ما وراء الخبر

ثبات الموقف الروسي تجاه سوريا

تناقش الحلقة تصاعد حدة القتال في سوريا واقترابه من مناطق حيوية في العاصمة دمشق مثل المطار والقصر الرئاسي، واشتداده كذلك في حمص وحماة، وتأكيدات روسيا أنها لا تستطيع إقناع الأسد بالتنحي، وأن الصراع لن يحسم عسكريا.

– معركة دمشق المفصلية
– بوغدانوف الصندوق الأسود لبوتين

– غموض الموقف الروسي

 

‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪فايز الدويري‬ فايز الدويري
‪فايز الدويري‬ فايز الدويري
‪ليونيد سوكيانين‬ ليونيد سوكيانين
‪ليونيد سوكيانين‬ ليونيد سوكيانين
‪سمير نشار‬ سمير نشار
‪سمير نشار‬ سمير نشار

محمد كريشان: تتصاعد حدة القتال في سوريا حيث اقترب من مناطق حيوية في العاصمة دمشق مثل المطار والقصر الرئاسي، واشتد كذلك في حمص وحماه، سياسيا أكدت روسيا أنها لا تستطيع إقناع الأسد بالتنحي وان الصراع لن يحسم عسكريا..

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: الدلالات العسكرية لاقتراب القتال بين الجيشين النظامي والحر من مناطق حيوية في العاصمة دمشق؟ والمغزى السياسي لتصريحات موسكو حيث تبدو متناقضة مع مواقف صدرت عنها الأسبوع الماضي؟

السلام عليكم، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتصارا عسكريا لأي من طرفي الصراع في سوريا مؤكدا أن روسيا والصين لا يمكنهما إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، يعد هذا الموقف الروسي متعارضا مع تصريحات لمبعوث الكريملين إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي قال فيها أن المعارضة قد تنتصر على الأسد، عسكريا تشتد سخونة المعارك العسكرية على أكثر من جبهة.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: يشهد هذا الخراب بعنف المعارك الدائرة في بعض الإحياء الدمشقية، مناطق من العاصمة السورية باتت مسرحا لمواجهات شرسة بين مقاتلي الجيشين النظامي والحر وصلت بحسب آخر الأخبار الواردة من هناك إلى محيط القصر الرئاسي بعد أن حمى وطيسها في منطقة دمر عند حاجزي جبل قاسيون واللواء 105 بات إذن بوسع الرئيس السوري بشار الأسد أن يشهد عن قرب ربما واحدة من اخطر تبعات النهج الذي اختاره لمجابهة الاحتجاجات المطالبة بتنحيه عن الحكم، ما كان في مرحلة ما بعض المظاهر المسلحة التي آلت على نفسها حماية المتظاهرين العزل تحولت إلى جهد عسكري منظم يشتبك مع الجيش النظامي في طول سوريا وعرضها قادرا على إصابة بنية النظام في مقاتل لعل أكثرها حساسية المقر الرئاسي بما يحمله من رمزية لا تخطئها عين الحصيف، ولعل الأسد المستغرق في الأوضاع الأمنية المتفاقمة تحت حكمه تصله تقارير عسكرية وإعلامية تتحدث عن سقوط عدد من معاقل جيشه تحت وطأة هجمات الجيش السوري الحر آخرها السيطرة على الفوج 81 في المليحة بغوطة دمشق وكذلك السيطرة على كتيبة الإشارة في دير بعلبة، لكنه وهو الذي قلما يظهر إعلاميا ليعلق على مثل هذه التطورات الهامة ترك مهمة الرد لطائراته التي دأبت على مهاجمة معاقل معارضيه وحاضناتهم المزدحمة بالمدنيين، ولإعلامه الذي وصف انجازات المعارضة بفرقعات إعلامية لا قيمة إستراتيجية لها، لن ينتصر احد من طرفي الصراع قناعة بدت واضحة في آخر تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استبعد فيها أن تمارس موسكو أي ضغوط على الأسد لإجباره على التنحي نافيا أن تكون بلاده والصين  ملاذين مفترضين للرئيس السوري في حال أجبرته تطورات المعارك على التفكير في الرحيل من بلاده. أطروحات كرست جدلا روسيا أميركيا غربيا محوره مستقبل الوضع في سوريا ليس احد يدري هل سينتهي بوقف المحرقة السورية أم أن التطورات الميدانية هي من سينهيه فارضة على الجميع مرحلة جديدة كليا..

[نهاية التقرير]

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة هنا في الأستوديو اللواء فايز الدويري الخبير في الشؤون العسكرية، ومن موسكو الكاتب والباحث الأكاديمي ليونيد سوكيانين، ومن اسطنبول سمير نشار عضو الائتلاف الوطني السوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، أهلا بضيوفنا جميعا نبدأ هنا بالأستوديو باللواء فايز الدويري ما تقييمكم لمجمل التطورات الآن خاصة العسكرية اقصد خاصة في العاصمة دمشق؟

فايز الدويري: في الواقع أخ محمد ما يجري في دمشق هو جزء من كل، هناك تصعيد فوق الجغرافيا السورية كاملة بدءا من دير الزور إلى الرقة إلى حلب إلى حماه إلى إدلب حتى حمص المحاصرة إلى درعا ومن ثم إلى دمشق، ولكن بما أن السؤال يتمحور حول دمشق وهي مركز الثقل السياسي ومكان القيادة السياسية والعسكرية. دمشق في الواقع هي الآن محاطة بنطاق يبدأ من دوما في الشمال الشرقي إلى دير العصافير في الجنوب الغربي وانتهاء بالجنوب الغربي، هذا الطوق تقريبا شبه ممسوك إلى درجة ما وتحت سيطرة معقولة من قوات الجيش الحر، بقي من خلال الدائرة الكاملة للإغلاق على دمشق بصورة كاملة يمكن بحدود 80 إلى 90 درجة من اصل360 درجة اللي هي من منطقة دوما إلى جبل قاسيون، عندما تنتقل المعارك تتجاوز منطقة المزة إلى دوما والى بداية جبل قاسيون هذه لها دلالاتها في بعدها الميداني وفي البعد العملياتي والاستراتيجي، في البعد الميداني هناك إخفاقات متتالية لقوات النظام في إدارة معاركها واقتصر دورها على رد الفعل، أينما تتحرك القوات المعارضة المسلحة يبدأ رد الفعل ولكن لا يوجد زمام مبادأة وهذا يعني في العلم العسكري فقدان القيادة والسيطرة وهي مفاتيح النصر، في المقابل في البعد الاستراتيجي إذا تحدثنا عنه إذا أردنا أن نتحدث عن المعركة المستقبلية لمدينة دمشق فنحن نتحدث عن المعركة الحاسمة النهائية، هذه المعركة لا يمكن أن تحسم من قبل الثوار إلا ضمن معطيات أساسية أهمها تطويق العاصمة كليا وقطع التواصل مع العمق الاستراتيجي في منطقة حمص ومرورا إلى اللاذقية والقرداحة، الآن السيطرة على الحاجز قاسيون واللواء 105 هو تحقيق موطئ قدم لكن هذا غير كافي ولا بد من التمسك بالأرض وتطويق المنطقة واحتلالها لأن فيها فائدة تعبوية توجد العديد من مواقع الأسلحة الثقيلة ذات المدايات النارية البعيدة التي تقصف الغوطة والأحياء الجنوبية من دمشق..

محمد كريشان: على ذكر موطئ القدم سيد سمير نشار في اسطنبول اقتراب المعارك من مطار دمشق ومن القصر الرئاسي حسب بعض المصادر هل له معني معين برأيكم؟

سمير نشار: اعتقد أن هالقلق وهذه المعلومات التي وصلت إلى الحكومة الروسية هي السبب في التصريحات التي أدلى بها السيد بوغدانوف وانه يتوقع أن النظام السوري ممكن أن ينهار وان المعارضة ممكن أن تنجح في إسقاط بشار الأسد عسكريا، هذا الموقف التي نقلته دوائر الاستخبارات والتي أكدت أن هناك تحولا في موازين القوى العسكري على الواقع في الأرض وخاصة في أهم مدينتين دمشق و حلب هو مبعث قلق الموقف والتحول ليس فقط قلق، قلق وتحول في الموقف الروسي الذي تخلي عن مطلب بقاء بشار الأسد بالسلطة، من هنا نرى أن اجتماع دبلن الذي جرى بين السيد لافروف والسيدة كلينتون والاجتماع التالي بعد عدة أيام بين السيد بوغدانوف والسيد وليام بيرنز وكلاهما وكلا الاجتماعين بحضور السيد الأخضر الإبراهيمي هذا يعكس برأيي أن هناك تحولا ما سياسيا في الموقف الروسي مما أدى إلى أن السيد..

معركة دمشق المفصلية

محمد كريشان: اسمح لي فقط سيد نشار الموقف الروسي سنتناوله بتفصيل أكثر بعد الفاصل كمحور ثاني في الحلقة بعد إذنك، الآن على صعيد الوضع الميداني والأمور مترابطة بطبيعة الحال هل تعتقد بان المعارك في دمشق الآن فعلا معارك مفصلية إن جاز التعبير..

سمير نشار: بالتأكيد، بالتأكيد أنها معارك مفصلية وان كانت لا تزال هي معركة طويلة و لكن أدت وتعطي مؤشرات بأن النظام حوصر في دمشق وان النظام مهما طالت مقاومته ولكن قطعاته وقوات النظام تعاني من حالة تفكك ومن حالة انهيار في الروح المعنوية، وهناك خشية من أن تتداعي الحالة لدى اغلب القطعات العسكرية المحيطة بدمشق وبالتالي يطرأ تحول دراماتيكي في دمشق يؤدي إلى انهيار مفاجئ للنظام في دمشق وهذا مبعث قلق روسيا في التحول السياسي وسعيها إلى إيجاد تسوية سياسية قبل أن يسبق الحل العسكري التسوية السياسية..

محمد كريشان: على ذكر روسيا اسمح لي سيد نشار لنرى السيد ليونيد سوكيانين كيف هي الصورة في موسكو عندما يتعلق الأمر بتقدير وتقييم الوضع العسكري الميداني خاصة في دمشق هذه الأيام؟

ليونيد سوكيانين: طبعا فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة على الساحة على الأرض في سوريا من الناحية العسكرية فطبعا الموقف الروسي يعكس هذه التطورات، حتى التعابير والتصريحات التي أدلي بها قبل أسبوع تقريبا نائب وزير الخارجة الروسي بوغدانوف قائلا بان روسيا لا تستبعد الفوز العسكري للمعارضة، وتعترف بأن النظام السوري يفقد سيطرته تدريجيا في الأراضي السورية وروسيا لا تستبعد للأسف هو قال ذلك وشدد على هذه العبارة، وللأسف قد تفوز المعارضة العسكرية على النظام في سوريا، ولكن هذا في نظر روسيا ليس نهاية القضية ولكن التغيير المبدئي والنوعي في المنطقة ولكن هذه النقلة النوعية لا تجيب عن السؤال المحوري: ما هو المستقبل السياسي لسوريا؟ وما هي تقريبا الآفاق السياسية التي نتوقعها وكيفية الاستقرار؟ لأن نهاية الحرب لا تعني إقامة الاستقرار السياسي في هذه المنطقة، وبالنسبة لروسيا هذا أهم من فوز أي طرف من طرفي النزاع..

محمد كريشان: هو على كل تصريحات بوغدانوف كانت الأسبوع الماضي ولكن ما لفت الانتباه هذه المرة تصريحات جديدة لسيرغي لافروف يقول فيها بان الرئيس السوري لا يعتزم ولا ينوي الرحيل وأن أي تسوية سياسية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التنازل عن أي شروط مسبقة بما في ذلك المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، هذا تطور جديد سنحاول أن نغوص فيه أكثر بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا..

[فاصل  إعلاني]

بوغدانوف الصندوق الأسود لبوتين

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد، ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نخصصها للأوضاع في سوريا سواء الميدانية في العاصمة أو الموقف الروسي مما يجري هناك، سيد فايز الدويري تصريحات سيرغي لافروف في رحلة العودة من بروكسل إلى موسكو لعدد من الصحفيين بدت وكأنها تناقض ما قاله بوغدانوف في الأسبوع الماضي في تمسك بأن بشار الأسد لن يذهب، روسيا غير معنية في مصيره أن يأتي إليها ولا حتى الصين وأن أي تسوية سياسية لا يمكن أن نسقط منها بشار الأسد لأنه لا ينوي ولا يعتزم الرحيل.. كيف تفهم هذه التصريحات؟

فايز الدويري: في الواقع إذا عدنا إلى تصريحات لافروف في الأشهر الماضية وقارناها بتصريحات نائبه بوغدانوف نجد أن دائما هناك تعارض ويعاد إصدار تصريح جديد بأن بوغدانوف لم يقصد ذلك ولم يقصد.. هناك بعض الإشارات التي تدل على أن بوغدانوف هو الصندوق الأسود للرئيس بوتين وهو الأكثر ولاء وقربا منه، وبالتالي هو الذي يملك الحقيقة أكثر مما يملكها لافروف، هكذا أشارت بعض التقارير إنما أنا أقرأ تصريحات وزير الخارجية في أكثر من بعد، البعد الأول أنا أقرأ بها كأن روسيا تريد أن تقول للعالم نحن أمضينا عشرين شهرا في موقف محدد نتحدث عن مصالحة، نتحدث عن اجتماع الأطراف حول طاولة معينة وفي النهاية طالبتم برحيل بشار الأسد، نحن لا نستطيع أن نرغمه على ذلك وبالتالي هي تبحث عن إخراج نفسها من الأزمة السورية وتبحث عن دور مستقبلي لها مقبول من الثورة السورية.. إذن هو يناور في هذا الكلام من أجل مصالح روسيا على حساب الدم السوري، ولكن هناك عدة مقاربات حدثت خلال الأسبوعين الماضيين أخ محمد، أولا اجتماع بوغدانوف مع نائب وزير الدفاع الأميركي والحديث الذي رشح عن ذلك على شكل مبادرة السيد الأخضر الإبراهيمي وهي تعتبر جنيف رقم 2 وهي تتحدث بصراحة عن احتمالين: الاحتمال الأول سيحملها الأخضر الإبراهيمي إما على بشار الأسد أن يساهم في إنشاء حكومة انتقالية ذات صلاحيات موسعة وبعدها يستقيل، مقابل هذا الاشتراك لديه الحصانة الدولية كما حصل للرئيس علي عبد الله صالح، والاحتمال الآخر إذا رفض أن تكون على صيغة إنذار بأنه ستشكل الحكومة بدون مشاركته ولا يحصل على الحصانة الدولية، إذن هناك تقاطعات دولية كثيرة لنربطها مع تصريحات نائب الرئيس اللي هو السوري فاروق الشرع والذي لا يمكن أن يتحدث إلا بموافقة الأجهزة الأمنية واجتماع بوتين-أردوغان الذي طرح فيه أردوغان أن على الرئيس السوري أن يشكل حكومة ويستقيل خلال ثلاثة أشهر..

محمد كريشان: سيد سوكيانين هل هذا التحليل هو السائد الآن في موسكو؟

ليونيد سوكيانين: هنالك أكثر من رأي في موسكو، هنالك تفاوت في التقييمات والأقاويل والتصريحات والدراسات وما يكتب وينشر في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، هنالك تفاوت شاسع في الآراء وطبعا هنالك من يتمسك بهذا الرأي الذي تفضل به الزميل المشارك في هذا الحوار إلى جانب وجود الآراء الأخرى وعلى هذا الأساس.. إما بالنسبة للموقف الرسمي الروسي فأنا خلافا لي السيد الكريم لا أرى تناقضا مبدئيا في هذه التصريحات، هذه التصريحات إذا دلت على شيء فتدل أن روسيا تتابع الأوضاع في سوريا وتغير تقييمها على ضوء التغييرات في المنطقة نفسها والاعتراف باحتمال الانتصار العسكري للمعارضة هذا هو الأمر الواقع، هذا هو التقييم الموضوعي الواقعي لما يحدث حاليا في سوريا ولكن في نظر روسيا هذا السيناريو ليس بالإيجابي وذلك لأن كل الانتصار لأي طرف على الطرف الآخر لن يؤدي إلى نهاية الحرب، بل ستؤدي إلى استمرار النزاع، ربما سيتحول هذا النزاع من حرب أهلية إلى حرب عصابات في المرحلة الأخرى، ولكن بدلا من ذلك كان في نظر روسيا بذل المزيد من الجهود لوقف إطلاق النار ووقف العنف وبذل الجهود لتنفيذ القرارات التي صدرت عن مؤتمر جنيف في شهر حزيران الماضي، إذا كانت كافة القوى الدولية تعمل في ذلك الاتجاه في نظر روسيا هذا سيكون أفضل بكثير مما يحدث حاليا في سوريا..

محمد كريشان: ولكن الإشارات تبدو متناقضة، كلام لبوغدانوف، كلام لبوتين، كلام لسيرغي لافروف سيد نشار هل هذا الكم من التصريحات هز نوعا ما من تصوركم عن طبيعة الموقف الروسي وإمكانية التأثير فيما يجري في سوريا ؟

سمير نشار: السيد بوتين أشار بوضوح انه لم يعد يهتم بمصير بشار الأسد ولا بنظامه، انه يفكر في مرحلة ما بعد بشار الأسد هذا تصريحه بكل وضوح، هذا يعكس تحولا حقيقيا في الموقف الروسي، اليوم الأخضر الإبراهيمي ينتظر في القاهرة تحديد موعد من بشار الأسد وبشار الأسد يتعمد عدم إعطائه موعدا قريبا لأنه يعرف فحوى الرسالة التي سوف ينقلها الأخضر الإبراهيمي وهي التي تعرض عليه خيارات يرفضها ويجد فيها صعوبة في أنها سوف تنهي دوره و تزيله من المشهد السياسي في سوريا، لاشك أن روسيا لم تعد متمسكة ببشار الأسد ولذلك السيد الإبراهيمي..

محمد كريشان: عفوا يعني حتى بعد تصريحات لافروف التي يقول فيها بأنه لا يعتزم ولا ينوي مش فقط لا يعتزم لا ينوي الرحيل وأن أيضا أي تسوية سياسية يجب أن تبقي على أن الشرط المسبق الخاص بذهاب الأسد يجب أن يسقط..

سمير نشار: أنا اعتقد أن هذه التصريحات هي عبارة عن تحسين شروط التفاوض، شروط التفاوض سوف تبدأ في دمشق، هذه الإشارات التي يرسلها السيد لافروف أنا اعتقد أنها لتحسين موقع بشار الأسد في مفاوضاته مع السيد الأخضر الإبراهيمي، أنا لا يمكن أن آخذ تصريحات السيد لافروف على محمل الجد وانس تصريحات السيد بوتين الذي هو رئيس الجمهورية في روسيا الاتحادية، السيد بوتين هو من يقرر أولا وأخيرا، السيد بوتين قال انه لم يعد مهتما لا بالنظام السوري ولا بمصير رئيسه، ليس المهم أين يذهب بشار الأسد ولكن الرسالة أن بشار الأسد انتهى دوره، وإقناعه في التخلي هذا يعتمد على بشار الأسد ليقرأ الموقف بعد تخلي روسيا عنه، وبالتالي أن الصين سوف تتخلى عنه وبالتالي ربما يكون هناك إعادة تموضع للموقف الإيراني أيضا، على من سوف يعتمد بشار الأسد في بقائه في السلطة في ظل تقهقر قواته وتفككها في دمشق وفي باقي المحافظات السورية؟ هذا ما تقوله جميع المعلومات الاستخباراتية.

محمد كريشان: يعني عفوا لنرى ما إذا كان السيد سوكيانين يعتبر فعلا بأن تصريحات لافروف هي من باب تحسين شروط الوضع الخاص ببشار الأسد..

ليونيد سوكيانين: أنا شخصيا لا اعتقد ذلك ليس هنالك أي مساومة يعني حول شخصية بشار الأسد ومستقبله السياسي كإنسان أو كرئيس أو كرجل سياسي، لا اعتقد ذلك، روسيا دائما ولا تزال الآن على وجه التحديد وعلى ضوء التطورات الأخيرة تركز على ضرورة إيجاد المخرج الذي يستجيب لمصالح الشعب السوري ويؤمن المستقبل المستقر للشعب السوري ولأهل المنطقة بالكامل، وفي نظر روسيا كل السيناريوهات التي تتمثل في العنف واستعمال القوة العسكرية من قبل النظام أو قبل المعارضة لن تؤدي إلى الاستقرار السياسي في سوريا ولن تضع حدا لإراقة الدم في سوريا، هل هنالك من يعتقد جديا انه إذا سقط النظام ففي نفس اللحظة سيتنهي كل الاقتتال والعنف والمذابح والمجازر في سوريا؟ هل هنالك من يمكن أن يقدم الضمانات لذلك؟ لا لا نعتقد ذلك وعلى هذا الأساس روسيا حاليا تهتم أكثر فأكثر بالمستقبل السياسي لسوريا بدلا من الاهتمام والمساومات وتحديد الشروط وغيرها لشخصية الرئيس أو النظام وغيرها، هذه قضية مهمة ولكن..

غموض الموقف الروسي

محمد كريشان: ولكن واضح أن المواقف الروسية كلما زادت كلما زاد الغموض وهنا اسأل في نهاية الحلقة اللواء فايز الدويري عما إذا كان الموقف الروسي يزداد غموضا وليس وضوحا..

فايز الدويري: هناك بعض التقارير تعقيبا على ما ذكره الزملاء، هناك بعض التقارير أشارت وتحدث عنها السيد أديب الشيشكلي بأن الرئيس السوري وافق من حيث المبدأ على الخروج من سوريا ضمن محددات، هذه المحددات قدم قائمة باسم 142 شخصية يخرجون معه ويحصلوا على نفس الضمانات الأمنية منهم 108 من القادة العسكريين والأمنيين الذين أصدروا أوامر القتل بحق الشعب السوري، إذن هناك في تضارب في التقارير وبالتالي هذا التضارب أنا أضعه من باب التمترس حول المرحلة التفاوضية، انه الآن يصرح يؤخر قدوم السيد الإبراهيمي ويصرح لافروف  بأنه لا يستطيع الضغط روسيا لا تستطيع الضغط..

محمد كريشان: حتى وإن طلبت منه روسيا والصين لن يذهب..

فايز الدويري: هذا الكلام يشبه التفاوض الإسرائيلي الحمساوي في الحرب الأخيرة على غزة، الكل يتشدد في مطالبه ليحصل على أكثر مكتسبات يمكن الحصول عليها، وبالتالي النظام هو مقتنع داخليا بأنه ساقط والمسالة مسالة وقت ويحاول أن يحقق بعض المكاسب..

محمد كريشان: شكرا جزيلا لك اللواء فايز الدويري الخبير في الشؤون العسكرية، نشكر أيضا نشكر ضيفينا أيضا من موسكو الكاتب والباحث الأكاديمي ليونيد سوكيانين، ومن اسطنبول سمير نشار عضو الائتلاف الوطني السوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، وبهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا بإذن الله قراءه جديدة فيما وراء خبر جديد، نستودعكم الله.