نهاية حرب لبنان
منبر الجزيرة

الأمية في الوطن العربي

تناقش الحلقة أسباب ارتفاع الأمية في الوطن العربي إذ يقدر عدد الأميين بـ70 مليونا, فماذا يعني هذا الرقم في عصر العلم والمعرفة؟

– أسباب ارتفاع الأمية وعرقلة السياسات التنموية
– تسييس نتائج الأمية في تقارير الحكومات


ليلى الشايب: مشاهدينا السلام عليكم وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامجكم منبر الجزيرة، سبعون مليون أمي في العالم العربي بنسبة تقارب 40% أي ضعف معدل الأمية في العالم وأعلى من تلك المسجل في المناطق الأقل نمواً فيه، مصر تتصدر القائمة بـ 17 مليون أمي يليها السودان فالجزائر فالمغرب فاليمن، هذا ما كشفته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو، المنظمة بعدما دقت ناقوس الخطر دعت إلى الإسراع بتكثيف الجهود لتقليص نسبة الأمية ورأت في بيان أصدرته في اليوم العربي لمحو الأمية أن البيانات الإحصائية حول واقع الأمية في البلاد العربية تشير إلى عدد الأميين لدى الفئة العمرية التي تزيد على 15 عاماَ هذه النسبة ارتفع من خمسين مليون عام 1970 إلى سبعين مليون في عام 2005 وقالت إنه بالرغم من عمليات بث الوعي بين الأميين وتبصيرهم بأضرار الجهل وخطورة الأمية على الفرد والأسرة والمجتمع فما تزال مسيرة العمل العربي في مجال محو الأمية تكتنفها نقاط ضعف أساسية وفجوات وتشدد الأليكسو على أن الأمية تنتشر بشكل واسع وأساسي بين النساء اللواتي يعاني نصفهن تقريباً منها بنسبة تصل إلى 64.5% ما يستدعي بذل جهود خاصة لتذليل كل العقبات أمام المرأة للتعلم ومحو أميتها وخاصة في الأرياف، فماذا يعني وجود سبعين مليون أمي في المنطقة العربية؟ وماذا قدمت برامج محو الأمية للمنطقة؟ وأي مستقبل للسياسات التنموية في ظل عجز ربع السكان في المنطقة العربية عن القراءة والكتابة؟ هذه التساؤلات وغيرها نطرحها للنقاش فمعكم وللمشاركة يجرى الاتصال على الهاتف رقم 9744888873 أو على الفاكس رقم 9744865260 أو الموقع الإلكتروني للبرنامج على الإنترنت minbar@aljazeera.net.

أسباب ارتفاع الأمية وعرقلة السياسات التنموية

ليلى الشايب: نبدأ من الجزائر ومشاركة من هناك ومعنا دراجي عبد الحميد وأذكر بأن الجزائر الثالثة على قائمة البلدان العربية التي ترتفع فيها نسبة الأمية، دراجي مساء الخير تفضل.

براجة عبد الحميد – الجزائر: مساء الخير يا أخت ليلى.

ليلى الشايب: يا أهلاً.

براجة عبد الحميد: فقط في البداية فقط للتوضيح براجة عبد الحميد..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: عفواً دراجي..

براجة عبد الحميد [متابعاً]: براجة عبد الحميد..

ليلى الشايب: دراجة أم براجة؟

براجة عبد الحميد: براجة باء راء..

ليلى الشايب: باء براجة عبد الحميد تفضل.

براجة عبد الحميد: في البداية أترحم على روح شهيد الأمة العربية الشهيد صدام حسين الذي قاد الأمة العربية إلى الشرف أنه قضى على الأمية في العالم ليس في العالم بل في العراق..

ليلى الشايب: انقطع الخط من المصدر مع براجة عبد الحميد من الجزائر قد يعود إلينا لاحقاً، في الأثناء نذهب إلى السعودية وعبد الحميد الحكيم، عبد الحميد مساء الخير تفضل.

عبد الحميد الحكيم – السعودية: مساء الخير..

ليلى الشايب: مساء النور..

عبد الحميد الحكيم: ألو..

ليلى الشايب: نعم أسمعك عبد الحميد تفضل..

عبد الحميد الحكيم: مساء الخير هل تسمعيني؟

ليلى الشايب: أسمعك يا عبد الحميد وأقول لك تفضل.

"
مناهجنا الدراسية وآلية التعليم في المجتمعات العربية متأخرة وعقيمة حتى أصبحت الجامعات عاجزة عن تزويد سوق العمل بكوادر قادرة وفعالة
"
 مشارك

عبد الحميد الحكيم: إن مفهوم الأمية في عالمنا العربي بأن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وهذا معيار قديم وهناك معيار قديم بأن الشخص الذي يحصل على مستوى الصف الرابع أو التاسع هو غير أمي ولو رجعنا إلى عناصر ثقافة أي مجتمع نجده يتكون من الدين واللغة والعادات والتقاليد ودرجة التعليم ونبدأ بدرجة التعليم من أحد هذه العناصر إن من وجهة نظري قبل أن نحدد مستوى درجة التعليم لابد أن ننظر إلى نوعية التعليم وأعتقد أننا قد نتفق إلى حد كبير إن مناهجنا الدراسية وآلية التعليم في المجتمعات العربية متأخرة وعقيمة والجامعات في المجتمعات العربية أصبحت عاجزة عن تزويد سوق العمل بكوادر قادرة وفعّالة أو أن يحمل منسوبها ثقافة تغيير المجتمع من أفضل إلى أفضل وقد تسللت الأمية في المجتمعات العربية حتى وصلت إلى جامعاتهم والليل نجد أن درجة التعليم أو بين قوسين نوعية التعليم أثرت في نقطتين من عناصر الثقافة وهي الدين ظهرت ظاهرة الإرهاب والفتن والمذهبية والطائفية وكيف كنا نفخر بثقافة ديننا كيف كنا نحترم ونتعايش مع الآخر وأصبحنا الآن لا يتقبل بعضنا البعض، النقطة الثانية في العادات والتقاليد وكيف هذه المجتمعات إنها أمية أو إنها متعلمة وأمية في نفس الوقت كيف نبني أجيال ونحن لم نهيئ المرأة فمنذ كانت طفلة يقع عليها ظلم الاضطهاد في المجتمعات العربية وهذا بدوره ساهم في زيادة الأمية ليس بالقراءة والكتابة فقط ولكن باضطهاد جيل جديد وإحساسه بالعجز إن هذه المرأة زرعت هذا العجز بل وأرضعته لهذا الجيل ولا عجب أن نجد في مجتمعاتنا العربية إن هناك أمية في أساس العلاقات الزوجية لقد أصبحت الرسائل تتوالى من الآخرين عن هيئة الأمم المتحدة في حرب لبنان والصومال والعراق وفلسطين أصبحت كأنها تقول لنا أنتم شعوب أمية أنتم شعوب تمشي إذا أردنا أن نغير من ثقافتنا وبدل أن نتهم الآخر أنه متآمر أن نفرض على الآخر أن يحترمنا، كيف يحترمنا؟ أن أول ما نبدأ.. نبدأ بنوعية التعليم كيف ننشئ نوعية نختار نوعية التعليم ونستفيد من تجارب الآخرين المسلمون لم يصلوا في العهد السابق للحضارة الإسلامية الزاهرة إلا عندما ترجموا حضارات الغير لم ينزووا عن العالم ترجموا ووصّلوا ياريت من هذا المنطلق إذا كنا مهتمين بالأمية..

ليلى الشايب: لكن المعرفة الآن متاحة بأشكال عدة يا عبد الحميد يعني ليس بالضرورة أن تدرس معرفة بعينها عن طريق المدرسة أو المعهد أو غيره الإنترنت مثلاً حقل شاسع وممتد للمعارف بأشكالها.

عبد الحميد الحكيم: يا أخت ليلى مع احترامي لرأيك لكن أنا أتكلم على صورة مجتمع الآن إحنا مجتمعاتنا بأمس شيء إلى التوعية إلى التوعية بما يحصل العملية ليست عملية فردية فالخطر داهم يعني خطاب بوش بالأمس مع اختلافي مع بوش اختلاف الليل والنهار لكن قال كلمة قال إن انسحاب أميركا يؤثر على دول الجوار معناه عن العراق قد تتحول إلى أفغانستان ثانية هل إحنا لدينا ثقافة بأن إحنا لا يأتينا أي خطر من الداخل لا باسم الدين ولا باسم الوطن؟ هو أول لو إحنا لدينا هذه الثقافة..

ليلى الشايب: يعني مجتمعات غير محصنة؟

عبد الحميد الحكيم: ألو..

ليلى الشايب: نعم عبد الحميد أقول لك يعني مجتمعات غير محصنة؟

عبد الحميد الحكيم: غير محصنة بأي ثقافة يعني يا تطرف يا لغو في الدين يا عدم مبالاة لا أحد يحس إيش الخطر الداهم يعني تصوري من الجهل إنه الآن الإنسان يقول سني وشيعي سني وشيعي إيه مش الشيعي والسني عايشين إحنا مع بعض ألف سنة أو أكثر الآن، الآن تقول سني أي إنسان يقول سني شيعي فهو أمي أي إنسان يقول أنا مسلم وهذا مسيحي هو ابن وطن واحد هذا أمي هي دي الأمية الحقيقة التي يجب أن نقضي عليها.

ليلى الشايب: شكراً جزيلاً لك عبد الحميد الحكيم من السعودية، الآن باسل الدوري من العراق، باسل.. باسل تفضل..

باسل الدوري – العراق: السلام عليكم ست ليلى.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

باسل الدوري: تسمعيني ست ليلى؟

ليلى الشايب: أسمعك جيداً يا باسل تفضل.

باسل الدوري: أولاً أحييكِ ست ليلى بس تعطيني يعني ثواني أقول كلمة يعني أحيي قناة الجزيرة حقيقة الرائعة وأحييكِ أولاً اللي يعني تتحفنا يوم بعد يوم بالجديد في الثقافة وخاصة التحفة الأخيرة التي قدمت لنا إياها الجزيرة الوثائقية وهي يعني الجزيرة يعني ربنا يخليها حقيقة..

ليلى الشايب: شكراً..

باسل الدوري: لأنه تنفسنا الوحيد في هذا الكم الإعلامي والضخم اللي هو يعني أحياناً من الخارج وأحياناً ممول بصورة أو بأخرى يعني أقول قبل المشاركة واهم من المشاركة حقيقة يعني عندي عاطفة شديدة في داخلي تجاه هذه القناة فالله يوفقكم لأنه هي الوحيدة اللي نتابعها الآن لأنه هناك قنوات كثيرة حقيقة عربية اللسان ولكنها مع الأساس أعجمية التوجه ونسميها بالعربية أقول هذا القول يعني من داخلي حقيقة والله يوفقكم، بالنسبة للموضوع ست ليلى يعني محو الأمية يعني بما إنه أنا من العراق يعني أنا لا أريد أن أمجد يعني بالعراق حقيقة ولكن لو رأيت هذا الأمر يعني محو الأمية أو هذا الموضوع لوجدت العراق في أواخر السبعينات يعني هو على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى العالم الثالث اللي أطلق الحملة الوطنية العراقية لمحو الأمية اللي هي في 1978/ 1977/ 1978 وأصبح العراق خالي من الأمية بنهاية الـ 1978 في سنة واحدة وأنا كنت واعي لهذه المرحلة يعني عمري تسع سنوات أو كذا كنت أرى يعني الكبار وحتى أمهاتنا وأخواتنا وكبار من الرجال والنساء كانوا يقبلون في فترة كانت يعني كثير من الدول في تلك الفترة حقيقة لا تأبه لهذا الأمر وليس هذا فحسب يعني أنتِ أيضا قد تعلمين يا ست ليلى أنه اليونسكو أعطت العراق المرتبة الأولى في عام 1981 أو 1982 على نتيجة أو للنظام التعليمي..

ليلى الشايب: وتأكيد على كلامك أفتح قوسين صغيرين يا باسل تأكيدا لكلامك إنه حتى على القائمة الجديدة التي أصدرتها الأليكسو مؤخرا توجد مصر يوجد السودان توجد الجزائر توجد المغرب واليمن ولا يوجد العراق مع كل الظروف المأساوية التي يعيشها على المستوى الاجتماعي والسياسي وغيرهم تفضل باسل.

باسل الدوري: بالضبط ست ليلى هذا من جانب ولكن من جانب آخر أيضا أخت ليلى إنه الموضوع يعني لم ينحصر أنه في قضية محو الأمية أي فك الخط يعني تعرفين التقدم والتطور التقني الحاصل يعني حاصل بعد التسعينيات على الأقل أو بعد الـ2000 حتى إذا شئنا أنه المسألة أصبحت يعني هناك قول إنه المسألة الأمية الآن هو عدم معرفة أو عدم معرفة استخدام التقنيات الحديثة يعني كالحواسيب مثلا يعني والإنترنت اللي هي الحقيقة فضاء واسع ومعرفة أو فضاء واسع للمعرفة الحقيقية..

ليلى الشايب: الأمية ما يسمى بالأمية المعلوماتية نعم باسل..

باسل الدوري: بالضبط أخت ليلى فهذه هي المعرفة الحقيقية يعني أنا المعرفة الحقيقية هي كيفية استخدام هذه التقنيات الحديثة بطريقة طبعا.. الصوت ده يوصل أنه لا أسمع بالميكروفون..

ليلى الشايب: لا فاهمة مو مشكلة..

باسل الدوري: أسمع التليفزيون فآسف يعني..

ليلى الشايب: مش مشكلة تفضل..

باسل الدوري: لأنه بالميكروفون ما يوصل الصوت يعني فأحيانا أظل فترة يعني..

ليلى الشايب: نراعي التأخر في وصول صوتك وربما صوتي أنا إليك واصل يا باسل تفضل..

باسل الدوري: وبالمناسبة يا أخت ليلى بس أقول كلمة إنه أني كل مرة أتصل وأفتح على الخط إلى أن يصل رصيدي..

ليلى الشايب: سنعوض لك رصيدك إن شاء الله شكرا على كل حال يا باسل..

باسل الدوري: وأبقى على هذا الحال يعني دون أن أستطيع الاتصال بك..

ليلى الشايب: نحن نأسف طبعا هذه شكوى من أكثر من مشاهد وليس منك أنت فقط على كل كان لك الحظ اليوم بالمشاركة وأرجو أن تظل تتابع معنا منبر الجزيرة وغيره من البرامج شكرا لك باسل الدوري على هذه المشاركة ونتحول الآن إلى ألمانيا وكمال شكري، كمال..

كمال شكري – ألمانيا: تحية لكي يا أخت ليلى وللعاملين بقناة الجزيرة..

ليلى الشايب: شكرا..

كمال شكري: وكل عام وأنتم بخير الحقيقة أنا عايز أدخل في هذا المحور الأساسي من الناحية المادية لأن الناحية المادية تلعب دور خطير وهام جدا في التعليم في المنطقة العربية فالعالم الإسلامي بشكل بناحية عامة أنا أتذكر عندما كنت في مصر أن الزعيم جمال عبد الناصر قام بمثل هذه الحملة في نفس الوقت اللي قامت فيها كوبا بقيادة فيدل كاسترو بمحو الأمية تحررت مصر من محو الأمية بدرجة عالية جدا في هذا الوقت يا أخت ليلى في كوبا لازم نعرف ما فيش ناس ما بتعرفش تقرأ وتكتب كل الشعب الكوبي يعرف يقرأ ويكتب وعندما تقولي طبعا إن الإحصاءات الجديدة بتدل على أن مصر في الدرجة الأولى هذه البلد التي كانت تملك في الوطن العربي في الكامل من الناحية الهندسية الطب والهندسة اللي أنا درستها في مصر أنا عايز أقول لك مثال بسيط جدا تعداد التلامذة في الفصل الواحد كان لا يزيد عن ثلاثين تلميذ في المدارس الثانوية لو أسمع أنا الأعداد الغير عادية خمسة وسبعين دي حاجة أنا أسمعها أنا مش متصورها إطلاقا فطبعا لا الناس دي ستعرف تكتب ولا تقرأ ولا تعرف تستجيب لأي شيء الناحية الأساسية في وجهة نظري إن نهب أموال الأمة يعني لو شفنا أموال البترول أين تذهب وأموال الغاز النفط بصفة عامة؟ هل بتصرف في الأرض للبحث العلمي؟ لأن أصل مش الكتابة والقراءة في وقتنا الحالي يا أخت ليلى هو الأساس..

ليلى الشايب: عطف على كلامك كمال هنا أمامي مقال عنوانه فقر التعليم في بلاد الخيرات مجتمع الجهل أسهل انقيادا بالنسبة لحكومات تخشى النقد هل من معنى يوحي به إليك مثل هذا العنوان في سياق ما كنت تتحدث به؟

كمال شكري: بالضبط يعني أنا كنت أتصور إن محو الأمية يا أخت ليلى أنا آسف للتشويش في الصوت إنما أنا أسمعك جيدا يعني..

ليلى الشايب: مش مشكلة..

كمال شكري: بالنسبة لما حكيته لحضرتك وللسادة المشاهدين أن الزعيم جمال عبد الناصر في بداية بعد الثورة بدأ في محو الأمية لأن ده برنامج هام زي مكافحة البلهارسيا الإنكلستوما الأمعاء والأمراض الوبائية في مصر دي كانت مشكلة قومية الكلام اللي تقوليه يا أخت ليلى طبعا هو يعني مربط الفرس لازم يسألوا الناس المسؤولين الموجودين في الحكومات حاليا اللي يرأسوا البلاد ما المغزى أن مصر مَن كانت تملك الذرة وجمال عبد الناصر قال في هذه لازم ننتج من إبرة الوابور حتى الصاروخ لو نشوف إيه اللي موجود في مصر حاليا فبالإحصائيات اللي أنت قلتها 17 مليون دي حاجة مخيفة مريبة وتكسف الحقيقة المسؤول طبعا الراجل اللي يحكم أو الناس اللي يحكموا في أي بلاد في العالم لما يكون شعب معلومته على قده فيساق طبعا لأنه مش عارف إيه اللي فوق وإيه اللي تحت أين الأموال إنما دي حاجة مفهومة يا أخت ليلى بالنسبة للمقال اللي حضرتك..

ليلى الشايب: ليس هذا فقط يا كمال وإنما شعب يعاني فيه جزء كبير منه الفقر واهتمامه كله منصب على توفير لقمة العيش لليوم الواحد قد لا يكون همه في السياسة في مصر مثلا حتى لا نختص أو نخص مصر بالحديث..

كمال شكري: بالنسبة للوضع ده حتى أنا اللي أعرفه يا أخت ليلى الحقيقة بمختصر جدا اللي يحصل حاليا أن الإنسان يصحا أب العائلة يصحا الصبح يدور على العيش يجيبه منين الخضار منين كل حاجة غالية غير موجودة الحاجات بسهولة الحصول عليها ما عندوش الوقت أنه يشتري الجريدة كما تعودنا أو يشتري كتاب ويقرؤه ويستفيد أو يشوف برامج مفيدة يا أخت ليلى..

ليلى الشايب: طيب إذا كان هذا مثل هذا الربط القوي موجود بين التعلم وبين التنمية كيف نفسر مثلا وجود فقر في كوبا التي ذكرتها أنت في بداية حديثك كمال تقول إنه نسبة التعليم مرتفعة جدا في كوبا ومع ذلك يوجد فقر كيف نفسر هذا التناقض إذاً؟

كمال شكري: يعني هي وجود التعليم أن الشعب يبقى متعلم يا أخت ليلى ويملك هذا لا يعني أنه يكون غني يعني هي الفكرة كلها الدولة بتصرف الناس المسؤولين اللي يهمهم أنهم يحكموا شعب متعلم يقدر يفكر ولا يساق وفي كوبا هذا ما حدث لو.. أموال أين ذهبت الأموال في شبه الجزيرة العربية بوجه عام للبحث العلمي حتى الآن لخلق المدرس المحترم اللي يقدر يملك المعرفة أنه لو تعرفي يا أخت ليلى المدرسين المصريين كانت أكبر وزارة موجودة في الوطن العربي يطلع منها ملايين المدرسين من المحيط إلى الخليج حتى يدرسون يعني للشعوب العربية بالكامل من الرياضيات للجغرافيا للحساب للغات إلى آخره أين هذا المصري؟ مش موجود وقيسي على هذا طبعا ما قلتهِ أن طبعا أنا مش عايز طبعا أني أفترض أشياء أنا لا أعلمها أن الناس سهل جدا إنها تحكم شعوب لا تستطيع القراءة والكتابة ومش عارفة هي أصلها فين ورايحة فين وجاية منين..

ليلى الشايب: شكرا لك كمال شكري من ألمانيا على هذه المشاركة، من الأردن الآن زهير أبو علي، زهير تفضل..

زهير أبو علي – الأردن: مساء الخير أخت ليلى..

ليلى الشايب: مساء النور..

زهير أبو علي: أخت ليلى تقرير الأمم المتحدة اللي أعلن هاي النسب يعتمد على إحصاءات رسمية أو منظمات تابعة للأمم المتحدة والدقة كمان متواضعة وغير متناهية في هذا الموضوع فشئنا أم أبينا فعندما نقول 17 مليون مصري كثقل عربي في المنطقة لا يقرؤون ولا يكتبون ليس عبثا..

ليلى الشايب: ربما يعني لا ينبغي الشك كثيرا هذه المرة على الأقل في مثل هذا الرقم لأنه هناك أرقام سابقة تشير إلى أن عامل 1970 يعني في القرن الماضي كان عدد الأميين يبلغ خمسين مليون اليوم بعد مرور ثلاثين سنة تقريبا ارتفع العدد إلى سبعين مليون يعني تقريبا الارتفاع منطقي في هذا السياق..

زهير أبو علي: ليس يا أخت ليلى ليس شكا على الإطلاق بل هو دقته بسيطة وقد يكون أكثر ما أقصده..

ليلى الشايب: يعني أنت تشك بالزيادة وليس بالنقص؟

زهير أبو علي: زيادة نعم وليس بالنقص ليس صدفة وليس..

ليلى الشايب: طيب مهما كان العدد الذي بين أيدينا اليوم سبعون مليون أمي في المنطقة العربية ماذا يعني ذلك بالنسبة إليك؟

زهير أبو علي: هي نتيجة مأساوية لاشك ومهولة لتقصير متعمد أحيانا وإهمال غير مبرر أحيانا أخرى مؤشر.. على الفساد..

ليلى الشايب: التقصير المتعمد ماذا وراءه؟

زهير أبو علي: إما تقصير متعمد أحيانا أو إهمال غير مبرر أحيانا أخرى إذا افترضنا حسن النية ومؤشر صارخ عن الفساد الذي استشرى في المؤسسة العربية يا أخت ليلى وانعدام خطط التنمية المستدامة التي يتحدث عنها المسؤول العربي صباح مساء عبر نصف قرن فالأمية كغيرها من الأمراض الاجتماعية مثل الفقر والبطالة عوامل رئيسية لاستعباد الشعوب وسوقهم كالقطيع دون أن يتمكنوا من تشخيص مواقعهم وما يدور حولهم أين تذهب ثروتهم ويبقون ضعفاء لا يملكون من أمرهم شيئا إذا ما أضفنا إلى هذه النسب والأعداد المهولة..

ليلى الشايب: دول الخليج بالمناسبة يا زهير يعني بعيدة عن القائمة التي ذكرناها يعني تقريبا لا تعاني هذه المشكلة المراتب الأولى في باب نقص الأمية توجد فيها الإمارات العربية المتحدة توجد فيها قطر توجد فيها البحرين توجد فيها الكويت مع أنه أموال هذه الدول تذهب في طرق سليمة كما تظهر أرقام الأليكسو؟

زهير أبو علي: أرقام المال ما هو هنا انعدام العدالة في توزيع الثروات انعدام العدالة يا أخت ليلى في توزيع الثروة أولا هم أعداد بشرية قليلة عندهم ويستطيعوا أن يصرفوا جزء بسيط من المال ويتحقق لديهم هذه النسب لكن هناك فيه أمية أخرى في الخليج العربي أمية الحوسبة وأمية العصر أمية الكمبيوتر انظر إلى شيء واحد وهو تبخر..

ليلى الشايب: ربما هذا نوع من الأمية المرفهة إن جاز التعبير يعني رفاهية الأمية نحن نتحدث الآن عن أساسيات غير موجودة في بلدان أخرى مجرد القراءة والكتابة لا يتمكن من تحصيلها عدد كبير من الناس في مصر وفي لجزائر وفي السودان، في المغرب، في اليمن وفي غيرها.

زهير أبو علي: نعم أخت ليلى لكن هناك الأمية اللي قصدتها انظر إلى كيف تتبخر البورصة السعودية والبورصة القطرية وبورصة الإمارات كيف تبخر نصف تريليون في عام واحد كله بسبب هذه الأمية الكبيرة كله بسبب عدم مقدرتهم وفهمهم للبورصة الإلكترونية والأسواق.

ليلى الشايب: على كل شكرا لك زهير أبو علي من الأردن على هذه المداخلة، الفاضل ضيف الله من السعودية معنا.

الفاضل ضيف الله – السعودية: السلام عليكم ورحمة الله.

ليلى الشايب: عليكم السلام.

الفاضل ضيف الله: أولا أرجو أن أتقدم بشكري الجزيل لقناة الجزيرة وأشكر لها تميزها في طرح القضايا الهامة والتي تهم الأمة أما بالنسبة لموضوع اليوم وهو الأمية في العالم العربي..

ليلى الشايب: الأخ سوداني فاضل؟

الفاضل ضيف الله: نعم أنا سوداني..

ليلى الشايب: أهلا وسهلا بك..

الفاضل ضيف الله: أنا أعتقد أنه النسب التي وردت في التقرير كونه أكبر نسبة أمية توجد بمصر ثم يليها السودان إذا كنا أكبر رقما ممكن لكن نسبة أعتقد أنه هذا غير دقيق لأنه هذا شريط وادي النيل معروف لأنه آهل بالسكان وبالتالي توجد كثافة سكانية عالية وبالتالي الأرقام كبيرة أما النسبة..

ليلى الشايب: هذه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فاضل هي التي أصدرت هذا التقرير وطبعا بالعودة وبالتنسيق مع الحكومات العربية التي لم يصدر منها أي تكذيب أو حتى تصحيح لهذه النسب.

الفاضل ضيف الله: لأنه هذه الحكومات حكومات مصر والسودان ربما تعطي الأرقام بدقة أما غيرها أعتقد.. على العموم هذا ليس الأساس في الموضوع..

ليلى الشايب: فعلا..

الفاضل ضيف الله: أنا أعتقد أن الأمية في العالم العربي أو في بعض الدول العربية مردها اقتصادي بحت لأن هذه الدول إذا قلنا مثلا جمهورية مصر العربية هناك التعداد الكبير للسكان ونسبة السكان لا تتناسب مع الموارد أو مع إمكانية الدولة أما في السودان فهناك نسبة كبيرة أو تعداد كبير من السكان وإمكانيات ضئيلة جدا فالمواطن السوداني يجد نفسه أولا لبعد مؤسسات التعليم من مواقعها حيث المسافات شاسعة والإمكانيات محدودة وليست هناك حتى طرق معبدة للوصول لمؤسسات التعليم فهذا سبب رئيسي في عزوف الناس عن خاصة في الريف النائي والبوادي يعزفون عن إرسال أبنائهم للتعليم لأن ذلك يكلف الكثير بالرغم من أننا تعلمنا في فترة من الفترات ونلنا حظا وافرا من التعليم وكان تعليما يُشهد له بأنه كان نوعيا متفوقا جدا..

ليلى الشايب: بالفعل في فترة معينة نعم..

الفاضل ضيف الله: نعم بالرغم من أنه الإمكانيات التي توفرت لنا كانت إمكانيات محدودة جدا وتكاليف تقريبا تعليمنا لم تكن بتلك.. ربما يحتاج التلميذ بالريف السوداني لعشر ما يحتاجه التلميذ في الريف الخليجي مثلا وسيخرج أنا متأكد في نهاية الأمر..

ليلى الشايب: تعرف أنه لا يوجد عفوا ريف في الخليج..

الفاضل ضيف الله: الريف الخليجي نعم هذا ما قصدته..

ليلى الشايب: لا يوجد ريف في الخليج يا فاضل..

الفاضل ضيف الله: لا يوجد أنا أعيش في السعودية وأعرف أن هناك أرياف نائية موجودة..

ليلى الشايب: طيب شكرا لك فاضل ضيف الله من السعودية، موسى ماجد الآن معنا من فلسطين، موسى.

موسى ماجد – فلسطين: السلام عليكم.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

موسى ماجد: يعطيك العافية.

ليلى الشايب: الله يعافيك شكرا يا..

موسى ماجد: بدأتِ السؤال ماذا يعني وجود سبعة مليون أمي في العالم العربي فما بالك أنت يعني العالم الإسلامي؟

ليلى الشايب: سبعين أضف صفر إلى السبعة يا موسى، موسى..

موسى ماجد: نعم.

ليلى الشايب: أقول سبعون مليون وليس سبعة..

موسى ماجد: سبعون مليون آسف سبعون مليون أختي الكريمة يعني هناك عديد من الأمية فيه نوع اسمه الأمية الثقافية وآخر الأمية التقنية وهذه نعاني منها كثيرا في الأمة الإسلامية وفيه الأمية المعلوماتية وأضيف إلى ذلك نوع آخر مهم وهو الأمية السياسية وهو أخطر نوع من الأنواع التي ذكرتِ وذكرت أنا أيضا هذا النوع هو العامل الأساسي في ارتفاع نسبة الأمية على صعيد العالم العربي والعالم الإسلامي إذاً الأمة تعاني من الأمية السياسية وما عليها إلا أن تمحو وتتحرر من هذه الأمية هذا يا أختي يتطلب عمل دؤوب من الأحزاب السياسية لأن الأحزاب السياسية هي الكيانات الفاعلة في الأمة وهي التي تعمل على رفع مستوى الوعي والمعرفة التي تعاني منه الأمة لأن الأمة التي لا تملك قرارها السياسي وتعاني من الأمية السياسية لا تستطيع أن تتقدم على الصعيد الاقتصادي وبالتالي لا تستطيع أن تتقدم على صعيد التعليم وهذا هو المهم وإذا لم تتحرك الأمة جاهدة لمحو هذه الأمية السياسية فإن عدد الأميين الذين لا يكتبون ولا يقرؤون سيزداد هذا هو لب الموضوع وما على الأحزاب السياسية والعلماء والمفكرين وأنتم الإعلاميون إلا أن تبحثون عن استراتيجية لمحو هذه الأمية السياسية التي ستحرر الأمة من الذين يدعون أنهم يعملون بالسياسة هذه الاستراتيجية التي أعني لا تكون بمحو الأمية عن طريق برامج محو الأمية لأنكِ سألتِ ماذا قدمت برامج محو الأمية، الأمة تعاني منذ أكثر من خمسين سنة من هذه الأمية..

ليلى الشايب: على مدى عقود ونحن نسمع عن برامج محو الأمية وربما نتعجب أنه النتيجة في النهاية في عام 2005 أو 2006 نكتشف أن بيننا سبعون مليون أمي يعني ماذا فعلت بالفعل مثل هذه البرامج وماذا كانت تفعل طيلة هذه السنوات؟

موسى ماجد: نعم هذه النتيجة، النتيجة أن هناك سبعين مليون أمي في العالم العربي مع وجود برامج لمحو الأمية إذاً يجب على العاملين المخلصين على المتعلمين على الإعلاميين على المفكرين على الأحزاب السياسية أن تعمل عمل دؤوب ومخلص لأن هذا هو المخلص فقط لهذه الأزمة ولهذه الصدمة التي قلتِ عنها إنها كارثة إنها مصيبة إنها مصيبة أن يكون عند الأمة العربية كما ذكرتِ فما بالكِ سبعين مليون فما بالك في الأمة الإسلامية يعني هناك ممكن يكون مائتان مليون أمي هذه مصيبة جمة وكبيرة يجب أن..

ليلى الشايب: مقارنة صغيرة لك ولبقية المشاهدين يا موسى يعني..

موسى ماجد: يجب علينا أن نستيقظ ونصحوا ونفكر..

ليلى الشايب: موسى..

موسى ماجد: نعم؟

ليلى الشايب: فقط للمقارنة والمقارنة هنا جائزة جدا في أوروبا لا يوجد أكثر من 3% فقط من الأميين يعني لننظر إلى الفرق وننظر بالتالي إلى أسباب تقدم هؤلاء وما يعتبر تقهقر للمنطقة العربية بشكل عام.

موسى ماجد: السبب أن هناك أحزاب وهناك ناس مخلصين وعلماء عملوا على محو الأمية عن طريق رفع المستوى الاقتصادي لدى الأمة عندما تكون الأمة مرتفعة اقتصاديا هذا يعني أن الأمة لا يوجد فيها بطالة وبالتالي يستطيع كل شخص أن يعمل على تعليم أبنائه لأن المصيبة التي تعم الأمة أن الأطفال الصغار الذين يتعلمون في المدارس الابتدائية وأولياء أمورهم لا يستطيعون أن يصرفوا عليهم يعملوا على إخراجهم من المدارس حتى يسهلهم..

ليلى الشايب: يضطرون إلى نعم إلى الانقطاع..

موسى ماجد: لكسب قوتهم هذه المصيبة..

ليلى الشايب: نعم هذا مؤلم بالفعل..

موسى ماجد: أختي الاستراتيجية التي أتحدث عنها لا تكون إلا بالعمل مع الأحزاب السياسية المخلصة العاملة لإعادة الخلافة الإسلامية عل منهاج النبوة هذا في رأيي هو الحل الوحيد..

ليلى الشايب: طيب شكرا لك موسى ماجد من فلسطين مشاهدينا نعود لاستئناف النقاش في هذه الحلقة من منبر الجزيرة حول الأمية في المنطقة العربية نعود بعد هذا الفاصل ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

تسييس نتائج الأمية في تقارير الحكومات

ليلى الشايب: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا إلى هذه الحلقة من منبر الجزيرة نخصصها لمناقشة التقرير الذي أصدرته منظمة البيئة والثقافة والعلوم العربية الأليكسو والذي يشير إلى وجود سبعين مليون أمي في المنطقة العربية، قبل أن نتسلم مكالمة من مشاهد جديد أسوق هذه المعلومة وهي أن الجامعة العربية في شهر أكتوبر من العام الماضي يعني عام 2006 تعرضت لضغوط شديدة عندما أعدت تقريرها عن التنمية البشرية هذه الضغوط حالت دون الإعلان عن هذا التقرير لأنه يكشف نسبة الارتفاع المذري في نسبة الأمية في العالم العربي أسوق هذه المعلومة لأعقبها بسؤال عن أسباب تسييس نتائج محو الأمية في تقارير الحكومات العربية وربما المشاهد علي سعيد من فلسطين الذي معنا الآن على الخط قد يجيب على هذا السؤال علي مساء الخير.

علي سعيد – فلسطين: مساء الخير.

ليلى الشايب: تفضل.

علي سعيد: السلام عليكم ورحمة الله.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

علي سعيد: أولا إذا كان موضوع محو الأمية أو موضوع الأمية هو المقصود في عدم القراءة والكتابة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أميا.

ليلى الشايب: صلى الله عليه وسلم.

علي سعيد: ولكن مع نزول الوحي عليه نزل عليه الوحي بقول اقرأ فموضوع القراءة والكتابة والتعلم هو من الأساس في موضوع الإسلام وفهم الإسلام لكن إذا نظرنا إلى موضوع القراءة والكتابة فهذا يعود لعدة عوامل منها موضوع طريقة التعليم فطريقة التعليم اللي موجودة هو نجد أن المعلمين أو أسلوب التعليم لا يهتم في موضوع أسلوب ناجع لتعليم الأمة أو الأطفال أو الطلاب بالنسبة لأني يعني في مدرسة زرت مدرسة فيقول لي مدير المدرسة بأن هناك طلاب وصلوا إلى الصف التاسع أو العاشر ما يعرف يكتب اسمه لا يستطيع أن يكتب اسمه فهذا مما يدلل على عدم اهتمام..

ليلى الشايب: لو توضح لنا ذلك علي يعني كيف يمكن أن يستمر التلميذ ثلاث وأربع أو خمس سنوات في مدرسة ولا يتوصل حتى إلى كتابة اسمه؟

علي سعيد: لا بعد بل عشر سنوات يعني عدم معرفته بكتابة اسمه سببه عدم ملاحقة المعلمين للطلاب في مراجعة الدروس في القراءة في الكتابة وما إلى ذلك..

ليلى الشايب: نقص المتابعة يعني..

علي سعيد: فهذا يعني.. فإذا المعلم سأل طالب أو عاقب طالب على عدم القيام بواجب معين نجد بأنه يتحمل مسؤولية أمام مسؤولين ومن التعليم وما إلى ذلك هذه نقطة.. نقطة ثانية موضوع زي ما ذكر أخونا من قبل بأن الموضوع الاقتصادي.. الموضوع الاقتصادي كموضوع التعليم كثير من الناس لا يستطيع أن يواصل تعليم أطفاله أو أبنائه إلى مراحل متقدمة حاجة أساسية هذه محلولة في موضوع الاقتصاد.. موضوع الاقتصاد في الدولة الإسلامية بالأصل دولة الخلافة الإسلامية نجد بأن التعليم والتطبيب والأمن حق لكل مواطن على الدولة ولو نظرنا إلى الدولة الإسلامية في العهد العباسي أو الدولة الإسلامية في عهد الأمويين في الأندلس نجد أنهم كانوا منارا لطلاب العلم من أوروبا الذين كانوا يأتون إلى بغداد أو إلى الأندلس للتعلم فكان هناك اهتمام من الدولة في موضوع التعليم اهتمام كبير جدا حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر اشترط على مَن يعرفون القراءة والكتابة أن يطلق سراحهم من الأسر بالنسبة لقريش بأن يعلموا مجموعة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة فيلقى الموضوع أو تلقى التبعة في هذا الموضوع في تأخر التعليم وفي الأمية أكثر ما يلقى على الدولة وموضوع الفقر أيضا يجعل كثير من أبناء من الناس بأن يتركوا التعليم ليخرجوا لطلب الرزق حتى يعينوا عوائلهم هذه يعني هي أسباب أراها في موضوع تأخر التعليم وشكرا.

ليلى الشايب: شكرا لك علي سعيد من فلسطين محمد حركات الآن معنا من الجزائر.. للأسف انقطع الخط مع محمد.. علي الكتبي معنا من الإمارات، علي.

علي الكتبي – الإمارات: ألو سلام عليكم.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

علي الكتبي: ممكن..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: علي لو سمحت لي يعني سؤال مهم جدا أريد أسمع إجابات عنه حتى ولو كانت اجتهادات من المشاهدين يقع في أحيان كثيرة تسييس للنتائج محو الأمية في تقارير الحكومات المحلية فقط برغبة في الاستمرار في الحصول على الدعم المادي خاصة من منظمات مثلا الأمم المتحدة صناديق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة لمحو الأمية تعليم الكبار غيره هل هذا جائز برأيك؟

علي الكتبي: تقريبا ما وضحت الفكرة عندي أخت ليلى..

ليلى الشايب: طيب علي أقول إنه تتلقى بعض الحكومات مساعدات تحت مسمى مساعدات من أجل محو الأمية من صناديق الأمم المتحدة بمختلف فروعها وبالتالي هذه الحكومات حتى تستمر في تلقي هذا الدعم أحيانا يعني تعمد إلى الغش بين قوسين في يعني تقديم العدد الحقيقي والنسب الحقيقية لانتشار الأمية في بلدانها قد يكون العدد مثلا فقط مليون فإذا بها يعني ترفعه إلى مليونين وثلاث ملايين هل هذا جائز؟

علي الكتبي: هذا يعتمد على الاقتصاد في الدولة والأمانة..

ليلى الشايب: نعم..

علي الكتبي: والأمانة في العمل والضمير..

ليلى الشايب: طيب..

علي الكتبي: لأن هذا الشعب أمانة للحكام وأنا بقى أنوه نقطة في أي مثلا أي وزير عربي وزير تعليم لا يفكر أنه عنده سبعين مليون مواطن أو عشرين مليون مواطن يفكر أنه عنده مائتان وخمسين مواطن عربي فبالتفكير هذا يؤدي أنه يعني يحط خطط ما يفكر أنه عنده خمسين مليون مواطن عربي فقط يفكر أنه وزير التربية والتعليم الوطن العربي فيحط خطة خماسية أو منظور أو نظرة للمستقبل بحيث أن يحط يمحو الأمية بشكل عام في الوطن العربي أي وزير التربية والتعليم العربي بحيث أن يساعد الرئيس أو أي جهة ثانية وبخصوص الحكام هذا يعتمد على ضمير المسؤول في التعليم في الأساس يعتمد على ضميره قصدي يعني مثال يعني أول كلمة في القرآن اقرأ..

ليلى الشايب: اقرأ نعم..

علي الكتبي: فيعتمد على ضمير الإنسان هذا إذا كان هو صادق في محو الأمية أو أن يعني يمحو محو الأمية من..

ليلى الشايب: ماذا تستفيد أنظمة معينة وحكومات بأن تبقي على انتشار الأمية بين أفراد شعبها مثلا؟

علي الكتبي: تمحي الأمية؟

ليلى الشايب: أقول ماذا تستفيد بعض الأنظمة مثلا أو الحكومات بأن تتعمد أمن تبقي على انتشار الأمية بين أفراد الشعب في مناطق معينة؟

علي الكتبي: هذا على أساس أنه يبقى في منصبه إذا كان هناك عدل وإنصاف للمواطن في كل شيء ما ينتقد ما بيكون هناك انتقاد إذا كان إنصاف وعدل للفقير ما يُنتقد فما بيكون سليم من الناحية هذه إذا ما كان فيه إنصاف للشعب ومساعدة الفقير بيكون يعني أتثقف هذا الفقير يكون فيه انتقاد..

ليلى الشايب: شكرا لك علي الكتبي من الإمارات، من قطر الآن هاني بنات يا هاني تفضل.

هاني بنات – قطر: يعطيك العافية أخت ليلى..

ليلى الشايب: شكرا..

هاني بنات: دائما نكون إحنا في الختام إن شاء الله نكون نلخص نقدر نلخص في هذا..

ليلى الشايب: لا يمكن لو تختصر يكون فيه مجال لمداخلة أخرى ربما..

هاني بنات: نعم إن شاء الله أعتقد أنه الأمية في العالم العربي سببها معتقدات موروثة قديمة خاصة في تعليم الإناث مثلا نظرا لثقافة العيب وإلى آخره أيضا في..

ليلى الشايب: العيب أو ربما الأولوية..

هاني بنات: والأولوية نعم..

ليلى الشايب: أولوية الولد في كل شيء..

"
 الأمية الحقيقية في الوطن العربي تكمن في أساليب تدريس المدرسين
"

هاني بنات: أيضا نحن شعوب كشعوب عربية للأسف الشديد أقولها نشعر بالعجز والضعف والقصور تجاه الآخرين الأمم الأخرى وهذا شيء للأسف الشديد يقتل الإبداع ويمنع دون خلق ناتج علمي متطور للأسف كذلك أريد أن أعرج على موضوع آخر وهو الأمية الحقيقية حقيقة في أساليب تدريس المدرسين ننظر إلى الدول الغنية مثلا تقوم باستجلاب خبراء أجانب تدفع لهم أموال طائلة ولكن للأسف تترجم توجيهاتهم الصحيحة واللي ناجحة في دولهم بشكل مشوه على أرض الواقع وهذا حقيقة أنا أجده دون ذكر أسماء دول معينة وكذا لكنه على أرض الواقع حتى إحنا نتحول إلى سجناء للديكور والمظاهر الكاذبة وحتى يفهم أنه منح حرية زائدة..

ليلى الشايب: طب لماذا جلب خبراء أصلا من دول أخرى وواقعنا يعني يختلف في مناحي كثيرة عن واقعهم يعني اجتماعيا؟

هاني بنات: نعم لا يا أخت ليلى نحن أتكلم لا أتكلم عن الجانب الثقافي..

ليلى الشايب: ثقافيا..

هاني بنات: لا أتكلم عن الجانب الثقافي والتراثي فثقافتنا الإسلامية الحمد لله غنية ولكن أتكلم في قضية التقنيات والتعليم العلمي اللي هو جانب البحث العلمي نحن نفهم التطور بأنه منح حرية زائدة لمتعلم حتى يصبح مفهوم التطور لدينا التسيب وأجاوبك على سؤالك لماذا نستجلب الخبراء؟ لأننا للأسف جامعيون أميون يعني الجامعي أمي الذي يحمل يعني معظم..

ليلى الشايب: بعيد عن التعميم طبعا..

هاني بنات: بعيد عن التعميم للأسف..

ليلى الشايب: احتراما لكثيرين..

هاني بنات: احتراما نعم..

ليلى الشايب: طبعا..

هاني بنات: احتراما طبعا لا أعمم لكن ننظر إلى حقيقة الشهادات الجامعية التي تمنح يعني بشكل عام أصبح العلم الجامعي بالذات أصبح أسلوب تجاري وفيه بيع شهادة تحت شعار ادفع قسطا تنجح فصلا وللأسف طبعا أنه قضية هجر الكتاب في هذه الأيام تحول وسائل المعرفة التقنية الحديثة إلى وسائل محادثة وتشات ودخول مواقع موبوء الفساد مع أنها في الدول الأخرى وسائل عظيمة للمعرفة وهذه الحقيقة هي الأمية أما الأمية السياسية اللي تحدث فيها الأخ قبل شوي فأنا أعتقد أنه نحن بحاجة إلى تربية جديدة وعودة للثقافة الإسلامية وجذورها اللي هي ثقافة اقرأ والسلام عليكم.

ليلى الشايب: شكرا لك وعليك السلام هاني بنات من قطر، معنا محمد أبو جهاد من مصر المداخلة الأخيرة لا شك محمد تفضل..

محمد أبو جهاد – مصر: السلام عليكم يا سيدة ليلى..

ليلى الشايب: وعليكم السلام اختصر رجاء..

محمد أبو جهاد: أنت سألت حضرتك سؤالين مهمين جدا أن إزاي التلميذ يوصل للصف الرابع أو الخامس وما يعرفش يكتب اسمه؟ لأن التلميذ أصلا في وضع مهلهل وخاصة عندنا في مصر هنا التلميذ في وضع مهلهل والمدرس المحترم الذي يعلم باحترام..

ليلى الشايب: ما معنى وضع مهلل؟

محمد أبو جهاد: راتبه لا يكفيه يومين ثلاثة في الشهر..

ليلى الشايب: يا محمد..

محمد أبو جهاد: والمدرس غير ذلك يقتات من الدروس الخصوصية..

ليلى الشايب: محمد وضع مهلل تقصد اقتصاديا؟

محمد أبو جهاد: ولي الأمر يدفع للمدرس عشان ينجح ابنه في صفوف..

ليلى الشايب: هذا حوار الطرشان مع محمد..

محمد أبو جهاد: صفوف الانتقال يعني الشهادات العامة نفاجأ بأن مثلا ولد في الثانوية العامة يجيب 50% أبوه يدخله مثلا كلية حقوق عشان بعد كده يطلعه مستشار لأن والده يعمل في سلك القضاء أو ولد ثاني يجيب 50% أبوه يدخله كلية شرطة قد لا تتاح هذه الفرصة للحاصلين 80% 90% فأصبح التعليم للبسطاء الذين لا يقدرون بمجاميع عالية يتوصلوا لهذه الأماكن فما لوش لازمة التعليم النهاردة اللي معه ولدين ثلاثة عشان يصرف عليهم عشان يعلمهم لا الرجل ولي الأمر لاقي يأكل ولا العيال لاقيين يأكلوا ومصاريف المدارس النهاردة التعليم في مصر أصبح الله ما معهوش ما يلزموش لأن المدارس الخاصة النهاردة والمدارس اللغات أصبح الطاغية فالمدارس الحكومية اللي الحكومة تدعمها وبتصرف عليها أصبح الطالب فيها لا يشغل البال ولكن تلاقي أوائل الثانوية العامة مثلا يطلعوا من الريف أو من أقاصي الصعيد من مدارس حكومية تبقى بالنسبة للحكومة حاجة تسعدها لأن هي ما.. يادوب عايشة على الكفاف هذه المدارس فللأسف مصر اللي كانت تصدر للدول العربية ولأفريقيا مدرسين ومعلمين ورجال دين يعلموا البلاد دي النهاردة أصبحنا نصدر سباكين حدادين أنا قررت من هذه اللحظة أن أنا بنتي أحاول أخليها تعمل تتعلم الغناء أو الرقص وابني أحاول أعلمه الكرة عشان نقدر نواكب العصر لأن هو ده التعليم في مصر..

ليلى الشايب: طيب هذه الصورة مجازية أو ربما فكرة ساخرة من الواقع الذي يعيشه الناس في مصر وفي غير مصر شكرا لك على كل حال محمد أبو جهاد كان المشارك الأخير معنا في هذه الحلقة من منبر الجزيرة ناقشنا فيها الأمية في المنطقة العربية، في الختام لم يبق لنا إلا أن نبلغكم تحيات منتجة البرنامج ليلى صلاح والمخرج عبد الهادي العيبدلي ولكم مني ليلى الشايب، أطيب التحيات دمتم بخير وإلى اللقاء.