الاتجاه المعاكس

هل يدفع لبنان ثمن تورطه في المستنقع السوري؟

ناقشت الحلقة الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان على خلفية تورط حزب الله في سوريا، وتردي الوضع الأمني هناك، وتساءل البرنامج عما إذا كان لبنان يدفع ثمن تورطه في المستنقع السوري.

يشهد لبنان أزمة سياسية وأمنية كبيرة تطرح تساؤلات حول مسؤولية تدخل حزب الله في سوريا عن هذه الانعكاسات السلبية التي باتت تخيم على لبنان سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا.

حلقة الثلاثاء (21/10/2014) من برنامج (الاتجاه المعاكس) تناولت هذه القضية، وتساءلت: ألا يدفع لبنان الآن ثمن تورطه في المستنقع السوري؟ أليس البادئ أظلم؟ أم إن الجماعات الإرهابية تهدد المنطقة بأكملها؟ ألم ينأ لبنان بنفسه أصلا عن الأزمة السورية؟ وهل يقبل الشعب اللبناني أن يكون وقودا لحرب يخوضها بشار الأسد على شعبه؟

وأظهرت نتيجة التصويت الذي طرحه البرنامج عبر صفحته على موقع الجزيرة نت أن 96.5% من المشاركين بالتصويت يرون أن ما يشهده لبنان الآن يأتي بسبب تورطه في المستنقع السوري، فيما رأى 3.5% عكس ذلك.

"حزب إيران"
عن هذا الموضوع يقول النائب في البرلمان اللبناني خالد ضاهر إنه عندما بدأت الثورة السورية وشعر نظام بشار الأسد أنها تهدد وجوده بدأ يطلق التحذيرات على لبنان ويحمله مسؤولية ما يحدث، ولذلك استشعر الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، وما وصفها بحكومة "حزب إيران" في إشارة إلى حزب الله، أن هناك خطرا على لبنان فقرروا فيما أطلق عليه "إعلان بعبدا" اتباع سياسة النأي بالنفس عما يحدث في سوريا، لكن حزب الله الذي وقع على الاتفاق لم يلتزم وتدخل في سوريا.

وأضاف ضاهر أن الجميع كان مخدوعا في الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وكانوا يظنون أنه قائد كبير ووطني يهمه لبنان، فإذا به جندي صغير في "ولاية الفقيه" الإيرانية، وإذا بالحزب جزء من الحرس الثوري الإيراني، حسب وصفه.

واعتبر أن حزب الله حارس لحدود إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين، ومعتد على الديمقراطية ونتائج الانتخابات في لبنان، ويكذب ويقول إنه ينتصر في سوريا، في حين أن المقاتلين السوريين يهاجمونه في عقر داره.

وأضاف أن النظام الإيراني الذي يتفاخر اليوم بأنه بات يسيطر على أربع عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت وأخيرا صنعاء) يجمع كل الأقليات ويبذر الفتنة لتكون إيران هي القوة الأساسية في المنطقة، واعتبر أن إيران تلعب دورا خبيثا في المنطقة لخدمة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويرى ضاهر أن تدخل حزب الله في سوريا هو السبب الرئيسي للتفجيرات التي تحدث في لبنان الآن، وفي عقر دار حزب الله، وأن الإرهاب الحقيقي الذي يجب أن تتم مكافحته يبدأ بالأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق.

رمز المقاومة
في المقابل، دافع الأكاديمي والمحلل السياسي وفيق إبراهيم عن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله قائلا "يكفي أن هذا الرجل خاض معارك ضارية ضد الإسرائيليين بينما كان الآخرون نياما.. يكفي أنهم أرسلوا طائرة تجسس وصلت لمفاعل ديمونة".

وأضاف أن إيران ليس لها أي قواعد عسكرية في العالم العربي، في حين أن للولايات المتحدة قواعد عسكرية عديدة، في إشارة إلى الاتهامات بأن لإيران مخططا للسيطرة على المنطقة.

ويرى إبراهيم أن تركيبة الدولة اللبنانية "ميثاقية"، أي أنها تتطلب توافق كل المكونات على القرارات، وقال إن حزب الله هو التنظيم الوحيد الذي يدافع عن لبنان، متهما حركة 14 آذار و"الحركات التكفيرية" وتركيا والسعودية والولايات المتحدة بأنهم مسؤولون عما يحدث في لبنان، حسب قوله.

وأضاف أن "العملية الوقائية" لحزب الله في سوريا نجحت، وكان تدخله اضطراريا، لأن أي شيء سيحدث في سوريا كان سينهي دوره في المنطقة، وقال إن "الحركات التكفيرية" التي يتزعمها تيار المستقبل بدعم سعودي أنشؤوا إمارة ومنعوا الجيش اللبناني من التصدي لها.