مؤتمر العنصرية يناقش موضوعا الاقليات و الاتجار بالبشر
منبر الجزيرة

العنصرية وأشكالها في المجتمعات العربية والغربية

تتناول الحلقة اتهامات العنصرية الموجهة إلى الغرب حيث التعصب والانحياز وسوء الظن فيما يتعلق بالقضايا العربية، أو إل العرب حيث التعصب على أساس العرق أو الدين أو اللون.

– عنصرية الغرب ودور النظريات والدول
– العنصرية تجاه الأجنبي وتجاه الأقليات
– العنصرية الاجتماعية والمالية في الدول العربية
– دور الأسرة وسبل التخلص من العنصرية

 منى سلمان
 منى سلمان

منى سلمان: أهلا بكم. العنصرية تهمة نوجهها غالبا للآخر، تحديدا للآخر الغربي الذي نتهمه دائما بالتعصب والانحياز وسوء الظن، فإذا كانت العنصرية في تعريفها الأكثر شيوعا تعني التعصب لجماعة أو ضدها على أساس العرق أو الدين أو اللون واضطهادها فهل نحن أبرياء تماما من هذه التهمة؟ هل نضبط أنفسنا أحيانا ونحن نمارسها تجاه بعضنا البعض حتى لو أنكرنا ذلك؟ في منطقة شهدت مهبط الأديان السماوية التي تدعو جميعها إلى المساواة بين البشر وتعرض سكانها للكثير من الظلم عبر التاريخ وبعيدا عن السياسة وفي لحظة صدق مع النفس، أدعوكم مشاهدينا وندعو أنفسنا أولا للتساؤل هل نحن عنصريون؟ وما مظاهر هذه العنصرية في حياتنا؟ هل يمكن مثلا اعتبار نظرة شعب عربي إلى آخر أو النكات التي يطلقها أبناء إقليم حول آخر في نفس الوطن أحد أشكال العنصرية؟ هل ترون ثمة ممارسات ينطبق عليها هذا الوصف عندما يتعلق الأمر بالمرأة أو الأقليات الدينية مثلا؟ سنستمع مشاهدينا إلى آرائكم ومشاركاتكم عبر رقم الهاتف الذي يظهر على الشاشة +(974) 4888873 وكذلك عبر بريدنا الإلكتروني
minbar@aljazeera.net

لكننا بدأنا باستطلاع عينة من آراء الشارع العربي في بيروت حول مساحة العنصرية في تعاملاتنا اليومية وكانت هذه هي الإجابات التي حصلنا عليها.

[شريط مسجل]

مشارك1: أنا لما بألاقي الناس متطرفة للعنصرية فممكن أكون عنصريا معهم.

مشارك2: إذا كان العالم عم بتعاملني بعنصرية أنا بأفضل أعاملهم بعنصرية علشان ما يستوطوا حيطي مثلا، أو إذا كانت العالم عم بتعاملني مظبوط بأعاملها مظبوط مثل ما هي بتعاملني.

مشاركة1: لا، ما بأتعامل بعنصرية، واللي بيتعامل بعنصرية بس اليهود والصهيونية بس.

مشارك3: بأتعامل مع الإنسان بشكل إنساني يعني، يعني أنت إنسان بحد ذاتك.

مشاركة2: عقلية متحجرة قديمة ما لازم حدا يفكر بعنصرية، ما لازم حدا يفكر فيها حتى.

[نهاية الشريط المسجل]

عنصرية الغرب ودور النظريات والدول

منى سلمان: أهلا بكم من جديد مشاهدينا. إذا كان مجرد السؤال قد يبدو صادما للكثيرين فصدقوني الإجابات التي حصلنا على كثير منها عبر البريد الإلكتروني تؤكد أنه ليس مشروعا فقط ولكنه واجب أيضا. سنطرح نفس السؤال على المتصل التالي وهو من الجزئر خيار الطارقي.

خيار الطارقي/ الجزائر: السلام عليكم، مساء الخير أخت منى، هي العنصرية شيء مختلق من الدول العظمى باتجاه دول العالم الثالث وعندما نتحدث عن العنصرية نتحدث عن الأديان، كلما تعلق الأمر بإسرائيل تقيم أميركا الدنيا ولا تقعدها.


منى سلمان: طيب يا خيار يعني هذا الكلام هو كثيرا ما يطرح ويناقش بأشكال متعددة وناقشناه في حلقات سابقة، المختلف الذي نريد أن نناقشه في هذا الأمر وهو ليس سياسة ولا يتعلق الأمر بالحكام، يتعلق الأمر بنا نحن كأشخاص، هل نحن عنصريون؟ هل تضبط نفسك أحيانا تمارس ممارسات عنصرية أو تشاهدها في محيطك أو تلاحظ أن بعض الشعوب العربية تعامل شعوبا أخرى بتمييز سواء كانت عربية أو لا؟

خيار الطارقي: والله العنصرية شيء موجود في الحياة، يعني الإنسان عندما يستعمل الأنانية فإن المقارنة بالعنصرية.


منى سلمان: ما هي الأشكال التي تلاحظها في محيطك، في دائرتك الاجتماعية مثلا؟

خيار الطارقي: ألاحظ عنصرية في مجال التوظيف أو التشغيل، في مجال تشغيل اليد العاملة..


منى سلمان (مقاطعة): على أي أساس؟

خيار الطارقي: على أساس أن مراكز الشغل يتوفر في كثير من الشركات هنا بالجزائر يعني يوظفون عن طريق العنصرية.


منى سلمان: شكرا لك خيار، سنحاول أن نستوضح فكرتك ربما من آخرين يشاركونك نفس وجهة النظر. من فلسطين معي صالح أبو عمر.

صالح أبو عمر/ فلسطين: السلام عليكم. أخت منى بالنسبة للعنصرية، العنصرية هي من المفاهيم التي توجد عند الإنسان كلما انحط فكريا الإنسان، فالإنسان، رب العالمين عندما خلق الإنسان خلقه كإنسان وعالجه كإنسان ولذلك عندما أتت الرأسمالية ومبدأ الرأسمالية جاء بوحشية وجاء بإضفاء مفاهيم العنصرية عند البشر، فلذلك عندما يدعون أنهم يحاربون العنصرية وهذه الأشكال من العنصرية هذا مفهوم هذه حرب كاذبة..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا صالح.

صالح أبو عمر: إن سمحت لي أخت منى، هذه حرب كاذبة لأنهم هم من أصلوها عند شعوبهم وهم من أعطوا هذه المفاهيم عند شعوبهم، والدول الغربية الكافرة هي من أوجدت هذه العنصرية وأوغلت في إيجادها وهي من قامت على العنصرية وقتلوا غير العرق الأبيض قتلوهم وأبادوهم ولم..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا صالح اسمح لي، يعني أعتقد أنني فهمت الجزء الأكبر من وجهة نظرك فاستمع إلى سؤالي، أنا لا أتحدث عن شعوبهم ولا أناقشك، ربما إن اتسع المجال عن مدى العنصرية أو عدم العنصرية في وصف الآخرين على أساس دينهم بأنهم كفار وما إلى ذلك، لكن أليست العنصرية، ألم تكن موجودة دائما ولذلك أرسل الله الأنبياء والرسالات السماوية لتخلصنا منها؟ ألم تكن رسالة الأديان التخلص من العنصرية، والمساواة بين جميع البشر وعدم التفريق على أساس اللون أو الجنس أو أي شيء آخر؟

صالح أبو عمر: نعم، رسالة الإسلام هكذا أتت، رب العالمين قال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107] للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أحمر ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى..


منى سلمان (مقاطعة): كلام جميل، هل نطبقه في حياتنا؟

صالح أبو عمر: هذا الكلام لا بد حتى نطبقه في حياتنا، جميع المسلمين، على الأقل جميع المسلمين لا بد أن تكون مفاهيم الأعماق من قبل الدول، من قبل الدولة هي التي تزرع بين الناس لكن للأسف..


منى سلمان (مقاطعة): يا سيدي أنا أحدثك عن الأفراد وأنت تحدثني عن الدول، الله يحاسبنا أفرادا.

صالح أبو عمر: أخت منى إن سمحت لي، الأفراد، لا يمكن للفرد أن يزرع مفاهيمه إلا من خلال ما يروج له من وسائل الإعلام وما تبثه الدول، ما تبثه الدول على الأفراد يتلقونه ويبنون مفاهيم على ذلك، فلذلك الدول هي المسؤولة عن ذلك الدول هي التي تبث العنصرية بين الأفراد، فلذلك..


منى سلمان (مقاطعة): ونحن نستقبلها ونعيد إنتاجها باعتبارنا..

صالح أبو عمر (متابعا): إن سمحت لي عبارتين، عندما كانت الدول إسلامية وتبث المفاهيم الإسلامية الصحيحة، لم توجد على مدار تاريخ الدول الإسلامية من 1300 طبق الإسلام في الدول الإسلامية لم نجد مفاهيم العنصرية..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا صالح لكنني لا أحدثك عن تاريخ مضى ولا عن دول أخرى، سألتك عن نفسك، عن مجتمعك عن المحيطين بك. فلعل مداخلة عبد الرحمن محمود تتحدث عن ذلك.

عبد الرحمن محمود/ فلسطين: السلام عليكم. أخت منى بالنسبة لموضوع العنصرية الإنسان بفطرته لا يولد عنصريا ولكن ظروف تطغى عليه سواء محلية أو إقليمية أو دولية يعيش فيها الإنسان بفكر بعيد عن الفكر الصحيح تؤثر في سلوكياته، وهذا الفكر حقيقة الأمر جاء الإسلام ونسفه عندما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن {..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..}[الحجرات:13] فلذلك الإسلام، يعني حتى بين المسلمين نلاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال دعوها فإنها منتنة وليس منا من دعا إلى عصبية، حتى بالنسبة لأهل الذمة في بلاد المسلمين على مدى 1400 عام من الدولة الإسلامية لاحظي الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال؟ من آذى ذميا فقد آذاني، فلذلك كانت جميع المجتمعات، مجتمعات الدولة الإسلامية كانت مستقرة ولكن عندما ذهبت الدولة وذهب الراعي وعشنا في ظل الهيمنة الاستعمارية، نعرف أن المبدأ الرأسمالي لا يحمل إلا قيما مادية فقط ولا يستطيع أن يستمر في العيش إلا عن طريق القاعدة المعروفة فرق تسد..


منى سلمان (مقاطعة): عبد الرحمن هل ترى أن هناك من حولك من يعامل بطريقة عنصرية؟ يعني أنا أفهم تماما أن شعبنا العربي الذي يعيش في فلسطين يعيش في ظروف خاصة العنصرية تكاد تكون حالة دولة وحالة لا يفصل فيها السياسي عن الاجتماعي، لكن إذا أردنا أن نضعها في ممارسات يومية كيف يمكنك أن تحدثنا عنها؟

عبد الرحمن محمود: بالنسبة للعنصرية في بلادنا، هنا العنصرية تأتي تارة من اليهود وتارة من نفس الشعب عندنا بفلسطين..


منى سلمان (مقاطعة): كيف؟

عبد الرحمن محمود: وذلك عن طريق ما يسمى التنظيمات الفلسطينية وكل يغني على ليلاه، فلذلك نشعر هنا بالظلم من هذه طبعا التنظيمات ولذلك..


منى سلمان (مقاطعة): أشكرك عبد الرحمن، أنت إذاً ترى أن هناك نوعا من أنواع التمييز على أساس..

عبد الرحمن محمود (مقاطعا): ولكن معلش، معلش أخت ليلى، من الذي يغذي هذه التنظيمات؟ من الذي أوجد أن هناك أردنيا وفلسطينيا؟ من الذي أوجد أن هناك شيعيا وسنيا؟ من الذي أوجد أن هناك مسيحيا ومسلما حتى في البلد الواحد؟ نجد أن الذي يغذي هذه الأمور هو المستعمر الذي يعني في أميركا لما جاءت العراق صرنا نسمع سنة وشيعة، لما في السابق لم نكن نسمع أن الثورة الإيرانية ثورة شيعية إنما كنا نسمع أنها ثورة إسلامية.

العنصرية تجاه الأجنبي وتجاه الأقليات

منى سلمان (مقاطعة): أشكرك عبد الرحمن، أشكرك على التساؤلات التي أضفتها كذلك لهذه الحلقة، هي تساؤلات مشروعة وإن اختلف البعض معك في الإجابة فالمستعمر قد رحل منذ سنوات طويلة، ما الذي منعنا من تجاوزه؟ ربما تكون الإجابة في بعض الرسائل التي وصلتنا، فحسن ولد الشيخ يقول مثلا "إن الكلام عن العنصرية في الوطن العربي حديث مفروغ منه فعندنا في العالم العربي نعتبر الخصائص الشخصية للفرد وراثية وبالتالي فكل محاولة لإقناع الناس بالمساواة هي في نظري ضرب في حديد بارد". أما محمد الأمين سعيد فكتب يقول، إن العنصرية ناتجة عن البعد عن الشريعة الغراء، لو عدنا إليها لقضينا على العنصرية وغيرها، فهي نتاج مكتسب يرى أن التربية الصحيحة يمكنها أن تزيل مثل هذه المفاهيم. محمد إبراهيم الذي أرسل إلينا من صربيا يقول "إن تاريخ العرب لا يخلو من نوع من العنصرية ولكن الغالب هو المساواة فوجود علماء وكتاب من غير العرب هو دليل على المساواة، أما عن الأقليات في بلادنا فلا يمارس ضدها العنصرية ولكن استبداد الحكومات الذي يشمل العرب مع الجميع" فهو يرى أن العنصرية ليست من أمراض المجتمع العربي على الرغم من كثرة أمراض مجتمعه، ويرى أن المجتمع العربي يحتل مرتبة متأخرة فيما يتعلق بهذه القضية، قضية العنصرية وأن أوروبا وأميركا تفوقنا بأضعاف في ممارساتها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. صديقنا الذي وقع رسالته باسم مصراوي أصيل يقول إن الأصل في الإسلام نبذ العنصرية، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، أما العرب فيما بينهم، ما يحدث فهذا نتيجة غرس وضع بذرته أعداء الإسلام ليجنوا ثمار شتاتنا والأحداث التي نعاصرها خير دليل على ذلك. لا أعرف هل هو ميل لإعفاء النفس من أي ذنب بإلقاء اللوم على الآخرين سواء كانوا حكاما أم مستعمرين؟ علينا في هذه الحلقة أن نتحلى بأكبر قدر من الصراحة مع الذات أولا قبل الصراحة مع بعضنا البعض. سأستمع إلى وجهة نظر أخرى، معي خالد القحطاني من السعودية، تفضل يا خالد.

خالد القحطاني/ السعودية: السلام عليكم. العنصرية داء متغلغل في معاملات جميع البشر وبالأخص المسلمين..


منى سلمان (مقاطعة): بالأخص؟

خالد القحطاني: وبالأخص الدول الإسلامية، الدول العربية..


منى سلمان (مقاطعة): كلام يحتاج إلى تفسير، تفضل يا خالد.

خالد القحطاني: نعم، العنصرية نعيشها يوميا في تعاملنا مع بعضنا اليوم وبالأخص مع الطبقات الأقل منا مستوى، وبالأخص الطبقات الأقل مستوى، الحكومة تعامل الشعب بعنصرية، والشعب يعامل المستقدمين الأجانب بعنصرية، نحن نعانيها في حياتنا اليومية وبدون أي مجاملة وبدون أي تحفظ نحن عنصريون بمعاملاتنا مع بعضنا البعض..


منى سلمان (مقاطعة): ما هو منشأها، هل ترى مثلا مجرد أن الحكومة تمارس ضد المواطن نوعا من العنصرية كما وصفته فهو يعيد إنتاجه على من هو أقل منه أو من يقع تحت يده بالتعبير الدارج؟

خالد القحطاني: هذا بث ثقافي، البعد عن الدين، نقول كما قال مفكر إسلامي، ذهب إلى بعض الدول الغربية فقال رأيت إسلاما بدون مسلمين وجئت إلى الدول الإسلامية رأيت مسلمين بدون إسلام، لا يطبقون الإسلام، لا يطبقون الشريعة، نحن نتعامل مع أخواننا الشيعة بأنهم غير عرب، غير مسلمين، هم فرس وهم عرب، أساس العرب، هم أخواننا الشيعة..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت ترى أن هناك بعدا أخلاقيا في المسألة يدفعنا إلى ذلك برغم أن الأديان في جوهرها تتجاوز هذه المسألة وتساوي بين البشر، كيف يمكن تجاوز هذه المسألة من وجهة نظرك أنت يا خالد؟

خالد القحطاني: هذا يقع على عاتق المسؤولين في الدولة..


منى سلمان (مقاطعة): كذلك المسؤولين، مرة أخرى المسؤولين؟

خالد القحطاني: نعم المسؤولين، المفكرين، أصحاب العقول المثقفة، أصحاب القرارات، نعم يجب أن يضعوا أسسا أو يضعوا دراسات للبعد عن العنصرية..


منى سلمان (مقاطعة): ما رأيك مثلا في فكرة مثل ابدأ بنفسك؟

خالد القحطاني: لا أتعامل بعنصرية.


منى سلمان: هذه عنصرية أيضا.

خالد القحطاني: لا، لا، لا أتعامل بعنصرية، الإنسان إما أخ لك بالدين أو شبيه لك بالخلق، كما قال الخليفة علي بن أبي طالب..


منى سلمان (مقاطعة): على كل حال أشكرك يا خالد على مشاركتك القيمة، كنت لم أفهم ما قصدته في النهاية، لكن لدي مكالمات أخرى. معي من السعودية أيضا فواز دهاك.

فواز دهاك/ السعودية: السلام عليكم. طبعا بالنسبة للعنصرية يعني عندما أتى الإسلام طبعا قال تعالى {..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..} وأيضا الرسول صلى الله عليه وسلم، لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، فهذه سيدتي العزيزة يعني مبادئ وأسس يجب أن نحاول أن نطبقها..


منى سلمان (مقاطعة): ما الذي يمنعنا من تطبيقها يا سيد فواز؟

فواز دهاك: نعم الإعلامية منى سلمان، يعني أعتقد أنه كما قلت سابقا يعني ابدأ بنفسك، فهذا مبدأ صحيح، فأنا عندما أكون في شأن يعني أحمل قيم العدالة والمساواة والخير والجمال فلا بد يعني أبعد عن أن أكون عنصريا، يعني أحب الآخر طبعا لكن الآخر، إلا إذا مثلا الآخر يعني اعتدى علي فهناك طبعا حالة الدفاع على النفس، أما الأساس أو القاعدة تكون المساواة. وأيضا المتصل السابق أيضا له حرية التعبير ولكن أنا أشتم منه رائحة عنصرية نوعا ما، لما يقول الشيعة..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا لك يا فواز أنت قدمت رأيا مخالفا، ترى أن العنصرية هي رد فعل تجاه عنصرية أخرى تمارس ضدنا، هل سيتفق معك ماجد عبد الله من السويد؟ تفضل يا ماجد.

ماجد عبد الله/ السويد: مساء الخير يا سيدتي. تتكلمين عن مبدأ أنه واحد يبدأ بذاته يصلح ذاته، فأنا أقول كيف أستطيع أن أبدأ وأصلح ذاتي إذا أنا منذ الصغر أتلقى جرعات كثيرة من كراهية الآخر وعدم الرغبة في المعيشة مع الطرف الآخر؟ يعني يوجد في الدول العربية الكثير من الأقليات الإثنية والدينية والأقليات الأخرى وينظر لهم المجتمع كطابور خامس أو كأقليات يجب إبادتها، يعني أنا ما بدي أدخل في التفاصيل، بس نحن العرب آخر الناس تتكلم عن العنصرية وتتهم الغرب بالعنصرية لأنه نحن العرب أكبر ناس عنصريين تجاه الأقليات وتجاه أنفسنا نحن كأشخاص يعني، نحن لا نتقبل رأي الآخر..


منى سلمان (مقاطعة): هل أنت تحدثت تحديدا عن أقليات ربما فهم البعض أنها أقليات دينية، لكن هل الأقليات وحدها..

ماجد عبد الله (مقاطعا): أقليات دينية، أقليات إثنية، أقليات عرقية، نحن لا نحترم هذه الأقليات وننظر لهم دائما بنظرة المشكك والعمالة للغرب والطابور الخامس ولا نربي أولادنا على محبة الآخري كمواطنين في البلد الذي نعيش فيه، وأعتقد أن هذه المفاهيم كلها قد ورثها المجتمع من التعاليم الإسلامية لأنه قسم العالم إلى دار إسلام ودار حرب وأعتقد أن هذا الشيء يجب إعادة صياغة هذه المفاهيم كلياتها يعني.


منى سلمان: شكرا لك يا ماجد أنت رصدت بعض الأعراض وإن كان البعض من حقه بالطبع أن يختلف معك في السبب الذي أعدت إليه ذلك. من إيطاليا كذلك كتب اليسع عوض النمري، كتب يقول، إن العرب يمارسون العنصرية على بني جلدتهم وخاصة عندما يتعلق الأمر بالدول العربية من الدرجة الثانية -كما وصفها لا أعرف على أي أساس ولكنه يصفها- بأنها هي الدول ذات التركيبة العرقية الأفروعربية إن صحت التسمية وأتمنى أن لا تصح، فنجد النظرة الدونية والازدراء من منطق اللون كحال السودان وموريتانيا والصومال مع أنهم عرب كإطلاق كلمة عبيد مثلا في معظم بلادنا العربية ولا أقول كل البلاد فيؤسفني أن أقول إن هذا هو الواقع المرير. أما ولاء سعيد السامرائي وهي كما عرفت نفسها صحفية عراقية مقيمة في باريس فهي تعترض بالأساس على طرح الموضوع وترى أن طرحه بهذه الصيغة هو تعميم ليس في محله، ووصفت هذا التناول بتناول الشمولي الظالم لنا كعرب، وتتساءل إن كان الموضوع يطرح كصدى لمؤتمر دوربن. فاطمة قالت هل ستختفي ظاهرة العنصرية بين العرب إذا توحد الوطن العربي؟ هذا السؤال الذي طرحته وأجابت عليه، باعتقادي لا، لأن هناك أسباب خفية وراء تزايد العنصرية بين العرب، لكنهامع الأسف لم توضح لنا هذه الأسباب من وجهة نظرها. لدينا من أميركا محمد حيدر، تفضل يا محمد.

محمد حيدر/ أميركا: السلام عليكم. الموضوع الذي في التلفزيون  عندكم في الجزيرة هذا الموضوع العنصرية وكثير من الناس تكلموا، ويتكلمون كلام خطأ لا أراه يجيب الحقيقة..


منى سلمان (مقاطعة): نستمع إلى الحقيقة من وجهة نظرك يا محمد تفضل.

محمد حيدر: وجهة نظري هي الشعب العربي هو أول شعب عنصري في العالم كله، ليس واحد من العرب في العنصرية ولا أي مكان ولا أي، من قديما ومن حديثا، أما الإسلام هو الذي حاول..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت تتحدث عن الشعب العربي كما لو لم تكن مواطنا عربيا وإن كنت تعيش في أميركا.

محمد حيدر: أنا أصلي مواطن عربي، وأنا أقول الصراحة يعني، هذه واقعة يعني أنظر في الخليج، البنات السود لا يزوجون في الخليج، فأين هم الخليجيون؟ ودول الخليج هي أسوأ عنصرية بينهم يعني من الشعب، الإنسان الذي ليس له عشيرة كبيرة وليس له مادية هو عنصرية كبيرة، كلنا نحمل أي شيء للغرب، الغرب ليس عنصريا، العنصرية..


منى سلمان (مقاطعة): يعني هون على نفسك يا محمد حتى أستطيع أن أستوعب ما تقول، إهدأ قليلا نحن نستمع إليك، تفضل.

محمد حيدر: يا ستي العنصرية كانت موجودة في الجاهلية القديمة في العالم كلها والديانات جاءت تحارب هذه، وكانت العنصرية، أول عنصرية كانت بين العرب وتعرف تاريخ العرب عندما، هذا شيء مشهور، واحد يرجع لتاريخ العرب..


منى سلمان (مقاطعة): هذا ما قلته، هل لديك ما تضيفه؟

محمد حيدر: ما أضيفه هو أنه نحن لا بد أن نفهم الحقيقة هي الغرب أقل عنصرية من العرب، وأميركا أقل عنصرية من العرب، كانت العنصرية الجاهلية قديمة، والآن المساواة موجودة في أميركا غير موجودة في العرب، الآن إذا واحد أميركي سافر في دول الخليج، إذا كان أسود ليس له حقوق الأبيض الأميركي..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا محمد يعني أعذر انفعالك وأشكرك، لعل وجهة نظرك وضحت للجميع. سنستمع إلى مكالمة أخرى، معي من الإمارات عبد الرؤوف أبو بكر.

عبد الرؤوف أبو بكر/ الإمارات: مساء الخير. أستاذة منى في البداية يعني حسب وجهة نظري الأمة العربية مع الأسف فيها الكثير من العنصرية، أنا عندي مثلا، مثل قناة الجزيرة نفسها، قناة الجزيرة..


منى سلمان (مقاطعة): الاتهام رد إلينا، نحن عنصريون لماذا برأيك، تفضل؟

عبد الرؤوف أبو بكر: بسبب تغطية بعض الأمور، يعني مثلا قضية دارفور، قضية السودان، تغطون الموضوع بطريقة وكأنه لم يذبح آلاف الناس أو عشرات آلاف الناس مع العلم أنني لست سودانيا يعني، بطريقة عنصرية يعني من قبل العرب في السودان ضد الأفارقة ويستقبل عمر حسن البشري وبتعملوا معه مقابلات وتغطى زياراته في الخارج على أنها يعني نوع من الفتوحات.


منى سلمان: يعني أنت ترى أن حتى التناول الإخباري يمكنه أن يكون عنصريا من وجهة نظرك ومتحيز ربما لا أعرف إن كنت تقصد؟

عبد الرؤوف أبو بكر: طبعا متحيز بالنسبة لما يرتكبه العرب مثلا ضد الأفارقة في السودان وتغطية كما قلت زيارات عمر حسن البشير إلى الخارج وتصويرها على أنها فتوحات وفي نفس الوقت..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا سيدي أنا لن أناقش معك ذلك وإن كان الحقيقة لها أكثر من وجه ويمكن للآخرين أن يردوا عليك في ذلك، ولكن إن تحدثنا عن سلوك اجتماعي نمارسه في حياتنا، هل ترى مثلا أن هناك عنصرية من الرجال تجاه النساء مثلا في العالم العربي؟

عبد الرؤوف أبو بكر: حتى كسلوك اجتماعي صحيح يعني هناك عنصرية تجاه الرجال ضد النساء، هناك عنصرية حتى في داخل مجتمعاتنا مثلا ضد الأقليات الدينية وضد الأقليات العرقية، مثلا وضع الأقباط في مصر، وضع الأمازيغ في الجزائر، وضع مثلا الأفارقة في موريتانيا يعني لا يزال هناك استعباد حقيقي ضد الأفارقة، ومجتمعات أخرى عربية يعني كثيرة، فالعنصرية يعني منتشرة وهي تكاد تكون يعني حالة يومية يعني في المجتمعات العربية بين العرب أنفسهم أحيانا بين الأقليات الدينية والأغلبية الدينية.


منى سلمان: هل ضبطت نفسك أنت متلبسا في إحدى المرات بممارستها بشكل من الأشكال؟ أخذت موقفا من شخص ربما على أساس جنسيته، دينه، لونه، جنسه، لم يعجبك مثلا ذوقه في ارتداء ملابسه فاتخذت منه موقفا حادا؟

عبد الرؤوف أبو بكر: لا، الحمد لله لا، يعني لم، رغم أنه سوف تكون شهادتي مجروحة لأنه أنا لا يمكن أقف ضد نفسي، يمكن الآخرين هم اللي يكونوا..


منى سلمان (مقاطعة): جميل على الأقل لست عنصريا مثلنا، نشكرك يا عبد الرؤوف. ونستقبل مكالمة أخرى من السعودية معي بدر العجمي.

بدر العجمي/ السعودية: السلام عليكم. أنا أعتقد أنه ما في عنصرية في الوطن العربي، لكن في أنا أقدر أعطي رأيي وكل واحد له رأيه، أنا أشكر أخوي القحطاني اللي شارك والأخوان كلهم، طبعا عندي ملاحظة ما أقول ما في عنصرية، في عنصرية ولكن مش بالشكل اللي يأخذه أي متلقي، أقدر أقول آه في بعد كبير بين المسلمين حاليا وبين ديانتهم..


منى سلمان (مقاطعة): هو تحدث عن نقطة محددة حتى تشاركنا الرأي فيها، قال مثلا إنه في دول الخليج من حيث تكلم في السعودية ومن دول الخليج جميعها، هناك عنصرية تجاه بعض العمالة الوافدة، هل تشاركه هذه الرؤية أم تختلف معه فيها؟

بدر العجمي: لا أبدا، طبعا نحن نحتك يوميا بشكل يومي نحتك في عمالة ونحن طبعا لنا مكفولين هنا في المملكة، ما في عنصرية، لكن في اختلاف في وجهات النظر قد يكون هذا رأيه أنا رأيي يختلف، أن الأغلبية ابتعدوا عن الدين بعيدا جدا عن الدين عن مبادئه، فلو طبقت مبادئ الدين عند كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج رح تكون الطريقة أنه كل واحد رح يكون راضيا عن الآخر، الدليل أنه كان جار الرسول عليه الصلاة والسلام كان جاره يهوديا، فلكم في رسول الله أسوة حسنة وشكرا.


منى سلمان: شكرا لك يا بدر العجمي الذي قدم لنا من وجهة نظره حلا لهذه المشكلة التي اعترف بوجودها وإن لم يكن بالقدر الذي تحدث عنه المتصلون السابقون. إذاً لدينا الكثير جدا من الآراء التي تصلنا عبر البريد الإلكتروني وسنستمع أيضا إلى المزيد من أصواتكم ولكن بعد هذه الوقفة القصيرة.

[فاصل إعلاني]

العنصرية الاجتماعية والمالية في الدول العربية

منى سلمان: نبدأ بهذه المداخلة التي تحدثت عن نوع آخر من العنصرية لم يشر إليها أحدهم من قبل وهي رسالة محمد بوبوش من المغرب والتي كتب يقول "يؤكد الواقع الماثل أمامنا أن الشعوب العربية تكره بعضها البعض وتحقد على بعضها البعض فلا تمارس عنصرية متبادلة بل في البلد الواحد تجد التمييز بين أبناء القرى والمدن فإذا كنت قادما من جهة من بعيدة لقضاء بعض الأغراض الإدارية في العاصمة ينظر إليك بانتقاص وكأنك قادم من المريخ ويفضلون عليك سكان العاصمة، رجعنا إذاً إلى زمن الجاهلية رغم أن الإسلام جعل الولاء للأمة فوق الولاء للقبيلة" أتمنى أن لا تكون الصورة بهذه السوداية يا محمد. تواتي خليفة من الجزائر يقول "إن العنصرية في بلداننا العربية موجودة بالفعل ولكن ليست بالحجم الكبير ولا ترقى إلى مفهوم واسع كالإبادة والاضطهاد مثلا كما تمارسه آلة القتل الإسرائيلية تجاه شعبنا الفلسطيني، نقول إن التفرقة والتمييز عن العرب موجود بالفعل ولكنه قليل والسبب أن الدين الإسلامي ينهى عن كل أشكال العنصرية". أما فلان بن فلان كتب يقول، الحمد لله أن المجتمعات العربية المغربية تحديدا -من حيث أرسل رسالته- يقول إنها قد تعافت تدريجيا من أغلب مظاهر العنصرية العرقية "لكن هناك عنصرية من نوع آخر ظهرت في اعتقادي وهي أخطر، عنصرية الطبقات الاجتماعية، تحقير الأغنياء للفقراء حيث بات احترام الفرد مرهونا بمكانته الاجتماعية وأصبح مجرد كونك فقيرا يحرمك من أبسط حقوقك بل ويعرضك لأقبح أشكال التمييز". إذاً أشكال جديدة للتمييز أضافها مشاهدونا عبر البريد الإلكتروني، تمييز عن طريق منطقة السكن، الطبقة الاجتماعية، الوضع المالي، بل وبين أبناء الريف والمدن. هل يتفق المتصلون مع ذلك؟ بندر العنزي من السعودية تفضل.

بندر العنزي/ السعودية: السلام عليكم. أنا أشكر قناة الجزيرة على هذا البرنامج الرائع كما أشكر أخواني اللي بتدخلوا من الإنترنت، المداخلات الثلاث الأخيرة وأعتقد أن الأخوة ما شاء الله عليهم يعني أبدعوا في جميع المداخلات ويعني أخذوا الموضوع بالكامل، لكن هناك فقط إيضاحات بسيطة أحب أن أوصلها لكم، يعني من ناحية العنصرية في داخل الخليج، عموما العنصرية موجودة في الأشخاص يعني في أميركا في الخليج في، دائما الناس حتى السود عنصريين ضد البيض، يعني في أفريقيا تصبح عنصرية هناك، عنصرية ضده تستخدم، طبيعة الأشخاص هكذا يعني، وفي أميركا أيضا الأميركان عنصريون ضد الفرنسيين، ضد الألمان، يعني والعنصرية موجودة في الخليج أكثر من أي دولة عربية أخرى يعني.


منى سلمان: كيف يمكن تجاوزها إذا كانت هي طبع كما تقول لا توجد لدينا دراسات تؤصل لذلك، لكن إذا كانت طبعا ألا يمكن للقوانين أو التقاليد الاجتماعية أن تتجاوزها كما يحدث في الكثير من البلدان؟

بندر العنزي: والله لا أرى أصلا أي دراسات يعني تحاول حل الأزمة فقط، لأن العنصرية متفشية في العالم العربي بشكل فظيع، من الحكومات تكرس العنصرية، القبلية تكرس العنصرية، لا يوجد حل إلا الإسلام هو الذي إن شاء الله بقيام دولة إسلامية كاملة من المحيط إلى المحيط ستنتهي العنصرية رغما عن العنصريين أنفسهم يعني..


منى سلمان (مقاطعة): طيب هل يمكن، يعني لا نريد أن ندور في حلقة مفرغة، هل يمكن أن تقوم دولة موحدة في ظل سوء ظن وارتياب وعنصرية بين شعوب عربية وبعضها كما عبر بعض المتداخلين الذين وافقتهم على وجهة نظرهم؟

بندر العنزي: الحمد لله هناك يعني ولادة أمة قريبة نحن نراها في الأجواء ولا يراها الأعداء طبعا، ولكن نسأل الله أن تكون قريبة وأحداث غزة والعراق ما هي إلى إفرازات لهذه الأمة إن شاء الله ستكون من الصومال إلى الشمال إلى الغرب إلى الجنوب وستنتهي كل هذه العنصريات إن شاء الله وأشكركم.


منى سلمان: شكرا جزيلا لك يا بندر من السعودية. من هولندا محمد أبو عبد الرحمن.

محمد أبو عبد الرحمن/ هولندا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم وجزاكم عن الإسلام والعروبة خيرا، يعني في الجزيرة برمتها من ألفها إلى يائها. أختاه أريد يعني المداخلة على يعني قضية العنصرية موجودة بين المسلمين وبين غيرهم، من طبعي، أنا درت العالم كله في 56 دولة وعايش في أوروبا أربعين سنة وزرت بعض الدول العربية والدول الإسلامية في آسيا، فالعنصرية موجودة تماما يعني هذا لا شك فيه، كل ما قالوه الأخوان المشاركون فهي العنصرية موجودة لا شك في ذلك، لكن المسألة من أين أتت هذه العنصرية وأسبابها إيه؟ هذه هي القضية، القضية في العالم الإسلامي لأنه حيث جاء في التعليم الإسلامي الحقيقي في المدارس وفي المساجد وفي الإعلام مثلا، لأن التعاليم الإسلامية ضاعت تماما يعني لا وجود لها بين الناس.


منى سلمان: هل الأسرة العربية تربي أحيانا طفلها على عنصرية ما تبدأ حتى ربما من عنصريته تجاه شقيقاته على سبيل المثال؟

محمد أبو عبد الرحمن: نعم، لأن هذه قضية شيطان والشيطان هو العدو لكل إنسان على وجه الأرض، فإذا كانت التعاليم الإسلامية موجودة يعني في المدرسة في المسجد في البيت في الشارع في كل شيء يعني هذا يكون خيرا إن شاء الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الذين آمنوا لا تقبلوا على شيء حتى تعلموا ما حكم الله فيه. كيف أن أكره هذا الإنسان وهو عبد مثلي؟ ليه أكرهه وليه أبغضه؟ هذه هي القضية هنا، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول كذلك "يا أيها الذين آمنوا لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" يعني هواه هل النبي صلى الله عليه وسلم كان عنصريا؟ حاشا ومعاذ الله، لأنه هو نبي الرحمة أتى بهذا الخير ولكن نحن تولينا ورجعنا ونبذنا كتاب الله وسنة رسوله من بين أظهرنا وأقبلنا على غيرها..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا محمد من هولندا. من السعودية معي يزن الشمراني، تفضل يا يزن.

يزن الشمراني/ السعودية: صباح الخير يا أخت منى. معلش الأخوان كل واحد يعني أبدى بمجال معين، العنصرية أنا أتوقع أنها تبدأ حتى من الأسرة، أحيانا الأسرة فيما بينها يكون فيها نوع من العنصرية بطريقة متعمدة أو بطريقة الجهل أو بطريقة مخطط لها..


منى سلمان (مقاطعة): كيف؟

يزن الشمراني: وبعدين القبيلة أحيانا القبيلة نفسها يكون فيها عنصرية وبعدين تكبر المساحة إلى حد عرق وإلى حد دول مجاورة يمكن تكون.

دور الأسرة وسبل التخلص من العنصرية

منى سلمان (مقاطعة): طيب ماذا في المقدور عليه في محيطنا؟ أنت قلت في الأسرة يكون كذا، لم تشرح لنا كيف يمكن للأسرة أن تكون عنصرية فيما بينها؟

يزن الشمراني: أحيانا يكون في نوع من الغيرة مدمج في شكل عنصري ولكن هو الجهل متحكم بدون تخطيط، ولو أن الإنسان هذا متعلم أو الأسرة في أساليب علمية للتربية ممكن تجنب العنصرية، وبعدين هي موجودة في جميع دول العالم، الأخوان اللي يتصلون أغلبهم يقولون الدول العربية، الشعوب العربية، لا، موجودة، حكومة بريتوريا العنصرية أغلبهم يعني شو النظام هذا؟ بيض متعلمون مثقفون جايين من سلالة..


منى سلمان (مقاطعة): نعم جميل هذا لا نناقشه في هذه الحلقة، نحن أردنا أن نصارح أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين بما لا نناقش إن كان حقيقيا أو لا.

يزن الشمراني: طيب، طيب، إحنا حقيقي لكن الجهل هو اللي سبب لنا الحاجة اللي إحنا عايشين فيها الآن والعنصرية، لو انتهجت الأمور كلها بطريقة علمية حنقضي عليها. بالنسبة للمواطن العربي لما كل مواطن عربي يتكلم يقول الحكام، الحكام، أنت ويش ساويت لنفسك؟ أنت إيش ساويت لوطنك؟ أغلبهم يعني للأسف الشعوب العربية جالسون في بيوتهم على المنتديات على الإنترنت وعلى التلفزيون ولكن ما ساووا شيئا لأنفسهم، تبغى حكام مجموعة يمكن يشكلون يمكن واحد بالمليون من الشعب..


منى سلمان (مقاطعة): أشكرك يا يزن، لعل الجانب الأكبر من وجهة نظرك وصل، سأتيح فرصة أكبر لمشاهدين آخرين. علي أحمد تفضل.

علي أحمد/ البحرين: صباح الخير، أنا مورست علي العنصرية لأن مملكة البحرين صغيرة يمكن، وأخرت يعني.


منى سلمان: كيف؟

علي أحمد: يعني باختصار الواقع، أقول باختصار الواقع نحن مشبعون بالعنصرية..


منى سلمان: علي نحن نستمع إلى الصوت مرتين لعلك تطفئ صوت التلفزيون. تفضل.

علي أحمد: أقول نحن مشبعون بالعنصرية بالواقع بالنسبة للوطن العربي أو الإسلامي باختصار وذلك لسببين، السبب الأول القومية العربية المتطرفة، حتى أن أحد زعماء العرب يقول عربي حسن خير من أجنبي سيء، وهذه معروفة مقولة انتشرت حتى في الإعلام، والثانية ناحية فهم الدين، يعني فكر الدين على أساس أن هناك فرقة ناجية فقط والباقي كلهم في جهنم، كلهم جهنميون، ومن هذا المنطلق تمارس الكراهية ويمارس البغض ويمارس الحكم على بقية الآخرين بالإعدام بالقتل بالكراهية بالإقصاء وهذا موجود كله في الواقع العربي بالإضافة طبعا إلى العصبية القبلية يعني القبيلة الفلانية والقبيلة الفلانية، يعني في الوطن العربي مثلا ستلاحظين بأن القبائل المتقدمة والعوائل العريقة هي التي تصنع القرارات في الوطن العربي وهي التي تمسك بزمام القيادات وهي تقصي وتقرب وتبعد وكذا، فهذه أيضا عنصرية بالنسبة، ليش؟ لأنهم بتقادم التاريخ يصبحون متنفذين، يصبحون ثقلهم المالي ثقيل جدا متقدم، سيستطيعون أن يفرضوا آراءهم ويقصون ويقربون من يشاؤوا، فإذاً القبلية، القبيلة أيضا عصبية قبلية وعصبية قومية وعصبية فكر دين، لا أقول دين لأن فهم الدين الخطأ..


منى سلمان (مقاطعة): مفهوم، مفهوم بالطبع، شكرا لك يا علي، علي أحمد من البحرين أشكرك. أما المحجوب فقد اتفق معك بشكل أو بآخر فهو يقول، نعم العرب عنصريون حتى النخاع، أول عنصرية بدأ بها هي عنصرية قناتنا مرة أخرى يوجه لنا الاتهام بالعنصرية مع كل التقدير والاحترام، أشكرك على التقدير مع العنصرية، يقول لو، يقول كمتابع منبر إعلامي لا يحتاج شهادة تقدير من مواطن مقهور، فأين المذيع ذو البشرة السوداء الذي سمحت قناتكم بظهوره كمقدمة أما العنصريات المتبقية فلا تعد ولا تحصى. إذاً فنحن متهمون هنا بعنصرية على أساس اللون، بالطبع ليس هذا مجال الدفاع عن قناتنا. فادي ناصيف مكي من سوريا يقول نحن عنصريون مع حقوقنا، مع وطننا ضد من سلب أرضنا، نحن عنصريون ضد الظلم الذي يمارس علينا، ضد الحرب والسلب والنهب في فلسطين ولكن للأسف استطاع الاستعمار زرع العنصرية بين بعض صغار النفوس في مجتمعنا. إذاً صديقنا يفرق بين نوعية سلبية وإيجابية فهل سيتفق معه المتصل التالي؟ جواد.

جواد العمراني/ بريطانيا: السلام عليكم. بخصوص العنصرية، أنا من أصل مغربي أعيش في المملكة المتحدة وأقول عن العنصرية، في المغرب نعيش عنصرية طبقية نحن عنصريون العرب ولا نحس بعنصريتنا، نحن عنصريون على أنفسنا نمارس العنصرية، أهل الشمال ضد أهل الجنوب..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا جواد معلش يعني وقفة أو نقطة نظام، جميع الذين اتصلوا وتحدثوا عن العنصرية يقولون نحن عنصريون، العنصرية تمارس، من نحن؟ ألسنا أنا وأنت؟ هل أنت شخصيا تمارس هذه العنصرية الطبقية تجاه المحيطين بك، هل أنت بريء تماما منها؟

جواد العمراني: لا، لا أقول بريء، نمارسها هذه العنصرية بدون شعور، لا نبرئ أنفسنا من العنصرية، نحن نعيش في، أنا أعيش العنصرية في المملكة المتحدة، حين تلاحظ العنصرية في المملكة المتحدة يعاقب عليها بأقصى العقوبات في أقصى ما يمكن، حين تذهب إلى المحكمة وتذهب إلى.. يرجى أن يكون نظاما في الدول العربية مثل هذا النظام صارم ضد الطبقية، بالأخص نحن العرب، الطبقية، نحن عنصريون فيما بعضنا، بالأحرى الأجانب.


منى سلمان: يعني أنت ترى بإيجاز أن القوانين يمكنها، القوانين الصارمة يمكنها أن تحد من المارسات العنصرية؟

جواد العمراني: القوانين الصارمة ضد العنصرية. نحن عنصريون فيما بعضنا بالأحرى الأجانب الذين يعيشون معنا، كيف؟ نحن أجانب نعيش في هذه البلاد ولكن نتمتع بحقوق أفضل من بلدنا.


منى سلمان: شكرا لك يا جواد من بريطانيا. محمد دبش كتب لنا من نيويورك يقول "نحن العرب لدينا عنصرية فقط على بعضنا البعض أما على الآخر على الغربي مثلا فلا نستطيع أن نتعامل معه بعنصرية لأن نظرتنا إليه على أساس أنه متحضر راق حديث ومتعلم". عبد الغني من الجزائر يقول "إن العنصرية هي لب ثقافة الغرب الخفية التي نراها ولا نلقي لها أي اهتمام، والغريب أنه في الوقت الذي جهلناها شخصتها إيران وبكل أبعادها الإنسانية والعرقية والدينية"، الدكتور شكري الهزيل كتب يقول "إن العنصرية في المجتمعات العربية ظاهرة متجذرة في الثقافة والأمثال الشعبية العربية المتداولة عربيا ولها أشكال كثيرة، والعرب هم أكثر الشعوب الذين يمارسون العنصرية في اللغة اليومية والأمثال الشعبية والأمثال والزواج" إذاً هذه هي بعض الممارسات اليومية واللغوية التي يرى فيها شكري الهزيل نوعا من العنصرية، فهل سيتفق معه صديقنا من سوريا محمد تيسير؟ تفضل يا محمد.

محمد تيسير/ سوريا: صباح الخير. الحقيقة بالنسبة لمبدأ العنصرية يمكن مبدأ إنساني من بداية الخلق، يمكن قابيل قتل هابيل بشكل عنصري مع العلم كان الكون وسيع يتسع له ولغيره، واليوم يمارس هذا الكلام طبعا بين حارة وحارة ويمكن بين عائلة وعائلة، بين لون ولون وبين وظيفة وبين عمل، بين غني وفقير، فالعنصرية مبدأ موجودة في الإنسان ولكن تهذبه الديانات جاءت هذبت هذا الشيء وصحيح هو يمكن ضعف الديانات وضعف فهمنا لها هذا اللي عم بيزيد العنصرية من مكان لآخر.


منى سلمان: يعني صديقنا السابق تحدث عن بعض الممارسات اللغوية التي تحمل نوعا من العنصرية من وجهة نظره، هل ترى مثلا أن النكات التي يقولها أبناء إقليم على إقليم مثلا في مصر لدينا الصعايدة، في سوريا لديكم الحماصنة كما يقول أبناء مدينة حمص، في دائما هناك فئة يتم استهدافها إن جاز استخدام هذا التعبير عبر السخرية والنكات، هل ترى هذا نوعا من العنصرية؟

محمد تيسير: بالتأكيد، هذا في كل الدول الحقيقة في كل الدول بنشاهده في كل الدول وحتى في الحارات نفسها في كل مدينة بكل حارة في القاهرة نفسها وفي دمشق وفي حمص، في كل حارات معينة اليوم، حتى في الزيجة يوم بده يكون يزوج ابنته فيفضل حارة عن حارة ويفضل عائلة عن عائلة فهذا كله شكل من أشكال العنصرية الحقيقة. دائما وقت بيكون نرتقي بالشكل الإنسان، الإنسان بيرتقي بشكله الإنساني ومفهومه الإنساني إلى الحياة والكون هذا بيضعف، العنصرية بتضعف..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا لك يا محمد تتحدث عن العنصرية ونشخصها، لكن هل نستطيع التخلص منها؟ لعل علي محمد علمي من السعودية تكون لديه إجابة.

علي محمد علمي/ السعودية: السلام عليكم. هذا الموضوع هل نحن عنصريون؟ أعتقد نحن عنصريون تماما لأنه إذا..


منى سلمان (مقاطعة): هذا ما أسهم فيه الكثيرون، كيف نتخلص من هذه العنصرية في ممارساتنا الحياتية كخطوة أولى؟

علي محمد علمي: والله هذه ممارسة نحن نسوي يعني، فكيفية التخلي عن هذا، هذا علينا وهو واجب علينا..


منى سلمان (مقاطعة): طيب سأبدأ من النقطة التي انتهى إليها المتصل السابق فيما يتعلق بالزواج مثلا وهو قرار عائلي بحت هل تتحكم فيه..

علي محمد علمي (مقاطعا): أنا أتكلم من.. لو سمحت يا أختي، مثلا نحن نقسم البشر أولا إلى مسلم وغير مسلم، هذه يعني الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهذه يعني نفضل نحن المسلمين، طيب بعدين نحن نقسم الباقي مثلا المسلمين ونقول هذا عربي وهذا عجمي، هذا غير صحيح كمان، العربي مثلا كمان نقسم ونقول هذا أسود وهذا أبيض، وبعدين مثلا نقول الأبيض كمان نقسم امرأة ورجل..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا لك يا علي سأكتفي بهذا القدر من مداخلتك فقد انتهت بالفعل الدقائق المسموحة لنا على الهواء. أتمنى أن تكون قد عرضت معظم وجهات النظر أو التي تعبر عن رأي شريحة كبيرة من مشاهدينا. في ختام هذا اللقاء أنقل لكم تحيات زملائي منتج البرنامج وليد العطار، مخرجه منصور الطلافيح، وسائر فريق العمل، وبالطبع هذه تحياتي منى سلمان إلى اللقاء.