عين الجزيرة

إلى أين تذهب بكين وواشنطن في عهد ترمب؟

سلط برنامج “عين الجزيرة” الضوء على مآلات العلاقات الأميركية الصينية في عهد الرئيس الأميركي ترمب، خصوصا مع زيارة أرفع دبلوماسي صيني إلى واشنطن.

تعتبر العلاقات الصينية الأميركية من أهم محركات العلاقات الدولية. وتراوحت تاريخيا بين الدفء والفتور في فترات كثيرة، وإن شابها التوتر منذ إعلان جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر/تشرين الأول 1949.

يؤكد الطرفان دائما على أهمية هذه العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن السياسة بقيت دائما مجال الاحتكاك دون وصوله إلى الصدام، والتهديد والتراجع.

كانت تايوان دائما مجالا للمزايدات السياسية الأميركية ووسيلة ضغط على الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة عام 1979 وقطع واشنطن علاقاتها بتايوان، والتزامها بسياسة صين واحدة.

ظلت أجواء التوتر منسية لعقود حتى جاء دونالد ترمب في ديسمبر/كانون الأول 2016 وقبل أن يدخل البيت الأبيض، فأشعلها مجددا بحديثه عن عدم التزامه بسياسة الصين الواحدة وتحدثه هاتفيا إلى رئيسة تايوان.

ورقة تايوان
لكن الزميل فادي منصور -متحدثا من واشنطن- يعيد التذكير بأن اللعب بورقة تايوان ليس جديدا، فقد سبق للرئيس الأسبق رونالد ريغان أن خاض انتخابات الرئاسة ضد جيمي كارتر على أساس تعزيز العلاقات مع تايوان، ثم تراجع بعد تسلمه الرئاسة.

الأمر ذاته -يضيف- حصل مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون بعد أحداث تياننمن في بكين ثم تراجع.

لا جديد مع ترمب، فقد غضبت الصين بشدة ولم تهدأ إلا بمكالمة هاتفية أخرى أجراها الرئيس الأميركي وتراجع فيها عن أقواله.

إذن ما الرسائل التي يوجهها ترمب إلى الصين؟

يقول فادي منصور إنها رسائل متناقضة. ففي حملته الانتخابية تعهد بفرض ضرائب جمركية على الصين، وأحاط نفسه بأشد المتطرفين ومنهم مستشاره للشؤون التجارية الذي يرى العلاقات بين القوتين صفرية. غير أن الإدارة ذاتها ستعين صديقا قديما للرئيس الصيني سفيرا لواشنطن في بكين.

تحسين شروط التفاوض
يخلص منصور إلى أن المبتغى من رفع سقف السياسة الأميركية تجاه الصين تحسين شروط التفاوض في المجال الاقتصادي، هذا المجال الذي يشكل الشاغل الأول لترمب.

حملت الأخبار الأخيرة تطورا مهما تمثل في زيارة عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيتشي أرفع دبلوماسي صيني إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس ترمب.

ويقول مدير مكتب الجزيرة في بكين عزت شحرور إن العلاقات منذ تطبيعها في السبعينيات وهي تخضع لمد وجز. غير أن القلق من سياسات ترمب ينبع من توقيتها في وقت تستعد الصين للمؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، ويستعد الرئيس شي جين بينغ لبسط نفوذه وقوته بشكل غير مسبوق منذ ماو تسي تونغ.

ويضيف أن بكين تخشى أي حركة أميركية تتطلب ردا من الرئيس الصيني خلال هذا التوقيت الحساس. ولهذا بدت الصين حريصة على عدم وصول التوتر مع واشنطن إلى مستوى يصعب استيعابه، فأرسلت جيتشي المضطلع برسم سياسة البلاد الخارجية.

أشار شحرور إلى ما تعتبره بكين تهديدا لأمنها القومي، كسعي أميركا لنشر منظومة صواريخ في كوريا الجنوبية، وملف بحر جنوب الصين وما تشكله كوريا الشمالية من صداع أميركي بل حتى للصينيين أنفسهم.

كل ذلك -كما يختم- ينتظر أن تستكمل مفاصله مع زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى بكين لمعرفة ماذا تريد أن تقول الإدارة الأميركية.