خارج النص

الزعيم يحلق شعره.. رواية أغضبت القذافي

تناول برنامج “خارج النص” رواية “الزعيم يحلق شعره” للكاتب إدريس علي، التي تتحدث عن الأوضاع في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

في عام 2009 كتب الروائي المصري إدريس علي رواية "الزعيم يحلق شعره"، لترصد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الجماهيرية الليبية في السبعينيات وخاصة معاناة العمال المصريين هناك في فترة حرب الأيام الأربعة.

دارت أحداث الرواية في الفترة بين عامي 1976-1980 حيث كانت الأجواء السياسية في العالم العربي في خضم اضطرابها جراء توقيع اتفاقية كامب ديفد واشتعال الحرب الكلامية التي سرعان ما تحولت لحرب عسكرية محدودة تبعتها إجراءات وقرارات أثرت بدورها في طبيعة العلاقة بين الشعبين.

وجاءت الرواية في 134 صفحة من القطع المتوسط، مشتملة على 14 فصلا منها بعض الفصول التي جاءت كاقتباسات من عناوين لخطب الرئيس الراحل معمر القذافي، وقدم الروائي المصري روايته كونه شاهد عيان على تلك الأحداث خلال عمله في ليبيا.

كما تطرقت الرواية إلى طريقة القذافي في الحكم وإدارة الدولة، وعن القرارات الغريبة التي أصدرها القذافي وشكلت صدمة للشعب الليبي، وقد وصفت الرواية العقيد الليبي بأنه شخص عابث ومجنون.

حلقة (2018/2/18) من برنامج "خارج النص" تناولت رواية "الزعيم يحلق شعره" للكاتب إدريس علي، التي تتحدث عن الأوضاع في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ملاحقة الرواية
كان إصدار الرواية في فترة حكم الرئيس حسني مبارك الذي كان على علاقة جيدة مع نظام القذافي أمرا صعبا، فقد رفضت دور النشر الحكومية والخاصة نشر الرواية، وفي النهاية وافقت دار وعد المصرية على نشر الرواية.

وعلى الفور عرضت جهات ليبية مبلغ مالي كبير على صاحب دار النشر أحمد الجميلي مقابل عدم نشرها، إلا أن رفضه العرض المالي قاد قوات الأمن المصرية لاقتحام الدار وملاحقة ناشرها ومصادرة الرواية.

وبعد أشهر من وفاة كاتب الرواية أتاحت أجواء الحرية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 ينارير 2011، نشر الرواية وتقديمها للقراء من جديد، بعد أن حال دون ذلك ما تعرضت له سابقا من حظر ومصادرة.

وبحسب الروائية وداد معروف فقد كان إدريس علي يعيش حياة قاسية جدا وكان منزله يخلو من وسائل الحياة العصرية كالتلفاز والثلاجة، ما دفعه للسفر إلى ليبيا من أجل الإنفاق على أولاده، وهناك زادت معاناته من خلال سوء المعاملة والإهانة.

وتتحدث الرواية وفقا للروائي خالد البوهي عن قمع المصريين في ليبيا في ظل خلاف سياسي بين دولتين، وعن المرارة التي كان يشعر بها المصريون خلال تعاملهم مع بعض الشعوب العربية التي حملتهم المسؤولية عن تصرفات حكومتهم التي وقعت اتفاق كامب ديفد للسلام مع إسرائيل.

في المقابل يرى الكاتب الليبي فرج بو العشة أن إدريس أخطأ في حق الشعب الليبي عندما بالغ جدا في التعميم على الليبيين بأوصاف لا تليق كالهمجية.