الواقع العربي

قدرات إعلام تنظيم الدولة الإسلامية وأهدافه

تناولت الحلقة قدرات ووسائل الجهاز الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية، ومدى نجاحها في تحقيق أهداف التنظيم.

يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق، ويقدر عدد مقاتليه -بحسب بعض المصادر- بعشرات الآلاف، هذا فضلا عن مؤيدين لا يمكن حصرهم، لا يعبرون عن مناصرة التنظيم بالسلاح في ساحة المعركة بل في ساحات أو وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعود ذلك -بحسب بعض المحللين- إلى آلة إعلامية ضخمة يواجه بها التنظيم خصومه ويحشد من خلالها أنصاره في الوقت ذاته.

قضايا عادلة
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية لحلقة الجمعة 2/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" أن هناك تطورا في استخدام الجماعات المختلفة لوسائل الإعلام، وأوضح أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ استخدام هذه الوسائل مستفيدا من شبكة الإنترنت.

وأضاف أن هناك تنظيمات كثيرة بدأت في استخدام هذه الوسائط لنشر رسالتها الإعلامية بعد دخول وسائط أخرى مثل فيسبوك وتويتر باستخدام وسائل فائقة الدقة وتتمتع بجودة وإقان كبيرين.

وعن هدف التنظيم من نشر هذه الرسائل، قال أبو هنية إنه يريد أن ينشر أيديولوجيته التي تستند على تقديم التنظيم كدرع حامية للهوية السنية في العراق، ولا يكترث بالاتهامات التي توجه إليه، كما يسعى إلى تجنيد مقاتلين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى رسائل الترهيب الموجهة إلى العديد من الأطراف، وأشار إلى أن التنظيم يؤكد مصداقيته بتصوير الأحداث.

ورأى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أن التنظيم نجح في اللعب على بعض القضايا العادلة في المنطقة مثل الطائفية في العراق، والدمار الذي ألحقه نظام الرئيس السوري بشار الأسد ببلاده.

تمثيل السنة
ومن ناحيته، دعا الكاتب الصحفي ديفد هيرست الجميع إلى تذكر أن تنظيم الدولة صغير في حجمه، ويسعى لاستفزاز الغرب وأميركا وإخافتهما من خلال تصوير عمليات قطع الرؤوس، إضافة إلى بعث رسائل أيضا إلى المجموعات الجهادية الموالية للتنظيم في الغرب.

وقال هيرست إن التنظيم يستخدم وسائل الإعلام للهجوم على القاعدة وعلى طالبان، كما سبق للتنظيم اتهام قناة الجزيرة بأنها "قناة لمنافقين يعبرون بشكل جيد"، إضافة إلى مهاجمة بعض العلماء ووصفهم بصفات قبيحة.

وعن نجاح التنظيم في تجنيد مقاتلين من العديد من العواصم الغربية، قال هيرست إن التنظيم نجح في التواصل مع أقليات قليلة تستمع إليه، وأوضح أن مخابرات الدول الغربية تقوم الآن بمتابعة المسافرين للحؤول دون وصولهم إلى ميادين القتال.

واعتبر الكاتب الصحفي أن الإحساس بعدم وجود ممثل للسنة في العراق وسوريا أحد العوامل التي ساعدت التنظيم في تجنيد المقاتلين، إضافة إلى استخدام التنظيم وسائل التواصل لمخاطبة الشباب بشكل مباشر، ونجح في ذلك.

وأشار إلى أن الصورة الأساسية التي تصل للغرب تتمثل في مشاهد قطع الرؤوس، وأوضح أن الغرب يحاول أن يحارب تنظيم الدولة بنفس السلاح باعتماد سياسة القصف والتدمير، ولكنه لم يدرك بعد أن السنة ينبغي أن يكون لهم تمثيل في الحكومتين السورية والعراقية.