الواقع العربي

حال الشباب العربي بعد تراجع مدّ الثورات

ناقشت الحلقة واقع الشباب العربي وخياراته في مواجهة المتغيرات بمجتمعاتهم، في ظل عودة القوى التقليدية ومؤسسات الدولة العميقة بأدوات مختلفة إلى صدارة المشهد السياسي بأكثر من بلد عربي.

في أيام كهذه، انطلقت قبل أربع سنوات شرارة ثورات الشباب العربي من تونس لتنتقل إلى مصر واليمن وليبيا وسوريا، وأطاحت برؤساء وهزت أنظمة الحكم، لكنها لم تسقط القوى التقليدية ومؤسسات الدولة العميقة التي ظلت تقاوم حتى عادت بأدوات مختلفة إلى صدارة المشهد السياسي في أكثر من بلد عربي.

وقد تفرقت السبل بالشباب الثائر، فهناك من زُجّ به إلى المعتقلات، وهناك من بحث عن طريق للهجرة، وهناك من عزَف عن المشاركة التامة في أي عمل سياسي، وهناك من سار في ركاب السلطة القائمة.

أما من صمد على طريق الحلم بالعيش والحرية والحياة الكريمة، فيبدو أنه فقد الحاضنة الاجتماعية الداعمة له، على الأقل في الوقت الراهن.

حلقة الأربعاء (31/12/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت واقع الشباب العربي وخياراته في مواجهة المتغيرات التي تشهدها مجتمعاتهم.

مسار تاريخي
وقال المولدي لحمر أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة التونسية إن الثورات هي مسار تاريخي تبدأ بانتفاضات، وتفكك شرعية النظام القديم وتقضي وقتا طويلا في إعادة بناء شرعية جديدة.

وأكد أن الشباب لعب دورا مهما في الثورة التونسية، مضيفا أن هذه الفئة في كل العالم تقوم بالفعل على الأرض، لكنها غير متدربة على العمل ضمن مؤسسات سياسية لها قوانينها، علاوة على كونها مؤسسات تتطلب نفَسا طويلا.

وأوضح لحمر أن الثورة ليست جيلا ضد جيل آخر، لافتا إلى أن التحدي الحقيقي الماثل اليوم أمام الحكومة والرئيس الجديد في تونس هو وضع البلاد على الطريق الصحيح الذي يسمح للشباب بتحقيق أهدافه التي ثار من أجلها قبل أربع سنوات.

ومن العاصمة اليمنية، تحدث محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء وعضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في اليمن.

ثورة لم تكتمل
وبين في مستهل حديثه أن الثورة اليمنية لم تكتمل، باعتبار أنها لم تُحدث تغيرا جذريا في شتى مناحي الحياة، مشيرا إلى أن التركيز كله كان منصبا على رأس النظام دون سواه.

وذكر الظاهري أن ما حدث في اليمن يمكن تسميته ثورة من حيث الأهداف والتوقعات والشعارات، لكنها في واقع الأمر لم تصل مرحلة الثورة.

ورأى أن الطابع السلمي للثورة اليمنية مكّن القوى التقليدية ومؤسسات الدولة العميقة من استعادة قوتها وتصدر المشهد اليمني من جديد.

ونبّه أستاذ العلوم السياسية من مغبة محاصرة "حركات الإسلام المعتدل"، ولم يستبعد أن يؤدي سلوك من هذا القبيل إلى إحباط الشباب وانسداد أفقه، الأمر الذي قد يُنتج جماعات عنيفة راديكالية تلجأ إلى العنف.