادة تخالف الواقع، وتخالف القطع حتى في الواقع؟

ماهر عبد الله: يعني كأنك ذكرت هذه المسألة بعض الناس في الحلقة الماضية، اتصل بعض المشاهدين، وبعضهم كان يعني ذوي دراية بالموضوع، طبعاً الغالبية كانت تؤيد هذا الرأي الذي يحترم العلم، وإمكاناته الحديثة، لكن البعض فسر قوله صلى الله عليه وسلم: "اقدِّروا له قدره"، أنه يعني به إتمام شهر شعبان فقط ثلاثين يوماً، يعني هل هي فعلاً..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: نحن لا ندخل من هذا الباب، نحن نقول: نحن نحترم الشهادة، ونقول: أن الأساس هو الرؤية، لكن إذا جاءت الرؤية مخالفة للواقع، كأن يكون الهلال ليس متولداً، ويأتي من يشهد بأنه رأى الهلال، كيف يمكن أن نقبل هذه الشهادة؟ يعني وقد نص على ذلك كثير من العلماء، حتى العلماء السابقين، هنالك نصوص لابن تيمية في هذا الموضوع، إذا جاءت الشهادة بالهلال مخالفة للواقع ترد كأي شهادة، كأنْ يشهد بأن شخص فعل كذا، وأن فلاناً قد قُتل في ذلك الحادثة، وفلان موجود كيف نقبل هذه الشهادة؟!!

[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: قبل أن أستمر في هذا النقاش، لا بد لي أن أنوه -أنه في الإعلان عن هذه الحلقة- كانت تأتيكم أرقام الهواتف المعتادة في الدوحة، ونظراً لوجودنا في عمان اليوم فنرجو أن تنتبهوا، أو من أحب منكم أن يشارك أن ينتبه للأرقام التي ستظهر على الشاشة، وهي أرقام مختلفة عن الأرقام التي كانت قد أعلنت عليكم من قبل.

فضيلة الدكتور، لو رجعنا للموضوع، أنت ذكرت أن حسب الإقرار أن رؤية الهلال في بلد ما يجب -نظرياً- أن تكفي، ما نشاهده وأنا عشت في الغرب، كنا نصوم يوم الأحد، ويصوم بعضنا يوم الإثنين، وهناك مسلمون كانوا يبدؤون يوم الثلاثاء.

إذا كان بين علماء الأمة هذا الاتفاق على ضرورة توحيد الرؤية، باعتقادك لماذا لا يحصل في الواقع؟


لماذا لا يحدث توحيد لرؤية الهلال في الدول العربية؟

د. عبد السلام العبادي: سيدي، هذا يعني يحتاج إلى جهدٍ، أولاً –على مستوى لقاءات لوزراء الأوقاف على مستوى العالم الإسلامي – لابد أن تأخذ هذه القضية حجمها من الاهتمام، لأنه –كما قلت- أنها مظهر من مظاهر وحدة الأمة.

وإذا كان الأمر من الناحية الفقهية قد حُسِم، أن جمهور العلماء يقول: بإنه إذا ثبت الرؤية في بلد، على المسلمين جميعاً أن يصوموا، وأن القضية يستأنس بالحساب الفلكي، وأنه إذا كان هنالك قطع بأن الهلال ليس متولداً، لا يؤخذ بالشهادة، عند ذلك علينا في الواقع أن نولد أمرين من القناعة: القناعة الأولى بأن هذا هو الحكم الشرعي، وأن هذا هو رأي جماهير العلماء، وهذا يجب أن يتم بعملية لقاءات، وتعريفات علمية، واتصال بالمسؤولين في كل المستويات المعينين بهذا الأمر.

والأمر الآخر: هو أن نولد -أيضاً- عن علمائنا قطع بالمعرفة الفقهية، بأن هذه المعرفة.. المعرفة الفلكية بأن هذه المعرفة الفلكية معرفة وصلت -من التقدم العلمي- إلى درجة أنك تصل إلى درجة اليقين، فإذا توافر الأمران هذان عند ذلك -في ظني- أن القضية ستصبح سهلة في التطبيق، والممارسة.


لماذا يعتبر الفلك قضية مرفوضة عند كثير من العرب؟

ماهر عبد الله: يعني مسألة الفلك –للأسف- نتيجة ارتباط الفلك في أذهان العرب –في الثقافة العربية- بالتنجيم، أغلب الناس تذهب إلى عدم تصديق الفلك، لكن يعني يسرنا أن نسمع من فضيلة الدكتور القرضاوي الذي لا يمثل جهة رسمية الإصرار على موضوع الفلك، ومن حضرتكم أن موضوع الفلك يعني كجهة رسمية..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: واهتمام الأمة بالفلك معروف، يعني في الأوساط..

ماهر عبد الله[مستأنفاً]: فأرجو أن يتحول إلى ثقافة عامة، بحيث أن الناس لا تستغرب بالتعويل على الفلك، لو دخلنا..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: للاستئناس يعني، حتى تكون القضية واضحة، لكن الأصل هو الرؤية.


ما الحكمة من شهر رمضان؟

ماهر عبد الله [مستأنفاً]: نعم، الرؤية بلا شك، لكن مع تقدير العلم إثباتاً أو نفياً، لو عدنا إلى الشهر الفضيل نفسه، يعني الكثير من علمائنا كان يعتبر هذه فرصة، مرة في العام لتجديد الإيمان، لتجديد الروح يعني -باعتقادك- الهدف الأساسي ما هي الحكمة -في تصورك- من هذا الشهر الكريم؟

د. عبد السلام العبادي: يعني اسمح لي –أخ ماهر- يعني أنا أفهم القضية في ظلال النصوص الشرعية المتعددة، نحن نعلم أن الله –سبحانه وتعالى- قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، واستخلفه في هذه الأرض، وحمله وجانب إعمار هذه الأرض وفق شرعه ومنهاجه، وبالتالي جاءت شريعته لتمكن هذا الإنسان إن كان في مستوى التربية، والتوجيه، والإعداد، وإن كان في مستوى التسخير، والتهيئة لهذا الكون، ليكون قادراً على القيام بإعمار الأرض وفق هذا المنهج، وهذه الشريعة.

اعتبر كل ما يجري هو عبادة لله، لأن العبادة بمفهومها الشامل تعني إعمار هذا الكون، إعمار هذه الأرض وفق إرادة الله -سبحانه وتعالى- التي تقصد خير الإنسان بما جاء من شريعة، وبما جاء من أصول وقواعد.

هذا المفهوم الشامل للعبادة، هنالك مفهوم خاص للعبادة، هو مفهوم أداء الشعائر من صلاة، وصوم، وحج، وحتى الزكاة، وأدعية، وأذكار، وتلاوة للقرآن.

الصلاة والصوم محطات على طريق المؤمنين، لتجعلهم باستمرار في مستوى هذه المهام الكبيرة التي وكلت إليهم، مهمة الاستخلاف الإلهي للإنسان على الأرض، ولذلك أنا أفهم رمضان دورة تدريبية تعقد في كل عام كبرى، تعقد في كل عام للأمة ككل، لتجد في ظلال هذه الدورة أصنافاً من الإعداد والتوجيه، والتربية، والتدريب، بطريقة متميزة بعبادة ذات أبعاد خاصة، وصفات محددة تتميز فيها، أو تتصف بها بصفات مميزة عن العبادات الأخرى.

لذلك جاء التعبير في الحديث القدسي الذي يحدثنا فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -جل وعلا- (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به) حتى يبين المولى -جل وعلا- لِمَ يدع طعامه وشرابه وشهوته؟ لأجلي.

هنالك صناعة متكاملة للإنسان تحرره من كل مظاهر العبودية لغير الله

–جل وعلا- تصنع فيه الإرادة، تجعله في مستوى التحديات التي يواجهها في هذه الحياة، في مجال إعمار الأرض، وصناعة الحياة.

ماهر عبد الله: يعني.. يتبادر إلى الذهن رمضان هو الصوم، لكن الحقيقة فيه مجموعة عبادات، فيه حث شديد نبوي، وقرآني عليها، يعني لو فصلنا قليلاً في تلت معالم غير الصيام -كما إنه تحدثنا عن الصيام بالتفصيل في الحلقة الماضية

– ففي العادة قيام الليل، يفترض أن يكون الأفضل فيه أن يكون شخصانياً ومفرداً، لكن في رمضان تشذ هذه السنة عن القاعدة العامة، ويصبح التراويح صلاة جماعية يومية، باعتقادك فيه مغزى اجتماعي من أن يكون..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: بالضبط يا سيدي، هو أنت لو نظرت إلى المنهجية التي أشرت لها قبل قليل، التعامل مع الكينونة الإنسانية في.. في مجال هذا التدريب والتهيئة بشمولية، لذلك تجد في رمضان التعامل مع هذه الكينونة مادةً، وروحاً، وعقلاً، وتجد -أيضاً هنالك- تعاملاً مع هذا الإنسان باعتباره -أيضاً-فرد له صفاته الشخصية، وله علاقاته الاجتماعية، وبالتالي كانت حتى في عملية العبادة البعد الاجتماعي بعد ملحوظ في الغاية، بأكثر من صورة وهيئة.

أولاً: في صورة العبادة نفسها، من حيث قيام الليل، صلاة التراويح في المسجد، ومن حيث تذكر فئات المجتمع والاهتمام بهم، وبالتالي الشعور بآلام المحتاجين، وبالتالي يأتي عنصر الصدقة، ونلاحظ أن الأمر يتوج بيوم العيد، ويوم العيد كما عبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيوم الجائزة.

وأنا أقول:هو يوم التخرج من هذه الدورة التدريبية، التي يقف على رأسها (أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم) وبالتالي العنصر الاجتماعي يظل يتحرك في خلال الشهر باستمرار.

ماهر عبد الله: إذن في هذا الإطار معناه يمكن أن استبقت للحديث عن صدقة الفطر، لأنها قيمتها الاجتماعية أكبر شوية من التراويح، التراويح مجرد اجتماع، وألفة، وتواد، لكن الصدقة يعني فيها -فعلاً-..

د. عبد السلام العبادي: ترجمة عملية لهذا الموقف الاجتماعي.

ماهر عبد الله: لكن فيه حد غريب غير التراويح، غير صدقة الفطر، غير الصيام، فيه ترابط عجيب في الثقافة الإسلامية في ذهن المسلم بين رمضان والقرآن، كيف نشأ هذا التزاوج؟ ولماذا هذا الإصرار النبوي على الإكثار من التلاوة في رمضان تحديداً؟

د. عبد السلام العبادي: سيدي، أولاً: الوصف الإلهي الكريم لهذا الشهر (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، الذي ربط بين هذا الكتاب الكريم، وبين هذا الشهر العظيم هو نص الآية الكريمة، والمولى –جلا وعلا- فيما أنزل من وحي على رسوله، وبالتالي ارتبط في الذهنية المؤمنة هذا الأمر، بل تجلى ذلك في ذلك الإنزال المتميز في ليلة القدر (إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر).

الأمر الآخر: أن مراجعة الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- للقرآن كانت تتم في رمضان، فبالتالي واضح أن ارتباط هذا الشهر بالكتاب الكريم عملية في غاية الوثوق والتعلق، ومن هنا اعتاد المسلمون على زيادة صلتهم بكتاب الله في رمضان، وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على هذا الأمر بالذات.

ماهر عبد الله: يعني يبدو لي إن هي جزء من تكميل الصورة، حتى يكتمل أو تعم الفائدة بهذا الشهر، وبالنفع بما أسميته بالدورة يكون أكبر، لو يعني جزء من هذه الاحتفالية الإسلامية فيه تركيز على ما هو روحاني بالصلوات، بالصدقات، بالتلاوة، بالصوم الذي هو يعني اختص الله به نفسه، وقال: (أنا أجزي به)، لكن ما هو ملاحظ في حياة الأمة المسلمة أن هناك احتفاء صحيح برمضان، وهناك -بلا شك- قوم خُلَّص لله ، يحسنون استغلال هذه الدورة، أيضاً ارتبط الآن رمضان بكثير من المظاهر ذات الصبغة غير الروحية يعني تتسابق المحطات على الفوازير، يعني تختص رمضان بالمسلسلات.

البعض يحتج، والبعض يقول: أن المسلم بحاجة إلى تسلية فيه، باعتقادك أنت وين الرأي الأصوب؟


ما رأي الدين في ارتباط رمضان بكثير من المظاهر ذات الصبغة غير الروحية وغير الملتزمة شرعاً?

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي، المشكلة تنبع من أن هنالك ازدواجية في سلوك الأمة في كثير من الأحوال، وبالتالي..وهذا يعود إلى المرحلة التي تمر بها، وعملية الغزو الثقافي، و عمليات عدم وضوح الرؤية عند كثير من الذين يتصدون لعمليات التوجيه والتربية، لكن بوجهة نظري أن الأمر مناطه الوسطية والاعتدال، وأن الشريعة –أيضاً- تقيم للترفيه وزناً، وتقيم للترويح وزناً، لكن ضمن –أيضاً- منهجية تحافظ على الرسالة الأصلية، ولا تخرج عن الثوابت.

ولذلك رأينا يعني -قبل قليل- كنا نتكلم عن العيد، وعن أنه حفل التخريج، وكم جاءت من نصوصٍ تحث على أن يكون هناك فرح وحبور وسرور، وأن المسلم في شأنه.. (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)، و"روحوا النفوس ساعة بعد ساعة".

كل هذا الأمر مدعو إليه شرعاً، لكن نريد -في الواقع- أن نلاحظ الالتزام الشمولي في هذه القضايا من حيث الارتباط بهوية الأمة، وبثقافتها، وبحضارتها، وأن يكون لها الفرح المتميز، والحبور المتميز، وبالتالي نستطيع أن نعمل المسلسلات التي تكون -أيضاً- شادة للناس، مُروحة لهم، ولكنها -أيضاً- ليست عابثة، وليست -لا سمح الله- مخربة ومدمرة، و-أيضاً- نعمل المسابقات الثقافية، وأن ننوع بها وأن نوجد من نماذج التحرك في الأجهزة الإعلامية لأن حقيقة المؤسسة الإعلامية، وخاصة التلفزة يعني حجم هائل، أشبه ما تكون

كما عبر بعضهم أنها محرقة، وبالتالي تحتاج إلى إنتاج كثير، وإلى تنويع.

وهي تخاطب الإنسان بشمولية حياته، تخاطبه في ساعات طويلة، وليس في أوقات مجتزأة، وبالتالي لا بد أن يكون في البرامج -أيضاً- تنويع، وبالتالي هذه مسؤولية يحملها الإعلاميون المسلمون في أن يبدعوا في هذا الحقل ما يشد الناس، ويجعله في إطار النافع الخيِّر الذي يعود على الأمة بالمصلحة، والفائدة، و-لا سمح الله- لا يدمر، ولا يسبب إشكالات مخالفة لثوابت الشريعة وأصولها.

ماهر عبد الله: لو انتقلت بيك إلى حكم جزئي من أحكام الصيام، واللي أثاره

-حقيقة- مجموعة من الفاكسات كانت وصلت بعد الحلقة الأولى، ومنذ بدأنا الإعلان عن هذه الحلقة، كما أن قضية الأهلَّة لم يحسم أمرها بعد، الصيام والسفر لم يحسم أمره لأنه نحن في زمن يكثر فيه الحل والترحال، يعني الناس بعضهم.. منقسمين إلى قسمين: بعضهم يفضل (وأن تصوموا خير لكم)، ويفهمها على ظاهرها، والبعض يفضل للناس أن يفطروا إذا سافروا، باعتقادك الرأي الأصوب وين؟ ولا فيه بأس في اتباع أي من الرأيين؟


ما حكم المسافر في رمضان؟

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي، الواقع يعني فيه تبسيط للمسألة، يعني إذا كان الأمر يدخل في إطار الانتقال العادي الذي لا يعرض الشخص إلى مشقة بالغة، فنحن أمام عزيمة ورخصة، لأن الله –سبحانه وتعالى- يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وبالتالي متروك هذا الأمر إلى القرار الذي يتخذه المرء نفسه حسب ظروفه، وما يراه مناسباً لشخصه، إما أن يصوم وإما أن يفطر، وهو إن فعل ذلك مأجور، وإن فعل ذلك مأجور، لأنه استفاد –أيضاً- من رخصة أرادها الله جل وعلا.

لكن في بعض الأحوال إذا كان هنالك مشقة تعرض الإنسان للهلاك، ورحلة طويلة فيها معاناة، فالأصل الإفطار، وهذا فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-عندما توجه إلى مكة في صلح قبيل صلح الحديبية، في بداية الطريق ترك الأمر للمسلمين، فكان منهم الصائم، ومنهم المفطر، ولم يعيب صائمهم على مفطرهم، ولا مفطرهم على صائمهم.

لكن عندما وجد أن الأمر قد يكون فيه مشقة أفطر رسول -صلى الله عليه وسلم- وطلب من المسلمين أن يفطروا، وعندما لم يفطر المسلمون، بعضهم لم يفطر تمسكاً بالعزيمة بالأصل، عاتبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكرت بعض الروايات أنه وصفهم بأنهم (العصاة)، وفي رواية أخرى بأن.. بأنه (ذهب المفطرون بالأجور)، ولذلك الأمر حقيقة متروك ضمن هذا.. هذين المعيارين، الأصل عملية التخيير بين العزيمة والرخصة وفق الظروف التي يراها كل شخص، لكن إذا كان هنالك مشقة بالغة قد تعرض الإنسان للضرر، أو تفوت عليه مصلحة معتبرة، فإن الإفطار أوجب.

ماهر عبد الله: طيب لو، اسمح لي، أعود عوداً على بدء للسؤال الأول اللي سألناه، كان في المرة الماضية أُثيرت قضية، وبعدين جانا عليها بعض المكالمات، وكان تُعُرِّض لها بشكل ما أوفاها، أعتقد أنها أوفاها الدكتور القرضاوي عندما تحدث عن الإصرار الإسلامي على السنة القمرية، هناك من ينادي بالتحول إلى السنة الشمسية، مع الإبقاء على قمرية الشهور، وبالتالي يعني البحث عن مخرج لقضية الأحد عشر يوماً التي تختلف فيها السنتين.

[موجز الأنباء]

ماهر عبد الله: اسمحوا لي أن نتلقى بعض المكالمات من بعض الإخوة المشاهدين الذين انتظروا معنا كل هذه الفترة، واسمحوا لي أن أبدأ بالأخ منير أبي السمن، منير أبي السمن، الدكتور منير أبو السمن من الأردن اتفضل.

د. منير أبو السمن: السلام عليكم..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: تسمح لي -كونك طبيباً- أبدأك أنا بالسؤال!

د. منير أبو السمن [مستأنفاً]: اتفضل سيدي.


هل الصيام يسبب الإجهاد؟

ماهر عبد الله: يعني كونك طبيباً تكثر.. يكثر الكلام في رمضان عن الإجهاد والتعب، وفيه بعض الدول الإسلامية في بعض الأحيان كانت تحتج على الصيام بحجة أنه يؤثر على إنتاجية الإنسان، وعلى مقدرته على العمل، والتواصل، بحكم كونك طبيب هل تعتقد أن الصيام فعلاً يؤثر على إنتاجية الإنسان؟

د. منير أبو السمن: أولاً –اسمح لي أن أقدم (للجزيرة) ولبرنامج (الشريعة والحياة) كل التحيات، ولضيف هذه الحلقة فضيلة الدكتور العبادي، ولمقدم البرنامج الأخ ماهر يعني كل التحيات خصوصاً على الأسئلة الرائعة التي يتقدم بها دائماً، ومنها هذا السؤال.

الحقيقة يعني إذا أردنا أن نبسط الأمر، فتعريف الصيام طبياً، هو نفس التعريف الفقهي تقريباً، يعني طبياً اللي هو (…) بيسموه هو الحالة التي تلي الوجبة الأخيرة، يعني الإنسان لطبيعة الحال الذي يتناول وجبة لنقل الساعة يعني الثامنة مساء العشاء، والإفطار العاشرة صباحاً يكون صائماً طبي، فالصيام الطبي من12 إلى 14 ساعة من الوجبة الأخيرة، يجوز هذا يكون يعني حكمة.

(تعجيل الفطور وتأخير السحور)، من أجل أن لا يزيد الصيام عن 14 ساعة في تعريف الكيميا الحيوية، لأن الإنسان بيحتاج إلى مائتين ملليجرام من الجلوكوز كل دقيقة، هذه تزودها الكبد، الكبد عنده تسعين جرام (جلايكوجين) تتحول إلى جلوكوز، لذلك ما فيه أي إجهاد 7 إلى 8 ساعات تزودها للجسم بكل يسر وسهولة، ثم بعد ذلك -عندما ينتهي هذا المخزون- تقوم العضلات بتزويد الجسم من مخزونها، الذي يصل إلى -حوالي- 280 جراماً من الجلايكوجين، وتستطيع تزويد الإنسان لمدة خمس وعشرين ساعة أخرى، فيعني الجلوكوز اللي هو عبارة عن العملة التي يتعامل بها الجسم، والتي هي يعني موجود كتير في التمر والرطب، وييجوز هذا الحكمة من إنه الصائم يفطر على الرطب.. الإجهاد.

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: اسمح لي دكتور.. -دكتور منير- لكن الإجهاد.. يعني صحيح أن الجلوكوز له علاقة بالإجهاد، لكن نقص السوائل -أيضاً- مضر، يعني وأنت الصيام الشرعي يضيف إلى الصيام الطبي أنه يجمع الليل والنهار، الصيام الطبي في العادة يحدث للإنسان وهو نائم، نقص السوائل ما له تأثير؟

د. منير أبو السمن [مستأنفاً]: لا، لأ، بالتأكيد هو الصيام الطبي بيكون نائم، وما فيه أي سوائل تصل إليك، ونحن إذا قلنا أن السحور بيكون –مثلاً- الساعة الرابعة، والإفطار بيكون –أيضاً- في حدود الخامسة، فهي 14 ساعة بدون سوائل، هي نفس ما يحصل في الليل، بل هي يعني لها فوائد كثيرة على الإنسان الصحيح، وعلى الإنسان المريض.

يعني على الإنسان الصحيح هي حتى لو فقد فيها قضية السوائل، الجهاز البولي أو اللي هى الكلية تقوم بطرح المواد السامة، فهي تقوم بالاستراحة أي أن الصيام هو راحة لكل الجسم، راحة للكبد من عمليات الاستقلاب، وراحة للجهاز الهضمي من ..إلى آخره، وراحة للجهاز الدوران، والشرايين التي لا تترسب فيها الدهنيات، ويخلص الجسم من الشحوم، وكذلك يعالج السمنة، والمعروف هي للسبب في أمراض كثيرة، أمراض حصى المرارة، الجلطات، إلى آخره.

ماهر عبد الله: طب اسمح لي طب بسؤال آخر، إذا كان ما تقوله علمياً صحيح، فكيف تفسر حالة الخمول التي تنتاب الغالبية العظمى من المسلمين وهم صائمين؟


ما أسباب حالة الخمول التي تنتاب الصائمين في رمضان؟

د. منير أبو السمن: والله، أنا –تفسيري الشخصي- أن المسلمين لا يلتزمون بالآداب الإسلامية، يعني إذا الرسول –صلى الله عليه وسلم- يحذر من الأكل الكثير، "وأن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن في معيٍ واحد"، وإنه ثلث لطعامه، وثلث لشرابه"، لا يتقيدون بهذا، ويصابون بتخمة، تخمة على السحور، وتخمة على الإفطار، ولعل هذه.. هذا السبب، وإلا العلماء الأكابر يعني مثل (بارتل)، و(هلبه)، و(باشوتين) يعني بيتحدثوا عن الآثار الإيجابية، بل باشوتين بيقول إنه من خلال إن الصيام يهدم الأنسجة المتداعية، فإنه فإن له دوراً مجدداً للشباب، يعني بالعكس، وهناك الهرمونات الكثيرة التي تقل مثل هرمونات الإثارة الجنسية، وهناك فيه أيضا، هناك، عامل صحيح أنه يؤدي إلى الخمول، اللي هو انخفاض ضغط الدم، وهذا الحقيقة هو مفيد، يعني ممكن أن يكون أحد أسباب الخمول اللي ممكن أنها تحصل، لكن على الأغلب أن ما يحصل هو نتيجة لما يقوم به الصائمون من مخالفات للتعاليم الإسلامية، أو السنة الشريفة.

ماهر عبد الله: طيب -الدكتور منير أبو السمن- مشكور.. معنا مكالمة أخرى من الأخ فيصل السعيد من السعودية، يا أخ فيصل اتفضل.

فيصل السعيد: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

فيصل السعيد: تحياتي للجزيرة ولضيفكم الكريم.

ماهر عبد الله: حياك الله.

فيصل السعيد: يا سيدي، سؤالي هو: هل هناك اختلاف بين الدول العربية بالذات وبالتحديد في دخول شهر رمضان المبارك؟ هل لها علاقة من الناحية السياسية بين الدول العربية؟

ماهر عبد الله: والله، عيد لي السؤال، أنا ماانتبهتلوش .. شوية، أخ فيصل تعيد السؤال، أخ فيصل، يبدو أننا فقدنا الاتصال بالأخ فيصل، أعزائي المشاهدين، سنعود إلى الأخ فيصل أو نأمل أن نعود إلى الأخ فيصل، حتماً ما فهمته من السؤال سأوجهه إلى فضيلة الدكتور.

[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله : نعتذر للأخ فيصل على الانقطاع الذي كان خارجاً عن إرادتنا، أنا أعتقد أني فهمت السؤال، وسأحيله إلى فضيلة الدكتور، لكن معي مكالمة أخرى من الأخ وائل، يبدو أنه فقدنا الاتصال -أيضاً- بالأخ وائل، لكن معنا على الهاتف الأخت نادية، و معذرة للأخت نادية من (النرويج) على انتظارها الطويل على الهاتف، الأخت نادية، معك الدكتور عبد السلام العبادي اتفضلي.

نادية: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

نادية: رمضان كريم.

ماهر عبد الله: رمضان كريم عليكم جميعاً إن شاء الله

نادية: إحنا في النرويج هون مدة الصيام بتتزاوج بين 8 و9 ساعات في اليوم بس، في حين سمعت أن مدة الصيام لازم تكون بين 12و 13 ساعة… فشو يعني لازم نعمل، لازم نصوم مع دولة أخرى مثل العربية السعودية، أو مصر، أو هيك، أو بس نصوم مدة 8 ساعات في اليوم؟

ماهر عبد الله: طب يعني اسمحي لي، هي هل ترى الشمس وهي تشرق، وهي تغرب؟ هل هناك غروب حقيقي؟

نادية [مقاطعاً]: آه فيه.. فيه شمس.. الشمس بتشرق الساعة.. الساعة السابعة والنصف صباحاً، وبتغرب الساعة الثالثة والنصف.

ماهر عبد الله [مستأنفاً]: نعم، طيب يا أخت نادية، مشكورة جداً على هذا الاتصال.

نادية: وشكراً على البرنامج، مع السلامة.

ماهر عبد الله: أهلاً وسهلاً بك، أولاً: عايز منك تعليق على الكلام الطبي من الدكتور منير أبو السمن، تَقَصَّدت إنه مسألكيش على الناحية الصحية، لأنه كنت عارف إنه معنا طبيب على الهاتف، أ لك ملاحظة على القضية الطبية؟

د. عبد السلام العبادي: لا أبداً حقيقة أنا أوافق الأخ الدكتور منير على ما تفضل به، وخاصة أن هذا بحث علمي وطبي، ويعني واضح أنه لا يخالف ما استقر شرعاً فيه ما يتعلق بهذا الموضوع، بل نُقِلَت بعض الأحاديث والآثار عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- (صوموا تصحوا)، فواضح أن الأمر من الناحية الطبية، ليس هنالك إشكال فيما يتعلق بعموم الناس، لكن إذا كان هنالك أشخاص لديهم حالات طبية تؤدي إلى إرهاق، أو تعرضهم إلى مشقة، أو تعرضهم لظروف صعبة، فواضح النص الكريم أنه يعطيهم الرخصة في أن يفطروا، وأن يكون هنالك قضاء بعد أن يعافيهم الله – جل وعلا- ليس هنالك أي إشكال، بل –كما أشار أخى الدكتور- أن هنالك –من الناحية الطبية- فوائد كبيرة للصوم، وأن مخزون الجسم استنفاده –أثناء فترات الصوم- مفيد للغاية لصحة الإنسان.

لكن أؤكد على النقطة التي اتفضل وركز عليها، اللي هي التزام المسلمين بالعادات الصحيحة التي أرادتها الشريعة فيما يتعلق بالطعام والشراب، النهي عن التخمة، عن الإغراق في الطعام، عن الإسراف، إدخال الطعام على الطعام، هنالك -حقيقة- عادات حرصت الشريعة على تركيزها عند الناس، توفر كتير من المشاق والمعاناة التي اتفضلت وأشرت إلى طرف منها.

ماهر عبد الله: طب سؤال الأخ فيصل أنا لم أسمعه تماماً، وللأسف هو لم يعاود الاتصال، كأن ما فهمته منه أن هذا الاختلاف على بداية رمضان هل له جوانب سياسية، باعتقادك أن بعض الدول يعني تريد..؟ أنا أعلم أن هناك جوانب سياسية، إن فيه بعض الدول تثبت السنة القمرية منذ بداية العام ، يعني هي تقرر منذ بداية العام أن رمضان سيكون في 25 من شهر ديسمبر وإلى حد ما هذا.. هذا سياسي، هل المسألة لها طابع سياسي، ولا هي فعلاً هناك اختلاف حقيقي بين المسلمين في التقدير؟

د. عبد السلام العبادى: يا سيدي من الناحية العلمية يعني أثبت المختصون في هذا المجال أن البلاد العربية تشترك في رؤية الهلال في نفس الليلة يعين، نعم هنالك عدد من الساعات، لكن تظل في إطار الليلة الواحدة وبالتالي هنالك لا إشكال في إثبات الهلال بالنسبة –ليس فقط- للدول العربية الدول الإسلامية، وإذا حدثت نوادر هذه تحدث كل عشرين أو خمس وعشرين سنة، يمكن أن يكون المطلع مختلف ، لكن نحن نقول:حتى لو كان مثل هذه الحالة، عموم الخطاب حل هذا الإشكال "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" لجماعة المسلمين، "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، وبالتالي هي المحاولة الاتفاق على هذه القضايا هو الأساس في هذه القضية، لكن ليس هنالك لا إشكال فقهي، وشرعي، ولا إشكال علمي في عملية هذا الاتفاق.

ماهر عبد الله: طب، سؤال الأخت نادية من النرويج، وكان الحقيقة سؤال لينا بعد الحلقة الماضية أيضاً بعض الأخوة أنهم يصومون ما يعتقدون.. فالنهار في أوروبا الشمالية قصير جداً، يبدو إنه مش مقتنعين بأن هذه الساعات الكافية، فهي تتوقع أنه يجب أن يكون الصوم 12 إلى 13 ساعة في المعدل يعني… هل يقال هناك معدل..؟

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: لا، لا، لا، ليس هنالك معدل، الشريعة حددت بالظواهر الطبيعية بداية الصوم ونهايته، والنص القرآني واضح، إنه الإمساك من حتى يتبين الخيط للأكل والشرب.. (حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) الذي هو طلوع الفجر الصادق، ثم (أتموا الصيام إلى الليل)، وهذا الأمر في كل بلد يتعاقب فيه الليل والنهار بالطريقة العادية المعروفة، فهذا هو الالتزام بالظواهر.

البلاد التي ليس فيها تعاقب لليل والنهار، هذا الذي ورد فيها التقدير، ولذلك نحن في هذه البلاد يوم الصوم عندنا في الصيف غيره في الشتاء من حيث الطول، فالقضية كما أن الأمر -عندهم- أيضاً هذا الفصل يكون هذا العدد من الساعات، لكن في فصول أخرى تزيد الساعات، بل تصل إلى أكثر من عشرين ساعة في بعض في بعض البلاد.

ماهر عبد الله: صحيح، طب معانا الأخ أبو حمزة من هولندا أخ أبو حمزة اتفضل.

أبو حمزة: السلام عليكم، بارك الله فيك أخي ماهر.

ماهر عبد الله: حياك الله.

أبو حمزة: الله يجزيكم بالخير على هذا البرنامج، وتحياتي لمعالي الوزير، أقول لمعالي الوزير: ونحن نعلم أنه مهتم جداً في خاصة أحوال المسلمين، ونشهد له بذلك، وخاصة أنه يرافق حملات الحج الأردنية إلى ديار الحج، ونثمن له ذلك، ولكن نقول لمعالي الوزير: لماذا لا تكون هناك مبادرة -من معاليكم- باتجاه توحيد رؤية الهلال في الدول العربية، وخاصة أنك تفضلت وقلت: أن الدول العربية تشترك في رؤية الهلال في ليلة واحدة؟

وأسأل معالي الوزير –وأرجو أن يتسع صدره لهذا السؤال- كما نسمع هنا في هولندا وقرأنا كثيراً، أن هناك علاقة كبيرة ووطيدة لكم مع فرقة الأحباش في الأردن، فهل لهذا الكلام من صحة؟ من حيث أنكم تسمحون لهم بعمل المحاضرات في المساجد، وتبعدون من هم أهل لذلك في مساجد المملكة الأردنية، وبارك الله فيكم.

ماهر عبد الله: أخ أبو.. أبو.. أخ أبو حمزة ، مشكور على سؤالك، أنا حسأل السؤال الثاني لفضيلة الدكتور رغم إنه خارج عن الموضوع، بس لأن هذا البرنامج..

أبو حمزة [مقاطعاً]: أرجوك أخي ماهر، أرجوك أخي ماهر، لأنه هذا حساس جداً، وأنت تعلم أن الذين يتدخلون، ويسيؤون لفضيلة العالم العلامة الشيخ القرضاوي إذا كان مسموح لهم في الأردن ما.. هو غير مسموح لهم في غير البلاد الأخرى.

ماهر عبد الله: مشكور جداً، مشكور جداً.

أبو حمزة: بارك الله فيك.

ماهر عبد الله: أعتقد أنه رغم الخروج عن الموضوع إلا أنني سأطرح السؤال على معالي الوزير، لكن معي الأخ حمدي الزهيري من الأردن، الأخ محمد عفواً، الأخ محمد الزهيري من الأردن اتفضل.

محمد الزهيري: نعم، السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

محمد الزهيري: بأحييك يا أخ ماهر، وبأحيي الشيخ عبد السلام العبادي .

د. عبد السلام العبادي: حياك الله.

محمد الزهيري: تحية طيبة مباركة.

د. عبد السلام العبادي: حياك الله.

محمد الزهيري: وأود أن أسأل سؤال لفضيلة الشيخ حول المساجد هذه ودورها في شهر رمضان وهو موسم عبادة، ونحن نعاني من إغلاق المساجد، ومن عدم فتحها للمصلين خلال أوقات.. أوقات الصلاة كلها، فنرجو من وزارة الأوقاف أن توعز إلى المسؤولين عن المساجد أن تُفتح في غير أوقات الصلاة، حتى يتمكن المسلمون من أداء العبادة كاملة.

ماهر عبد الله: طب يا أخ محمد مشكور جداً، يعني أنا بس أحب أن أستغل هذه الفرصة للتنويه أنه الدكتور عبد السلام العبادي معنا -يعني في المقام الأول- بصفته أحد علماء المسلمين وليس بصفته كوزير لأوقاف الأردن في المقام الأول، يعني نحن نأخذه من الوزارة لهذه الساعة والنصف، وقت -سياسياً- ضائع بالنسبة له، ولهذا هذا السؤال سأترك له الخيار، لأنه بصفته -الآن- يخاطب الأمة الإسلامية بهمومها الأكبر من الأردن وفي الإطار الأوسع.

لو عدنا للسؤال الأول من الأخ اللي اتصل من أوروبا عن مبادرة.. عن التوحيد أنا أقول..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: أبو حمزة؟ نعم.

ماهر عبد الله [مستأنفاً]: أبوحمزة ، هل هناك مبادرة غير المجمع الفقهي، إحنا ذكرنا المجمع الفقهي، لكن هل هناك مبادرات لتوحيد الهلال غير المجمع؟

د. عبد السلام العبادي: سيدي الكريم، هذا –حقيقةً- يعني هم باستمرار، وفي.. لما تجري عملية الاقتراب من تحري الشهر الكريم، تُجرِي المملكة هنا اتصالات واسعة مع الدول المحيطة بنا من خلال دار قاضي القضاة، وسماحة قاضي القضاة المعنيين بالإثبات الرسمي بصفته حكم شرعي يصدر عن جهة قضائية، وهَمُّنا في هذا الموضوع أن نخرج في وحدة واحدة في إثبات الشهر، وفي انتهاء الشهر.

فالقضية يعني حية باستمرار، ويجري الحديث معها، وفي كل لقاء إسلامي يعني يجري التأكيد من جانب هذا البلد، وأيضاً من عدد كبير الواقع من الإخوة في العالم الإسلامي على ضرورة أن نحسم هذا الموضوع، وآن الأوان -كمظهر من مظاهر وحدة المسلمين بعد نمو الاتصال، وأصبح الاتصال عملية سهلة للغاية- أن ننتهي من هذه القضية، وأن نحسمها -وكما كررت ما دام أنها محسومة فقهياً ومحسومة أيضاً فلكياً- لماذا نتردد في هذا الأمر؟ ونسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يأتي الوقت وأن يتم هذا.

ماهر عبد الله: السؤال الثاني، أنت بالخيار أنه خارج، لكن بيهمني في هذا البرنامج تحديداً، لأنه -فعلاً- في كل حلقة هناك هجوم محدد، يعني هم لا يقولون أننا أحباش -بالمناسبة إنصافاً لهم وللتاريخ- لكن فيه هجمة مكثفة من.. متوجهة على فضيلة الشيخ القرضاوي، وأنا أعلم أنك ممن تجلون وتحترمون فضيلة الدكتور القرضاوي فلك تعليق على..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: حقيقة أستاذنا الشيخ يوسف القرضاوي، لكن القضية ليست انتصاراً لشخصه، إنما الأصل أن نؤصل منهجاً في التعامل، وأدباً حتى في الخلاف والاختلاف، يجب أن نحترم الرأي الآخر، يجب أن نقدر البحث العلمي مهما انتهى إليه من نتيجة، مادام أن هنالك إخلاص في الوصول إلى النتائج العلمية، ولذلك أي عملية تجنٍ أو اتهام، أو إلقاء للتهم جزافاً هكذا، عملية مرفوضة في منطق الشريعة، ومنطق الإسلام، ويجب أن نعي هذا الدرس

-أولاً- إذا أردنا أن نصل إلى تقدم حقيقي للفكر الإسلامي.

أما في اللحظة اللي بنحجر فيها على أفكار بعضنا بعضاً، ونمارس فيها عمليات القمع الفكري، والتعبير اللي بيستخدم ولو في غير موقعه، ولكن أنا أرى إنه يستخدم هنا، وهو الإرهاب الفكري يعني بالتكفير، والتخوين، لأي شخص يخالفك في الرأي، هذه عملية -حقيقةً- يجب أن نتوقف عنها، ويجب أن نجل كل عملية بحث علمي مادامت ملتزمة بأصول الشريعة.

هذا بالمستوى العام، أما بالمستوى الخاص، نحن في هذا البلد، من منطلق تعاملنا مع الفئات التي تعمل في الساحة الإسلامية لا نتبنى اتجاهاً، كما أننا لا نحارب اتجاهاً، إنما نقول أن العملية -أساسها- موضوعية ضمن أسس وقواعد.

إذا أشير إلى موضوع إنشاء جمعيات، هذا يتقدم مجموعة من المواطنين لإنشاء جمعية، إذا خالفت هذه الجمعية.. إذا كان في نظامها الأساسي ما يعتبر مخالفة، لا يسمح لها بالتسجيل، ولا يسمح لها بالعمل، فإذا كان هنالك بعض الأشخاص لهم ألوان فكرية عليها إشارات استفهام، أو مرفوضة، فأنا أحب أن أطمئن الإخوة في.. الذين يسمعون -والذين يسألون أيضاً- أننا لا نتبنى اتجاهاً معيناً.

وهنالك اتهام -حقيقةً- يوجه لنا، ويوجه للوزارة بأننا نتبنى هذا الخط الذي ذكر اسمه وحقيقةً ليس هنالك تبني، بل إذا جاء واحد يحمل (بكالور) (إجازة) الشريعة، ويتقدم للتعيين فإنه يُعَيَّن، لأنه يحمل بكالور الشريعة ليس أكثر ولا أقل، لكن إذا حدثت منه مخالفة، أو قدم بحثاً فيه مخالفة شرعية، أو أمر يعارض إجماع الأمة، ليست وجهة نظر، لأنه -قبل قليل- قلت أن وجهة النظر محترمة، لكن يعارض إجماع الأمة، يخرج ويشق صفها ويحدث فتنة، ويعرض شخصياتها للشتم، أو للتكفير، أو للتخوين فهو مرفوض.

هذه كلمة أقولها بإخلاص لكل اتجاهاتنا الإسلامية: آن الأوان أن نبتعد عن عمليات التشهير والتخوين، وأن نحترم باحثينا وعلماءنا، وأن نقدر جهدهم العلمي، وألا نسيئ إليهم لا من قريب ولا من بعيد.

ماهر عبد الله: معنا الأخ أحمد بهنسي، أحمد بهنسي من السعودية، اتفضل.

أحمد بهنسي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

أحمد بهنسي: وكل عام وأنتم والمسلمون جميعاً بخير.

ماهر عبد الله: وأنت بصحة.

أحمد بهنسي: وبصحة وبعافية فكرية مثلما تقدمون هذا البرنامج، يعني جزاكم الله خيراً.

ماهر عبد الله: حياك الله.

أحمد بهنسي: النقطة الأولى: تركيز كل العلماء، والبرامج على أن الفلك هو حساب فقط، مع أن علم الفلك الآن بالأجهزة الجديدة، والتلسكوبات، والأقمار الصناعية، هو -أيضاً- رؤية، وكأن المرء يلبس نظارة، فيمكن اللي بيحدث الخلاف، أو يعمقه أن هناك رؤية مقابل حساب، لكن الفلك الآن

-وهذا ثبت علمياً من عشرات السنين- ليس الآن، ودولنا العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر فيها من التلسكوبات، والأشياء التي تجعل الفلك رؤية يقينية، لعل هذا يزيل كثير من الخلاف.

النقطة الأخرى: في الطب، جزاه الله خير الأخ الطبيب أبو السمن تكلم من الأردن، أضيف إلى كلامه الطيب أنَّا -نحن المسلمين- تعودنا على أشياء، مثل الشاي، والقهوة، والسجائر، أشياء من الأفضل ألا تستعبدنا، حين تستعبدنا ونُمنع عنها نتعرض لهذه الأعراض.

بالنسبة لإغلاق المساجد، والله نقطة طيبة جداً التي أثيرت إن لما يبقى -كما تفضلت يا أخ ماهر في بداية البرنامج- القنوات تتنافس على جذب الشهوات، وجذب الغرائز، وفي المقابل تغلق المساجد، ويضَيَّق على المعتكفين، لازم تاريخ حياته عشان يوافق له على الاعتكاف، وهذه الأشياء، فماذا تنتظر إذا كانت الغرائز تدعو، ويسمح لها على أقصى الدرجات؟ وسامحني حتى قناة (الجزيرة) من كام يوم كانت جايبة إعلان عن آدول (دواء)، إعلان يعني

-سامحني- جنسي..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لا، اتفضل.

أحمد بهنسي [مستأنفاً]: يعني سامحني في هذا، يعني أنا سعدت إن إنتو قطعتوا الجزء الأول من الإعلان.

النقطة الأخيرة: يا شيخ أن الأحباش، وجزاه الله خير سيادة معالي الوزير العبادي، أن أدب الخلاف الذي يحاضرنا فيه الدكتور يوسف القرضاوي، ويحترم كل علماء العالم، مهما اختلفوا معه أشاعرة أو غيره، فأقل ما يجب أن نحترمه، ونحترم كل علمائنا حتى نستفيد منهم، وجزاكم الله خير.

وأرجو من سيادة الوزير العبادي التركيز على نقطتي الفلك رؤية، وأن الطب في.. لا نستعبد نفسنا لأشياء يعني نكاد تكون مكروهة، أو منهيين عنها، وإغلاق المساجد، وجزاك الله خيراً.

ماهر عبد الله: مشكور جداً.

أحمد بهنسي: السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: مشكور جداً يا أخ أحمد، معنا الأخ وائل عبد الله أيضاً من السعودية ، الأخ وائل اتفضل، أخ وائل عبد الله معانا.

وائل عبد الله: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

وائل عبد الله: كل عام وأنتم بخير، أول حاجة أخ ماهر بمناسبة شهر رمضان.

ماهر عبد الله: وأنت بخير، حياك الله.

وائل عبد الله: آلو.

ماهر عبد الله: اتفضل يا خويا..

عبد الرحمن المعتوني: آلو.

ماهر عبد الله: الأخ وائل معانا.

عبد الرحمن المعتوني: لا، العفو، أنا عبد الرحمن المعتوني .

ماهر عبد الله: طب اتفضل يا أخ عبد الرحمن، لكن يبدو إن فقدنا الاتصال بالأخ..

عبد الرحمن المعتوني: معذرة على هذه المداخلة.

ماهر عبد الله: اتفضل يا أخ عبد الرحمن.

عبد الرحمن المعتوني: مساكم الله بالخيرات..

ماهر عبد الله: أهلاً وسهلاً.

عبد الرحمن المعتوني: ومن المقبولين -إن شاء الله- والعائدين، جمعنا الله بكم.

ماهر عبد الله: حياك الله.

عبد الرحمن المعتوني: عندي نقطتين يا أستاذ ماهر، النقطة الأولى: أنه عدم تحديد بدء الشهر المبارك بيختلف إلى مدى ثلاث أيام بين المسلمين، وهذا يؤدي إلى اختلاف في الليلة المباركة ليلة القدر أحد هؤلاء (..) الآخرين .. ثانياً: عيد الفطر -أيضاً- يختلف بناءً على اختلاف بدء الشهر، وأيضاً يصل إلى.. تأثيره إلى الوقفة في الحج في ذلك العام..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طب هذا النقطة الثانية؟

عبد الرحمن المعتوني: فأرجو إنه يعني أقترح أن توجد يعني لجنة أو جهة معنية تهتم بالمشاكل التي حصلت نتيجة للخلافات في بدء الشهر، والاختلاف في عيد الفطر، ومن ثم تحديد حلول فلكية مرئية زي ما قال الأخ الذي سبقني في السؤال، ومحسوبة تتمشى مع جميع القواعد المطلوبة في الدين الإسلامي.

ماهر عبد الله: هذا -إن شاء الله- حنسأل عنه، قلت عندك نقطتين، هذه سيسأل عنها، النقطة الأخرى.

عبد الرحمن المعتوني: النقطة الأخرى: إنه المشاكل التي تحصلت من اختلاف بدء الصيام، مثلاً ذكر في (مانشستر) يختلف إلى ثلاثة أيام، وبعض المُلَّة الباكستانيين استأجروا طائرة هليكوبتر ليتأكدوا من وجود الهلال، وكانت يعني السماء مليئة بالغيوم وإلى آخره.

أذكر في عيد 98 ميلادية، في مسجد (فيكتوريا بارك) منعهم الإمام من صلاة العيد، لأنه لم يأت صلاته هو، مما أدى إلى وفاة شيخ باكستاني كبير السن.

ماهر عبد الله: طيب، يا أخ عبد الرحمن، مشكور جداً على هذه المداخلة، إن شاء الله سنحيل هذه الأسئلة لفضيلة الدكتور، معي مكالمة أخرى، اسمح لي

-فضيلة الدكتور فقط- أجمع الأسئلة، الأخ عادل السنجلاوي من الأردن، أخ عادل، اتفضل.

عادل السنجلاوي: مساك بالخير أستاذ.

ماهر عبد الله: أهلاً بيك.

عادل السنجلاوي: كيف حالك؟

ماهر عبد الله: أهلاً بيك.

عادل السنجلاوي: مساء الخير يا دكتور.

د. عبد السلام العبادي: أهلاً بكم يا أخي.

عادل السنجلاوي: الله يمسيك بالخير يا دكتور.

د. عبد السلام العبادي: مساء النور.

عادل السنجلاوي: سؤالي يا دكتور، إنه بالنسبة لصلاة التراويح، هل يجوز قراءة القرآن، وهو حامله بيده؟

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هو.. هل يجوز يا أخي.. مرة ثانية لو سمحت.

عادل السنجلاوي [مستأنفاً]: هل يجوز قراءة القرآن في صلاة التراويح وهو محمول باليد يعني في الصلاة؟

ماهر عبد الله: طيب، مشكور جداً يا أخ عادل.

عادل السنجلاوي: بارك الله فيك.

ماهر عبد الله: مشكور جداً، طيب، نبدأ بالأسئلة واحد واحد.

د. عبد السلام العبادي: اتفضل يا أستاذ.

ماهر عبد الله: أنا أعتقد لفتة الأخ أحمد بهنسي كانت لفتة ظريفة جداً، ومربوطة بسؤال الأخ عبد الرحمن أن الفلك نحن فعلاً نتحدث عنه حساب الفلك حساب.. لكن هوأيضاً رؤية، يعني التلسكوبات يعني صح هي ليست بالعين المجردة تماماً، لكن أليست داخلة في باب الرؤية؟

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي، واضح أن الشريعة أناطت تكاليفها بما هو ممكن لعامة المسلمين، ولم تكلفهم من أمرهم رهقاً، بحيث إنهم يلجؤوا لعمليات علمية متقدمة لتتم عملية أداء العبادات، فلذلك القاعدة في الرؤية الأصل فيها هي البصرية المباشرة، لكن نحن قلنا: ما يجري في الفلك يستأنس به في هذا المجال.

فإذا كان هنالك مجال إقامة مراصد فلكية تستخدم تليسكوبات لتسهيل عملية الرؤية، يعني إذا كان التليسكوب ستكون مجالات رؤياه دقيقة للغاية.. وبالتالي يحسم القضية، أنه إذا كانت هنالك رؤية يراها بعض الناس بالشهادة، والتليسكوب يؤكد أنه ليس هنالك من شيء من هذا، عند ذلك تصبح القضية تسهل للقاضي الذي سيصدر الحكم بإثبات الشهر عملية التحري والتدقيق.

فلا مانع -من الناحية الشرعية- الاستفادة من كل ما قدمه العلم في هذا المجال، إن كان في مجال الحساب، أو في مجال تسهيل الرؤية، لكن إناطة العملية هي بما هو مقرر شرعاً من حيث أن الرؤية في الأعم الأغلب للمسلمين..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لكن هو الحقيقة الأخ عبد الرحمن يعني أضاف للإشكالية الأولى لفتة ظريفة، إنه خير ما في هذا الشهر هي ليلة القدر، إذا اختلفنا على.. يعني لا يمكن أن تكون ليلة القدر ثلاث ليالٍ متتابعة إذا اختلفنا في بداية الصوم؟

د. عبد السلام العبادي [مستأنفاً]: قطعاً، لذلك نحن نقول: إذا الأساس وحدة الصوم، وبالتالي وحدة الليلة، وبالتالي وحدة الـ.. وبالتالي العيد، يعني ضمن القواعد التي أشرت إليها.. لكن نقول يعني هل فيه حرج من استخدام التلسكوبات؟ لا، ما فيه حرج، فليتحرى المسلمون ذلك.

وحقيقةً القضية يعني نقتنع فيها من الناحية الفقهية، ومن الناحية العلمية، لكن نريد أن ننقل هذه القناعة إلى عامة المسلمين، وننقل هذه القناعة إلى المسؤولين، وننقل القناعة إلى الفقهاء.

أنا التقيت قبل أيام هنا، عقدنا في الأردن ندوة عن التطبيقات الفلكية في الشريعة، ومؤتمر دعينا له عدد من العلماء من الخارج بالتعاون مع الجمعية الفلكية الأردنية، جاء بعض العلماء قضية الفلك مش واضحة في ذهنهم لا من قريب ولا من بعيد، فأنت تحتاج -حقيقة- إلى جهد كبير إعلامي لتوضيح هذه القضايا، وبالتالي الإنسان لا يؤمن بما لا يعرف، يعني يجب أن يعرف أولاً، ثم يؤمن، ثم يطبق ويمارس.

ماهر عبد الله: طب سؤال الأخ عادل السنجلاوي عن صلاة التراويح..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: قبل.. قبل.. إذا سمحت لي، فيما يتعلق بالسؤال اللي هو الطب.. سؤال عن الطب.. حقيقة نقطة في غاية الأهمية، و أنا أشكر للأخ الكريم التنبيه إلها، إنه هدف من أهداف الصوم الرئيسية -أيضاً- التحرير مما ألفه المؤمن من عادات، وبهذا تقوى إرادته.

ومن هنا شهر رمضان يعني كان -دائماً- شهر انتصارات وللمسلمين، لأنه شهر انتصار الإرادة، وبالتالي إنت -حتى- عملية لقاء العدو هي عملية صبر على المشاق، وتحرير مما ألف الإنسان من ممارسات، فيها الدعة والركون إلى ممارسات معينة، ولذلك في الصيام تحرير مما ألف من عادات في طعام أو شراب، أو العادات اللي حقيقة تسبب إشكاليات في موضوع التعامل مع الشهر.

عموماً موضوع المساجد يعني أحب أن أؤكد على هذه النقطة، المسجد له دور رئيسي في حياة الأمة، وبالتالي يجب أن نُفَّعِل هذا الدور ضمن منظومة متكاملة، وأنا أحب أن أقول لأخي اللي سأل هنا في الأردن: أن التعليمات المشددة بالنسبة للمساجد أنها مفتوحة طيلة الشهر، وأن هنالك دعوة لقيام الليل، وتبني للاعتكاف على مستوى جميع المساجد، وهذا -أصلاً- دعوة يجب أن تكون على مستوى العالم الإسلامي كله.

المساجد يجب أن تؤدي دورها التربوي، ودورها في صناعة الإنسان، لكن إذا فيه إشكالية معينة لا بد -في الواقع- من السؤال لأنك تعرف هذه المساجد تحتاج إلى خدمة، وأشخاص يشرفون على ذلك، فإذا كان هنالك إشكال معين فنرجو يعني إنه نُنَبَّه إليه، لكن القاعدة العامة والمطردة والغالبة وتدخل ضمن التخطيط السليم هو أن تكون المساجد محققة لغرضها في هذا الشهر وأيما تحقيق، حتى نحن

-الآن- ندعو المسلمين إلى موائد الرحمن فيها، وندعو المسلمين إلى الاعتكاف فيها على نطاق واسع، أما في موضوع صلاة التراويح..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: صلاة التراويح، والقراءة من المصحف؟

د. عبد السلام العبادي [مستأنفاً]: سيدي الكريم، أجاز بعض العلماء ذلك، باعتبار أن الحركة التي تحدث هنا حركة مغتفرة، وأنها تمكن الإنسان من أن يطيل في الصلاة، وأن تكون قراءته قراءة جيدة، أجاز بعض العلماء ذلك، لكن جمهور العلماء يؤكد على أن الأصل أن يكون –هنالك- عدم يعني تحرك في الصلاة وغير ذلك، فالأمر متروك يعني لما يتبناه الشخص من خيارات في هذا المجال.

ماهر عبد الله: طيب، معي مكالمة أخرى من الأخ يحيى بلاوي من الجزائر، الأخ يحيى اتفضل.

يحيى بلاوي: سادتي، وإخواني -تقبل الله صيام الجميع- آمين.

ماهر عبد الله: آمين.

د. عبد السلام العبادي: آمين.

يحيى بلاوي: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، سيدي الكريم، لقد طال الجدل في تحديد الأهلة، وفي كل عام يتجدد الخلاف، ويحتدم النزاع، سؤالي: أريد كلمة لتوحيد المسلمين في عباداتهم، سؤال ثاني وأخير، قال تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) وفي قراءة أخرى ( فدية طعام مساكين) من هم الذين يطيقونه بالتحديد؟ وجزاكم الله عنا خيراً.

ماهر عبد الله: مشكور جداً يا أخ يحيى، أعتقد موضوع الأهلة أشبع، من هم الذين يطيقونه؟

د. عبد السلام العبادي: سيدي، كما أوضح العلماء في فهمهم لهذا النص الكريم أن معنى (يطيقونه) أي يستطيعون أن يقوموا به أن يصوموا ولكن يصومون بمشقة بالغة لعذر هم فيه، كالشيخ الفاني، وكالذي لديه مرض مزمن يشق معه الصيام، فهؤلاء وهو مستمر، فهؤلاء جاء الحكم الشرعي واضحاً، والرخصة الشرعية واضحة لهم بالنص الكريم الذي ألزم وكتب الصيام، ودعا إلى الصيام، أعفى هؤلاء من الصيام، وطلب منهم الفدية، وهي إطعام مسكين وجبتين، وبالتالي تختلف من بلد إلى بلد حسب الظروف المعيشية، والاقتصادية في كل بلد في هذا المجال.

ماهر عبد الله: طيب، معنا الأخ محمد حسان من الأردن، الأخ محمد حسان، اتفضل.

محمد حسان: آلو.

ماهر عبد الله: أخ محمد اتفضل.

محمد حسان: آلو.

ماهر عبد الله: أيوه يا خوي معاك اتفضل إنت على الهوا.

محمد حسان: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

محمد حسان: كل عام وأنتم بخير.

ماهر عبد الله: وأنت بخير، اتفضل.

محمد حسان: عندي سؤال من شقين والله.

ماهر عبد الله: اتفضل.

محمد حسان: بالنسبة لمقدار زكاة الفطر.

ماهر عبد الله: بالنسبة..

محمد حسان: مقدار زكاة الفطر.

ماهر عبد الله: أيوه.

محمد حسان: ما قيمتها؟

ماهر عبد الله: طيب، السؤال التاني.

محمد حسان: السؤال التاني بالنسبة لـ.. ما هي علامات ليلة القدر؟

ماهر عبد الله: علامات ليلة القدر، مشكور جداً يا أخ محمد.

محمد حسان: شكراً يا خوي.

ماهر عبد الله: يعني إحنا في.. في.. فيه كنت فعلاً كنا حنرجع لصدقة الفطر لتقديرها، كنا دردشنا -قبل اللقاء- عن "لا مركزية الإسلام" في هذه الناحية، فكيف تُقَّدَّر شرعاً قيمة صدقة الفطر؟


ما علامات ليلة القدر؟ وما مقدار زكاة الفطر؟

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي، النص النبوي الشريف حدد مقدار صدقة الفطر، وهي نصف صاع من القمح، وصاع من التمر، أو الشعير، أو الأقط، أو غيره.. وبالتالي واضح أن المعيار هو قوت أهل البلد، غالب قوت أهل البلد، وبالتالي تجرى في مجالس الفتوى عند المفتين-في مختلف أنحاء العالم الإسلامي-تقديرات يعني نامية على ضوء تغير الظروف الاقتصادية، على ضوء قيمة هذه الأمور التي حددها الحديث النبوي الشريف في تلك المجتمعات.

فنحن مثلاً في المملكة الأردنية الهاشمية في العام الماضي أصدر مجلس الإفتاء قرار ببيان قيمة صدقة الفطر بأنها في حدود ستين قرشاً، وبالتالي هذا الحد الأدنى، لأنه النص بعد ذلك ترك للموسع أن يوسع، لأنه -في الآخر- يتعلق الأمر في قوت أهل البلد، وقوت نفس الشخص، وبالتالي يكون الحد الأدنى هو هذا المبلغ، لكن من زاد فأجره عند الله -سبحانه وتعالى- عظيم، خاصة أن الحكمة واضحة في النص النبوي أيضاً (أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم)، يعني أرادت الشريعة أن يعيشوا يوم العيد وهم ليسوا متعرضين للمسألة أو للحاجة.

ماهر عبد الله: طيب، السؤال الثاني كان عن علامات ليلة القدر.

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي -حقيقةً- تذكر بعض الدراسات والكتابات علامات متعددة لهذا، لكن النصوص الشرعية المباشرة لم تتعرض لهذا الأمر، غير أن الأمر أمر جهد يقوم به الإنسان بالتوجه إلى الله –جل وعلا- وتحري، فإذا صادف هذه الليلة هذا التحري كان فرج الله -جل وعلا- عليه كبيراً في أن يجيبه لدعائه، فلذلك يعني ما يظنه بعض الناس من انفراج في السماء أو نور غالب، أو غير ذلك.. فهذا ليس صحيحاً، فالقضية قضية تَوجُّه إلى الله جل وعلا.

طلب الرسول التحري في العشر الأواخر، التحري في الأيام المفردة، التحري في ليلة السابع والعشرين، وبالتالي ليجهد المؤمن في العشر الأواخر بمزيد من العبادة، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا صادف هذه الليلة المباركة التي كان فيها نزول القرآن، وكثير من الروايات ترجح أنها في السابع والعشرين، أكرمه الله سبحانه وتعالى بالمغفرة والمثوبة والعتق من النار.

ماهر عبد الله: طيب، معنا الأخ عبد الرحمن صالح من سوريا، أخ عبد الرحمن اتفضل.

عبد الرحمن الصالح: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

عبد الرحمن الصالح: تقبل الله طاعتكم.

ماهر عبد الله: جميعاً، إن شاء الله.

عبد الرحمن الصالح: حياك الله، آن الأوان لأمة الإسلام بأن تقر بالحقائق الربانية، وأن تلتزم بالشريعة المحمدية، ونحن إذ نتكلم عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك، فمن هي الجهة المخولة في إذاعة رؤية هلال رمضان أو هلال شوال؟

فللحقيقة أقول بأن الجهة الوحيدة المكلفة في إعلان بدء الصوم، أو الانتهاء منه هو الكيان التنفيذي للأمة ممثلاً في خليفة المسلمين، كونه هو المسؤول عن رعيته لقوله عليه السلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: الأخ عبد الرحمن، تسمح لي بالمقاطعة..

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: أكمل الحديث..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس أنا حأسألك سؤال.. حخليك تكمل حديثك.. بس أسألك سؤال..

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: الحديث أبدى من السؤال -يا أخ ماهر- حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: يا أخ عبد الرحمن، يعني إنت افتراضك سليم، وعلى رأسي، وعلى عيني، لكن أين هو خليفة المسلمين؟ نحن لا نملكه، إلى أن يأتي..

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: هذا الكلام سأوجهه.. هذا الكلام سأوجهه لك، وللأخ العبادي ولأمة لا إله إلا الله..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: ونوجهه لك أيضاً..

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: لأنني مع حزب التحرير الإسلامي لإيجاد الخلافة للمسلمين..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: على رأسي يا سيدي، بس أنا.. في فترة إلى أن يأتينا الخليفة، جزء من كلامك، أجبني أنه كيف أثناء غيابه نحل مشكلة الصيام؟

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: الأصل فينا أن نعمل مع حزب التحرير الإسلامي لإيجاد دولة الخلافة الإسلامية يا سيد ماهر..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب يعني هيك صار.. لا اسمح لي.. اسمح لي، صارت هيك القضية دعاية حزبية، إحنا مش حنَدْخُل في دعاية حزبية لهذا الطرف أو ذاك.

عبد الرحمن الصالح [مستأنفاً]: لا، أنا أقول لك: أن الكيان التنفيذي..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب أنا مضطر.. مضطر يا أخ عبد الرحمن.. أشكرك، يعني مش حجراً على صوتك، لكن لأنه هذا البرنامج يفترض أنه لعموم المسلمين، ونفترض أنه في القضايا العملية برؤياها المعاصرة، أنا أتمنى إنه يكون فيه خليفة للمسلمين، لكن في غيابه أنا مضطر أتعامل مع واقع قائم، رمضان حييجي سواء وجد ها الخليفة، أو لم يوجد، هذه الشمس تشرق وتغرب كل يوم، حأتحول على مكالمة أخرى مع الأخ عمر الشاويش من ألمانيا، أخ عمر اتفضل.

عمر الشاويش: ألو، السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

عمر الشاويش: أخي عندي سؤال عن شهر رمضان كيف يبدأ وكيف ينتهي؟

ماهر عبد الله: اتفضل.

عمر الشاويش: السؤال أولاً: أليس القرآن وحي من الله؟ وكذلك الحديث، فإن كان الأمر كذلك، فإذن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه سيكون في المستقبل من التطور في العلم، والفلك، والتكنولوجيا، مع ذلك الله تعالى أوحى إلى نبيه بأن دخول رمضان وانتهاءه لا يكون إلا برؤية الهلال، أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً، والرسول.. والرسول –صلى الله عليه وسلم- (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، قال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" رواه مالك، وأبو داود والترمذي، والنسائي عن ابن عباس.

هذا يقودنا إلى القول: بأنه لا بد من الرجوع إلى الكتب الفقهية والأحاديث الصحيحة، التي فيها أنه لا يثبت رمضان إلا برؤية الهلال، أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً لحديث "الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" رواه البخاري ومسلم.

وكذلك الذي فيها الإجماع وعلى هذا، الذي نقله الحافظ ولي الدين العراقي بقوله وبه قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور العلماء من السلف والخلف، أما أن نضع كتب الفقه كما قال قائل: فإن تعليم ما في كتب الفقه للناس هو من الخطأ المبين، فهذا لا نقبله.

كذلك نعلم أن كثيراً من الصحابة ما كانوا يعرفون الحساب والكتابة إلا قلة، ولكن هذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو أراد تعليق الأمر بالحساب لقال: ارجعوا إلى أهل العلم والمعرفة بهذا الأمر، وثم إن العلم الحساب كان متداولاً بين علماء المسلمين فيما بعد، ولهم اليد الطولى والباع الواسع مع ذلك..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: يا أخي الكريم طب يا أخي الكريم، الفكرة وصلت.. الفكرة وصلت.. يا أخي الكريم، الفكرة وصلت.. وإن شاء الله سنحول السؤال إلى فضيلة الدكتور، وأنت سمعت..

د. عبد السلام العبادي: كلمة صغيرة، حقيقة إحنا ما خالفنا في هذا، يعني الذي تتفضل به يا أخي الكريم هو الذي قلناه، بس أنت قلته بأسلوب آخر، إحنا قلنا: الأساس الرؤية، ولم نقل أن المعتمد هو الحساب الفلكي، قلنا: يستأنس به، وذلك في معرض مناقشة الشهود، لأنه عندما يكون هنالك شاهد يشهد أنه رأى الهلال، ولدينا قطع علمي بأن الهلال ليس موجوداً، كيف.. كيف نسلم بهذه الشهادة؟ نحن نناقش الشهادة، ولسنا نناقش المبدأ الشرعي، المبدأ الشرعي هو الرؤية، لذلك أنا أرجو الانتباه لما يقال، لأن هذا هو الذي نقوله ولا نقول خلافه..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: في الحقيقة هذا جزء من إشكالية الأمة اليوم، إنه هي أغلب الخلافات هي خلافات على ألفاظ ومصطلحات، يعني ليست خلافات جوهرية، طب، نسمع الأخ شاكر العبد من السعودية اتفضل يا أخي الكريم.

ذاكر العبدلي: آلو.

ماهر عبد الله: أيوه يا خوي اتفضل.

ذاكر العبدلي: ذاكر العبدلي.

ماهر عبد الله: عفواً يا أخ ذاكر اتفضل.

ذاكر العبدلي: أولاً، كل عام وأنتم بخير.

ماهر عبد الله: وأنت بخير يا سيدي.

ذاكر العبدلي: والأخ معالي الدكتور عبد السلام أقول له: كل عام وأنت بخير.

د. عبد السلام العبادي: وأنتم بخير يا أخي.

ذاكر العبدلي: وندعو الله أن ينفع بعلمك الإسلام والمسلمين.

د. عبد السلام العبادي: آمين يا رب.

ذاكر العبدلي: وإحنا مشتاقين كثير إلى أن نسمع توجيهاتك الطيبة، والصريحة، ونشكر معاليكم على ما تقومون به من خلال المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: شكراً.

ذاكر العبدلي [مستأنفاً]: أو من خلال منصبكم، ما تابعته من حديثك -سابقاً-في المجلس الإسلامي لا زال صداه في قلبي، لا أقول في أذني..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب يا أخ، ذاكر أنا مضطر أقاطعك يعني قَدْر الدكتور محفوظ، لو توجه إله بسؤال لأنه.

ذاكر العبدلي: السؤال .

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: اتفضل.

ذاكر العبدلي: السؤال هنا، يعلم معاليه أن هناك عدة منظمات إسلامية في دول غرب إفريقيا، ونحتاج جميعاً إلى التكاتف والتعاون، ومعاليه يعرف بهذه الأمور..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: خاصة في شهر رمضان.

ذاكر العبدلي [مستأنفاً]: في شهر رمضان قطعاً.

د. عبد السلام العبادي: نعم.

ذاكر العبدلي: والظروف الآن، الناس هناك بأمس الحاجة لنا..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: السؤال؟

ذاكر العبدلي: أيوه هذا سؤالي، وأرجو أن نسمع منه كلمة توجيه للمنظمات أن يتكاتفوا لغرب إفريقيا، لأن غرب إفريقيا في حاجة للتعاون..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب.

د. عبد السلام العبادي: كلمة صغيرة الواقع هذا الشهر هو شهر الخير وشهر العطاء، فدعوة يعني ملحة لكل الإخوة المحسنين القادرين على العطاء، وخاصة أن كثير من المسلمين في هذا الشهر يخرجون زكاتهم، أن يلاحظوا حاجات الأمة، وأن يعنوا بهذه المؤسسات التي تعمل في ظروف صعبة في إغاثة المسلمين في رحاب الأرض، والوقوف معهم.

ماهر عبد الله: طيب، نسمع من الأخت أم منى، وأرجو أن يكون هذا الاتصال الهاتفي الأخير، أخت أم منى من الأردن اتفضلي.

أم منى: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

أم منى: يا أخي أحب أسأل سؤال معرفش إذا كان خارج عن الموضوع ولا لأ.

ماهر عبد الله: اتفضلي يا أخت أم منى.

أم منى: التحديد العربي يعني.. يعني مثلا.

[كلام غير مفهوم]

ماهر عبد الله: يا أخت أم منى، ممكن أقاطعك بس إذا التلفزيون عندك شوية تنزلي صوته شويه، اتفضلي.

أم منى: قلت مثلاً لو جميع الدول العربية تنسق مع بعض، في هذا الوقت من السنة في شهر رمضان من أجل صلاة الاستسقاء، لأنه إنت بتعرف، يعني الجميع بيعرف إن المطر هنا شحيح في السنة، فياريت كل الدول مثلاً، سعادة الوزير موجود، يا ريت بيتفقوا مع بعضهم كلهم مثلاً في يوم واحد، في نفس اليوم الجميع يصلوا!

ماهر عبد الله: مشكورة جداً، يا أخت أم منى.

أم منى: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: ونرجو أن يكون هذا اتصالنا الأخير، بأتوقع يعني إن أنت أجبت على سؤال على موضوع الوحدة، لكن هي تمنياتها بقضية.. قضية الاستسقاء وفعلاً المنطقة كلها تعاني، يبدو..

د. عبد السلام العبادي [مقاطعاً]: من شح الأمطار الآن، وهي تحتاج حقيقة إلى لجوء جماعي، وأنا ألاحظ يعني أن كل الخطباء في صلاة الجمعة -الآن- يتوجهون في مختلف أنحاء هذه البلاد لله -جل وعلا- بالدعاء من أجل إنزال الغيث، لكن اقتراح وجيه -إن شاء الله يعني يكون تنفيذ إله- ويكون مظهر من مظاهر لجوء الأمة إلى الله جل وعلا.ماهر عبد الله: طب أنا كنت بدي أرجع السؤال الأخ الذي سأل عن (يطيقونه)، ولأن قراءتي قديمة فأنا قابل لتخطئتي إذا كنت مخطئاً، في أحد الروايات في التفسير لابن كثير أن هذه الآية كانت منسوخة في بداية فترة الدعوة الإسلامية، كان ليس كل رمضان فرضاً على المسلمين، كانوا يخيرون بعشرة أيام في هذا الشهر الفضيل، وكان الصيام على وجه التخيير، فالذي يطيق أن يصوم كان مخيراً أن يصوم أو لا يصوم، إذا اختار ألا يصوم فيدفع فدية.

د. عبد السلام العبادي: يا سيدي، حقيقةً وردت بعض الروايات -كما تفضلت- لكن الذي عليه جماهير العلماء، لا أقول: جمهورهم، هو أن معنى الآية كما أشرت، وبالتالي ما فيه نسخ، وبالتالي التوسع أيضاً في عملية النسخ في القرآن الكريم، أيضاً تعرف أن المحققين من العلماء أيضاً على خلاف ولا يذهبون هذا المذهب، لأنه هذه النصوص وردت متتابعة، ولا بد أن تفهم في سياقها المتتابع، ونزلت أيضاً في سياقٍ متتابع، فلا بد أن تفهم ضمن هذه.. ضمن هذا التكامل، وخاصة يعني إذا رجعنا إلى المذاهب الفقهية، هذا هو الفهم لها عند جماهير العلماء.

ماهر عبد الله: طيب، فضيلة الدكتور، يعني لم يبق لي إلا أن أتوجه لك بالشكر على المشاركة في هذا البرنامج، أعزائي المشاهدين، أشكر باسمكم فضيلة الدكتور عبد السلام العبادي (وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية) على هذه المشاركة.

أعتذر للذين تأخرنا عليهم مطولاً في الهواتف، وأعتذر أكثر منهم للإخوة الذين قاموا بإرسال الفاكسات إلى الدوحة، لم نتمكن من قراءة الفاكسات هذه المرة، لأنه –للأسف الشديد- لم يخطر لنا بالبال أن نعطيكم رقم فاكس هنا في عمان فمعذرة لهؤلاء وهؤلاء.

إلى أن نلقاكم في حلقة أخرى في هذا الشهر الفضيل، نتمنى من الله أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركة، وهذا ماهر عبد الله يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.