خارج النص

"بحب السيما".. نقد لاذع للسلطات الأبوية

سلط برنامج “خارج النص” الضوء على فيلم “بحب السيما” الذي يحكي قصة أسرة مصرية مسيحية ومشكلاتها التي يسببها بشكل رئيسي التزمت الديني للأب، مما أثار لغطا ودعوى قضائية طالبت بمنعه.

بالنار التي لا تهدأ ودود الأرض الذي لا يموت، هكذا اختار الأب أن يرسم لابنه الصغير سيرة حياته وآخرته.

ما بين "عدلي" الذي يعيش بخوفه من العقاب وابنه "نعيم" الذي يشغفه حب السينما، يضعنا فيلم "بحب السيما" داخل حلبة صراع لا ينتهي بين السلطة الأبوية من ناحية، وقيمة الحرية من ناحية أخرى.

الفترة التي تدور فيها الأحداث في حي شبرا القاهري تعود لستينيات القرن الماضي داخل عائلة مسيحية، لكن العمل لم يكن استهدافا لمكون ديني بعينه، حسبما يقول مؤلف الفيلم هاني فوزي.

السلطة الأبوية
يضيف فوزي لبرنامج "خارج النص" حلقة (2017/1/1) أن الفكرة الأساسية تدور حول السلطة الأبوية سواء على مستوى الأسرة، أو كما مثلها جمال عبد الناصر على مستوى البلد، أو كما هي متوفرة في السلطة الدينية.

الناقدة السينمائية ماجدة موريس تقول إن "بحب السيما" كسر تجاهل السينما للمسيحيين المصريين الذين بدورهم كانوا يرون أنفسهم بعيدين عن المشهد المصري العام وعن النقد.

أما عضو لجنة المصنفات المسيحية سمير فهمي فيشير إلى أن الفيلم أساء للأسرة المسيحية والعقيدة والطقوس الكنسية "لهذا وقفنا ضده وضد ما سيأتي بعده من أفلام".

يؤيده في ذلك المحامي والمستشار القانوني نجيب جبرائيل الذي يقول إن هناك الكثير من قصص التعايش بين الأديان بدل المس بالعقيدة المسيحية.

حديقة ملائكية
هل ازدرى الفيلم الكنيسة والمسيحيين؟ مؤلف العمل هاني فوزي يقول إن كونه مسيحيا لا يعني أن يصور المسيحيين يعيشون في حديقة ملائكية.

والمنتج هاني جرجس بدوره يلفت النظر إلى أن الفيلم سيرة ذاتية لمؤلفه فوزي، فهو الطفل الذي "حقيقة كان ممنوعا من الذهاب للسينما".

شخصية الأم التي أدتها الممثلة ليلى علوي إنجيلية منفتحة، بينما شخصية الأب التي أداها الممثل محمود حميدة أرثوذكسية متزمتة. هذا الأمر اعتبره نجيب جبرائيل دعوة للشقاق بين الطوائف المسيحية.

ضد الرقابة
بعد الانتهاء من الفيلم -الذي أخذ عدة سنوات بسبب عثرات إنتاجية- ترددت الرقابة في عرضه، وطلبت عرضه على الكنيسة، الأمر الذي رفضه المنتج.

وهنا تعلق ماجدة موريس بالقول إنه "لا يحق لا للكنيسة ولا للأزهر مشاهدة الأفلام وإبداء الرأي فيها قبل العرض، إذ إن تعدد الجهات الرقابية يولد مشكلة" ويعطي حق الرقابة لأطراف ليس ذلك من اختصاصها.

مضى الفيلم في طريقه للعرض وتجاوز الدعوى القضائية المرفوعة ضده، ليكون أمام قراءة سينمائية مفتوحة من قبل الجمهور والنقاد.. قراءة وجدت فيه فيلما محكما نجح في تصوير سلبيات السلطة الدينية والسياسية.

شاركونا النقاش حول مواضيع البرنامج على صفحتنا في فيسبوك:
 https://business.facebook.com/AJAOutOfText/