ما وراء الخبر

ما بعد الرقة.. التنافس على شرق سوريا؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” مدى جدية المخاوف من مواجهة الروس والأميركيين وحلفائهما في الرقة بعد انتهاء معارك استعادتها من تنظيم الدولة، ومعركة التنافس على الجغرافيا الرابطة بين سوريا والعراق.

من سيحكم أو يتحكم في شرقي سوريا بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة؟ تساؤل يزداد إلحاحا مع تقدم ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية في المدينة بدعم أميركي، وفي الوقت نفسه تحاول قوات النظام السوري بدعم حلفائها من الروس والإيرانيين التقدم أيضا في المنطقة.

وتزايدت نذر حدوث مواجهة بين التحالفات المتعارضة، خاصة بعد إسقاط الولايات المتحدة طائرة تابعة للنظام السوري قرب الرقة، مما أجج التوتر في علاقات موسكو وواشنطن والتي تشهد بالفعل خلافات في أكثر من ملف دولي.

حلف أميركا والأكراد
يقول الدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف إن روسيا ليست ضد حقوق الأكراد، لكن دون أن يعني ذلك تقسيم سوريا ولا أي دولة أخرى في المنطقة.

ويمضي قائلا لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة الأربعاء (2017/6/21) إن "أميركا تزود منظمات كردية بسلاح متطور، وخلف ذلك أيضا دعم إسرائيلي، وتخوض اشتباكات مع الجيش السوري".

ماتوزوف أعاد التذكير بما قاله السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد إن اعتماد الأكراد على أميركا في تحقيق أحلامهم خطأ إستراتيجي، فواشنطن بعد أن تستفيد منهم في محاربة تنظيم الدولة ستتركهم وحدهم يواجهون دول المنطقة.

الأكراد أثبتوا جدارتهم
من ناحيته، قال كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي هاردن لانغ ردا على سؤال بشأن ما تريده أميركا من الأكراد إن أميركا تريد شريكا في محاربة تنظيم الدولة، والأكراد أثبتوا جدارتهم في هذه المهمة.

لكنه تساءل إن كان سيحدث تصدع في قوات سوريا الديمقراطية بعد انتهاء معركة الرقة، وهل ستخرج منها العناصر العربية؟

خلاصة القول بالنسبة إلى لانغ إن التعاون مع الأكراد سيستمر، مشيرا إلى أن من غير المتوقع أن يسيطر النظام السوري على هذه المنطقة الشاسعة في السنوات القليلة المقبلة.

مواجهة الحلفاء
وبشأن سيناريوهات المستقبل في ضوء تناقض مصالح موسكو وواشنطن في المنطقة يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية زياد ماجد إن المواجهة مستبعدة بين الروس والأميركيين، وممكنة بين حلفائهما.

ويضيف أن الساحة تشهد تبادل رسائل ميدانية وضغطا متبادلا بين القوتين، فأميركا -وفقا له- تقود الحرب عبر المليشيات الكردية، وتراهن على قوى محسوبة على الجيش الحر للتقدم من البادية إلى البوكمال، لكن المليشيات الإيرانية كان لها دور بمحاصرتها وقطع الطريق بينها وبين بادية دير الزور.

ويشير ماجد إلى البعدين الروسي والإيراني وما لديهما من ثوابت أكثر من الأميركي البراغماتي الذي يريد حسما ميدانيا دون البحث فيما بعد الرقة دون إهمال تركيا التي تشعر بخيانة أميركا لها.

وينتهي إلى القول إن صراع "الهمجيات" -وفي مقدمتها همجية النظام- الذي يقع السوريون ضحيته ينتظر معركة كبرى في دير الزور القريبة من الحدود العراقية.