عالم الجزيرة

مدينة الظل.. نيويورك تتحول لمأوى للمشردين

تسلط حلقة 11/10/2015 من برنامج “عالم الجزيرة” الضوء على الأسباب التي تقف وراء ظاهرة التشرد في نيويورك، حيث تشير الأرقام إلى ارتفاع عدد المشردين بشكل ملحوظ.

تعاني مدينة نيويورك الأميركية من أزمة مشردين تفاقمت على مدى عشرين عاماً، حيث وصلت أعداد المشردين الذين تؤويهم ملاجئ المدينة إلى الضعف تقريبا، ليبلغ عددهم العام الماضي ستين ألف مشرد في الليلة الواحدة.

حلقة 11/10/2015 من برنامج "عالم الجزيرة" سلطت الضوء على الأسباب التي تقف وراء ظاهرة التشرد في نيويورك.

في حي "برونكس" يوجد الملجأ الوحيد في المدينة لإيواء الأسر المشردة. ورغم أن أكثر من 70% من المشردين في ملاجئ نيويورك هم من الأسر التي تعول أطفالا، فإن الحصول على مكان في الداخل يحتاج إلى محاولات متكررة حتى يتم قبول الطلب.

جوانا ريس، سيدة تعيل أربعة أطفال صغار وتتقاضى تسعة دولارات في الساعة، تقول إنها المرة الأولى التي تسجل اسمها في ملاجئ المشردين. أما ميليسا ريفيرا (25 عاما) وتعول ثلاثة أطفال، فهي تعمل بائعة متجولة تطرق أبواب الزبائن، ولكنها بالكاد تُحصّل ما يقارب 400 دولار شهرياً.

ميليسا مشردة منذ نحو ثلاث سنوات، تنام هي وأطفالها الثلاثة في غرفة المعيشة في سكن شعبي يعود لجدتها.

من جهتها تعيش تاوانا ليتل في نيويورك منذ أن ولدت، ولكن منذ أكثر من عام طُردت هي وأطفالها من المنزل، فاضطروا للعيش في أحد ملاجئ المشردين. تاوانا كانت تستعين بأحد البرامج الحكومية الذي يساعدها في سداد الإيجار، وعندما رفع المالك قيمة الإيجار، انتهى الأمر بطردها من المنزل.

ولا تريد تاوانا أن يتشرد أطفالها كما تشردت هي عندما كانت في السادسة عشر من العمر.

باتريك ماركي هو واحد من طليعة المدافعين عن قضية المشردين في نيويورك، وبحسبه فإن المدينة يقع على عاتقها التزام بتوفير مأوى لكل شخص مشرد، ونتيجة لهذا التقليد الراسخ فإنها تملك أكبر نظام لملاجئ المشردين في الولايات المتحدة بأسرها.

وتدفع نيويورك أكثر من مليار دولار كل سنة فقط لخدمات الملاجئ والطوارئ للمشردين، كما تدير أكثر من 250 ملجأ للمشردين، ولكن رغم ذلك يتم رفض نصف أعداد الطلبات المقدمة من الأسر المشردة.

أسباب التشرد
ويرجع سبب التشرد في نيويورك إلى عدة عوامل، وبحسب السلطات الفدرالية: واحد من بين كل خمسة أشخاص من سكان نيويورك يعيش تحت خط الفقر، كما أن تكاليف السكن تواصل الارتفاع الجنوني، حيث ارتفع معدل إيجار السكن المتوسط (الطبقة الوسطى) بواقع 8.5%، في حين تراجع دخل الطبقة المتوسطة بنحو 7%.

ويضيف باتريك أن نيويورك ألغت جميع برامج الدعم الدائم للإسكان التي كانت وُضعت في الأصل لمساعدة الأسر المشردة والأطفال على الخروج من نظام ملاجئ المشردين، مما جعل عدد المشردين في الملاجئ يرتفع من 31 ألفا في الليلة الواحدة إلى 45 ألفاً.

ويرجع السبب الرئيسي وراء تشرد الأسر في نيويورك إلى الإخلاء القسري من منازلها، ففي عام 2012 تم إخلاء أكثر من ثُلث الأسر المتقدمة بطلبات للحصول على مأوى في ملاجئ المشردين إخلاء قصريا مباشرا.

وبحسب شانيكوا تشارلز التي تقطن في حي برونكس، فقد بلغ عدد الأفراد الذين خضعوا للإخلاء القسري في أنحاء مدينة نيويورك العام الماضي 33 ألفاً، وفي عام 2014 ارتفع العدد الإجمالي للأسر في ملاجئ الإيواء 13%.