صورة عامة - ما وراء الخبر 29/03/2012
ما وراء الخبر

مقررات قمة بغداد

تناقش الحلقة اختتام أعمال قمة بغداد في ظل حضور محدود لقادة الدول العربية وببيان شمل جملة مقررات لم تشكل خرقا كبيرا على مستوى العمل العربي المشترك. ما دلالات المشاركة المحدودة لقادة العرب في القمة؟

– انخفاض مستوى التمثيل في القمة العربية
– العراق والإنجازات المتحققة من احتضان القمة

– القمة العربية والأزمة السورية

– عروبة العراق في ظل النفوذ الإيراني

 

‪ليلى الشايب‬ ليلى الشايب
‪ليلى الشايب‬ ليلى الشايب
‪زياد الزرب‬ زياد الزرب
‪زياد الزرب‬ زياد الزرب
‪حنان الفتلاوي‬ حنان الفتلاوي
‪حنان الفتلاوي‬ حنان الفتلاوي
‪عريب الرنتاوي‬ عريب الرنتاوي
‪عريب الرنتاوي‬ عريب الرنتاوي

ليلى الشايب: اختتمت قمة بغداد أعمالها في ظل حضور محدود لقادة الدول العربية وببيان شمل جملة مقررات لم تشكل خرقا كبيرا على مستوى العمل العربي المشترك، القمة عقدت في عراق يعني من انقسام سياسي ومشاكل داخلية وأمن هش وما يوصف بنفوذ إيراني، جملة معطيات تشكك في قدرة العراق على قيادة العالم العربي في ظرف دقيق مليء بالتحديات، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما دلالات المشاركة المحدودة لقادة العرب في القمة، وهل هذه القمة هي التي يريدها العرب؟ وكيف سيقود العراق العمل العربي خلال العام المقبل وهل بإمكان الخاصرة الرخوة قيادة العرب؟

أنهت قمة بغداد أو قمة الربيع العربي أعمالها دون أن توفر أجوبة على سلسلة من الأسئلة العالقة والمرتبطة بالملفات الإشكالية التقرير التالي يرصد الآمال التي عقدت على القمة والحصاد الذي خرجت به.

 [تقرير مسجل]

مازن إبراهيم: التئم شمل القادة العرب وانفض خلال ساعات قليلة، غادروا القاعة تاركين وراءهم جملة أسئلة لم تجد أجوبتها الشافية، صحيح أن الرموز تكثفت في القمة موفرة إجابات أرضت في الشكل أطرافا لكنها خيبت في المضمون آمال آخرين، عادت بغداد إلى العرب قال المضيف العراقي عادت إلى عروبة تبدو جامعة ولا تمانع إطلاقا أن يترأس جلساتها جلال الطالباني، لكن هل عاد العراق بالفعل عربي الهوى والهوية بمجرد توافد القادة إلى عاصمته؟ وهل تراجع النفوذ الإيراني فيه، وهل أغلقت بوابات الوطن العربي الشرقية في وجه تمدد الأطراف الإقليمية؟

العزب الطيب الطاهر/ الشؤون العربية في صحيفة الأهرام: النفوذ الإيراني لن ينحصر عن العراق لأنه بالضرورة قائم في ظل معطيات تاريخية وحضارية وسياسية ضمن التحالف القائم بين الحكومة الراهنة في العراق وبين إيران ومن ثم فعندما تعقد هذه القمة العربية وتوصف من قبل القادة العرب بأنها عودة العراق إلى حاضنته العربية والقومية فذلك يعني أنه سوف يخسر حاضنته الإقليمية المتمثلة في إيران.

مازن إبراهيم: سوريا الحاضر همها غاب السقف المرتفع عن المقررات التي تخصها حاول العرب تدوير الزوايا فتماهوا في قرارهم مع كوفي أنان ونقاطه الست إلى حد التطابق الكلي وهنا رمى العرب الملف السوري في الملعب الدولي مخافة تفجر القمة، لكن مفارقة التدويل تكمن في أن مبادرة المبعوث الدولي لا تطالب الرئيس السوري بما سبق للجامعة أن أقرته أي تفويض صلاحياته إلى نائبه.

شفيق ناظم الغبرا/ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت: قد قرأت في إطار ما وقع من اتفاق مع وزير الخارجية الروسي من أجل خلق دفعة في الأمم المتحدة في مجلس الأمن لقرار دولي إذن هذا الإطار الذي مهد لمبادرة كوفي أنان ودعم مبادرة كوفي أنان هو الذي يفسر موقف القمة الآن. 

مازن إبراهيم: عراقيا انتهت قمة بغداد وهواجس أهل الرافدين لم تتبدد نجح العراق في الاختبار الأمني لكن دون نجاحه في اختبار المصالحة الوطنية عوائق عدة أبرزها المحاصصة والفساد وتغييب أطياف عراقية مختلفة عن دائرة صنع القرار الوطني، في قمة استثنائية في الزمان والمكان جاءت النتائج متواضعة في المضمون لا خروقات كبرى سجلت ولا قرارات حاسمة سطرت في قمة الربيع العربي. مازن إبراهيم /الجزيرة/ بغداد.

[نهاية التقرير]

انخفاض مستوى التمثيل في القمة العربية

ليلى الشايب: حلقتنا المباشرة هذه من ما وراء الخبر لهذه الليلة والتي تأتيكم من مقر انعقاد القمة في العاصمة العراقية يشاركنا في النقاش فيها كل من زياد الزرب من عمان عضو البرلمان العراقي عن قائمة العراقية، وعريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية أيضا من عمان، ومن بغداد حنان الفتلاوي عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون أرحب بضيوفي جميعا وأبدأ معك سيد عريب الرنتاوي من عمان أولا بماذا يمكن التفسير هذا التمثيل المتدني لعدد كبير من الدول العربية في هذه القمة؟ 

عريب الرنتاوي: يعني هي ليست المرة الأولى بالمناسبة التي تعقد فيها القمم العربية بتمثيل متدن هذا جزء من فولكلور وتراث القمم العربية والسبب الرئيسي في ظني كما في السابق وكما هو اليوم حالة الانقسام والتشرذم في المواقف العربية حيال جملة الملفات الرئيسية التي تواجهها القمم العربية هناك ربما بعض الأسباب الإضافية فيما خص هذه القمة تحديدا وتتصل بالعلاقة غير الطبيعية بين العراق وبعض دول الخليج بشكل خاص شهدنا في الطريق إلى بغداد جملة من الصفقات والمقايضات بعضها تم وبالتالي حضر مسؤولين كبار يمثلون دولهم وبعضها لم يتم وبالتالي تغيب بعض المسؤولين الكبار واستبدلوا عن ذلك  بسفراء ومندوبين يعني بمستوى تمثيلي منخفض بهذا المعنى، لكن في الحقيقة النقطة الجوهرية في هذا الموضوع أن رياح الثورة والتغيير في العالم العربي لن تصل بعد إلى الجامعة إلى القمة العربية إلى النظام الرسمي العربي، معظم الدول الأعضاء لم يشملها التغيير من جهة والدول التي شملها التغيير لم ترتب أوراقها وبيتها الداخلي بعد وبالتالي يجب الحكم على قمة بغداد بنفس المعايير التي حكم بها على القمم العربية السابقة وهي لأنها لا تدرأ ذراً ولا تجلب نفعا هكذا كان الحال مع قمة سرت قبلها ومع كثير من القمم العربية وفي ظني أن قمة بغداد لن تكون خروجا عن هذا السياق، قمة عادية في زمن استثنائي خطير والسبب في ذلك هو هزال النظام الرسمي العربي حتى الآن هزال النظام الإقليمي العربي عدم في الحقيقة قدرة الجامعة العربية على مواكبة ربيع العرب وثوراته وانتفاضاته وحركة التغيير الشاملة التي شهدتها بعض الدول العربية يبدو أننا ما زلنا بحاجة لأن ننتظر بضع سنوات إضافية حتى نرى تغييرا جذريا في النظام السياسي الرسمي العربي.

ليلى الشايب: طيب سيد زياد الزرب في عمان أيضا إلى أي مدى يقلل هذا الحضور المتدني من أهمية المقررات التي صدرت عن هذه القمة؟

زياد الزرب: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أحييك وأحيي ضيفيك الكريمين ومشاهدي قناة الجزيرة الفضائية، المهم في هذه القمة هو عودة العراق إلى أسرته العربية الأصيلة والمهم في هذه القمة التمثيل لجميع الدول بغض النظر عن وجود رؤساء مثلوا دولهم وزراء أم مندوبين أم رؤساء وزراء في هذا المؤتمر، كل يمثل دولته وهذه القمة في هذا الظرف الاستثنائي كنا نأمل أن تكون فاتحة خير على العراق وعلى العراقيين وأن توقف النفوذ الإيراني في العراق وفي المنطقة برمتها كنا نأمل أن تكون إدانة لهذه التدخلات من قبل جهات خارجية في كثير من الأقطار العربية في سوريا في لبنان في اليمن في البحرين حتى في العراق وكنا نأمل أن يطلب القادة العرب المؤتمرين في بغداد من السيد بشار الأسد بترك السلطة والتنحي عنها وإيقاف نزيف الدم، نعم القمة ركزت في كثير من محاورها في جميع الخطابات للرؤساء ركزت على الملف السوري وتركت الملف السوري على مبادرة كوفي أنان بتنحي السيد بشار الأسد عن السلطة واستبداله بنائبه وبعدها سيتم على غرار ما حدث في اليمن أن تكون هناك انتخابات، ولكن على العموم نأمل من أن الدول العربية والدول الخليجية بالذات أن يكون لها حضور بعد القمة العربية في العراق في التمثيل الدبلوماسي والحضور على الساحة العراقية في إعادة أعمار العراق وفي التواجد السياسي على الساحة العراقية. 

ليلى الشايب: دكتورة حنان الفتلاوي حكومة غير قادرة على تحقيق التوافق بين أركانها بمعنى أطراف العملية السياسية هل بإمكانها تحقيق التوافق في العالم العربي؟

حنان الفتلاوي: بسم الله الرحمن الرحيم بداية تحية طيبة لك ولضيوفك الكرام ويؤسفني لم أسمع حديث الضيفين الزميلين الآخرين وبالتالي من الصعب أن أرد على ما تحدثوا به ولكن سأعلق على المقدمة حقيقة يؤسفني ويؤلمني أن يتم الحديث عن العراق بهذه الطريقة، عراق مهد الحضارات، عراق مولد الكتابة، عراق مولد القانون، عراق العرب حاضنة العرب، نتحدث عن العراق اليوم وكأنه الخاصرة الرخوة يؤسفني أن يكون الحديث عن العراق بهذه الطريقة، القضية الأخرى والتي أشرت لها بالمقدمة والتي وردت من خلال أسألتك للضيوف الآخرين التمثيل المتدني أو التمثيل المنخفض أنا لا أتصور أنه يوم التمثيل في القمة  العربية أو العراقية هو تمثيل متدني أو منخفض الكل يتذكر القمم السابقة كم كان حضور عدد الرؤساء الذين حضروا القمة الأخيرة؟ الكل يتذكر..

ليلى الشايب: كم؟

حنان الفتلاوي: كانوا تسعة وبالنتيجة اليوم في قمة بغداد وقمة العرب في ظل هذه الظروف بعد التحولات الأخيرة في الدول العربية بعد الوضع الذي يمر فيه العراق بعض الانسحاب الأميركي في ظل الظروف الأمنية في ظل المراهنات على إفشال هذه القمة الكل كان يتحدث عن إفشالها والكل حاول  تأجيلها والكل راهن على أن العراق غير قادر على إدارة هذه القمة ولكن العراق بشعبه بحكومة بتكاثف الجميع اليوم استطاع لن يثبت للعرب جميعا لو سمحت لي…

ليلى الشايب: ربما أهمية العدد هنا تكمن في أن ربما تترجم تحقيق رجاء العراق بالعودة إلى الحاضنة العربية وعودة العرب أيضا…

حنان الفتلاوي: نعم لو سمحت لي…

ليلى الشايب: إلى العراق؟

حنان الفتلاوي: لو سمحت لي هو هذا اللي أريد أوضحه أهمية القمة للعراق شعب العراق وحكومة العراق ليست بالمقررات التي ستصدر عن القمة وإنما هي على علامة لتعافي العراق وعودته إلى عروبته عودته إلى محيطه العربي عودته ليكون عضو فعال ويكون أساس في المنظومة العربية هذا هو هدف من القمة أن تعقد في مثل هذا التوقيت في بغداد وليس بمقررات القمة، اليوم ليست القمة الأولى هي التي تعقد في بغداد هذه القمة الثالثة والعشرين، أي قمة استطاعت أن تحل مشاكل العرب؟ أي قمة أنجزت ما عجزت عنه هذه القمة؟ التمثيل كان جيدا بل أكثر من جيد وممتاز الأحاديث والخطابات التي ألقيت كانت ايجابية شهدنا…

ليلى الشايب: كيف تفسرين الغياب؟

حنان الفتلاوي: غياب بعض الدول وليس الكل، البعض مثل على مستوى رئيس والبعض مثل رئيس وزراء والبعض مثل بمستوى وزير خارجية والبعض مثل بمستوى سفير، نعم يؤسفنا كان طموحنا أن يكون تمثيل الأخوة في المملكة العربية السعودية أن يكون تمثيلا أكبر ولكن هذا شأنه لا يستطيع العراق أن يفرض على جهة أخرى أن تحدد مستوى تمثيلها، التمثيل المنخفض إذا شاء لنا أن تسميه لا يعود للعراق هو احترام للمنظومة العربية هو احترام للقضايا العربية أنا حينما احترم قضية أمثلها بتمثيل عالي حينما لا احترم قضية مؤكد لا يهمني مستوى التمثيل فبالنتيجة بالنسبة للعراق الرؤساء الذين شرفوا العراق وكان مرحب بهم والجميع أبدى ارتياحه وامتنانه للاستعدادات، الكل لم يكن أحد يتوقع أن في مثل الوضع الأمني في العراق أن تجري الترتيبات والمسائل بهذه الطريقة أنا أتصور القمة ناجحة وليس بشهادتنا نحن كعراقيين وإنما بشهادة من يريد الخير للعراق بأنها كانت ناجحة على كل الأصعدة وعلى كل المستويات سواء مستوى التمثيل أو مستوى الخطاب العربي أو مستوى القضايا التي تبنتها القمة، اليوم الإرهاب قضية مصيرية تهم كل الدول لا تهم العراق فقط، التعاون الاقتصادي شيء أساسي ويفترض أن يركز عليه، قضية سوريا، القضية السورية تحظى باهتمام كل الدول العربية فبالنتيجة لم تكن القضايا التي نوقشت اليوم أو المقررات هي أشياء بسيطة يمكن الاستهانة بها، وبالتالي أتمنى أن تعيدوا النظر في المقدمة التي قدمتها.

العراق والإنجازات المتحققة من احتضان القمة

ليلى الشايب: ما الذي حققه العراق بالمحصلة من احتضان القمة على أرضه؟

حنان الفتلاوي: رسالة للجميع أن العراق اليوم تعافى وعاد ويأمل أن يفتح علاقات متوازنة مع أشقائه العرب، حضور اليوم الوفد الكويتي كان رائعا، الخطاب الكويتي كان رائعا وهذا شيء مهم بالنسبة للشعب العراقي، نأمل أن تفتح نوع جديد من العلاقات  مع أشقائنا العرب طالما اتهمنا بابتعادنا عن العرب ولا نتحمل هذه المسؤولية العرب هم الذين ابتعدوا عنا اليوم نحن فتحنا  أيدينا وفتحنا أذرعنا للعرب ليعودوا لنا إخوة وأشقاء نتعاون معهم في محاربة الإرهاب، نتعاون معهم في ملفات اقتصادية تعود بالخير لكل الشعوب، الفائدة للعراق معنوية أكثر مما هي فائدة مادية العراق ليس بلدا فقيراً ويأمل أن يحصل على عطف أو مساعدة من أحد على الإطلاق، طموحنا أن تعود علاقتنا بأشقائنا العرب حتى لا نعطي مبررا باتهامنا بأننا نتبع دولة أخرى أو هناك نفوذ لدولة أخرى، يفترض بالعرب مددنا أيدينا لهم أن يمدوا هم أيديهم بالمقابل للعراق ويعيدوا احتضانه ليكون جزء فاعل ومؤثر، العراق سبق دول أخرى بتجربته الديمقراطية بما لها وما عليها بسلبياتها وإيجابياتها، اليوم  نتحدث عن تجربة عراقية لا أقول تجربة باهرة ومضيئة لكن فيها سلبيات وفيها ايجابيات نأمل أن لا يقع إخوانا العرب بالتجارب الفتية في الدول الأخرى، نأمل أن لا تمر بما مر فيه العراق، نأمل أن لا يكون هناك شحن طائفي بين الأطراف، نأمل أن لا تسرق الثورات مثلما حصل في العراق.

ليلى الشايب: على كل كيف سيقود العراق العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة سيكون هذا محور نقاشنا في الجزء الثاني من حلقتنا من برنامج ما وراء الخبر لهذه الليلة نعود لكم بعد فاصل قصير أرجوا أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ليلى الشايب: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي تتناول مقررات قمة بغداد وقدرة العراق على قيادة المرحلة المقبلة، سيد زياد الزرب في عمان يعني الحكومة العراقية بشهادة قادتها تعاني مشاكل أمنية وسياسية داخلية هل هي قادرة مع ذلك على حل مشاكل العرب في المرحلة القادمة؟ 

زياد الزرب: نعم، العراق وليد جديد يعني وخرج من مرحلة انتقالية وهو الآن في مرحلة مهمة بعد جلاء القوات الأميركية من العراق لم يتعاف بعد، هناك مشاكل داخلية هناك انقسامات هناك إقصاء وتهميش لمجموعة ولفئة معينة من الشعب هذا موجود، ولكن أنا في تصوري جميع هذه المشاكل بإمكان العراق أن يتغلب عليها في المرحلة القادمة إذا ما كانت هناك صدق في النوايا وتقارب في وجهات النظر فيما بين الفرقاء السياسيين، تنفيذ الاتفاقيات السابقة فيما بينهم ممكن الجميع يتعاون في سبيل إنجاح هذه المهمة والمهمة الصعبة هي في غاية الصعوبة وخاصة في العراق الوليد ولكن العراق قادر على أن يتغلب على هذه المصاعب إذا كانت هناك صدق في النوايا وتوحيد الآراء وأن يكون هناك القرار مشترك في بينه، العراق على مر الدهور والزمان الماضي كان بإمكانه أن يقود العرب إلى مرحلة جديدة ومرحلة ممكن أن تكون هذه المرحلة المقبلة كفيلة بأن تعيد العراق إلى ما كان عليه في الريادة وفي مقدمة الدول العربية.

القمة العربية والأزمة السورية

ليلى الشايب: للأسف لا أسمع بشكل واضح جدا أصوات ضيوفي خاصة ضيوفي وطبعا ضيوفي في عمان لذلك لا أستطيع لا التعقيب ولا  المقاطعة إذا استلزم الأمر ومع ذلك أستمر وأتوجه إلى عريب الرنتاوي، الموضوع السوري أستاذ الرنتاوي والذي طرح بشكل كبير على بيان القمة الختامي والذي بشأنه الحكومة العراقية التزمت منذ بداية الثورة السورية موقف ضبابي والتزمت الصمت في كثير من الأحيان كيف لها أن تتعاطى مع هذا الملف الشائك ومع المقررات بشأن وآليات تنفيذ مثلا خطة كوفي أنان أو المبادرة العربية؟ 

عريب الرنتاوي: يعني دعيني أقول ابتداء أن الملف السوري خرج من اليد العربية هو الآن ملف مدول وهو الآن في أيدي كوفي أنان وفي مجلس الأمن وأصدقاء سوريا والأمم المتحدة وغير ذلك يعني مبادرة كوفي أنان رسمت سقفا لقمة بغداد لم نكن نتوقع على الإطلاق وقد قلنا ذلك وكتبناه قبل القمة بأيام طويلة أن سقف القمة فيما خص المشهد السوري قد تقرر مسبقا وعليه فلن يكون هناك أي مفاجئة حيال الملف السوري في القمة قمة بغداد هذا أولا، ثانيا: فيما خص القيادة العراقية جرت في الطريق إلى القمة جملة اتصالات بين بعض الأطراف العربية والعراق خصوصا الخليجية السعودية وقطر على وجه التحديد من أجل إجراء بعض مراجعات للمواقف في هذا المجال لاحظنا العراق  في الآونة الأخيرة بدأ يتخلى عن تحفظاته حيال المواقف العربية من أجل تسهيل انعقاد القمة هو قبل بالمبادرة العربية وهو انتقد سلوك النظام السوري واستخدامه المفرط للقوة وتحدث عن تأخير الإصلاحات وأطلق مبادرة أي أن العراق حاول وهو يمهد للقمة العربية أن يرضي بعض الأطراف العربية ولكنه يبدو على ما يبدو لم يرضيها بما يكفي لذلك لم يكن تمثيلها كاف في هذه القمة، ثم سمعنا عن مقايضات بمعنى من المعاني بمعنى أن نلتزم بالسقف الدولي في موضوع سوريا مقابل عدم طرح موضوع البحرين على سبيل المثال على القمة العربية وهذا كان بهدف تشجيع بعض الأطراف الخليجية من أجل المشاركة ورفع مستوى تمثيلها في هذا المجال علما بأننا نعرف أن الموضوع البحريني موضوع حساس بالنسبة لقطاع كبير من الرأي العام العراقي، السؤال الأهم في الحقيقة في هذا المجال متى كنت رئاسة القمة في العمل العربي المشترك هي التي تقود هذا العمل العربي المشترك؟ هل قاد حسني مبارك عملا عربيا مشتركا فعالاً؟ هل سهر على تنفيذ قرارات القمم العربية التي عقدت في القاهرة؟ هل فعل زين العابدين بن علي شيئاً كهذا فيما خص مقررات قمة تونس وغيرها؟ ماذا عن قرارات.

عروبة العراق في ظل النفوذ الإيراني

ليلى الشايب: أستاذ عريب الرنتاوي إذا سمحت لي وأعتذر منك لأن الاتصالات سيئة هذا المساء وضيفتي الدكتورة حنان الفتلاوي لا تستمع إليك جيداً وتكتفي بالنظر إلي للأسف أتوجه إلى الدكتورة حنان معي هنا في الهواء الطلق في بغداد وأنهي معك لإيران ملفات عالقة مع عدد من الدول العربية وهي في نظر بعض الأطراف ساحة نفوذ لإيران كيف يمكنها التوفيق في التعاطي مع الطرفين العربي والإيراني في هذه الظروف الاستثنائية؟

حنان الفتلاوي: يعني من سوء حظي لم أسمع ردود الضيفين الآخرين وبالتالي سأجيب على سؤالك طبعا الكل يتهم اليوم العراق بأنه ساحة للنفوذ الإيراني نعم في الفترة الماضية بسبب الأحداث الأمنية بسبب الاحتلال بسبب ملفات كثيرة بسبب الشحن الطائفي الذي حصل أعطى مجال لنفوذ دول كثيرة وليس لإيران بالنتيجة مشاكل إيران مع الدول تحلها إيران، اليوم العراق ليس تابعا لأحد، العراق يأمل أن يرتبط بعلاقة متوازنة مع كل دول الجوار إيران دولة جارة دولة مسلمة نأمل أن تكون علاقتنا معها علاقة متوازنة لا نريد أن نعيد ما قام به النظام السابق سبب مآسي للعراق ولإيران بسبب حربه اللامبررة التي حصلت مع إيران وراح ضحيتها آلاف من الشباب العراقي الأبرياء الذين لا ذنب لهم نفس الشيء نفس المغامرة كررها مع الدولة الشقيقة الكويت وبالنتيجة أيضا سبب مآسي لكلا البلدين، وأيضا اليوم ما زلنا إلى اليوم ندفع ثمن ملفات قام بها النظام السابق بمغامرات، إيران لديها مشاكل مع بعض الدول ولكن العراق ليس بتابع لإيران، إيران تحل مشاكلها وملفاتها مع الدول الأخرى بعيداً عن العراق وبمعزل عن العراق، نعم يوجد نفوذ أيراني لكن بقوة الدولة العراقية حينما تقوى الدولة وحينما تبنى دولة المؤسسات بعودة العراق إلى محيطه العربي بعودته ليلعب دورا أساسيا في المنظومة العربية أنا أتصور بأن هذا النفوذ سينحسر تدريجيا وهو اليوم واجب على الدول العربية أن تعمل مع العراق أن تتعاون مع العراق، اليوم الخطاب الذي سمعناه بالقمة تضامن عربي، تعاون عربي، ملفات اقتصادية مشتركة هذه هي المدخل لتقليل النفوذ الإيراني والابتعاد عن المشاكل الإيرانية. 

ليلى الشايب: شكرا لك دكتورة حنان الفتلاوي كما أشكر من عمان ضيفي كل من السيد عريب الرنتاوي وزياد الزرب وبهذا مشاهدينا نصل إلى ختام الحلقة من برنامج ما وراء الخبر جاءتكم مباشرة من العاصمة العراقية بغداد نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد تحية لكم أينما كنتم إلى اللقاء.