أوراق ثقافية

ميرال طحاوي، رواية عن المنبوذ في الخليج

ميرال طحاوي روائية مصرية تبحث في المنسي وتحدق في غياب من نحب، والتفاصيل الصغيرة في قصص الفلسطينية حزامى حبايب، السويدي يتحدث عن روايته الديزل وعن المنبوذ والمحرم في بلاده ودول الخليج.

مقدم الحلقة:

توفيق طه

ضيوف الحلقة:

حزامة حبايب: كاتبة فلسطينية
ميرال طحاوي: كاتبة مصرية
ثاني السويدي: شاعر وكاتب إماراتي

تاريخ الحلقة:

04/05/2004

– حزامة حبايب.. روائية فلسطينية واعدة
– ميرال طحاوي.. بين البداوة والإخوان

– السويدي كاتب رواية الصدمة من الإمارات


undefinedتوفيق طه: أهلا بكم، الجيل الشاب من الروائيين وكتاب القصة القصيرة العرب يكاد يكون مجهولاً للقارئ العربي فقامات الرواد وشيوخ الرواية والقصة غيبت الكثير من الأصوات المهمة الجديرة بالعناية والالتفات، في هذه الحلقة نضيء تجارب الجيل الشاب في الرواية والقصة العربيتين من خلال ثلاثة نماذج لافتة هي تجربة الفلسطينية حزامة حبايب، والمصرية ميرال طحاوي، والإماراتي سامي السويدي بداية نبقى مع حزامة حبايب التي يعتبرها بعض النقاد من أهم كاتبات القصة الفلسطينيات وواحدة من أبرز الإضافات في تاريخ القصة الفلسطينية بعد سميرة عزام طبعا رائدة القصة القصيرة في فلسطين، أصدرت حزامة حبايب منذ بداياتها في التسعينيات من القرن الماضي عدة مجموعات قصصية منها الرجل الذي يتكرر والتفاحات البعيدة وليل أحلى وتميز سردها بانشغاله بالتفاصيل الصغيرة التي تضيء أشواق الإنسان وأحلامه الصغيرة المحبطة.

حزامة حبايب.. روائية فلسطينية واعدة

[تقرير مسجل]

رفاه صبح: كان عام 1990 عاماً استثنائياً فهو عام غزو الكويت وعودة عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الأردن في ذلك العام عادت حزامة حبايب إلى عَمَّان لتنخرط سريعاً في الحركة الثقافية هناك صحفية في إحدى المجلات وكاتبة قصة ناشطة في الملاحق الثقافية قبل أن تُصدِر مجموعتها الرجل الذي يتكرر التي احتفى بها النقاد آنذاك وكانت تلك هي البداية.

حزامة حبايب- قاصة فلسطينية: بدأت القصة لأني كان فيه عندي إحساس داخلي ما بده يتبلور ما كانت قصة ما بقدر اسميها قصة دخلت تجربة كتابة ما يشبه الصور الشعرية وهذه الصور في الحقيقة من اسمها كانت أقرب إلى رسم حالة معينة إنسانية منها لقصيدة أو منها لإحساس تقدري أنت تحط كانت ترسم شخصيات ترسم البيئة أو ترسم المكان وبالنهاية كانت تعطيك لحظة إضاءة اكتشفت فيما بعد إنه هذا كانت مجرد تجريب أو محاولة لكتابة القصة على استحياء أدركت إنه الإحساس اللي موجود في هذه الصورة الشعرية كان ناقص أو مبتسر أو مبتور وإني بحاجة إني أطور هذا الإحساس أكثر، محتاجة إني أرسم ملامح الشخصيات بوضوح أكثر وإني ألبسها أبعاد واضحة وإني أقدر أحط أيدي أمسكها وهذا الشيء ما تكون لي فيما بعد وما قدرت أحققه إلا من خلال القصة كأداة فيما بعد بالنسبة لي ما كنت معنية بالقصة بقدر ما أنا كنت معنية بالإحساس إذا كان هذا الإحساس بده يطلع على شكل قصة فليكن وطلع على شكل قصة.

رفاه صبح: مجموعاتها القصصية تتابعت منذ عام 1992 حيث أصدرت منذ ذلك الوقت أربع مجموعات هي بالإضافة إلى الرجل الذي يتكرر التفاحات البعيدة وشكل للغياب وليل أحلى.


أول مجموعة قصصية لحزامة حبايب بعنوان الرجل الذي يتكرر، ثانيا مجموعة بعنوان التفاحات البعيدة، والمجموعة الأخيرة ليل أحلى

حزامة حبايب: في العام 1992 صدرت لي أول مجموعة قصصية كانت بعنوان الرجل الذي يتكرر هي صدرت في العام 1992 لكن فعليا أنا اشتغلت عليها من عام 1987 وكنت حريصة تماما في هذه الفترة إني ما أنشر أي واحدة منها في الصحف أو في المجلات كان فيه ربما خوف أو جبن ما كان عندي ثقة بالشيء اللي أنا بكتبه فيما بعد أدركت إني كان لازم أخلص من هذا العبء من خلال القصص وكان تقريبا عددها تسعة أو عشرة وصدرت في العام 1992 ولما طلعت بشكل كتاب وحظيت باعتراف الآخر اللي أنا كنت محتاجة إليه بشدة توصلت لقناعة إنه فعلا هذا هو الملعب اللي أنا بدي إياه ملعب القصة القصيرة واشتغلت على ذات الإحساس وأتطور هذا الإحساس فيما بعد من خلال مجموعة ثانية اللي هي التفاحات البعيدة وصدرت عام 1994 أما عام 1997 صدر لي شكل للغياب وأخذت خط مختلف تماما عن المجموعة الأولى والمجموعة الثانية من ناحية بلورة الإحساس والاشتغال عليه ضمن خط أو ثمة معينة لكن لبستها لـ 12 شخصية مختلفة لـ 12 امرأة مختلفة في جميعها هذه النساء في جميعهن لما بالكتاب هذا فعلياً كانوا وجه لامرأة واحدة وكثير من النقاد تعاملوا مع هذا الكتاب إنه قد يكون نواه أو بذرة لرواية وأنا ما كنت مفكرة بهذا المجال إطلاقاً ولو إنه هلا بيداعب خيالي يعني المجموعة الأخيرة لي اللي هي أنا بعتبرها كانت شكل من أشكال موج الإحساس فعلياً هي ليل أحلى وصدرت عام 2001 في هذه المجموعة تحديداً قدرت إني أشتغل على الإحساس الطازج كما هو بقدر أقل من التجذيب وبقدر كبير من الشجاعة.

رفاه صبح: التفاصيل الصغيرة هي لعبة حزامة حبايب في قصصها هناك هوس برصد الحالات الإنسانية وصولاً إلى أدق التفاصيل والظلال المخبأة في الذاكرة أو في ثنايا الخطوط الكبرى للأحداث، في قصصها هناك تلك القدرة التي تكاد لا تضاهى على رصد المهمل من الأحداث بلغة تقترب من لغة الشارع اليومية فمن أين تأتت لها هذه القدرة التي لا تتوفر للكثيرين.

حزامة حبايب: التفاصيل جزء من بناية الحكاية والحكاء الشاطر هو اللي بيقدر يقودك من خلال هذه التفاصيل الحكاية ممكن تكون بسيطة لكن حتى تكون مثيرة محتاج أنت تشتغل على التفاصيل هذه نقطة، نقطة ثانية برأي الإنسان فعلياً هو مجموعة تفاصيل صغيرة التفصيلة الكبيرة اللي هي الإنسان ما لها قيمة بقدر التفاصيل الصغيرة اللي بتصنع المحصلة الأخيرة هذه التفاصيل لها علاقة بالقبح اللي موجود فيه لها علاقة بالجمال لها علاقة بإحساسه لها علاقة ببنيتها لها علاقة بمكانه لها علاقة بالجغرافية سواء كزمان أو كمكان بشكل عام التفاصيل الحقيقية على تفاهتها هي اللي بتصنع الحقيقة الكبرى.

رفاه صبح: المكان يختفي في قصصها لا نعثر عليه بسهولة وإن كانت كل التفاصيل تشير إليه تنقلها بين الدول شأن كثير من الفلسطينيين جعلها مطرودة خارج الأمكنة بحثاً عن مكان غائب ومُغيب لم يُقَدَّر لها العيش فيه.

حزامة حبايب: إحساسي بغياب المكان بالتأكيد له علاقة بهويتي كفلسطينية طول عمري كان عندي أزمة هوية وطول عمري كان عندي أزمة مكان أي بيئة بنتقل لها أي بيئة بعيش فيها هي مكان مؤقت بعرف إني أنا مستعدة إني أرحل منه في أي وقت بأي قرار سواء اتخذت هذا القرار أو آخرين اتخذوا هذا القرار وبالتالي أنا محتاجة أني ألاقي لي مكان ثابت معالمه واضحة فيه صوفة لنفسها فيه سرير نفسه في المكتبة نفسها في المقعد نفسه حتى لو تغير حتى لو رميته كشيء مادي لكنه كإحساس بحمل نفس الصوفة معي نفس السرير نفس المقعد في أي بيئة بروح لها عندي قدرة إني أخلق هذا المكان وهذه القدرة حاولت إن أنا أعطيها للشخصيات.

[فاصل إعلاني]

ميرال طحاوي.. بين البداوة والإخوان


الخباء الرواية الأولى لميرال طحاوي، وروايتاها اللاحقتان الباذنجانة الزرقاء ونقرات الظباء

توفيق طه: منذ روايتها الأولى الخباء والروائية المصرية الشابة ميرال طحاوي تتصدر المشهد الروائي العربي في الجانب النسوي منه على الأقل في تلك الرواية وفي روايتيها اللاحقتين الباذنجانة الزرقاء ونقرات الظباء تناول الطحاوي بأسى عميق أفول عالم البداوة الآخذ في التداعي أمام عيني طفلة قُدِّر لها أن تواجه أسئلة الوجود الكبرى، ميرال طحاوي القادمة من حركة الإخوان المسلمين وأدبياتها عالجت أيضا التمزق الحاد الذي عصف بجيلها بين أيدلوجيات متصارعة في عصر لم يعد يلتفت كثيرا إلى أهمية المعنى في حياة شبابه هنا إطلالة على عالمها الروائي.

[تقرير مسجل]

ميرال طحاوي- روائية مصرية: فكل كاتب من ناحية تناوله لمكانه الشخصي هو يعتقد إن مكانه هو محور وخالق النص.

مكي هلال: لفتت ميرال طحاوي انتباه النقاد منذ صدور روايتها الأولى الخباء في تلك الرواية وفي روايتها الثالثة نقرات الظبى تناولت طحاوي برهافة عالية وأسى عميق أفول عالم البداوة وما يخلفه من حزن وشعور بالفقد لدى أبطالها وهو ما نجده لدى الروائية نفسها القادمة من عالم القبيلة المغلق والدافئ في نفس الوقت.

ميرال طحاوي: كل كاتب بعد ما بيكت بيكتشف إنه كان بيكتب شيء واحد وعن ثمة هاجس أو اثنين أو هواجس تتطور مع التطور الزمني في بداية الكتابة هو نفسه مبيكونش عارف ماذا يكون هذا الهاجس ربما الفقد الموت يعني هناك أسئلة وجودية مرتبطة بكل كاتب من الأشياء اللي أنا بتصور إنه مرتبطة بكتابتي فكرة الحرية والتمرد، في فترة من الفترات كنت أشعر أنه الحياة الاجتماعية التي ولدت فيها البيوت المغلقة القبيلة التفاصيل القبلية العلاقات العشائرية حدت من علاقتي بالحياة الاجتماعية فأول رواية مثلاً كان انشغال البطلة طول الوقت بفكرة الباب، الباب العالي الضخم المغلق على بيت بأسوار والرغبة في اختراق هذا الباب يعني ربما رواية الخباء كلها تدور حول فكرة الباب والسور وتخطي ده عبر الباب والسور، بعد الخباء كان عندي أسئلة أخرى يعني أسئلة عن التمرد السياسي التمرد الاجتماعي البنت اللي بتتمرد ومعنى هذا التمرد فكرة الأرجوحة في الرواية الثانية مثلاً التأرجح بين قيم يمين ويسار يعني سواء التأرجح الأرجوحة بالمعنى الوجودي كأسئلة للإنسان، الرواية الثالثة نقرات الظباء منشغلة على فكرة الزوال يعني ليست هناك قيم باقية هناك دائمة حالة من التغير، التغير بيثير في نفسي حالة من الشجن يعني يمكن ده مرتبط بالعمر لأنه انهيار مثلاً الطبقة القبيلة وضعها الطبقي وضعها المالي وضعها الإنساني انحداره قيمة الأشياء قيمة الخيل نفسه مثلا الخيل كرمز من رموز الفروسية والعنفوان وتحوله إلى سلعة بعدين تبقى مهرة صغيرة مربوطة يعني انحدار ونهاية و.. هذا الهاجس يشغلني على المستوى الإنساني.

مكي هلال: في روايتها هناك حضور لافت للأب تختلط صورته مع مشاعر الفقد والحنين إلى ما مضى وانقضى ليس الأب هنا موضوعاً للثورة أو محفزاً لها بل للتمسك به والقبض على آخر متبقياته فيما هو رويداً رويداً يذهب إلى النسيان.

ميرال طحاوي: طبعا صورة الأب من الأشياء اللي يعني تمثل ليا أنا هوس كبير في الكتابة ربما لأني فقدت أبويا بفترة مبكرة وربما لأنه هو كان شخص مختلف وطول الوقت أنت تحاول أن تستعيد ما فقدته فتكتبه ليعني تمسك عليه ترسمه يصبح صورة واضحة المعالم لأني أخاف أيضا من النسيان يعني أحاول أن يعني أدونه أسطره فأكتشف إني لم أعرف كيف أرسمه في كل مرة فأحاول في الرواية التي تليها كل مرة يخرج بصورة أخرى الأب يعني لكنه عمره ما بيكتسب ملامح غير نبيلة هو دائما شخص مثالي وله أزماته الوجودية وله أزماته الاجتماعية، الرغبة في الإمساك بالأشياء القافلة هو هاجس من هواجس الكتابة وإنما هو الرغبة في الإمساك بعالم القبلي مثلاً، عالم صائر إلى فناء بقيمه بأخلاقياته بتجمعاته صائر إلى تحول سريع.

مكي هلال: ككثير من طلبة الجامعات المصرية كانت حركة الإخوان المسلمين محطة بارزة في حياتها وفي تكوينها الفكري وربما الروائي فكيف ترى طحاوي إلى تجربتها تلك بعد سنوات من التلاقي مع الإيديولوجيا ومع الحركة الإسلامية؟

ميرال طحاوي: حينما وطأت الجامعة كان كل الجامعة تعتبر خلية من خلايا الإخوان المسلمين يعني الأنشطة كل الأنشطة تقريبا رياضية المسرح المحاضرات كلها كان بيديرها الجماعة الإسلامية كانت تعرف في مصر بالجامعة الإسلامية أول ما تدخل الجامعة تلاقي سهم الطريق إلى المسجد الحجاب فريضة وضرورة يعني أنت تخلع قيمك الأسرية وتبدأ أن ترتبط بقيم أخرى لابد أن تفعل ذلك أن تدخل ضمن هذا السياق يعني لسنا المدرج مثلاً كان منفصل جزء للفتيات وجزء.. يعني من أقام هذه العلاقات داخل الجامعة كان كله مؤتر ومؤسس وأي طالب وافد عليه أن يندرج سريعاً تحت العباءة بالطبع أخذت وقت طويل أقرأ في هذه الأدبيات وأخذت وقت طويل أسأل يعني أسئلة نفس الأسئلة اللي يسألها كل إنسان عن الحل الديني وعن جدواه وعن حقيقته بعد ذلك أنا شعرت إنه في لحظة من اللحظات إنه هذا ليس هو الطريق الذي أريده لنفسي السؤال إنك تصبح جزءاً من هذا الإطار لم يكن صعباً لأنه كان بمجرد أني أصبحت طالبة جامعية كان ممكن أصبح طالبة محجبة ملتزمة كما يُراد مني لكن سؤال إني أخلع هذا كان يمكن هو السؤال الصعب.

مكي هلال: تجربتها مع الإخوان المسلمين لم تخلو من المرارة ورغم ذلك كانت تجربة أثرت عميقاً فيها إلى درجة قد نقول معها إنها كانت من أسباب تحولها إلى روائية وإلى ما هي عليه الآن.

ميرال طحاوي: تجربة الإخوان المسلمين أعطتني إحساس عميق بالقالب لأنه طول الوقت أنت في قالب ورغبة عنيفة في تكسير القالب، تكسير القالب ربما هي هبة يعني أنا لا أريد أن أخرج من التجربة بشكل يدعو للأسف أنا أعتبر إن هم أهدوني هذا الطوق للتحرر منهم وأهدوني فكرة الكتابة.. الكتابة مرتبطة بكسر القالب مرتبطة بكسر هذه العاصفة الهوجاء يعني فأنا بأعتبر إنه فضل من أفضال هذه القوالب الكثيرة التي عشتها أنها زودتني بشحنة من التمرد والرغبة في الإفلات ربما لم تكن تتوفر لي لو أنا عشت حياة عادية وحياة منفتحة يعني.

السويدي كاتب رواية الصدمة من الإمارات

توفيق طه: في حلقة سابقة كانت لنا إطلالة على عالم الروائي الإماراتي علي أبو الريش واليوم نعود إلى الرواية الإماراتية لنطل على تجارب الجيل الشاب من الكتاب الإماراتيين فإذا كان علي أبو الريش مؤسساً ومجدداً فإن سامي السويدي وهو بالمناسبة شاعر أولاً وروائي ثانياً يعتبر كاتب رواية الصدمة في الإمارات وربما في منطقة الخليج عموماً، في روايته الديزل حدق سامي السويدي في المحرم وأقترب كثيراً من المسكوت عنه في مجتمع محافظ وضعته الثروة النفطية في أتون تمزقات عميقة يرصدها السويدي بلغة شعرية وبجرأة تكاد تكون نادرة.

[تقرير مسجل]

جواد العمري: سامي السويدي شاعر وروائي إمارتي في روايته الأولى والوحيدة الديزل قدم السويدي عالماً صادماً جهد الكثيرون في منطقة الخليج لإبقائه طي الكتمان ونقصد العالم الخفي للمثليين جنسيا إضافة إلى الخرافة والعلاقات المحرمة، الرواية منعت من التداول في الإمارات دون صدور قرار بذلك لتعود إلى قرائها بعد عشرة أعوام من صدورها للمرة الأولى في بيروت.


رواية الديزل أثارت إشكالية في الإمارات عند إصدارها، وتم إصدارها من خلال دار عيون الملايين في بيروت

سامي السويدي- شاعر وروائي إماراتي: رواية الديزل بالأساس أثارت إشكالية كبيرة عند إصدارها في الإمارات أثارت مشاكل قبل إصدارها وبعد إصدارها تعرضت قبل إصدارها إلى مشاكل نفسية مع إنه كانت جاءت في وقت كان من الصعب نشر هذه الرواية في الإمارات ترددت كثيراً في نشرها قررت بعد ذلك أن أنتقل إلى بيروت باعتبارها المكان المناسب لنشر هذه الرواية وفعلاً بدأت بالاتفاق كان أتفق معي أو تبناها ذلك الوقت دكتور أحمد أبو سعد كان نائب رئيس اتحاد الكتاب اللبناني من خلال علاقته مع روحب عالباكي صاحب دار عيون الملايين وفعلاً تبنى إصدار هذه الرواية وبعد أن صدرت هذه الرواية من دار عيون الملايين ذهبت إلى بيروت فرحاً بأنني سأرى روايتي وفعلاً استطعت الحصول على كام نسخة منها ورجعت إلى الإمارات وزعتها ما بين أصدقائي بعد فترة عدت إلى بيروت لأبحث عن هذه الرواية مرة أخرى ولأكتشف أن هذه الرواية غير متوفرة في السوق في ذلك الوقت كان هناك دار جديدة أسمها دار الجديد فتبنت الرواية وساهم في ذلك الشاعر يحيى جابر حتى أكون صراحة فتبنوا الرواية وأصدروا النسخة الجديدة وهي هذه بدت الرواية بعد ذلك تأخذ مساحة في الصحافة العربية ولم يكن يعرف عنها أي شيء في الإمارات أو في المنطقة بدأت تشتهر في بيروت في الفترة الأولى ثم انتقلت إلى القاهرة ثم إلى العراق بعد ما عملت صدى إعلامي في خارج المنطقة الخليجية كُتِب عنها ولكن بخجل في الإمارات لأسباب أن.. وأيضا كتب عنها من خلال شقين الشق الأول أنتقدها لأنها تمس شيء يعتبره المجتمع هنا مقدس فبالتالي حاول الجميع أن يتهرب من الكتابة عنها في الفترة الأولى في الفترة الأخيرة السنواتين الأخيرات بدأ الانفتاح عن هذه الرواية أصبح الجميع يريد أن يكتب عنها يريد أن يعتبرها أهم رواية بعد مرور عشر سنوات من إصدارها بدؤوا النقاد يكتشفون أن هناك رواية اسمها الديزل في الإمارات.

جواد العمري: رغم أنه صاحب رواية وحيدة إلا أن السويدي يُعتبر برأي النقاد واحداً من أهم الروائيين الإماراتيين وتعود أهمية روايته إلى لغتها الحداثية والشعرية فكيف يرى ثاني السويدي الرواية في بلاده ومن هم أهم رموزها؟

سامي السويدي: الرواية في الإمارات شأنها شأن ما يحدث في منطقة الخليج بشكل عام فإن دولة الإمارات أو الإمارات بشكل عام جاءت أيضا من نتاج الثقافة الشفهية الموجودة في المنطقة لذلك لا نستطيع أن نقول عن هذا الأدب أنه أدب جديد بالأساس لكن نقول هو الرواية تحولت ثورة الحكاية الشعبية يعني من الحكاية الشعبية والخرافة الشعبية بيحاول البعض إنه يجمعها من خلال إصدارها كرواية من خلال أدوات الرواية الحديثة عام 1971 أصدر وزير الخارجية الإماراتي الحالي راشد عبد الله النعيمي كانت أول رواية وهي شاهنده يعني بالرغم من إنه طبعاً قراءة آليات الرواية في زبد الحلى تختلف عن هذه الرواية خلال الثلاثين عام المنصرمة لم تكن هناك تجربة روائية مهمة في الإمارات هناك محاولات روائية عدا تجربة علي أبو الريش اللي هو يبدو أنه منتمي للرواية أكثر من أي روائي آخر في الإمارات وهذه حقيقة يعني يجب أن تقال الباقين حالوا كتابة الرواية أو استسهلوا الرواية بمعنى الآخر ولذلك أنا أعتقد أنه عدا تجربة علي أبو الريش لا توجد رواية في دولة الإمارات.

جواد العمري: الشعور بالجبن إعلامياً يلازم السويدي وغيره من مبدعي منطقة الخليج فالمراكز الكبرى إبداعياً مثل بيروت والقاهرة لا تلتفت لهؤلاء بحسب السويدي الذي يرى أن مبدعي بلاده والمنطقة لا يقلون أهمية عن أقرانهم العرب.

سامي السويدي: العواصم الثقافية بالذات ومراكز العواصم الثقافية تعتقد أنه لا يوجد أدب في الخليج أو لا يوجد مبدعين وأنا سأقولها بصراحة من خلال تجربتي في لبنان أن جيل الذي يوجد في الإمارات وخاصة في منطقة في الإمارات بالذات وفي عمان وفي منطقة الدمام في السعودية أن هذا الجيل وخاصة جيل ما بعد الخامسة والثمانين هو أهم بكثير مما ينتج الآن من مثقفين في مصر ولبنان ولا أريد أن أقول أي ربما الآخرين يعني يرفضون هذا الكلام لأنهم لم يقرؤوا ما يكتب في المنطقة بالعكس إحنا قرأنا ما هم يكتبون لكن هم لم يحاولوا ولم يسعوا يوما لأن يقرؤونا وهذه المشكلة نعانيها، في لبنان مثلا جيل ما بعد الخامسة والثمانين عبارة عن ميليشيات ثقافية وما يكتبونه سواء من نصوص ربما في الرواية أفضل من الشعر ما يكتب الآن في لبنان لكن حقيقة أنا أعتقد أن هناك كُتَّاب في الخليج أهم بكثير مما ينشر في الأردن أو ما ينشر في لبنان أو ما ينشر في مصر وهذه حقيقة أنا أؤمن بها ومستعد لمن يستطيع أن يعارضني أن أُقدم نصوص.. نصوص أدبية تثبت هذا الكلام وهي موجودة.

توفيق طه: انتهى لقاؤنا اليوم لكن أوراقنا لم تنتهِ ما زال لدينا الكثير للقاءات معكم ننتظرها انتظرونا.