ما وراء الخبر

هل الجولان في حسابات الأسد؟

تساءلت حلقة 13/9/2015 من “ما وراء الخبر” عن تأثير التراجع الميداني لقوات الأسد على “محور الممانعة” في ضوء تصريحات مسؤولين إسرائيليين بأن “سوريا لم تعد قائمة كدولة”.

قال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس إن سوريا "لم تنته" رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، واعتبر أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بهذا الشأن هي مجرد حلم وإسقاط الرغبات على الواقع.

جاء ذلك في رد ماخوس على سؤال مقدم حلقة 13/9/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" عن مطالبة وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد باعتراف دولي "بالحدود الشمالية لإسرائيل"، في إشارة إلى ضم الجولان السوري المحتل، وقولها -في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية- إن "سوريا كما عرفناها لم تعد قائمة وهي غير موجودة ومقسمة".

وتساءل ماخوس إن كان بإمكان نظام بشار الأسد الذي قال إنه يتشدق بشعار الممانعة هو وحلفاؤه الإيرانيون وحزب الله اللبناني أن يلجموا إسرائيل، وشدد على أن هذه الأخيرة ليست ولم تكن في حسابات هذا النظام.

كما شدد المعارض السوري على أن الحلم الإسرائيلي لن يتحقق لأن الشعب السوري سيتصدى له بمساعدة أصدقائه وحلفائه.

رئيس مركز أمم للتوثيق والأبحاث لقمان سليم ذهب في نفس السياق بقوله إن مفهوم المقاومة والممانعة الذي رفعه النظام السوري سقط منذ أمد بعيد، وإن دخول حزب الله لنجدة نظام الأسد سرّع هذا السقوط، وأثبت أن هذا الحزب "هو شريك في كذبة كبيرة اسمها الصمود والممانعة".

وبحسب سليم فقد راهن الإسرائيليون في البداية على نظام الأسد، لكن خياراتهم اليوم مختلفة، وأشار إلى تخليهم عن ابن خال الأسد رامي مخلوف الذي قال إنه حاول شراء بعض التمديد.

وبحسب ضيف حلقة "ما وراء الخبر" فإن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية تعبر عن موقف سياسي في ظل ما يحدث في سوريا، حيث فقدت وحدتها الكيانية والجغرافية لأن الدولة -يواصل سليم- لم تعد الأرضية المشتركة للسوريين ولأنه أرض مشاع متنازع عليها من كل الجهات.

الجولان وفلسطين
أما الناشط السياسي السوري هيثم سباهي فأفرط في الدفاع عن موقف نظام الأسد، وقال "إن سوريا لن تحرر الجولان إلا بوجود دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية"، وإن نظام الأسد لا يريد اتفاقا انفراديا مع إسرائيل على غرار ما فعلت مصر والأردن".

غير أن رئيس مركز أمم للتوثيق والأبحاث استغرب من مسألة الربط بين تحرير الجولان وقيام الدولة الفلسطينية، وقال إن الفلسطينيين يفكرون اليوم بشكل مختلف.   

يذكر أن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت كان بدوره قد دعا في كلمة أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي في يونيو/حزيران الماضي دول العالم للاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية المحتلة، قائلا إن سوريا لم تعد دولة يمكنها المطالبة بهذه المرتفعات ذات الأهمية الإستراتيجية، وهو ما أشار إليه أيضا في المؤتمر نفسه مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد بقوله إن "الدولة المسماة سوريا لم تعد قائمة".