ما وراء الخبر

الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأبعادها

تسلط الحلقة الضوء على الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأبعادها ومدى تأثير حملة الاعتقالات على المصالحة الفلسطينية، وتجيب على التساؤلات التالية: ما الذي تريد إسرائيل تحقيقه بشنّ هذه الحملة الشرسة من الاعتقالات في الضفة الغربية؟
‪عبد القادر عياض‬ عبد القادر عياض
‪عبد القادر عياض‬ عبد القادر عياض
‪قدورة فارس‬ قدورة فارس
‪قدورة فارس‬ قدورة فارس
‪مشير المصري‬ مشير المصري
‪مشير المصري‬ مشير المصري
‪أحمد الطيبي‬ أحمد الطيبي
‪أحمد الطيبي‬ أحمد الطيبي

عبد القادر عياض: اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 28 من أعضاء حركة حماس بينهم خمسة من نوابها في المجلس التشريعي الفلسطيني، يأتي هذا في سياق حملة اعتقالات واسعة تشّنها إسرائيل بالصفة الغربية منذ منتصف الشهر الجاري شملت مئات المعتقلين من مختلف الفصائل.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسين: ما الذي تريد إسرائيل تحقيقه بشنّ هذه الحملة الشرسة من الاعتقالات في الضفة الغربية؟ وكيف يمكن أن تنعكس هذه الحملة على مسار المصالحة الفلسطينية في الظرف الراهن؟

في سياق تفسيرها لحملة الاعتقالات الشرسة التي أطلقتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إن هدف الحملة هو محاولة إعادة الهدوء إلى المنطقة، تفسير لا تتفق معه أطراف فلسطينية ربطت بين ما اعتبرته خيبة إسرائيلية في قطاع غزة وموجة الاعتقالات التي شملت حسب بعض المصادر مئات الفلسطينيين من مختلف الفصائل.

[ تقرير مسجل ]

نبيل الريحاني: لم يكد الجيش الإسرائيلي ينهي عملياته العسكرية في غزة نزولاً عند اتفاق التهدئة حتى كانت قواته في الضفة الغربية تكثّف من عمليات اعتقال بدأت سلفاً ضد النشطاء الفلسطينيين، معتقلون من مختلف الفصائل الفلسطينية بينهم نواب في المجلس التشريعي عن حركة حماس ألقى الجيش الإسرائيلي القبض عليهم قائلا أن تهمتهم الأساس تتمثل في القيام بأنشطة إرهابية وعنيفة في الضفة وإن اعتقالهم إنما يهدف إلى إعادة الهدوء في المنطقة، ربطت حماس هذه التطورات بما آلت إليه الأمور في غزة مؤكدة أن فشل تل أبيب في هجمتها على الحركة هناك جعلها تفكر في التغطية عليه باعتقالات تقول أنها لم ترعب الحركة ولن تستطيع إيقاف مسيرتها ولن تستطيع أن تعيد للجيش الإسرائيلي هيبة فقدها من وجهة نظر الحمساويين، قاومت غزة فتداعت لها الضفة بمسيرات المساندة وبدأ ملفتاً ارتفاع منسوب التضامن ليس فقط بين عامة الفلسطينيين وإنما كذلك بين قادة حركتي فتح وحماس بعد شهور من جمود جهود المصالحة بينهما، أوفد الرئيس محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث ليخطب في الغزيين بلغة افتقدوها منذ زمن بارك انتصارهم وأكد لهم أن هزيمة الاحتلال تمر حتماً بالوحدة بين قوى الشعب الفلسطيني، ربما كان من الممكن الحديث عن تحول نوعي في العلاقة بين فتح وحماس فالباب مفتوح على مصراعيه حاليا للوقوف عند المسافات القائمة بين حسابي الحقل والبيدر لدى طرفي المواجهة، احتفل الفلسطينيون بما اعتبروه نصرا لمقاومة واجهت عدوها المتفوق عدة وعتادا مواجهة الند للند أما في إسرائيل فقد اشتد الجدل بين من رمى الحملة العسكرية بالفشل الذريع واستطلاعات رأي أشارت إلى ارتفاع شعبية نتنياهو المقبل على انتخابات تشريعية وشيكة، مناسبة مفصلية في الساحة السياسية الإسرائيلية يدرك اليمين الإسرائيلي بمختلف تعبيراته أن أذن كثير من الناخبين تطرب لسماع أخبار الهجمات العسكرية والاعتقالات الواسعة فكان عامود السحاب في غزة وكانت الاعتقالات في الضفة الغربية تقول قراءات في مسار السياسية الإسرائيلية هذه الأيام.

[ نهاية التقرير ]

الحسابات والتقديرات الإسرائيلية

عبد القادر عياض: لمناقشة الموضوع معنا من رام الله قدورة فارس القيادي في حركة فتح ورئيس نادي الأسير الفلسطيني، ومن غزة مشير المصري القيادي في حركة حماس، كما نتوقع بعد قليل أن ينضم إلينا من القدس أحمد الطيبي رئيس كتلة الحركة العربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي وأبدأ بضيفي من رام الله السيد قدورة فارس عن الحسابات الإسرائيلية هذه الأيام وهي تقوم بكل هذه العمليات من الاعتقالات في الضفة الغربية.

قدورة فارس: أولاً الاعتقال واستمرار حملات الاعتقال يمثل مكوّن أساسي في إستراتيجية إسرائيل وهي تخوض حرب استنزاف ضد الشعب الفلسطيني، ثانيا بعد انتهاء العدوان على غزة وبعد الانتصار الذي سجلته المقاومة إسرائيل فعلاً تداري خيبتها وتخاطب قطاعات يمينية متطرفة في المجتمع الإسرائيلي بأن في جعبتها المزيد للتنكيل في الشعب الفلسطيني وهي فاتورة انتخابية، الأمر الآخر وأظنه الأساسي هو في الجولة الأخيرة من الصراع مع الاحتلال بدا واضحاً أن الضفة الغربية لو استمرت هذه الحملة المجرمة على غزة ربما كانت ستكون هناك انتفاضة حقيقية لو قارنا بين عدوان 2008/2009 مع العدوان الأخير كانت وتيرة التفاعل الفلسطيني في الضفة الغربية وفي القدس أفضل بكثير من المرحلة الأولى ولذلك إسرائيل قلقة فعلا من أن يؤدي ذلك إلى انتفاضة جديدة في الضفة الغربية وفي القدس وتعتقد أن حملة الاعتقالات يمكن أن تدرأ عنها خطر كهذا.

عبد القادر عياض: السيد مشير المصري في غزة، ماذا عنكم أنتم في حماس كيف تنظرون إلى هذه الاعتقالات خاصة وأنها تشمل مختلف الفصائل الفلسطينية؟

مشير المصري: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية لك ولضيفك ولجميع المشاهدين أعتقد أن الهدف من وراء هذه الاعتقالات التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وخاصة بعد الانتصار التي حققته المقاومة في غزة هي محاولة صهيونية لترميم هزيمته وتحسين صورته وأيضا لصناعة نصر موهوم ومصطنع بعد أن فشل العدو الصهيوني في تحقيقه في قطاع غزة ورضخ لشروط المقاومة يحاول أن يتعنتر على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وبخاصة القيادات ومنهم نواب حركة حماس في الضفة الغربية والعديد من الفصائل الفلسطينية، وثالثا هي محاولة صهيونية لإرباك الساحة الفلسطينية ولخلط الأوراق فيها والخشية من أن تتوحد الضفة الغربية في ميدان مواجهة العدو الصهيوني كما توحدت غزة في إدارة المعركة في حجارة السجيل وحققت الانتصار وأفشلت أهداف العدو الصهيوني.

عبد القادر عياض: سيد قدورة فارس لطالما كانت هناك محاولات لتكريس الصورة التالية أن ما يجري في غزة لا علاقة له بما يجري في الضفة الغربية، ما جرى هذه المرة في غزة وهذه الحملة من الاعتقالات الشرسة كما ذكرت في مختلف الفصائل الفلسطينية ما الذي أضافته للمشهد الفلسطيني؟

قدورة فارس: نحن نعلم ولا نريد أن يكون سلوك الاحتلال العدواني بحق الشعب الفلسطيني يعلمنا بأننا شعب واحد، إسرائيل أرادت خلال السنوات الماضية يعني أن تجعل من الضفة الغربية والقدس كيان مختلف تماما عن الكيان القائم في قطاع غزة، الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من الحالة المأساوية في ظل الانقسام لم نفقد البوصلة وكلنا يعلم وأعتقد أن الخطاب الصادر عن مختلف القيادات في كل التنظيمات بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بإنهاء هذا العدوان الهمجي على قطاع غزة هو مؤشر على أن الشعب الفلسطيني لم يضلّ طريقه ولم يفقد بوصلته نحو أهدافه الوطنية بشكل عام وأن الرافعة الأساسية لتحقيق الانتصار على الاحتلال وإقامة الدولة هي الوحدة، أرجو أن تستثمر حالة التفاني والارتقاء التي تمت على الصعيد الروحي والفكري والمعنوي أن تستثمر في تحقيق إنجاز مُلح وضروري هو وضع آليات لتنفيذ ما اتُفق عليه بشأن المصالحة الوطنية والتوصل إلى إستراتيجية عمل فلسطينية واحدة موحدة.

مدى تأثير حملة الاعتقالات على المصالحة الفلسطينية

عبد القادر عياض: هذا هو محورنا الثاني في هذه الحلقة من ما وراء الخبر عن العلاقة بين ما يجري وبين هذا المشروع وهذا الدافع نحو الحديث وهل توفرت شروط المصالحة الفلسطينية قبل ذلك الآن جهز معنا ضيفنا من القدس سيد أحمد الطيبي رئيس كتلة الحركة العربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي، دكتور أحمد عن هذه الحملة من الاعتقالات الإسرائيلية في صفوف الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية كيف تراها؟

أحمد الطيبي: هي ليست مفاجئة هذا هو السلوك الإسرائيلي التقليدي خلال كل عدوان وبعد كل عدوان وأحياناً  قبل خطوات عدوانية من هذا القبيل، أيضاً في 2009 بعد العدوان كان في هناك حملة اعتقالات ولكن هذه المرة أعتقد أن شعور الإحباط الإسرائيلي من جهة وهناك من قدّر قرأ إمكانية وشعر بإمكانية التلاحم والتقارب الداخلي الفلسطيني وأراد أن يقطع الطريق عليها أراد أن يعطي إشارة لأنه لا أحد يتّهم هؤلاء النواب أو هؤلاء المعتقلين حتى من اعتقلهم من قوات الاحتلال لم يصدر أي بيان أن هؤلاء خططوا لما هم يسمونه إرهاب أو عمليات إرهابية إنها اعتقالات احتلالية وقائية لمنع إمكانية مثل هذا التقارب والمصالحة، هناك مصلحة لإسرائيل بأن لا تتم مثل هذه المصالحة ولذلك نحن نقول أنه إذا كان تفسيرنا هو هذا وإذا كان هذا هو الدافع الإسرائيلي لقطع الطريق على ترجمة ما أسماه أخي قدورة هذا التلاحم والتناغم الفلسطيني الداخلي إلى وحدة إلى إنجاز نوع أو حد أدنى من الوحدة مش بس الكلامية وحدة حقيقية لماذا لا نتحدى هذا الاحتلال ونتحدى الذات الفلسطينية المنقسمة ونكمل هذا المشوار بالطريق إلى تنفيذ هذه الوحدة.

عبد القادر عياض: دكتور أحمد في ظل ما وصفته الآن، في ظل هذا المناخ الإيجابي فيما يتعلق بالمناخ الفلسطيني الفلسطيني تحديداً هل توفرت شروط بناء قاعدة للتوافق الفلسطيني برأيك؟

أحمد الطيبي: هذه القاعدة موجودة من زمان كما يقال وأنا كممثل لفلسطينيي 1948 وكمن يشعر بالحزن والإحباط والغضب وأحيانا اسمحوا لي الإخوان الخجل من حالة الانقسام الفلسطينية لا أرى سبباً مقنعاً لعدم التوصل بعد أن تم توقيع اتفاق مصالحة 1 و2 و3 و4 يكفي بمعنى أن الظروف مهيأة، التصريحات بهذا الاتجاه، الشارع جاهز مطالب بهذه الخطوات والتحدي الكبير عدا عن الانقسام للطرفين للفصيلين لفتح وحماس هو الاحتلال أنظر ماذا يجري يعني وهذا العدوان على شعبنا هو خير دليل على ذلك.

عبد القادر عياض: بالإشارة إلى الاحتلال دكتور أحمد إن كان الهدف الإسرائيلي من هذه الاعتقالات الشرسة هو الوقوف أو خلط الأوراق أمام أي محاولة للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، هل باعتقادك أثمرت شيء أو أثمر شيء أو نجح الاحتلال في هذه الخطوة؟

أحمد الطيبي: لا، هذه خطوات لا تمنع شعوب ولا تمنع قيادات مخلصة من التوصل إلى اتفاق، السبب الثاني ويجب أن نقوله هي عملية انتقامية هي انتقام من حركة حماس، يعني الإحباط السياسي ما بعد انتهاء العدوان يؤدي إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات مثل التنكيل بالناس على الحواجز مثل اعتقال قيادات حماس أعضاء المجلس التشريعي هذه خطوات انتقامية وهي خطوات تافهة صغيرة مع ردنا الكامل بحجم الشعوب هي خطوات تافهة من المحتل يجب أن لا تكون بمستوى منع كما تفضلت إمكانية منع التوصل إلى اتفاق وإلى وحدة، الرد الأقوى على نتنياهو وباراك وليبرمان هؤلاء الذين خرجوا في هذا العدوان اللي أنا سمّيته حرب سلامة الصندوق صندوق الاقتراع القصد عندما كان الدم الفلسطيني وقوداً في هذه الحملة الانتخابية هو هذا التلاحم، هل ترتقي الفصائل الفلسطينية إلى هذا المستوى؟  

عبد القادر عياض: عن هذا التلاحم دكتور أحمد وقوفا عند الجزء الثاني من الحلقة سوف نتناول هل توفرت الشروط في ظل كل هذه المتغيرات الإقليمية والدولية والإشارات الإيجابية الصادرة سواء من قطاع غزة أو من الضفة الغربية للوصول إلى مصالحة فلسطينية  فلسطينية حقيقية؟ بعد الفاصل.

[ فاصل إعلاني]

العوامل المساعدة لتحقيق الوحدة الفلسطينية الفلسطينية

عبد القادر عياض: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي نتناول فيها دوافع حملة الاعتقالات التي تشنها إسرائيل في الضفة الغربية وانعكاساتها المحتملة على التقارب بين الفلسطينيين وأجدد التحية بضيوفي في غزة ورام الله وكذلك في القدس، أتوجه إلى غزة حيث يوجد مشير المصري القيادي في حركة حماس سيد مشير باعتقادكم هل الآن توفرت عوامل أن تكون هناك وحدة فلسطينية فلسطينية حقيقة تختلف عن كل ما جرى من قبل؟

مشير المصري: أنا أعتقد أن الفرصة الآن سانحة بالتأكيد على وحدة الدم والهدف والمصير الذي تلاحم فيه الشعب الفلسطيني، حالة الوحدة التي ربما كانت غير مسبوقة في قطاع غزة سواء في الميدان في إدارة المعركة مع العدو الصهيوني أو الحالة السياسية تسابق الأيدي السياسية ربما لأول مرة وهي تعلن هذا الانتصار، وثانيا النفير العام الذي كانت الضفة الغربية نصرة لغزة وكان خشية الاحتلال بأن يتحول هذا النفير إلى انتفاضة وإلى بداية معركة ومقاومة على العدو الصهيوني، والنقطة الثالثة أعتقد المظلة العربية آمنة الآن في مصر وبخاصة بعد أن تحولت مصر إلى مصر الثورة ومصر الجديدة وبالتالي يمكن أن نذهب ونحن مطمئنون إلى رعاية متوازنة ورعاية آمنة لموضوع المصالحة ونعتقد أن الرد الأبلغ على هذه الحرب الصهيونية ضد قطاع غزة وهذه الاعتقالات في الضفة الغربية هو المسارعة نحو المصالحة وعلى الخيار الذي توحّد عليه الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق وهو خيار المقاومة، خيار الصمود والتحدي، خيار التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية لأن ما دون ذلك هو محل خلاف، لكن أعتقد أن المقاومة والحقوق والثوابت هي محل إجماع فلسطيني وعلى هذا الأساس يمكن أن نتوحد وأن نشكل القاعدة الصلبة التي يستند إليها كل فلسطيني.

عبد القادر عياض: ولكن قبل كل شيء هذه عوامل كانت أغلبها دائما موجودة والقضية الفلسطينية عمرها من عمر الدهر، ما الذي اختلف هذه المرة حتى يصبح هذا الكلام له وقعه وليس مجرد انطباع إيجابي نتيجة ظروف إيجابية سيزول مع أول محك بين الطرفين؟

مشير المصري: أنا أعتقد أخي الكريم بأن حالة الانسجام وحالة الوفاق اليوم أمام مواجهة العدو الصهيوني الذي يستهدف الكل الفلسطيني الآن هي حالة اليوم تعززت وترسخت من خلال وقوف قطاع غزة مع الضفة الغربية وهكذا العكس وهذه اللحمة التي ربما في معركة الفرقان وفي حرب عام 2008 /2009 لم تكن بهذا الشكل وهذا بالتأكيد ألقى بظلال إيجابية ما بين غزة والضفة الغربية وبخاصة بين حركتي حماس وفتح وأعتقد أنه من المفترض أن إذا توكل الأخوة المصريون كما وعدوا بأن يدعوا إلى جولة جديدة من الحوار الفلسطيني وأعتقد أن المطلوب هو مواجهة الفيتو الأميركي والصهيوني الرافض للمصالحة، الاحتلال لم يرق له هذا التقارب بين غزة والضفة الغربية وهذا النفير المشترك والمواجهة المشتركة للعدو الصهيوني وبالتالي حاول أن يضرب هذه الوحدة وهذا التقارب والرد الأبلغ على ذلك هو أن نكسر هذا الفيتو الرافض للمصالحة وكذلك التهديد الأميركي للتقارب في المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح.

عبد القادر عياض: سيد قدورة فارس بعض التحاليل تذهب إلى الآتي، هناك فعلاً مناخ إيجابي فلسطيني فلسطيني وتغير على المستوى الإقليمي وكذلك المستوى الدولي ولكن ستتدعم هذه الإيجابية بذهاب الرئيس الفلسطيني إلى الأمم المتحدة والمطالبة بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة أو بصفة في الأمم المتحدة إلى أي مدى هذا التحليل دقيق في الربط بإحداث انتصار آخر بانتصار للجارة في غزة وبالتالي تكون هناك قاعدة جيدة للحوار الفلسطيني الفلسطيني؟

قدورة فارس: نعم هذا صحيح ويعني لعل الأخوة في حركة حماس اعتمدوا في الآونة الأخيرة وتحديدا بعد انتصار المقاومة الأخير اعتمدوا خطابا جديداً بشأن التوجه إلى الأمم المتحدة وهم يروا كما نرى نحن أن الأمم المتحدة هي جبهة أخرى يخوض فيها الشعب الفلسطيني معركة في مواجهة الاحتلال، كما يعلم الجميع إسرائيل استخدمت كل طاقتها وسخّرت كل إمكانياتها من أجل ممارسة ضغط على القيادة الفلسطينية حتى لا تواصل مسعاها وكذلك الولايات المتحدة عبّرت عن موقف متماثل تماما مع موقف إسرائيل، وبالتالي نحن في جبهة المواجهة الميدانية على الأرض كنا معا، في جبهة العمل السياسي يجب أن نكون معا خطابنا وحوارنا يفترض أن يرتقي لمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني وإضافة إلى ذلك هناك مناخ عربي اتفق مع الأخ مشير أن المتغيرات حولنا ستكون عامل حاسم وإيجابي نحو إنجاز المصالحة إن شاء الله يتحقق إنجاز إضافي خلال الفترة القريبة المقبلة ليتبعه الإنجاز الكبير الذي ينتظره الشعب الفلسطيني، وأنا أعتقد بأننا يجب أن لا نغرق في تفاصيل القضايا المختلف عليها يهمنا الآن التوافق على برنامج سياسي وكفاحي والبدء ببعض الخطوات في القضايا الأساسية تنفيذها لندخل في طريق ذي اتجاه واحد لا يمكن العودة منه وهو الوصول في نهاية المطاف إلى المصالحة.

عبد القادر عياض: دكتور أحمد ماذا عن الجانب الإسرائيلي عندما نتكلم عن أي  سعي عن توفير أي شروط أو ظروف من أجل مصالحة فلسطينية فلسطينية ماذا عن الجانب الإسرائيلي في ذلك؟

أحمد الطيبي: يعني أنا اليوم وأمس سمعنا في الإعلام تقديرات ومخاوف إسرائيلية من أوساط حكومية كبيرة من إنجاز هذه الوحدة، أنا أفهم الجانب الإسرائيلي الذي يتخوف لأنه يريد أن يبقى الجسم الفلسطيني منقسم ضعيف متفتت ولذلك سيضع العراقيل الواحد تلو الآخر، أعود وأكرر على ما تفضلت به من سؤال حول الدبلوماسية الفلسطينية كرافد هام الآن ما بعد انتهاء العدوان والإحباط الإسرائيلي من نتائج هذا العدوان، الدعم الفلسطيني لكل الفصائل والشارع لهذه الخطوة هو تقريبا كامل وأنا أريد أن أشيد فيما قاله الدكتور موسى أبو مرزوق قبل عدة أيام داعما لهذا التحرك وما قاله الأخوة في الجهاد الإسلامي أيضا وسائر الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير، إذن هناك إجماع على هذه الخطوة التي تجسد حق فلسطيني أساسي وهي التي يستهدفها الجانب الإسرائيلي تحديداً الفاشي ليبرمان الذي يصفها بأنها إرهاب دبلوماسي، على فكرة لا يوجد بالعلوم السياسية ولا بالعلاقات الدولية مثل هذا المصطلح هذا اصطلاح إسرائيلي غريب وتافه ولذلك أنا أقول كما توحّد الجهد الفلسطيني والدم الفلسطيني في غزة كل الفصائل دفعت الثمن، الشعب الفلسطيني دفع الثمن في عشرات من المدنيين الأبرياء نساء ورجال وشيوخ والفصائل الفلسطينية بكاملها دفعت الثمن إذن يجب أن يتوحدوا في دفع هذا الجهد الدبلوماسي في الأمم المتحدة الذي يقوده الرئيس الفلسطيني.

عبد القادر عياض: التوحد دكتور أحمد التوحد يحتاج أيضا إلى خطة إلى وجهة نظر تتواكب مع ما جرى من متغيرات وهنا أسأل ضيفي في غزة السيد مشير المصري بعد هذه الحالة من الفرحة والإحساس بالانتصار في غزة هل لكم تصور من أجل المضي بشكل واضح في مسألة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وعدم الوقوف كما ذكر ضيفي من رام الله السيد قدورة فارس في أو الاغالة أو التوغل في كيفية التفاصيل؟

مشير المصري: أنا أؤكد بأن الأولوية لدى حركة حماس في هذه المرحلة هي وحدة الشعب الفلسطيني باعتبار أن المصالحة في نظر حركة حماس هي خيار استراتيجي ولا بد منه وأن وحدة الموقف الفلسطيني هو الكفيل بالاختراق الدبلوماسي وهو الكفيل بمواجهة كل التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية وبالتالي الوحدة ينبغي أن تقدم على تحرك سواء داخلي أو خارجي، ومن هنا فإن نظرة حركة حماس للمصالحة هو أن نمضي وأن نسير باتجاه تطبيق ما تم الاتفاق عليه، لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد ولسنا بحاجة إلى جولات جديدة من الحوار الفلسطيني، ما تم التوقيع عليه في اتفاق القاهرة أعتقد أن كل الأطراف مطالبة أن تترجم وأن تطبق هذا الاتفاق على أرض الواقع وأن يرى النور دون الإغراق في هذه التفاصيل، المطلوب الشروع مباشرة بتشكيل حكومة  الوفاق الوطني الشروع مباشرة بأن تجلس الهيئة القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن نتوافق على إستراتيجية وطنية موحدة قائمة على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية ونحن نمتلك أوراق القوة وفي مقدمتها المقاومة تحت إجماع فلسطيني.

عبد القادر عياض: أشكرك من غزة مشير المصري القيادي في حركة حماس، كما أشكر ضيفي من رام الله قدورة فارس القيادي في حركة فتح ورئيس نادي الأسير الفلسطيني، وأشكر ضيفي من القدس الدكتور أحمد الطيبي رئيس كتلة الحركة العربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء بإذن الله.