صورة عامة / الشريعة والحياة 02/10/2011
الشريعة والحياة

الفتوى بين فقهاء السلطة وفقهاء الثورة

يستضيف البرنامج رئيس رابطة العلماء السوريين محمد علي الصابوني ليتحدث عن دور الفقهاء اليوم في ظل الثورات العربية،

– حقيقة فتاوى فقهاء السلطة
– الحدود الشرعية في علاقة الحاكم والعالم
– الحاكم المستبد وشرعية بقائه في السلطة
– حكم التظاهر في الإسلام
– الجنود وقمع المظاهرات

عثمان عثمان
عثمان عثمان
 

محمد علي الصابوني
محمد علي الصابوني

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم على الهواء مباشرةً في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز }الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا{ [الأحزاب: 39 ] أي دورٍ مارسه فقهاء اليوم في ظل الثورات العربية، وما تفسير بعض الفتاوى الصادرة عن بعضهم وتخدم الطغاة وتسكت عن الاعتداء على حرمات الدين، الفتوى بين فقهاء السلطة وفقهاء الثورة موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين، مرحباً بكم فضيلة الدكتور.


محمد علي الصابوني: حياكم الله أهلاً وسهلاً..

حقيقة فتاوى فقهاء السلطة

عثمان عثمان: فتاوى عديدة صدرت في ظل الثورات العربية ومجملها متناقض ما بين مؤيد ومعارض بدايةً ما حقيقة الفتوى ما هي الأسس التي تقوم عليها؟


محمد علي الصابوني: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ، قبل أن أجيب عن هذا السؤال أريد أيها الأخ الكريم أن أنبه وأذكر إخواننا العلماء بواجبهم في هذا الأمر الخطير، هذا أمر عظيم خطير الفتوى أمر عظيم فنريد أن ننبههم نذكرهم بما أمر الله عز وجل به، لا أن ينضووا تحت لواء الظلام والضلال مسايرةً لأهواء الحكام.

عثمان عثمان: لكن لهم مبرراتهم الشرعية التي سنأتي عليها في سياق الحلقة إن شاء الله.


محمد علي الصابوني: نوضح هذا إن شاء الله، نقول أيها الإخوة العلماء يا من رفع الله قدركم وأعلى ذكركم وجعل شهادته جل وعلا التي شهدها بها لنفسه بالوحدانية ربطها بالملائكة والعلماء }شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ{ [آل عمران: 18] ما أشهد غيرهم الملائكة وأولو العلم فهذا شرف عظيم للعلماء، ينبغي أن ينتبهوا لا بعد أن أكرمه الله بهذا الشرف وبهذا الوسام لا ينبغي أن يهينوا أنفسهم لأن من مشى مع الطغاة ومع الظلمة ظلم نفسه قبل أن يظلم غيره، يقول سبحانه وتعالى في كتابة العزيز }وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ{ [آل عمران: 81] الميثاق العهد المؤكد واليمين {مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}[ آل عمران: 187] هذا وعد وعهد من الله عز وجل على بني إسرائيل وعلى من يتبعهم من العلماء بعدهم والله حذرنا جل جلاله من أن نميل مع الظالم ونركن إليه {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [ هود: 113].

عثمان عثمان : ما المقصود بالركون هنا؟


محمد علي الصابوني: الركون ليس كما يفهمه بعض العلماء إنه ينخرط معهم لأ الميل اليسير، الميل اليسير مع الظالم يسبب له دخول جهنم، فكيف بمن انخرط من فرقه إلى قدمه مع الظالمين، الله تبارك وتعالى رفع قدر العلم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11] فلا ينبغي للمسلم أن يهين نفسه من أهان نفسه أهانه الله في الدنيا قبل الآخرة، الفتوى والإفتاء إنما يكون معناه هو إصدار حكم الله عز وجل، لما يقول هذه فتواي أي هو يتكلم لا بلسانه إنما يتكلم بالحق الذي أمر الله به، الله تبارك وتعالى خاطب داوود عليه السلام نبيٌ مكرم من أعاظم أنبياء بني إسرائيل {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ ص: 26 ] فإذا كان الأنبياء حذروا من هذا والعلماء كما نعلم ورثة الأنبياء كما قال سيد المرسلين (( العلماءً ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً إنما ورثوا العلم)) فنحن نقوم بالنيابة عن رسول الله علماء الأمة الإسلامية يتحدثون بالوكالة والنيابة عن رسول الله ورسول الله يتحدث بالأمر الإلهي الذي أمره به الله تعالى.

عثمان عثمان : ما المستندات التي يجب أن تبنى عليها هذه الفتوى أو أي فتوى ؟


محمد علي الصابوني: هذه الفتوى يجب أن يراعي فيها العالم المسلم ربه قبل أن يصدرها، لأنه مسؤول عنها يوم القيامة لأن من كذب على الله، الله تبارك وتعالى يسحقه ويمحقه ويذله في الدنيا قبل الآخرة {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ}[ الزمر: 60] فالفتوى يجب أن يراعي فيها الإنسان حكم الله عز وجل الذي أوجبه وفهمه العالم من كتاب الله من هدي رسول الله عليه الصلاة، أم أن يفتي بالهوى دون مستند فهذا ضلال وشقاء وخسران.

عثمان عثمان: إذن هناك الهوى هل بشكل أو بآخر إن كان هذا العالم عالماً فعلاً هل يلزمه التقوى في إصدار الفتوى التي يفتيها؟


محمد علي الصابوني: هذا أصل شرط أساسي أصلي في هذا الأمر، لأن الله تبارك وتعالى حذرنا فقال {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[ الجاثية: 23 ] وينبغي أن نعلم أخي الكريم ينبغي أن يتفهم أهل العلم وغيرهم نحن لا نعلم أهل العلم، هم علماء ولكن نذكرهم بأمر الله، الله عز وجل الذي كرم العلماء هو الذي ضرب، ضرب أشنع وأقبح الأمثلة لمن لا للزاني ولا لشارب الخمر ولا لقاطع الطريق ولا لمرتكب الكبائر، إنما ضربه لعلماء السو الذين يسيرون مع أهوائهم مع الحكام ضد الحق والدين، هذا أمر خطير مثل لهم بالكلب لا نجد في القرآن الكريم تمثيلاً أقبح من هذا وأشنع ما ورد في حق المجرمين إنما في حق علماء السو الله تبارك وتعالى يقول {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} [الأعراف: 175] علمه الله أعطاه العلم {فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ} [الأعراف: 176] مال إلى الدنيا {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}[الأعراف: 176] بعدها إش قال{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[الأعراف: 176المثل الآخر ضرب الله لهم مثلا بالحمار وهو مثل ورد عن بني إسرائيل ولكن المراد به نحن أن يذكرنا الله به، الله تبارك وتعالى يقول {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ} [الجمعة: 5] أي كلفوا بتطبيق الأحكام التوراة { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا}[الجمعة: 5] لم يطبقوها {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}[الجمعة: 5] جبنا حمار أجلكم الله وحطينا خزانة كتب على ظهره كل العلوم النافعة وكذا هل يصبح عالما فقيه هل يصبح فيلسوفا هل يصبح دكتورا ينبغي أن يدرس في الجامعة هذا حمار يبقى، إذن ماذا انتفع من حمله لهذه الكتب التعب والعناء.

عثمان عثمان : شيخنا بس اسمح لي أنقل لك سؤال السيد كمال على الفيس بوك يقول كيف يفرق الناس خاصة العوام منهم ما بين فقهاء السلطة والفقيه الحق، يعني بين الفقيه السلطة والفقيه الرباني، خاصةً أن فقهاء السلطة لا ينشطون ولا تظهر حقائقهم إلا عندما يتعرض السلطان لمأزق ويحتاج إلى هؤلاء ما هي علامات الفقيه الرباني الذي لا يتبدل ولا يتلون؟


محمد علي الصابوني: العالم الرباني لفظ رباني نسبة إلى الرب جل جلالة هو الذي ينطق بما يحبه الله لا يكذب لا يصور الأمور تصوير خيالي مراعاةً لمشاعر بعض الناس، بده يكون صادقا أمينا يخاف الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[ فاطر: 28] ثم يكون مراقباً لله عز وجل لأنه سيسأل يوم القيامة عما قاله في حق الناس، الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] الزوجة ما هي دخلها تدخل جهنم لأن زوجها خائن كافر فاجر لأ أزواجهم أمثالهم في الجريمة { فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [ الصافات: 23 ، 24 ] الأمر خطير جداً لما واحد لا يتقي الله يصدر ما هب ودب ويقول هذه فتوى، هذا كذب على الله ومن يكذب على الله فجريمته لا تغتفر عظيمة، فالذي يخاف الله ويراقب ولا يخالف لا الكتاب ولا السنة ويريد أن يعطي الفتوى كما أمر الله بها لأن الله تبارك وتعالى قال {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} [ النساء: 83] أي أولي العلم منهم {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [ النساء: 83] فالعالم الذي يخاف الله الذي يضع بين عينيه أن الله سيسأله يوم القيامة لا يمكن أن يفتي بمثل هذه الفتاوى أما الذي يقول إن الذين خرجوا على النظام هؤلاء خرجوا عن حكم الله عز وجل وعصوا ربهم لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز {وأُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ}[ النساء : 59 ].

عثمان عثمان : هذه التفاصيل هنا سنتطرق إليها إن شاء الله بعد الفاصل بطبيعة الحال ولكن بعض العلماء كما ذكرتم يتصرفون في علاقتهم مع السلطة كالموظفين ما الحدود الشرعية للعلاقة بين الحاكم وبين العالم ما الدور المنوط بالعالم تجاه الحاكم تجاه عامّة الناس تجاه الدين نفسه أسمع الإجابة إن شاء الله بعد أن نذهب إلى فاصل قصير فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل..

[فاصل إعلاني]

الحدود الشرعية في علاقة الحاكم والعالم

عثمان عثمان: أهلاً وسهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقتنا لهذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي هي بعنوان الفتوى بين فقهاء السلطة وفقهاء الثورة مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي الصابوني، مولانا بعض الفقهاء يقدمون أنفسهم مطية للسياسيين يتصرفون في الفتوى في أحكام الدين كأنهم موظفون ما الحدود الشرعية في علاقة الحاكم أو العالم مع الحاكم ما الواجب المنوط بهذا العالم تجاه الناس تجاه الدين تجاه الحاكم نفسه؟


محمد علي الصابوني: هذا الإنسان الذي يسير مع الحاكم دون مراعاةٍ لأوامر الله عز وجل ونواهيه، هذا يكون كبش فداء يصدر عنه ما يغضب الله عز وجل، فيكون سبباً لشقاء الحاكم وسبباً لشقائه ضل وأضل ورسول الله عليه الصلاة والسلام ماذا كان يخاف؟ يخاف على أمته من ماذا؟ قال (( إنّما أخافُ على أمتي الأئمَّة المضلِّين)) لأنهم بسيرهم مع أهواء الحاكم ضللوا الأمة، الأمة إنما تحيا عندما يكون علمائها صادقين متمسكين بشرع الله، لا يقولون إلا ما يرضي الله ترتفع الأمة تنعش يزيد أمرها تمسكاً واعتباراً لأمر الله عز وجل، أما الذي يسير مع أهوائه، أذكر لك هذه القصة شيء عجيب كيف كان العلماء سلاطين الأمة يخافون منهم يخافون منهم، العز بن عبد السلام رحمة الله..

عثمان عثمان: سلطان العلماء..


محمد علي الصابوني: سلطان العلماء هذا جاء يوماً من الأيام في أيام العيد فدخل على السلطان فوجد الجنود وبعض الكبراء يركعون له يعني ينحنون حين شبه ركوع فغضب غضبا شديدا وقال لهم كان الحاكم هو السلطان اسمه السلطان ظفر أيوب خان، أيوب اسمه، فلم يبالِ بالدبلوماسيات قال يا أيوب ناداه باسمه ما هذا الذي يحدث ثم سمعت أن هناك حانة يشرب فيها الخمر كيف يكون هذا؟ فقال له السلطان والله هذا ما أعلمه كان من قبلي، قال أنت ممن يقول الله عز وجل فيهم {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}[ الزخرف: 22 ] يا أيوب اتقي الله، فقام فوراً رأساً أصدر القرار بمنع الحكام ونهى هؤلاء أن يركعوا له اليوم نجد من يؤله بعض الحكام، وصل بهم الشقاء والضلال إلى أن يسكتوا على من يسجد لهم، وجاء من يحلل لهم هذه الدعوة الباطلة، فكان قال له بعض الناس بعض العلماء كيف رأيت السلطان ما خشيت منه؟ قال والله تذكرت عظمة الله جل جلاله والوقفة بين يديه فنظرت إليه كأنه قط ليس سلطان كأنه قط، كان بعد ذلك إذا جاء هذا العز بن عبد السلام دخل على السلطان يقوم له ويقبل يده وصدق الذي قال من أفاضل علماء المسلمين قديماً قال ( ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم ) أي لعظمهم ( ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهمت ) وكان قبلها يقول أأشقى عن العلم ( أأشقى به غرساً وأجنيه ذلةً إذن فإتباع الجهل كان أحسنا ) كان أفضل أن أبقى جاهلا وهل تعلم يا أخي العزيز أن أول من تسعر بهم نار جهنم خليه يسمع كل العلماء وكل العامة وكل المسلمين يسمعوا هذا، أول من تسعر بهم نار جهنم الحديث في الصحاح ثلاثة واحد مجاهد وواحد بذل ماله وواحد عالم..

عثمان عثمان: لأنه لم يكن في عملهم إخلاص لله عز وجل..


محمد علي الصابوني: نعم.

عثمان عثمان: اسمح لي فضيلة الشيخ أن نأخذ الشيخ عبد الوهاب الحميقاني عضو جمعية العلماء اليمن ينضم إلينا من صنعاء السلام عليكم فضيلة الشيخ..

عبد الوهاب الحميقاني/ عضو جمعية علماء اليمن: حياكم الله عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

عثمان عثمان: فضيلة الشيخ جمعية علماء اليمن أصدرت فتوى بالأمس بناءً لطلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تحرم فيها التظاهر وساقت جملةً من المبررات الشرعية بدايةً ما تقويمكم لهذه الفتوى وأنتم عضوٌ في جمعية علماء اليمن ؟

عبد الوهاب الحميقاني: أولاً تحية طيبة لك ولجميع الحاضرين والعاملين معك في الأستوديو ولضيف البرنامج فضيلة العلامة الثائر في وجه الاستبداد الشيخ محمد علي الصابوني، ولكل من يسمعني من المشاهدين والمشاهدات، بالنسبة للفتوى المنسوبة إلى جمعية علماء اليمن إذا وقفنا عليها ونظرنا إليها من جهتين من جهة الشكل ومن جهة الموضوع، أولاً من جهة الشكل فهي نسبة إلى جمعية علماء اليمن زوراً وبهتاناً فأنا وزملائي في الجمعية لم ندع، وإنما دعي بعض أعضائها بطريقة انتقائية من قبل النظام..

عثمان عثمان : مثل من لم يدع إلى هذه الجلسة إلى هذا المؤتمر، تفضل؟

عبد الوهاب الحميقاني: الذي نشر في اجتماع هذه الجمعية ليس من أعضائها وليس من أهل الفتوى وليس من أهل العلم بالشريعة أما من جهة موضوع الفتوى فعلينا ونحن ننظر إلى الفتوى أن نلاحظ السياق الذي ولدت فيه والظروف التي ولدت فيها هذه الفتوى، حيث ولدت للشعب اليمني الثائر من أقصاه إلى أقصاه في وجه الظلم والاستبداد، والحاكم المستبد يجابه الشعب بالقمع والقتل وسفك الدماء ثم تأتي هذه الفتوى القذرة لأمرين الأمر الأول إقرار هذا الحاكم المتسلط على التشبث في السلطة والتسلط على الناس والإذن له بسفك دماء أبناء الشعب وجميع المعارضين بإذن من الشرع الإسلامي، هذ الأمر الأول الذي قررته هذه الفتوى في جملتها، من جهة أخرى أن هذه الفتوى المنسوبة إلى جمعية علماء اليمن وما أكثر الفتاوى السلطانية التي نسمعها من هنا وهناك تجعل من الثورات العربية السلمية التي خرج فيها الناس بصدور عارية، تجعل مطالبة هذه الشعوب لحكامهم بالتنحي والرحيل بعد عقود الظلم والاستبداد، تجعل هذا من الخروج عن الحاكم المحرم في شرعية الله، بل وتلزم الشعوب المقهورة بالصبر على هؤلاء الحكام مهما بلغ ظلمهم وفسادهم وانحرافهم، ومهما طال أمد حكمهم واستبدادهم ولا ريب هذه الفتوى في تقريره ونسبته إلى الشريعة الإسلامية خطأٌ بل كذبٌ وزور وبهتان ومن القول على الله بغير علم لأن الشريعة الإسلامية لا تمنع الخروج عن الحكام كما قررت هذه الفتوى بل إن الشريعة تقرر الخروج على الحاكم المنحرف بشروط وأحكام بغض النظر عن اختلاف العلماء في تفاصيل ذلك، كما أن الخروج عن الحاكم الذي يتحدث العلماء عنها وبينته الشريعة وبينت الشريعة أحكامها المراد به الخروج المسلح ومطالبة الرعية بعزل حاكمها والطعن في صلاحيته بالحكم فلا يسمى خروجاً في الشريعة وإنما يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل قد كررت الشريعة الإسلامية ذلك وجعلت من حق الرعية والأمة المطالبة بعزل حاكمها متى تأذت منه، ففي الصحيحين القصة مشهورة في البخاري ومسلم قصة عزل عمر لسعد بن أبي وقاص وهو أحد العشرة المبشرين عندما شكاه أهل الكوفة وأرسل معه عمر رضي الله عنه وأرضاه رجالاً إلى الكوفة يسألون في كل مسجد عن سعد بن أبي وقاص وهو أحد العشرة ومع ذلك عزله عمر رغم الكذب، جمهور أهل الكوفة عزله كما قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري قال حتى لا يتآمر على قوم وفيهم من يكرهه والشريعة جاءت بلغت هذا في نصوص صحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام، كما في إسناد لأبي داوود انه لا يتقدم الرجل ولا يؤم الرجل قوماً هم له كارهون بين الشيخ الملا علي قاري في شرحه مشكاة المصابيح أنه لا يتقدمهم في إمامة سواءً الإمامة الكبرى إمامة القيادة أو الإمامة الصغرى إمامة الصلاة وأن يعلم ويعلم شيخنا الفاضل الشيخ محمد علي الصابوني وكل العلماء أن وظيفة من الحاكم إمامة الصلاة فإذا سقطت إمامته الدينية بسبب أن المأمومين يكرهونه، من باب أولى وأحرى أن تسقط إمامته الدموية فلا يؤم الرجل قوماً وهم له كارهون كيف وقد خرجت هذه الشعوب تطالب يعني بعزل هؤلاء الحكام الذين أفسدوا دينها ودنياها وظلموها وقهروها في معاشها وفي قوتها وسفكوا دمائها وملئوا السجون بأبنائها فهل بعد ذلك يقال لهذه الضحية، لهؤلاء الشعوب من حزمة من العلماء ينسبون إلى الشريعة بأنهم هم الظالمون المارقون على الشريعة والشرعية، وأن هؤلاء الحكام المستبدون الظلمة هم أهل الحق وبيدهم سيف الحق ومن حقهم أن يفعلوا بمعارضيهم ما شاءوا، أخيراً أنبه العلماء في الحرم الإسلامي كله وعلماء اليمن على وجه الخصوص أن كل حاكم مستبد ونظام مستبد يحاول أن يتكل في استبداده على ركائز من أهمها الفتاوى السلطانية وهذا شأن قديم فالحجاج بن يوسف الثقفي السفاح القاتل كان يأتي إلى أنس كما في البخاري يأتي إلى أنس بن مالك حدثني بأقصى عقوبة عاقب بها النبي عليه الصلاة والسلام لا يريد الفتوى وكان يحاجج بعد ذلك الحجاج بقتله الناس بحديثه الذي حدث به أنس وأنه قد قتل أناساً ويضعها في غير موضعه وحتى أن الحسن البصري حاسب أنس وقال كما رواه أبو نعيم في الدلائل لماذا أرسل هذا الظالم بهذه الفتوى وحدث بهذا الحديث قال أنس..

عثمان عثمان: باختصار شديد باختصار شديد فضيلة الشيخ..

عبد الوهاب الحميقاني: لكي يحدثه بهذا فما كان ينبغي للعالم أن..

الحاكم المستبد وشرعية بقائه في السلطة

عثمان عثمان: فضيلة الشيخ عبد الوهاب الحميقاني عضو جمعية علماء اليمن كنت معنا من صنعاء أشير فضيلة الشيخ هنا إلى تعليق لفضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على فتوى جمعية علماء اليمن يقول فيه إن الحاكم الحالي الذي يدافعون عنه ويدعون إلى طاعته هو حاكم جمهوري استبد بالسلطة منذ 33 سنة وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكري، إذن هنا لا يعتبرون الحاكم الذي لا يجب الخروج عليه كما تقول بعض الفتاوى، مولانا هناك بعض الحكام الذين تسببوا في سفك الدماء في انتهاك الحرمات في قتل الشعب هل يفقدون ولايتهم مهما كانت الوسيلة التي جاءوا بها إلى هذا الحكم؟


محمد علي الصابوني: لا شك في هذا لماذا لأن هذا الحاكم ينبغي أن يكون مختاراً من قبل شعبه، هذا هو الأصل في الإسلام أن يكون هناك خليفة يقوم بمعاهدة وموافقة من الشعب لا يكون هو من وراء الدبابة ومن وراء السلاح، يقوم باستلام الحكم وأطيعوني هو عصى الله أولاً..

عثمان عثمان : هناك بعض الرؤساء، رؤساء الدول جاءوا إلى الحكم بنسبة مبايعة فوق 90% بعضهم جاء بأربع تسعات؟


محمد علي الصابوني: ما شاء الله ما شاء الله بعضهم أخرجوهم من القبور وسجلوهم، كل هذا كذب في كذب ومن شروط الحاكم العادل العاقل، أن يكون صادقاً لا كذاباً لا مفترياً لا متبعاً ثم التظاهر الذي حرمه البعض، أتعلم يا أخي يا سيد عثمان تعلم أن أول مظاهرة ظهرت في الإسلام من هي ما هي؟ المظاهرة في عهد رسول الله كان المسلمون وهم قلة أذلة يجتمعون مع رسول الله في دار الأرقم، فأسلم عددا منهم حتى صاروا 39 شخصاً آخر من أسلم هو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله ثم أسلم عمر، فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له بالوحدانية ثم قال له يا رسول شهد له بالرسالة ثم قال يا رسول الله علام نكتم ديننا ألسنا على الحق وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم هدول المشركين في النار قال بلى قال فعلام نخفي ديننا والله لنخرجن إليهم فلنصرخن بين أظهرهم حتى يعلموا أننا أمة مسلمة متمسكةٌ بدين الله وخرج أول مظاهرة يتقدمهم عمر والثاني حمزة رضي الله عنه أربعين شخص فقط.

حكم التظاهر في الإسلام

عثمان عثمان: لماذا إذن يقول البعض عندما يحرمون التظاهر والاحتجاجات هذه يقولون بأنها بدعة بأنها تشبه بالكفار وليست من تاريخنا الإسلامي في شيء؟


محمد علي الصابوني: هذا كله تخبيص وتخليط وعدم فهم للنصوص في القرآن أو السنة، المظاهرة التي تخرج ضد الحاكم المبايع الذي بايعه المسلمون هذا حرام جريمة هذه رسولنا ديننا يأمرنا قال (( اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة)) لو رأسه كان أسودا هذا لما يكون بيعه من قام وخرج عليه ماذا يكون؟ يكون ناقداً للعهد يريد الفتنة هذا الذي حرمه الإسلام الذي حرمه أن نخرج على الحاكم الذي في عنقه بيعة من المسلمين في أعناق المسلمين له بيعة، أما الذي يتكبر ويتجبر ويفرض نفسه ثم ينحرف كل الانحراف عن دين الله هذا مجرم هذا يجب مقاومته.

عثمان عثمان : ألا يزيله أهل الحل والعقد هنا؟


محمد علي الصابوني: هذا واجب شرعاً أن يزال فكيف بمن قتل النفوس أزهق الأرواح اعتدى على المقدسات، المصاحف مزقت، بيوت الله هدمت المآذن حتى كأنهم في حربٍ مع الله هذا مو ولو أريتك بعض ما فعله هؤلاء أتباع النظام اسمع ماذا يقولون من هؤلاء الفجرة الذين يكفرون كفراً بواحاً..

عثمان عثمان : سأعود مولانا إلى هذه الأوراق التي بين يديك ولك اسمح لي أن آخذ الدكتور علاء الدين الزعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف السورية السلام عليكم فضيلة الشيخ..

علاء الدين زعتري/ أمين الفتوى في وزارة الأوقاف السورية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

عثمان عثمان: كما سمعتم فضيلة الشيخ الصابوني يتحدث عن انتهاك لحرمات الدين عن قصف للمساجد والمآذن عن استهزاء بشعائر الإسلام لماذا يسكت العلماء عن هذه التعديات والتجاوزات؟

علاء الدين زعتري: أولاً أدعو لشهداء وطننا العربي والإسلامي بالرحمة وأن يشفي الله الجرحى وآخرهم نجل سماحة المفتي العام في الجمهورية العربية السورية الأخ سارية ابن المفتي العام الشيخ أحمد حسون الذي اغتالته الأيدي الآثمة والمجرمة ظهر هذا اليوم وهو على باب جامعته، اغتيل هو وأستاذ الجامعة فمن صاحب المصلحة في قتل العلماء في الجامعات وقتل أصحاب الكفاءات العلمية والطبية والتدريسية، من صاحب المصلحة في قتل الطلبة أمام أبواب الجامعات لذلك أهنئ أصحاب السماحة والفضيلة ممن يتصدرون للفتوى بالقتل بأنهم يضعون على صدورهم أوسمة دموية يلقون بها ربهم يوم القيامة..

عثمان عثمان: من الذي أصدر فتوى بالقتل يعني هناك فضيلة الشيخ اسمح لي دكتور علاء من الذي أصدر الفتوى بالقتل دائماً ما نسمع في المظاهرات من العلماء دائماً يدعون أن تستمر هذه الاحتجاجات والمظاهرات بشكل سلمي..

علاء الدين زعتري: في ساحة المعركة مع المحتل الغاصب نقول لمن أفتى بالسماح بقتل ثلث الشعب احصد نتائج فتواك, فكل ما يجري من قتل إنما هو في عنق العلماء الذين يفتون بهذا القتل..

عثمان عثمان: لم تجبنِ فضيلة الدكتور فضيلة الدكتور فضيلة الدكتور من الذي أفتى من العلماء بالقتل الذي تتحدث عنه تسمعني دكتور دكتور أنت تتحدث عن أمر مبهم لم توضح لي لم تجبني من الذي اسمح لي فضيلة الدكتور..

علاء الدين زعتري: أنا لا أشخصن القضية أنا عالم رباني ينير الطريق ولا يثير المشاعر والأحقاد العالم الرباني يبني أوطان ولا يهدم الإنسان والبلاد..

عثمان عثمان : لكنك لم تجبنِ فضيلة الدكتور علما تفضل به شيخنا منذ قليل اسمح لي فضيلة الدكتور حتى يكون هناك تواصل جيد حتى يكون هناك تواصل جيد دكتور علاء هل تسمعني دكتور علاء هل تسمعني هل تسمعني، حتى يكون هناك تواصل جيد ويستفيد المشاهدون من هذه الحلقة حتى يستفيد المشاهدون من هذه الحلقة لم تجبنِ فضيلة الشيخ ساق جملة من الاتهامات أثناء التظاهرات في سوريا هناك قصف لمساجد هناك اعتداء على حرمات الله هناك استهزاء بشعائر الدين لماذا لا يتكلم علماء سوريا بهذا الموضوع أليست هذه حقيقة أم هو مخالف للحقيقة؟

علاء الدين الزعتري: أتحدث لك عن مهمة المفتي والعالم أنه ينصح الحاكم والشعب ولا يفضح الناس ولا يحب أن تشيع الفتن في الأمة، العالم الرباني مهمته أن يهدي الناس ولا أن يقتلهم ولا أن يفتي بقتلهم، العالم الرباني إذا رأى من يهزأ بشعائر الله فإن واجبه أن ينصحهم لا أن يأمر الناس بقتلهم أو بالاقتتال بين الأخوة والأشقاء فالحديث معروفٌ (( لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من إراقة دم مسلم في غير حد من حدود الله )).

عثمان عثمان : اسمح لي فضيلة دكتور أن أنقل لك سؤال السيد اسمح لي أن أنقل لك سؤال السيد عمر علي يقول ما دور العلماء في سوريا في ظل ما نشاهده من إجبار الناس على السجود إلى الحاكم وما إلى ذلك من مظاهر شركية أين هم العلماء وأين فتواهم بهذا الشأن؟

 علاء الدين زعتري: كأنهم لم يسمعوا خطاب الرئيس بشار الأسد بأن هذا كفرٌ ولا يجوز وواجبنا نحن نمنع الكفر لا بالقتل وإنما بالنصح والإرشاد..

عثمان عثمان: من الذي يفتي الرئيس أم العالم؟

علاء الدين زعتري: توحيد الناس وتوضيح الطريق وإنارة العقول، ومن يفتي عليه أن يتقدم المستفتي بما يفتيه فمهمة المفتي والعالم إصلاح الشأن نصحاً وتوجيهاً وإرشاداً لا الحكم القضائي الذي يحتاج إلى أدلةٍ وبراهين، فلنتجنب الشخصنة في الفتاوى ولنعمل بمصطلحات القرآن وأن نقول إن من يعيش في بلدٍ عليه أن يحترم مشاعر المواطنين.

عثمان عثمان: فضيلة الدكتور هناك فتاوى أيضاً اسمح لي هناك فتاوى أيضاً خرجت في سوريا بحرمة المظاهرات بل إن أحد علماء سوريا اعتبرها عقاباً إلهياً هل هذا هل هذه الفتوى تستند إلى حكم شرعي ومستند شرعي؟

علاء الدين زعتري:ا لمسائل في الفتاوى التي تستند إلى ذمة يسأل عنها صاحبها ولكن أقول إن من يفتي في هذا الموضوع في هذه الأزمات عليه أن يعمل بمبدأ سد الذرائع وأن يعمل بقاعدة رفع الحرج عن المسلمين..

عثمان عثمان : ما هو سد الذرائع ما المقصود بسد الذرائع هنا؟

علاء الدين زعتري: سد الذرائع أن نصل إلى مزيدٍ من الاقتتال أن نصل إلى مزيدٍ من الدماء فالواجب هو حقن الدماء وليس سفكها الواجب هو المحافظة على..

عثمان عثمان: الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في الجمهورية العربية السورية في وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية كنت معنا من دمشق شكراً جزيلاً لك مولانا ما في شي في سوريا؟


محمد علي الصابوني: يا حبيبي هذا الذي يقوله هذا الشخص هذا من أزلام السلطة، هذا لا يقول الحق نحن نقول له أنظر ماذا يصنع هؤلاء في السجود لبشار الأسد هل هو إله؟ مسيلمة الكذاب ما وصل إلى هذه الدرجة ادعى فقط أنه نبي ومع ذلك قاتله المسلمون لأنه ارتد عن دينه، فالذي يسكت لماذا الرئيس إذا كان لا يقبل بهذا لماذا لم يأت بهؤلاء الذين سجدوا له فاقطع ألسنتهم أو يقطع أعناقهم هذا نوع من الإجرام الرضا بالكفر كفر والرضا بالمعصية معصية والرضا بكل ما يدنس كرامة الإنسان تدنيس كرامته، هذا لو كان صادقاً لأمر بقطع عنقه لا بقتله فقط بقطع لسانه، لكننا نرى أنه، تفضل هذه صورة مجموعة يسجدون له ثم هذا الكفر الصريح البواح الذي لا يختلف اثنان يسقط ربك وما يسقط الأسد أعوذ بالله..

عثمان عثمان : ممكن أي شخص يكتبها شيخنا هذه؟


محمد علي الصابوني: قال لها علناً وقال لها في بعض القنوات قال له يمكن ان يتفكك الملائكة وتنشق ولا ينشق هذا الجيش ويمكن وأنا أتحدى خالقك في كفر علناً..

عثمان عثمان : اسمح لنا أن نأخذ فضيلة الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي مدرس سابق في المسجد الأموي مرحباً بك فضيلة الشيخ..

محمد أبو الهدى اليعقوبي/ مدرس في المسجد الأموي سابقا- النرويج: أهلاً وسهلاً بكم السلام عليكم..

عثمان عثمان: وعليكم السلام انتم أفتيتم بوجوب الخروج في المظاهرات وهذا ما تحدثنا به في حلقة سابقة لماذا تنحون هذا المنحى ولا تعملون بسد الذرائع وحقن الدماء؟

محمد أبو الهدى اليعقوبي: بسم الله الرحمن الرحيم أولاً تحية إلى فضيلة العلامة الشيخ الأستاذ محمد علي الصابوني الضيف الكريم وتحية للمشاهدين جميعاً، الأخ عثمان بارك الله فيك سد الذرائع هذا العمل به يقود إلى وجوب عزل الإمام، الحاكم، لأن وجود هذا الحاكم الآن يقود إلى القتل والفتنة وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض وغير ذلك، والمقصد الأول من الإمام إنما هو القيام بمصالح المسلمين وحفظ المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية، حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العرض، حفظ المال، حفظ العقل، هذا هو المقصد من الإمامة العظمى، فإذا فاتت هذه المقاصد وجب عند ذلك أن يعزل هذا الإمام لأنه يقوم بضد ما أصلاً ما توجه له هذا من جهة من جهة أخرى نحن بنينا ذلك على الظلم الذي لا شبهة فيه وعلى القتل في كل عصر وفي كل زمان يوجد من يفتي للسلطان ومن يبرر له أنا جوابي لمن تكلم قبل قليل هو حديث النبي عليه الصلاة والسلام..

عثمان عثمان: تحدث عن الفتاوى في القتل هناك من يفتي بقتل الناس طبعاً يتحدث عن علماء الثورة ربما؟

محمد أبو الهدى اليعقوبي: أولاً المظاهرات مظاهرات سلمية وهذه فتوى جميع العلماء وهذه فتوانا نحن قلنا لا يجوز الخروج المسلح والمظاهرات إنما هي من وجوب إنكار المنكر، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين حديث متفق عليه عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال (( بايعنا رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم على أن نَقولَ الحقَّ أينمَا كُنَّا لا نخافُ في اللهِ لومةَ لائِم )) هذا جواب لمن يقول من بعض العلماء كلمة الحق عند السلطان لا خلف السلطان ولا على المنابر ولا يجوز التشهير الجهر بالجهر والسر بالسر والجهر بالجهر هذه واحدة، لكن أنا جوابي لهؤلاء العلماء أو من يتزينون بزي العلماء لمن يظهرون يتكلمون ويعينون الظلمة هو حديث النبي عليه الصلاة والسلام حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه أخرجه الترمذي والنسائي والإمام أحمد يقول عليه الصلاة والسلام (( سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم وصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض)) أنظر هذا الكلام كلام النبوة من مشكاة النبوة من كلام الحبيب الأعظم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم وصدقهم في كذبهم هذا الكذب عصابات هذا الكذب يقولون مؤامرة هذا الكذب إنه الشعب، الشعب يطالب بحفظ الدماء الشعب يطالب بحماية الحقوق الشعب يطالب بإعزاز الدين ورفع راية الإسلام، الشعب يطالب بحرية الصلاة في الجيش الشعب يطالب، هذه حقوق للمسلمين ماذا يقول ماذا قال هؤلاء العلماء أبواق السلاطين يقول النبي عليه الصلاة والسلام في بقية الحديث (( ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو واردٌ علي الحوض )).

الجنود وقمع المظاهرات

عثمان عثمان: الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي مدرس سابق في المسجد الأموي في دمشق بالطبع شكراً جزيلاً لك، مولانا يعني عندي كثير من الأسئلة ضاق الوقت لا نستطيع أن نمر عليها كلها ولكن هناك أسئلة أريد إجابات سريعة عليها جاءتني من السادة المشاهدين، السؤال الأول ما حكم الجنود الذين يشاركون في قمع المظاهرات ويقتلون الناس وهم مأمورون من ضباطهم بفعل ذلك؟


محمد علي الصابوني: حتى ولو أمره رئيس الدولة مو رئيسه رئيس الجمهورية يحرم عليه الإقدام على قتل إنسان مسلم، الله عز وجل حكم عليه بالخلود في جهنم لهذا القاتل ولو كان مأموراً هل نفسه أحب عند الله من نفس هذا المقتول هل هو أشرف منه؟ الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا في حديثه الشريف بمعجزه له صلى الله عليه وسلم فقال (( إن الله زوا لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ( عن الذهب والفضة ) وإني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة بقحط أو جدب بسنة عامة يعني بقحط أو جدب وأن لا يميتها في حوادث ( طوفان ) وأن لا يجعل بأسها بينها شديداً فقال لي ربي يا محمداً إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلك بسنة عامة وأن لا أسلط علي عدواً يستبيح بيضتها (يعني ينفيها ) حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً ويسبي بعضاً )) سببها هؤلاء الحكام الظلمة الذين سمحوا للناس بقتل هؤلاء..

عثمان عثمان: أمامي ثلاث دقائق فقط نريد إجابات مختصرة جداً ما حكم من قتل من الناس في هذه المظاهرات أو من العسكريين؟


محمد علي الصابوني: هذا الذي قتل في المظاهرات هو شهيد قطعاً لأن رسول الله هو الحاكم في هذا قال (( من قتل دون ماله فهو شهيد من قتل دون عرضه فهو شهيد من قتل دون دينه فهو شهيد))

عثمان عثمان: من المدنيين والعسكريين..


محمد علي الصابوني: نعم إذا كان هذا العسكري خرج وأمر أن يقتل ولم يقتل وقتلوه هذا شهيد وأما إذا قتل فو مجرم إلى نار جهنم يساق، فهذا الأمر عظيم خطير والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخبرنا بخبر قاطع جازم (( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمتي حواريون وأتباع يستنون بسنته ويتمسكون بهديه ثم إنه تأتي بعدها قومٌ ثم إنه تخلف بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون)) تتمة بعده تتمة هذا الحديث في الصحاح (( يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس بعد ذلك من الإيمان حبة خردل)) فأمر الرسول صلى الله عيه وسلم بجهاد هؤلاء الظلمة فكيف فيمن يكفر بالله..

عثمان عثمان: في دقيقة شيخنا في دقيقة واحدة هناك أموال أسيلت هناك أموال نهبت يتحدثون في بعض المواقع عن مفاوضات مع السلطة هذه الحقوق حقوق الناس حقوق الدماء حقوق الأموال من الذي يملك التفاوض بشأنها السماح بها المطالبة بها؟


محمد علي الصابوني: أهل الأرض يملكون ذلك لأن هذا الدم عند الله عظيم غالي إلا إذا ورثة هذا القتيل تنازلوا عن حقهم لكن هذا إذا كان في القتل العمد بين طرفين أما ها هنا عم بيقتل ظلماً وعدواناً حتى ولو أسقطوا حقهم يبقى حق الله في خلود هذا القاتل في جهنم.

عثمان عثمان: شكراً، مولانا فضيلة الدكتور محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين كنت معنا في هذه الحلقة كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة ولأنقل لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج عبد الهادي العبيدلي وسائر فريق العمل دمتم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.