الاقتصاد والناس

كيف أصبحت طوكيو ثالث مدينة استثمارية بالعالم؟

سلط برنامج “الاقتصاد والناس” الضوء على الأسباب التي جعلت العاصمة اليابانية طوكيو تحتل المركز الثالث عالميا كوجهة للشركات ورجال الأعمال بعد لندن ونيويورك.

تأهلت العاصمة اليابانية طوكيو عاصمة البلاد المشرقة لأن تصبح ثالث أهم مدينة في العالم بالنسبة للشركات ورجال الأعمال. برنامج "الاقتصاد والناس" حلقة السبت (2017/5/13) تناول مكامن القوة في طوكيو التي حلت ثالثة بعد لندن ونيويورك.

ويقارن المقياس العالمي للمدن سنويا بين 42 عاصمة ومدينة رئيسية حول العالم من حيث وضعها الاقتصادي وحجم الأبحاث العلمية والتفاعل الثقافي والحيوية وبيئة الاستثمار وسهولة الوصول إليها.

كل هذه العوامل تتوافر في طوكيو، غير أن ثمة عاملا آخر يعمل في صالح هذه العاصمة ألا وهو الاستقرار الذي دائما يقال على هامشه إن "رأس المال جبان".

المدينة الخضراء
تبلغ مساحة طوكيو 2190 كيلومترا مربعا وتضم 107 أنهار بطول إجمالي يبلغ 850 كيلومترا، ويبلغ تعداد سكانها أزيد من 13 مليون نسمة، أما الناتج الإجمالي لها فيصل إلى 940 مليار دولار، أي نحو خمس حجم الاقتصاد الياباني.

رغم حجم البناء الهائل في طوكيو فإنها مدينة خضراء، إذ تبلغ مساحة الحدائق فيها 7600 هكتار.

أما الوصفة التي اتبعتها الحكومة لجذب الشركات ورجال فكانت عبر برنامج "استثمروا في اليابان"، وكانت لطوكيو الحصة الكبرى من هذه الاستثمارات.

مديرة الاستثمار في منظمة اليابان للتجارة الخارجية كارو كوريتا تقول إنه جرى في عام 2016 استطلاع لنحو مئتي شركة، وكان عدد الشركات التي قالت إنها ستنسحب من اليابان صفرا.

أما ما يجعل الاستثمارات الأجنبية تبلغ المئتي مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية فيعود -وفقا لها- إلى تخفيض الضرائب على الشركات -خاصة الجديدة- التي تمنح فترة إعفاء حتى تتمكن من تأسيس نفسها.

مركز ابتكاري
وتضيف كارو كوريتا أن اليابان تتميز بالخدمات العالية المستوى وبإجمالي الناتج المحلي وهو الثالث عالميا (بعد أميركا والصين) وجودة المنتجات والأمان، موضحة أن بلادها أيضا مركز للابتكار، الأمر الذي يفيد في الشراكات الاقتصادية التي تسعى لتطوير منتجات تغزو العالم.

بدورهم، يتحدث المستثمرون عن الفائدة التي يجنونها من العمل في اليابان، فيقول المستثمر الألماني كين ريبنسام إن طوكيو ذات بنية تحتية رائعة "جعلتني أختار الاستثمار فيها"، كما أن البلاد تقدم معايير جودة ستنتشر عبر شركاتها في العالم.

بعد انخفاض الين الياباني منذ عام 2013 من ثمانين ينا إلى ما بين مئة و120 ينا مقابل الدولار شهدت اليابان تدفق المستثمرين للمضاربة في بورصة طوكيو، كما زاد انخفاض العملة من حجم الصادرات.

مطار هانيدا
ضمن العوامل التي أهلت طوكيو لتحتل موقعها ثالثة عالميا مطار هانيدا الذي يوفر سهولة الوصول إلى كل آسيا وخدمات متقدمة في النقل.

أما الحدث الرياضي الكبير أولمبياد طوكيو الصيفي عام 2020 فإنه فرصة لتحديث مرافق المدينة التي سيجري الاستفادة منها عقب انتهاء المناسبة الرياضية.

في اليابان لا يوجد تبذير وصرف مال في غير مكانه، وهنا تقول عمدة طوكيو يوريكو كوئيكيه إن المال الذي يصرف على الأولمبياد سيكون محسوبا بدقة ولكن ليس بالطبع على حساب الجودة.

وتطلعا لما تعد بهد طوكيو أن يكون أولمبيادها الأجمل فإن حركة البناء نشطة استعدادا لافتتاح متاجر وأسواق السلع وتسويق المنتج السياحي الذي تأمل اليابان أن يصل إلى أربعين مليون سائح بحلول 2020.