في العمق

الضربة العسكرية ومسار الثورة السورية

ناقشت حلقة الاثنين التاسع من سبتمبر/أيلول من برنامج “في العمق” الضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا والأهداف التي تريد تحقيقها، والموقف الدولي منها، وتأثير ذلك على أطراف الأزمة. واستضافت رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون.

ناقشت حلقة الاثنين التاسع من سبتمبر/أيلول من برنامج "في العمق" الضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا والأهداف التي تريد تحقيقها، والموقف الدولي منها، وتأثير ذلك على أطراف الأزمة. واستضافت رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون.

وتضمنت الحلقة عددا من التقارير، استعرضت في الأول مع الخبير العسكري صفوت الزيات الأهداف العسكرية المحتملة، وأوضح الضيف أن منظومة الرصد والرادارات سيتم استهدافها أولا، ثم يتم تدمير منظومة الصواريخ، وبعد ذلك استهداف الصواريخ البالستية حول دمشق والفرق العسكرية المدرعة التي تحميها، إضافة للعشرات من الأهداف الأخرى.

ومن موسكو أوضح الأستاذ بأكاديمية العلوم السوفياتية ليونيد سوكيانين أن المبادرة الروسية التي تنادي بوضع الأسلحة الكيميائية تحت الإشراف أو الرقابة الدولية خطوة جيدة وافقت عليها دمشق ولقيت ترحيبا دوليا، ولكن من الصعب التكهن بمستقبلها، ولا تعتبر المبادرة إقرارا باستخدام هذه الأسلحة.

محمود يزبك: وزارة الدفاع الإسرائيلية وجهت تحذيرا قويا، بأنها ستقوم بالرد بضربة قوية جدا إذا تم تجاوز الخطوط الحمر

خطوط حمر
ومن حيفا، أبان رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة حيفا محمود يزبك، أن إسرائيل تفضل استمرار الحرب الداخلية في سوريا بهدف استنزاف قوى الطرفين وتدمير البلاد، مؤكدا أن وزارة الدفاع الإسرائيلية وجهت تحذيرا قويا، بأنها ستقوم بالرد بضربة قوية جدا، إذا تم تجاوز "الخطوط الحمر" مبينا أن محللين فسروا ذلك بحدوث قصف صاروخي من جانب حزب الله باتجاه إسرائيل، لأن الشعب هناك يعيش في حالة فزع وترقب كبيرين في انتظار ما قد يحدث.

بينما أشار أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر محجوب زويري إلى أن الضربة -حال حدوثها- ستضر بمصالح إيران المقتنعة بأن القصف لن يسقط النظام السوري ولكن يمكن أن يضعفه، وأكد في الوقت نفسه أن طهران لن تقاتل بالنيابة عن النظام السوري، ولكن يمكن أن "تشاغب" سياسيا وعسكريا في العراق، أو تهدد المصالح الأميركية خارج المنطقة، مستبعدا قيامها بأي عمل عسكري ضد دول الخليج، لأن ما يجمّل صورتها هو مهاجمة إسرائيل، مذكرا بملفات إيران مع المجتمع الدولي مثل "النووي" و"الحصار الاقتصادي".

ومن جانبه أكد غليون أن التصميم على توجيه الضربة هو الذي أجبر الروس والسوريين على تقديم هذه المبادرة، موضحا أن التنازل عن السلاح لا يعفي من الجريمة، حيث يوضح هذا التنازل السريع إحساس النظام الأسدي بالخطر، لأنه نظام لا يفهم إلا لغة القوة ولا يمكن الحوار معه.

وذكّر غليون بأن النظام كان يعتقد أن المجتمع الدولي لن يتدخل مطلقا، ملقيا بالمسؤولية الكاملة عليه فيما آلت إليه الأمور، لإصراره على الحل العسكري للأزمة طوال عامين ونصف العام.