مراسلو الجزيرة

فنون الزجاج والأعواد.. وأثر المغول في باكستان

من باكستان إلى تركيا وأخيرا فلسطين، قدمت حلقة “مراسلو الجزيرة” يوم 15/4/2014 سلة متنوعة من الفنون: بقايا أثر الحضارة المغولية في باكستان، وفنون الزجاج بتركيا، وصناعة الأعواد بمدينة الناصرة الفلسطينية.

تركت الحضارة المغولية إبداعاتها العمرانية في باكستان من قلاع وقصور ومساجد، لكن هذه المعالم تعرضت منذ الاستعمار الإنجليزي حتى اليوم إلى الإهمال وعمليات الترميم العشوائي.

وفي حلقة من برنامج "مراسلو الجزيرة" يوم 15/4/2014 كان حضور المغول في الحياة الثقافية بباكستان أحد المواضيع الثلاثة التي عادة تتقاسم زمن البرنامج.

قدمت لنا الحلقة إطلالة على الطراز المعماري المغولي الذي اتسم بالمزج بين الفارسي والهندي.
مسجد باد شاه في مدينة لاهور على سبيل المثال والذي يعود بناؤه إلى القرن السابع عشر كان في وقت من الأوقات ثاني أضخم مسجد في العالم قبل توسعة الحرمين الشريفين، ويقول إمامه إن 25 ألف بنّاء وعامل اشتركوا في بنائه.

وما زالت للمغول تأثيرات في الحياة الباكستانية المعاصرة اليوم، كأجواء الأعراس والزينة وفنون الطعام وامتطاء العربات التي تجرها الأحصنة، واستخدام الطوب الأحمر في البناء على نطاق واسع.

فنون الزجاج

ما زالت للمغول تأثيرات في الحياة الباكستانية المعاصرة اليوم، كأجواء الأعراس والزينة وفنون الطعام وامتطاء العربات التي تجرها الأحصنة، واستخدام الطوب الأحمر في البناء على نطاق واسع

في تركيا عرض البرنامج لفنون الزجاج التي تراجعت كحرفة يدوية بعد أن تكفلت الآلات بإنتاجه.

والزجاج كما يقول أحد الفنانين ولدت صناعته في سوريا ومصر قبل الميلاد، ولكنها عرفت تطورا كبيرا في العصر الروماني بعد الميلاد.

 
التحول الحديث بدأ منذ منتصف القرن الماضي ردا على تغلغل الآلة في صناعة الزجاج.

والآن يطرح الفنانون فلسفتهم فيقولون إن القطعة اليدوية لا بد أن تعكس جزءا من شخصية صانعها.

بعض الفنانين يستخدمون أساليب فنية كالزجاج المدمج أو رسم اللوحات على شكل طبقات، مما يحتاج صبرا ونفسا طويلا في التعامل مع الزجاج حين يتحول بالنار إلى عجينة.

وتقام في تركيا معارض وبرامج لتعليم هذه الفنون بالتعاون مع الجامعات.

العود على أصوله
في مدينة الناصرة قصة عائلة فنية اشتهرت بصناعة آلة العود. وانتشر صيت حاتم جبران بوصفه صانع أعواد في دول أوروبية وعربية، كما أن أبناءه الثلاثة طبّقت شهرتهم الآفاق تحت اسم الثلاثي جبران، ومع أعواد يعزفون عليها من صناعتهم هم.

يقول حاتم جبران إنه يعامل العود كطفل مدلل ويصنعه من أجود الأخشاب وعلى مقياس شامي الأصل، مضيفا -بحساسية شاعرية- أنه يشم الخشب ويضعه على خده حتى يلمس مدى الرطوبة، ويختار الخشب الذي لا يشتمل على عُقد.

ولصناعة تجويف العود (الطاسة) يختار الخشب من الأشجار التي تطرح أوراقها سنويا، بينما وجه العود يكون خشبه من الشجر الصنوبري.

ويعتبر جبران أن العود تكفل بنشر الموسيقى العربية في جميع المقامات، وهو حين يحتضنه العازف يكون أقرب إلى القلب.