ما وراء الخبر

لماذا سحب الفلسطينيون طلب تجميد إسرائيل في الفيفا؟

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” قرار اتحاد كرة القدم الفلسطيني سحب طلب تجميد عضوية إسرائيل بالفيفا، وهل كانت مبرراته مقنعة؟ وأثر هذا القرار على المتضامنين مع فلسطين مستقبلا؟

أثار سحب الطلب الفلسطيني في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتجميد عضوية إسرائيل ردود فعل غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي ولدى الناشطين في حملات مقاطعة إسرائيل، الذين رأوا أن مسؤولي السلطة "يتبرعون" دوما لتقديم طوق النجاة لإسرائيل.

فأمام كونغرس الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية أعلن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب سحب الطلب، بينما استطاعت امرأتان من المتضامنين الأجانب مع فلسطين اقتحام الكونغرس الرياضي والهتاف ضد إسرائيل ورفع العلم الفلسطيني قبل أن يخرجهما الأمن.

في خضم هذا طرحت حلقة السبت 30/5/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" الموضوع للنقاش ضمن تساؤلين: هل كانت خطوة الاتحاد الفلسطيني مبررة؟ وكيف سينعكس حشد المتضامنين ثم التراجع في آخر لحظة على قابلية الناس للتضامن مع قضية ينظر إليها بوصفها واحدة من أعدل القضايا في العالم؟
 
الأمين العام للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عبد المجيد حجة لم يوافق على اللغط الدائر بسبب سحب الطلب، وقال إنه لأول مرة يفرض على الفيفا الاستماع لعذابات الفلسطينيين في المجال الرياضي.

وحذر من الوقوع فيما سماه "المربع الإسرائيلي"، مضيفا أن ما تم ليس سحبا للطلب إنما هي جولة من جولات الصراع، حيث وافق كونغرس الفيفا على التعديلات الفلسطينية والتي على أساسها ستجري مراقبة التزام إسرائيل بها.

هذه التعديلات تتعلق بحرية اللاعبين الفلسطينيين والأندية الفلسطينية والعنصرية التي تمارس ضد أبناء فلسطين الـ48، والحال -كما يمضي حجة- أن عدم تلبية إسرائيل لهذه البنود سيدفع الفلسطينيين لخوض معركة جديدة أمام الفيفا.

غير أن اللافت الذي تسرب وأكد عليه حجة هو أن سحب القرار جاء بسبب إعلان رؤساء اتحادات شقيقة وصديقة بأنهم لن يصوتوا مع فلسطين إن هي أصرت على ذلك.

طعنة في الظهر
من ناحيته قال عضو حملة المقاطعة الفلسطينية الأكاديمية والثقافية لإسرائيل حيدر عيد إن الحملة اعتبرت ما جرى في زيوريخ طعنة في ظهر الإنجازات التي تحققها حملات المقاطعة.

وأكد أن المجال الرياضي واحد من المجالات المهمة التي يمكن أن تضيف لحملات المقاطعة، مذكرا بتصريح المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية بأن إسرائيل تتعرض لحملة "نزع شرعية".

وذكر عيد بتجميد عضوية نظام الأبرتهايد العنصري في جنوب أفريقيا في كرة القدم نهاية السبعينيات والذي اعتبرته السلطة العنصرية آنذاك ضربة للشخصية البيضاء الحاكمة في البلاد.

ولكن التعديلات التي على أساسها ضحي بطلب سحب العضوية يراها غير مؤدية لإحقاق الحقوق وإنما فقط لـ"تحسين شروط الاضطهاد".

يذكر أن من بين التعديلات مراقبة الفيفا لناد إسرائيلي بعينه يهتف جمهوره أثناء المباريات "الموت للعرب".

واعتبر عيد أن سحب القرار ضمن سياق تنازلات نفذتها قيادات السلطة منذ 93 حتى اليوم، إلا أنه أكد أن هذا لن يؤثر في رأيه على قوة واندفاع حملات المقاطعة التي تعدها إسرائيل خطرا وجوديا، على حد قوله.