فلسطين تحت المجهر

ضد التيار

تتناول الحلقة قصص الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي الذي كرّس حياته لتوثيق ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال منبر “هآرتس” فيما يخص أساسا انتهاكات حقوق الإنسان.

– جرائم الأجنة على الحواجز الإسرائيلية
– اقتلاع مئات أشجار الزيتون واعتقالات بالجملة

– جدعون ليفي وكشف ممارسات الاحتلال الإجرامية

– هجوم المستوطنين على الأملاك الفلسطينية

– عمليات قتل بدم بارد

– ضحايا القصف في غزة

جرائم الأجنة على الحواجز الإسرائيلية

‪سليمة أبو رحمة‬ سليمة أبو رحمة
‪سليمة أبو رحمة‬ سليمة أبو رحمة
‪حمدي أمن‬ حمدي أمن
‪حمدي أمن‬ حمدي أمن
‪باسم عيد‬ باسم عيد
‪باسم عيد‬ باسم عيد
‪جدعون ليفي‬ جدعون ليفي
‪جدعون ليفي‬ جدعون ليفي
‪محمود عمالي بدران‬ محمود عمالي بدران
‪محمود عمالي بدران‬ محمود عمالي بدران
‪بلال عمالي‬ بلال عمالي
‪بلال عمالي‬ بلال عمالي

حسين أبو داهوك/ مواطن من النبي موسى: الحادثة اللي صارت هديك الليلة أنه أنا كنت بايت عند أمي الله يرحمها فأجت الحجة صحتني بالليل قالت لي انه مرة أخوك بدها توضع، وأنا كان معاي سيارة وتعال سريع على أساس إنه نأخذها على المستشفى فصحيت أنا شغلت السيارة وحملتها وحملت أمي الحجة معها وطلعنا من هان فوصلت عند الجنود وطلبت منهم انه أنا معي مرة بدها تولد وانه أنا بدي ادخل على المستشفى يعني قالوا لي ممنوع تدخل فاضطررت أني أنا أتحول من هذا الحاجز ريمون إلى حاجز ضاحية البريد على أساس انه ادخل ونفس ما واجهت هذا الحاجز واجهت من جنود بهذا الوضع فاضطريت انه ألف على حاجز رأس العامود كانت الساعة متأخرة يعني قرب الفجر ما يصل وبرضه نفس المحاولة مع الجنود قلت للجندي قلته تخيل انه هاي أمك أختك بالسيارة إلا أنهم أصروا رجعت لما رجعت لقيت البنت واضعة، قالت لي الحجة ما في داعي انه خلص تظل تتجادل معهم وضعت أنا بتقدر بحمل المولود وبطلع أنا وإياها مشي على المستشفى بنصل بالرجل وأنت خلص ارجع في طريقك ما في داعي تستنا يعني.

فايزة أبو داهوك/ مواطنة من النبي موسى: وصارت تحكي لي الحجة الله يرحمها كانت تقول لي يلا امشِ ها هي قريبة هينا وصلنا عبين ما وصلنا بالمستشفى سووا لي فحوصات وكل شي عادي بس الولد يعني وصل تعبان، وحكيت للدكتور إني خلفت على الحاجز حد ما وصلت، بعدين أنا روحت قال لي الدكتور أنت خلص يعني الفحوصات وكل شيء جاهزات خلص أنتِ روحي والولد بضل روحت وتوفى ثاني يوم، كنت في دفن يوسف.

تعليق صوتي: من هم بحق الجحيم هؤلاء الجنود؟ من هم هؤلاء الذين رأوا فايزة أبو داهوك تضع طفلها في المقعد الخلفي لسيارة شقيق زوجها، وتئن ألما، ولم يسمحوا لها بعبور الحاجز في طريقها إلى المستشفى؟ من الجنود الذين اضطرت فايزة بسببهم إلى لف وليدها بثيابها وأن تمشي به مسافة كيلومترين حتى المستشفى؟ هذا ما كتبه جدعون ليفي الصحفي الإسرائيلي في صحيفة هآرتس في مقاله " موت رضيع" في الـ 19 من نيسان سنة 1996

باسم عيد/ ناشط في حقوق الإنسان: في عام 1988 التحقت بمؤسسة بن شيرم لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، لما يقوم به الجنود الإسرائيليين والمستوطنين اليهود في داخل الأراضي المحتلة ضد الفلسطينيين بالصدفة يتصلوا في منطقة بدية ويحكوا لي على حرق بعض الأشجار وقطع بعضها على يد المستوطنين، فأنا اتصلت بجدعون ليفي الصحفي في جريدة هآرتس وطرحت عليه يسافر لهذه المنطقة ويكتب ويشوف بعينه شو بالفعل قاموا المستوطنين فيه فهذه بتذكر أنا أنه كانت أول رحلة اللي هي بشهر 5/1989 إلى بلدة بدية قضاء نابلس.

باسم عيد: سلامات سلامات أبو أيمن كيفك شو أخبارك؟

أبو أيمن: الحمد لله.

باسم عيد: آهلين آهلين أكيد متذكرنا آه؟

أبو أيمن: أكيد طبعا.

جدعون ليفي/ صحفي إسرائيلي يوثق الانتهاكات ضد الفلسطينيين: حين باشرت العمل في صحيفة هآرتس بدأت السفر إلى الأراضي المحتلة وبشكل عفوي لا بقرار أن هذا ما أريد فعله بدأت التعرف على وحشية وعدوانية الاحتلال ولا إنسانيته وتدريجياً اكتشفت ثلاثة أمور، أولا أن هذه أكبر دراما تعيشها دولة إسرائيل، ثانياَ أنها لا تحظى بتاتا بتغطية في الإعلام الإسرائيلي، وثالثا أن هذه المهمة ستكون مهمة حياتي، تغطية ممارسات الاحتلال الإسرائيلي للقراء الإسرائيليين الذين لا يريدون القراءة ولا يريدون الإثراء ولا يريدون أن يعرفوا، أن يعرفوا حقا أي غبن تاريخي يحدث هنا أن يعرفوا حقا كم من اللاإنسانية والوحشية والإجرام يوجد في الاحتلال الإسرائيلي.

اقتلاع مئات أشجار الزيتون واعتقالات بالجملة

يوسف أبو صفية/ مزارع من قرية بدية- الضفة الغربية: زيتون الشجر هذا دمار على الفلاح وعلى المزارع طول حياته بزرعها وبقيمها وبحترمها وبنظفها وينكبها في الآخر بيجي واحد الله أعلم منين هو بدير النار فيها، هذه الشجرة أخت الشجرة هذه نفس هاي الشجرة عمره فوق الـ 800 سنة هاي كانت بتسوي لها 30 كيلو زيت في السنة مئات في السنة، انقطعت وانحرقت بالشكل هذا مئات، فاليوم بيجوك المستوطنين للوقت بيجوا بعبروا في مناطقهم يقصوا زيتون هالساعيات، فكان شجرة الزيتون هي خصمهم، انتقام ينتقمون منها، وهي عاد إلنا للفلاحين هي يعني شي فعال يعني الناس قوتها عليه تقريبا، في ناس كثير خسرت زيتون كثير بيجي بيسرق وبيقطع وبينهب وبقص الشجر، كانوا يدخلوا يوصلوا للدور كثير مرات يصلوا ويعبروا إلى داخل البلد يعني داروا النار في دار كان في جواتها كان في نار جوا، دفاع عن النفس ما صحلناش ندافع عن حقنا، يا عمي الاستيطان حكي فاضي ما فش مين يقاوموه، إحنا لا حول ولا قوة شو في يديك بعبروا المستوطنين يعبرون  مع الجيش عادي.

تعليق صوتي: في مقاله "عيد مساخر وضيع" الصادر في الخامس من أيار سنة 1989 كتب جدعون ليفي: يعتاش أهالي قرية "بدية" على أشجار الزيتون قام مجهولون اثنتي عشر مرة ببتر أشجار الزيتون في القرية، يمكن مشاهدة الأشجار المعتدى عليها في كل كرم، المعتدون شتموا الأهالي ورجموهم بالحجارة وطبعا لم يعتقل أي منهم.

جدعون ليفي: لقد شهد التاريخ احتلالات أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي وأكثر شراسة بكثير لكني لا أعرف أي احتلال يشعر فيه الطرف الذي يمارس الاحتلال أنه الضحية وليس فقط أنه الضحية بل والضحية الوحيدة لم يكن نظير لهذا الأمر في التاريخ، فالإسرائيلي العادي يعتقد أن العرب هم المذنبون أصلا بجعلنا مضطرين لقتل أطفالهم، لا تنسى أيضا أن هنالك عملية متواصلة من نزع الإنسانية عن الفلسطينيين لتسهيل الأمر علينا فإذا كانوا ليسوا بشرا مثلنا فما من مشكلة للاعتداء عليهم.

ضابط في الجيش الإسرائيلي: في ورقة أنه بيتك؟

مواطنة فلسطينية: لازم أحمل ورقة أنه بيتي!

مواطن فلسطيني: بتجيبي من الطابو، بتجيبي من الطابو..

الضابط: آه طبعا.

المواطن: لازم وين ما تروحي تحملي كوشان، كوشان الدار، كوشان.

المواطنة: بدي أرجع من نفس الطريق، بده ورقة أنه بيتي.

جدعون ليفي: ما الذي حدث الآن؟

المواطنة: الذي حدث إنني حاولت الدخول إلى بيتي، فسألوني: هل لديك وثيقة تثبت أنّ هذا بيتك؟ فأجبت أنا لا أحتاج إلى وثيقة، فقالوا لي: حسناً، انتظري هنا.

جدعون ليفي: هذا أكثر مكان يحبطني في الأراضي المحتلة، هنا يتجلى الإجرام بكامل صورته هنا الجدران تتكلم، عشرات الحوانيت ومئات وآلاف البيوت الخالية من سكانها تتكلم أيضاً، إذا لم يكن هذا هو الفصل العنصري Apartheid فليس لدي أدنى فكرة مما الأبرتهايد  Apartheid.

باسم عيد: السفرية الثانية كانت  في حي القصبة في نابلس من أخطر مواقع الانتفاضة الأولى، ومعظم شهداء نابلس بالانتفاضة الأولى هم سقطوا في داخل حي القصبة، مغامرة يعني ليس بمثلها مغامرة ولكن كإسرائيلي طلب مني بالنوم في  داخل حي القصبة لأنه يريد أن يرصد ليلاً وليس نهاراً ما يقوم به الجنود الإسرائيليين في حي القصبة فبرأيي بأنه هذه يعني أعطتني قناعة على أن هذا الرجل هو يتمتع بقناعات وليس بآراء.

جدعون ليفي: لقد رأيت كل شيء، أطفال قتلى وأهالي قتلى وجرحى وحقول محروقة وسيارات محروقةً وبيوت محروقةً وفلاحين سرقت ماشيتهم وأصحاب أرض سلبت منهم أرضهم وبيوتاً سجنت بين الجدران والكثير من المعتقلين، حين أرى شاباً يقوم بعملية انتحارية في تل أبيب فأنا أفهم سبب هذا وأقولها لك أن كل انتحاري قام بعملية في شارع في تل أبيب هو قتل أطفالا ونساءً بطريقة مروعة كان يفضل الجلوس في مروحيةً مكيفة أن يضغط على الزر وأن يطلق صاروخاً على بيت صلاح شحادة في غزة أن يقتل خمسة عشرة طفلاً وامرأة وأن يكون بريئاً وأن لا يعتبر إرهابيا لكن الإرهاب هو سلاح الضعفاء وهو سلاحُ فظيعُ ووحشي وأنا ضده جداً جداً جداً لكني اعتبره بأنه يأتي من اليأس.

جدعون ليفي وكشف ممارسات الاحتلال الإجرامية

بن درور يميني/ صحفي إسرائيلي في صحيفة "معاريف": ليست لدي أي مشكلة مع النقد، النقد الثاقب القاسي تجاه إسرائيل تجاه السياسة والمستوطنات تجاه الاحتلال هذا شرعيٌ للغاية، أين مشكلتي؟ مشكلتي حين تخلقُ دولةً هي وحش هذا ليس نقداً فأنت تقوض شرعيتها وتخرب أيضا بنظري احتمالية السلام، لأن السلام لا يصنع مع الشيطان، عليك ببساطة القضاء على هذا الشيطان لأنه خطير ويقوم بكل هذه الجرائم ضد الإنسانية بما لا يبقي له حقاً بالوجود، وما يقوم به جدعون ليفي هو ليس نقد دولة إسرائيل بل تحويلها إلى شيء أشبه بالشيطان وهذا خطير جداً.

باسم عيد: جدعون ليفي هو من أكبر المساهمين في ضرب السياسية الإسرائيلية بلا أدنى شك، عندما قامت صحيفة هآرتس بعمل اليومية المختصرة منها هآرتس باللغة الانجليزية أنا برأيي بأنه هذا أيضا كان بمثابة الدفعة قوية لجدعون ليفي، انه أنا برأيي بأن هنالك الملايين في أوروبا يقومون من كل يوم جمعة صباحاً بفتح الإنترنت للدخول على جريدة هآرتس وقراءة موضوع ليفي عن ماذا كتب جدعون ليفي؟ إحنا موجودين هان في مخيم الجلزون جايين على بيت عوض الحنداش بشهر 4/1994، الشاب هذا تم قتله على يد الجنود الإسرائيليين من الخلف قام الجنود بإطلاق النار عليه الأمر للأسف الشديد اللي تم قتله على المحل، فأنا اتصلت طبعاً مع جدعون ليفي وجئنا إحنا حققنا بالقضية وتم نشر الموضوع في جريدة هآرتس.

فاطمة حنداش/ أم الشهيد: كان مجوز وحدة أميركية، وبقى بده يعيد يلحقها هون، بعمل أوراق عشان بده يروح عندها، يوم هذا اليوم كان بده يجيب الأوراق عشان يلحقها على أميركا، كان يشتغل تجليس بودي ويدهن سيارات قال خلص  بخلص هالسيارتين وبضلني طالع.

باسم عيد: فالجنود أجوا وقفوا الجيب على الشارع الرئيسي هان نزلوا منه، همّ أجوا دخلوا على سطوح المنزل بدون ما صاحب المنزل يعلم على أنه الجنود بدهم يفوتوا على السطح، هذه الزاوية لمّا أنا بذكر جيت حققت في القضية كان في زي خيمة هان عاملينها وهمّ تواجدوا هان، فهو بالضبط وين الباب الأخضر كان هان ساحة بيت مهدوم بالأصل وقف السيارة فهو نادي عليه قال له تعال لهان..

فاطمة حنداش: راح لهم قالوا له  مين براجم؟ كله أنا ما شفتش ها شوف يدي كلهم بويا وإشي، ما عملتش أنا إشي، قال له طب وين البيت تبعكم؟ أنا واقف هيك واقف، قاله  وين البيت؟ قال له هيو البيت،  هاي أمي واقفة، قال له: طب يلا على البيت، لسّه أنا حطيت أوّل رجل على الدرج وثاني رجل إلاّ الطخ ورائه زي المطر الطخ ورائه ما وصل لغاد إلاّ هو يم الرصاص في ظهره.

باسم عيد: كم رصاصة؟

فاطمة حنداش: ثلاثة، ثلاث رصاصات في ظهره هون،  بعدما طخوا عليه، صار يقول زي عفولي، زي عفولي يعني كان معاه لافتة فيها جمجمة وصفرا الورقة، صار يقول زي عفولي زي عفولي بقت يومها عاملين عملية عفولي، قال انتقم لعفولي من عوض.

تعليق صوتي: "وفق شهود عيان  تبين أن الجندي الذي قتل عوض حنداش رماه بالنار عمداً كي يصيبه  دون أن إنذار أو إطلاق نار في الهواء لم يطلق النار دفاعاً عن النفس، حيث أن عوض حنداش لم يشكل خطرا على حياة الجندي بل تقدم نحوه فقط بعد أن أمره الجندي بذلك" هذا ما كتبه ليفي في مقاله سيارة عوض الأخيرة في السادس من أيار عام 1994.

رمضان حنداش/ أخو الشهيد: وصل هان ولا هو صرخ صوت  قال يمّا ولا هو ارتمى هان، بطلع  ولا هو ويلك تطلع للجندي ويلك تشوف أخوك اللي على الأرض، صرت أشد فيه بلشوا يطخوا علينا بلشت أعمله هيك في يدي وأشد في أخوي، صرت أصرخ جيبوا سيارة حملته في السيارة وضلينا طالعين بقي الطخ طبعاً شغال في الحارة هين، تقربنا نوصل رام الله بالضبط بطل يتحرك بالمرة.

فاطمة حنداش: والله، الله بعلم في حالتنا كيف إحنا  لحد اليوم يعني كأنه، كأنه اليوم مستشهد فكرك يعني حدا نسيه يعني وهو شوف أكم سنة صار له، الحمد لله.

جدعون ليفي: في أحيانٍ كثيرةً أخجل مما يُفعل باسمي وهو يفعل باسمي شئت أم أبيت وينتابني شعور بالذنب يوجد لدي شعور عميق بالذنب تجاه الفلسطينيين، أعتقد أننا نرتكب بحقهم الفظائع، غولدا مائير قالت ذات مرة تلك الجملة المريعة: "يحق لليهودي أن يفعلوا كل شيء بعد الكارثة" وصلت خلال الانتفاضة  إلى حاجز الخروج من جنين ووقفت هناك سيارة إسعاف فلسطينية شارتها الحمراء مضيئة انتظرت ربع ساعةً نصف ساعةٍ أربعين دقيقة بعدها لم أعد أحتمل فخرجت من السيارة لفحص ما يجري، وجدت الجنود يلعبون الطاولة في الخيمة عندها ابتدأت الصراخ عليهم وأكثر ما أغاظهم أنني قلت لهم تخيلوا فقط أن أباكم هو من يرقد في سيارة الإسعاف هذه وقد يموت بينما الجنود في الحاجز يلعبون الطاولة،  ماذا كنتم ستفعلون؟ إنّ أكثر ما يغيظ الإسرائيليين أن تقول لهم ضعوا أنفسكم مكان الفلسطينيين ولو للحظة، لقد أغاظهم هذا لدرجة أنهم أشهروا السلاح نحوي ومشطوه.

[فاصل إعلاني]

هجوم المستوطنين على الأملاك الفلسطينية

جدعون ليفي: سنعبر من داخل أحد البيوت يعطيكم العافية.

مواطن فلسطيني: أهلا وسهلا.

جدعون ليفي: لا تجد سوقاً مهجوراً هكذا في أي مكان آخر العالم، نعم إنه كذلك.

زليخة محتسب/ مواطنة من الخليل: هذا هيك لأنه المستوطنين فوقينا دائماً بكبوا زبالة من هون بكبوا حجار بكبوا مية وسخة.

جدعون ليفي: من فوق؟

زليخة محتسب: آه من فوق المستوطنة رمل زجاج كلور مواد كيماوية ايش ما يكون دائماً لما بيجي على بالهم بكبوا علينا، فالناس حطوا الشبك هذا بس كحماية من الزبالة.

مواطن فلسطيني: ماء وسخ بول بيض فاسد تستطيع أن ترى هذه من الشباك جميع أنواع القمامة، هناك يوجد برج  للجيش فوق البيوت يراقبون منه.

جدعون ليفي: لقد مرت العشرون سنة أولى للاحتلال دون تحرك فلسطيني، الإسرائيليون كانوا على يقين من أن الاحتلال سيستمر إلى الأبد، إسرائيل لم تقدم ولو مرة واحدة أي تنازل سياسي دون سفك دماء فقط بعد سفك الدماء لذا لم يكن ثمة خيار آخر من اندلاع الانتفاضة الأولى لتذكر الإسرائيليين أن هذا الوضع لم يستمر إلى الأبد، أي ظروف أتيحت أمام الفلسطينيين ليذكروا الإسرائيليين بمعاناتهم، العالم ينسى الفلسطينيين وهذه رسالة مرعبة، ولكن مشكلة أن هذا سبيلهم الوحيد لتذكير إسرائيليين والعالم بمأساتهم، بأن يكون هناك تغيير من الداخل لأن حياة الإسرائيليين بمعظمهم جيدة جداً ولأن الإسرائيليين راضون جداً عن أنفسهم إنهم يعتقدون أنهم أخلاقيون ومحقون جداً بالأساس يقوم بهذا الإعلام الإسرائيلي لكي يحصل على رضا القراء ومزيد من الشعبية، كان يغضبهم أكثر مما ينبغي كي لا تكون لديهم والعياذ بالله ماضيات أخلاقية أو أن يفكروا للحظة واحدة أن الجيش الإسرائيلي ليس الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.

بن درور يميني: يقوم جدعون بعمل يفهم في العالم على أن دولة إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية هذه هي نتيجة ما يقوم به جدعون، ولأن هناك أكاذيب كثيرةٌ في الأمر لست في معسكره لأن معسكره معاد للسلام، أنا مع السلام والتعايش لا أريد تصوير الفلسطيني كوحش فلا تصوروني كوحش، لأني أريد أن تكون لدي الإمكانية يوم ما لسماع الفلسطيني دون كراهية مسبقة، وما يقوم به جدعون ليفي خلق شحنات رهيبة من الكراهية لأنني كإسرائيلي مكروه اليوم في العالم بسبب جدعون ليفي.

تعليق صوتي: ألهذه الدرجة؟

بن درور يميني: بالتأكيد، بالتأكيد أنا أجوب العالم أقدم محاضرات في العالم وأتحدث إلى الناس وأتواجد في الجامعات ودائماً يواجهوني بأدلة على أنني وحش أنني حيوان ولست إنسانا يقولون انظر ماذا كتب جدعون ليفي؟

عمليات قتل بدم بارد

بلال عمالي/ صديق الشهيد إياد بدران: 13/11/1993 طالعين أنا وإياد وجهاد رحنا لسلفيت عند أصحاب إلنا، رحنا بطريق طبعاً مدخل مستوطنة آراييل، دخلنا على سلفيت، وإحنا مروحين روحنا على الساعة سبعة إلا ربع، تفاجئنا بسيارة واقفة بالشارع تفاجئنا فيهم ضووا علينا الأضواء وقفنا، هم مستوطنين هم جيش هم شو مش عارفين إحنا شو في؟ فتفاجأت أنه كل وجه إياد دم منين أجا الرصاص منين انضرب مش عارف؟! كل الرصاص على السيارة مباشرة علينا على السيارة مطر معركة وقائمة، حسيت حركة عند السيارة يعني صارت عنا وصلتنا كانوا بني آدميين، فـأصيح أنا مين أنتو شو بدكم شو اللي عملتموه؟ وإلا هو فتح الباب علي وسحبني من السيارة طبعاً في شتائم ويرحم هو لغاية الآن أنت عايش؟ يعني في اللهجة يعني بأعجوبة انه لسه عايش، فنزلونا على الأرض ويجروا فينا طبعاً سحبونا بعدونا شوي عن السيارة نيمونا هان، طبعاً على وجوهنا بالضبط هون بالموقع هذا، ممنوع ترفع رأسك ممنوع تحكي كلمة وحدة ممنوع تتنفس نفس ولا اشي وإذا بترفع رأسك في البارودة يقعد بضرب فينا، عداك من هناك إلى هون جرونا جر فنزلوا إياد من السيارة شلحوا أواعيه عملوا له تنفس اصطناعي كان بطنه يتحرك، رفعت رأسي ضربني الجندي بقول له بس بدي أشوفه يعني  أشوف ويشوفني، قال لي لا ما رضيش قال لي ممنوع تتحرك، بعدما أجت سيارة العسكرية والضباط وهذا أجوا وصاروا يحكوا معنا، ليش صار معكم هيك؟ كيف عملوا هيك؟ فالضابط يقول لي الجنود اللي ضربوكم، بقوله هم الجنود اللي ضربونا مش عارف شو يعني ضربونا، قال لي قام الجيش ضربكم لأنكم أنتم عرضتم حياتهم للخطر، بقول له: كيف عرضنا حياتهم، هذا المكان وهذه سيارتك، كيف عرضنا حياتهم للخطر، يقول لي: أديش عدد سكان بلدكم؟ بقول له: سبعة ثمانية آلاف بقول لي: يعني وراح واحد شو يعني كثير يعني ما صارش اشي كثير.

محمود عمالي بدران/ والد الشهيد: أقعدت أمه قلت لها بصريح العبارة أنه إياد مات وبدأت تصرخ وتولول وتحزن وتعيط قلت لها هذا كله الكلام ما ينفعش، الموضوع انتهى، بلشت أقعد بأهلي وبأخوتي لأعلن الخبر ونستعد لثاني يوم، لأني ما حبيتش أنا أذيع الخبر في سماعة الجامع في حينه لأنه عمال كان يطلعوا  يشتغلوا إلا ويعرفوا بالحدث رح يتعطلوا جميعهم، فتركت الموضوع لما بعد الساعة خمسة صباحاً حتى الناس تروح على شغلهم وأذعنا  الخبر في سماعة الجامع، ومن يومها لليوم هذا المسلسل ما انتهاش بحيث أنه صدر قرار بحكم القتلة اللي هم الجند الإسرائيليين وهذا كان بعد سنتين من الحادث، حينما حكموا على الجنود اللي قتلوا في بضعة عبارات وساعة سجن، تزهق الأرواح بدم بارد.

تعليق صوتي: تحت عنوان "الزموا الصمت إطلاق نار" كتب جدعون ليفي في مقاله الصادر في التاسع عشر من تشرين الثاني سنة 1993 "أقف الآن على الشارع بين سلفيت وزقاقه أرضية الشارع ما زالت تنضح بالدماء المسفوكة من رأس إياد مر يومان على الحادثة وما زال الجيش يعذب والد الشهيد محمود بدران ذهاباً وإيابا، عد بعد ساعتين تعال غداً، اجلب تصريحا من الشرطة خذ تصريحا من الإدارة المدنية سيكون كل شي على ما يرام، والجثة مازالت في معهد التشريح أبو كبير، الوزير شوحط وأبو علاء في باريس يناقشان الترتيبات الاقتصادية في الحكم الذاتي بينما قتل في الشهر الأخير خمسة فلسطينيين على الحواجز في الأراضي المحتلة".

جدعون ليفي: ينبغي أن تكون هناك انتفاضة جديدة لتذكير العالم والإسرائيليين بأن هناك مشكلة وسأتفهم الفلسطينيين تماماً، فما السبيل الذي تتيح لهم إسرائيل غير الانتفاضة لا شيء! إنها تدفعهم إلى هذا لا أعرف كيف كان الإسرائيليين سيتصرفون تحت احتلال كهذا دون نضال لن يحصل الفلسطينيون على أي شي يجب عليهم أن يناضلوا.

تعليق صوتي: "أنت يا جدعون ليفي تستقبل في حرارة بأحضان العدو بسبب دعمك غير المحدود له وبسبب تنظيرك لكراهية إسرائيل" عقب القارئ إيتاي على أحد مقالات ليفي وفي مقال قال  آخر عقب آيال قائلاً: "جدعون أنت بوق ناجح للدعاية النازية والتي تستفحل اليوم أكثر من أي وقت مضى" وأردفت القارئة ميمي بتعقيبها: "سئمناك؛ اذهب لتكون مواطن شرف في السلطة الفلسطينية يا كاره إسرائيل ليست لديك كلمة طيبة واحدة تقولها عنا؟ لو كنت في سوريا هل ستستطيع التحدث هكذا؟ اخجل. تحت مقال بعنوان جدعون ليفي وأصدقاؤه في الإعلام يعززون الكراهية في العالم كتبت الصحفية الإسرائيلية حاني لوز: يكفي أن تقرأ جدعون ليفي بالانجليزية لتفهم لماذا يكرهنا العالم؟

جدعون ليفي: أنا أكتب حقاً ما أومن به ولا أجري أية تعديلات على الحقيقة التي أراها وإذا كانت متطرفة ستكون كتابتي متطرفة أيضاً وليس لدي أي ترد، أعتقد أن الواقع متطرف جداً واقع احتلال وحشي جداً يتواصل منذ سنين طويلة  وهو واقع متطرف، والجواب على هذا لا يمكنه إلا أن يكون متطرفاً، سأقول لك أكثر من هذا أحياناً أريد إغضاب الإسرائيليين بالتأكيد أريد إغضابهم وسأستمر في كتابتي هذه لعل هذا ما سيوقظهم.

باسم عيد: بعد دخول 22 سنة للأراضي المحتلة وتعرضه لأخطر حالات الخطر في الأراضي المحتلة، جدعون ليفي قد يصلح لئن يكون مفاوضاً فلسطينياً وليس صحفياً إسرائيليا للأسف الشديد أنه مقالات جدعون ليفي لم تؤثر يا أخي على الإعلام العربي كان يجب على الأمة العربية تعزيز موقف جدعون ليفي، كان يجب على الجامعة العربية في يوم من الأيام دعوة جدعون ليفي إلى إلقاء محاضرة بجميع السفراء العرب في القاهرة لكشف وفضح انتهاكات إسرائيل، إحنا بكرا نيجي ونقول لإسرائيل أنه هايكم أنتم؛ أنتم اليهود كتبتم أنه اليهود سووا واحد اثنين ثلاثة فلماذا لم يحظ، لم يحظ برعاية العرب أو الصحافة العربية؟ إحنا هان في قرية بلعين جايين على منزل الشهيدة جواهر أبو رحمة استشهدت في 1/1/2011 ولعائلة أبو رحمة يعني قصة كارثية أنه لجواهر في إلها أخ شهيد من قبلها بحوالي عشرين شهر، طبعاً أنا أخبرت جدعون ليفي على أنه في هان قصة عائلية يعني بسوى أنه ينكتب عنها بفعل جينا إحنا على بلعين وحققنا في هذا الموضوع وتم نشر الموضوع بجريدة هآرتس، على العافية أم أحمد عظم الله أجركم.

سليمة أبو رحمة/ والدة شهيدين-الضفة الغربية: مات واستشهد سنة 2009 طلع على المسيرة ضلهم يضربوه بالقنابل أول وحدة أعطى إياها ثاني وحدة على طول قنص عليه على طول قنص عليه ضل على مطرحه قطم  جميع الشرايين في صدره، هي هذه طالوها من صدره، جواهر استشهدت في 1/1 سنة 2011 على العاشرة كنا أنا وإياها يوم جمعة قالت بدنا نروح نتفرج على المسيرة، نتفرج وقفنا هان أنا وإياها قالت يّما هات تنروح نمشي لنا شوي قلت لها لا ما أنتِ شايف هايهم مزروعين الأرض زراعة.

باسم عيد: اللي هم مين؟

سليمة أبو رحمة: اليهود وهيو قبال الدور والزيتون، وكل ما يضربوا تيجي هنا ييجي هناك تيجي هذه بقت هناك المنطقة زي الطابون، الواحد بطل يشوف اللي قدامه، البنت ما تحملتش راحت ووقعت و راجعت وصار يطلع من فمها الزبد مثل رغوة الصابونة أول مرة هذا بتصير معاها يعني أول مرة ما توقعنا، الأطباء قالوا ادعوا لها بالرحمة يعني على التاسعة والنصف وإلا هي سلمت الله يرحمها والله يرضى عليها ويجمعنا أنا وإياها في جنان النعيم، ما خلونيش أشوفها والله ما خلوني أشوفها ما خلونيش الله يرحمها، الله يرحمها ويرضى عليها روحت والناس هيك قاعدة في دارنا قلت لهم ما تعيطوا على جواهر، جواهر شهيدة حبيبة الله هذه، جواهر شهيدة ما تعيطوا عليها يعني صرت أجابر في حالي أجابر بنفسي بقول يا رب باسم راح وهي جواهر راحت بقول يا رب في رب بقول في رب بس بقول أنه في رب.

تعليق صوتي: في مقال بعنوان: "حقيبة أكاذيب الجيش الإسرائيلي" كتب ليفي في التاسع من كانون الثاني عام 2011 "غداة مقتل جواهر بدأ الجيش الإسرائيلي ببث الأكاذيب قالوا إنها ماتت ميتة طبيعية في بيتها وليس في المستشفى، لم تفلح الكذبة فاختلقوا أكاذيب أخرى جعبتهم مليئة بالأكاذيب، ادعوا جواهر لم تكن في المظاهرة لا صور لها ومن جعبة الجيش أيضاً جواهر كانت مريضة بالسرطان من أين أتوا بهذا".

جدعون ليفي: هذا المكان وجد بعد خطيئة تسببت بالظلم دولة إسرائيل مكان المهاجرين حين جاءوا إلى هنا خلقوا بدورهم ظلماً جديداً المشكلة هي أن هذا الظلم لم ينته منذ عام 1948 والاحتلال عام 1967 والاستمرار المباشر لظلم عام 1948 بدلاً من أن نقوم بالتكفير عن عام 1948 أن نعتذر عن عام 1948 أن نعترف على الأقل بعام 1948، أن نقر بوقوع ظلم بحق الشعب الفلسطيني ليس فقط أننا لا نقوم بكل هذه الأمور بل نواصل عام 1948 حتى يومنا هذا.

زليخة محتسب: هي باب بيتي من هنا ممنوع استعماله جدعون ليفي اللي جاي على بيتي لأول مرة يقدر يفتح الباب ويطلع على الشارع بس أنا  اللي ساكنة هنا منعوني أستعمل الباب، يعني لو مرة وقفت مثلاً يعني لما بنظف البيت أنا بفتح الباب لأنه المي بدك تطلعها لبرا بيجي الجيش ويقول لي سكري بيجوا المستوطنين بعملوا لي مشاكل، إذا بالغلط فتحنا باب البلكونة على طول بدخل علينا حجار كمان كذا مرة حاولوا إنهم يطلعوا من تحت يعني تحت في سور بدؤوا يطلعوا عليها على البلكونة هون يحاولوا يدخلوا على البيت عندي، باستمرار لما أطلع على البلكونة بغلطوا علينا، ببهدلونا، بغلطوا على الدين تبعنا، بغلطوا على النبي محمد، يعني حتى ونحنا هون بالشبك هذا بصيروا يضربوا علينا حجار بصيروا كمان يتمسخروا علينا أما شو أنتم قاعدين هون بشبك أنتم مثل القرود هيك بحكوا لنا، ولو نيجي نحنا بدنا نرد عليهم لنحكي أي شيء بيجي الجيش ببهدلنا، بيجوا الجيش بقتحموا البيت، يعني مجرد أنه نرد عليهم بس..

جدعون ليفي: ما الذي يجعلك تتركين هذا البيت؟

زليخة محتسب: ما الذي يجعلني أترك البيت، الموت.

باسم عيد: أنا خففت الطلعات مع جدعون، يعني كمان شب قتل في قلنديا، كمان منزل هُدم  في سلوان، كمان قطع أشجار في سنجل، نعاود نرجع على قتل شب في ديسي، كمان هدم منزل في طولكرم، كمان قطع أشجار في الخليل، يعني أنا شخص أعيش 24 سنة في هذا الروتين من الانتهاكات أو من جرائم وكأنه في لحظة من اللحظات أنا شخصياً مللت وهو لم يمل.

ضحايا القصف في غزة

حمدي أمن/ استشهد ثلاثة من عائلته وأصيبت ابنته في غزة: في 20/5/ 2006 كنت طالع أنا ومرتي ووالدتي وأولادي الثلاث معي وخالي وعمي أخو أبوي كنا 8 أشخاص من العيلة في قلب السيارة في غزة، ثم قصفوا من الطيران عن ما كان  استشهدت الوالدة طبعاً ومرتي وابني الكبير وماريا وضعها الصحي كثير كثير صعب، بس رأسها الحمد لله بشتغل جسمها بشكل عام ما فيش إمكانيات لا تتحرك بالمرة، عن طريق لحيتها من الذراع هذا اللي موصل للجهاز تزقه طبعاً في ذقنها وبتمشي وبتتحرك، حمام طبعاً بمساعدتي أنا، عايشة على جهاز تنفس 24 ساعة لازم تكون تحت النظر لظرف ساعة، لا زالت موجودة شظية داخل جسمها ممكن أي لعب فيها أو أي حركة ضربت ممكن تؤدي إلى مشاكل نحن في غنى عنها، لو في إمكانية يعني يأخذوا أعضاء من جسمي ويحطوا لها إياها أنا مستعد، حسبنا الله ونعم الوكيل على أولاد الحرام، شو نعمل عارف صعب عارف أنه  ليس سهلا بس شو بدنا نعمل أمر الله يا بنتي مضبوط؟ حبيبتي مش أمر الله، دايماً بدنا نؤمن أنه الله كبير إن شاء الله خير يا بنتي إن شاء الله خير.

تعليق صوتي: في 31 من أيار عام 2006 كتب جدعون ليفي في هآرتس تحت مقال بعنوان: اغتيال محدد، "لم يرمش لمقدمي الأخبار جفن مساء السبت حين بشروا باغتيال جديد في غزة،  لم يرمش جفن لقائد سلاح الجو الجنرال اليعيزر شكادي الذي قال في اليوم التالي ببلادة مرعبة: أنه ما زال يتوجب فحص السبب المحدد لمقتل عائلة أمن في هذه العملية، ماذا قصد الجنرال تحديداً؟ أنه لعل ما قتل العائلة لم يكن صاروخاً أطلق من طيارة؟ لعل ما قتلهم هو نيزك مثلاً؟ أيضاً لم يرمش جفن للطيار الذي ضغط على الزر وبعث بصاروخ فتاك إلى شارع مزدحم بالناس في قلب مدينة غزة بهدف اغتيال محمد الدحدوح من الجهاد الإسلامي وقتل معه تقريباً عائلةً بأكملها: الجدة، الأم وطفلها الرضيع وأصاب فردين آخرين من العائلة إصابة بالغة الأب والطفلة ماريا ابنة ثلاثة أعوام ونصف العام.

حمدي أمن: تفاجأت أن جدعون جاء علينا ولم أستوعب الأمر كيف أن يعني المواطن الإسرائيلي ايش يسوي عندي هنا رغم الذي صار؟! أثناء العزاء أنا لقيته قاعد جوا بعديها عيطت أنا وإياه، وعدني وعد بعدما سابني أنه لقائنا الأسبوع الجاي سيكون في إسرائيل،  في داخل إسرائيل لمستشفى التي فيها الأجهزة هذه التي مش موجودة في غزة، ووعدني على وعده وتنفذ وعده بالفعل عن طريق مقالة بتاعت جدعون.

جدعون ليفي: إنها فقاعة يعيش فيها الناس حياةً ممتازة، الناس لا يرون ولا يريدون أن يرون في أيام الحرب على غزة كانت الشواطئ هنا تعج بالناس ومن فوقهم مروحيات الأباتشي في طريقها لقصف غزة، بينما الحياة هنا مستمرة كالعادة، لم يخطر ببال أحد منهم إلقاء النظر نحو المروحيات ليسأل عما تذهب لفعله في غزة، مجرد التفكير بأن نجلس ونستجم هنا على شاطئ البحر في تل أبيب في حين أنه على بعد نصف ساعة سفر من هنا يعيش أبناء شعب آخر دون أي حقوق. هذا الوهم والعمل مريضُ يوجد لهما أبعاد خطيرة جداً.

إسرائيلية تهاجم جدعون ليفي: نحن لا نريد السلام إنه خسارة لكل جندي يدافع عن نكرة كهذا عن من يدافع هذا عنا؟ أنظر إليه كيف يبدو حزيناً إنه مستعد أن يحارب كي لا تكون لنا دولة، هو ليس جديراً بالظهور على التلفاز اذهب إلى الجزيرة وعش هناك حتماً سيحبونك.

إسرائيلية أخرى تهاجم جدعون ليفي: إنه يمثل الفلسطينيين وحماس ولا يمثل دولتنا نحن.

إسرائيلية ثالثة تهاجم جدعون ليفي: هنا إسرائيل فليخرج العرب منها، أرني عربياً واحداً يحب اليهود؟ إنهم يكرهوننا كلهم ضدنا، كلهم يذموننا.

مواطن إسرائيلي: شعب إسرائيل حي شعب إسرائيل حي.

إسرائيلية رابعة تهاجم جدعون ليفي: لماذا؟ ما هذا؟ هذا ليس منصفا، لماذا لا تكتب أشياء جديدة عنا أيضاً؟

مواطن إسرائيلي: شعب حي شعب حي، شعب إسرائيل حي، أنت تشوه صورتنا أمام العالم.

إسرائيلية خامسة تهاجم جدعون ليفي: أنت متحيز للفلسطينيين، إنك تحب الفلسطينيين أكثر منا، أنت تكرهنا.

جدعون ليفي: هذا يكلفك ثمناً مقابل وقوفك ضد التيار، هذا يكلفك ثمناً شخصياً أن تقول أشياء صعبةً ضد الإجماع،  ضد الإعلان، ضد المؤسسة، ضد الأمن، ضد الجيش، هذا يعزلك اجتماعيا ومهنياً أيضاً ليس أي شخص مستعداً أن يدفع كل هذا الثمن بما فيه من الخوف. أحياناً أتفقد سيارتي قبل الصعود إليها في الصباح، هربت مرتين من أناس طاردوني وأرادوا الاعتداء علي مرةً أمام البيت ومرةً على شاطئ البحر، لكن هذا ما أجيد الاتهام به وأحاول القيام به على أفضل نحو ممكن، ولديَ منبر هآرتس الذي لولاه لما كنت شيئاً وأحياناً أعتقد أنني أكتب للأرشيف ليس إلا، يوماً ما قد يفتح أحدهم الأرشيف ويقول رغم كل شيء كانت هناك أصوات أخرى.