ما وراء الخبر

لماذا صمت العالم عن استخدام الأسد للكيميائي؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” اتهامات منظمة هيومن رايتس ووتش للقوات الحكومية السورية بتنفيذ هجمات كيميائية جديدة في محيط حلب.

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن النظام السوري استخدم -على ما يبدو- أسلحة كيميائية سامة في هجومين مؤخرا بمدينة حلب، وإن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب عشرات آخرون في هذين الهجومين.

حلقة الأربعاء (2016/9/28) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت اتهامات هيومن رايتس للقوات الحكومية السورية بتنفيذ هجمات كيميائية جديدة في محيط حلب، وأسباب التركيز الأممي على ضحايا تلك الأسلحة، وتجاهل مئات آلافٍ قتلوا بكل أسلحة النظام الأخرى.

الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد قال إن النشطاء السوريين وثقوا العديد من حوادث استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، ولم تأخذ لجان التحقيق الدولية سوى حادثتين الأولى لقصف بعض قرى إدلب عام 2014 والثانية لتنظيم الدولة استخدم فيها غاز الخردل".

وأضاف العايد أنه لا يمكن إهمال استخدام سلاح تدمير شامل ضد المدنيين لأنها مسألة أخلاقية كبرى ويترتب على التساهل فيها كوارث كبيرة على العالم. وللأسف فإن مجلس الأمن الذي أقر باستخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام، اكتفى بإصدار قرار بسحب السلاح من النظام مقابل العفو عنه في سابقة خطيرة جدا.

وأشار إلى أن النظام يلوح باستمرار لإمكانية تسريب أسلحة كيميائية لبعض الجماعات الإرهابية لاستخدامها في هجمات حول العالم، في محاولة لابتزاز المجتمع الدولي وإيجاد حجة لاستمرار بقائه، معربا عن أسفه بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما خضع لهذا الابتزاز.

صعوبات قانونية
من جانبه أكد أستاذ القانون الدولي في جامعة تافتس جون سيرون أن هناك عددا من القضايا السياسية والقانونية المعقدة التي تعيق عملية مقاضاة النظام على استخدام أسلحة كيميائية بحق المدنيين، فرغم أن هناك تجريما لاستخدام الأسلحة الكيميائية في معاهدة روما والمعاهدة التي أسست المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها مقيدة بالصراعات الدولية.

وأضاف أن سوريا ليست طرفا في هذه المحكمة وبالتالي فهي لا تقع ضمن صلاحياتها، كما لا توجد إرادة سياسية في مجلس الأمن لإرسال الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب الفيتو الروسي والصيني.

وبحسب سيرون فإن القيام بهجوم ضد المدنيين هو جريمة حرب سواء تم باستخدام الأسلحة الكيميائية أو غيرها، ولكن من الصعب إثبات أنهم كانوا الهدف الرئيسي أو أنهم تضرروا بشكل جانبي من الهجوم.

في المقابل قال الباحث السياسي السوري عمار وقاف إنه "من غير الواضح لماذا تريد الدولة السورية أن تستخدم أي سلاح كيميائي ضد المدنيين أو حتى قطاعات عسكرية تقوم بمهاجمتها، وجميع الحالات التي نسمع عنها هي بعض حالات اختناق ومقتل شخص أو شخصين".

وأضاف "أنا لا أنكر استخدام أسلحة كيميائية، وقد استخدم جيش الإسلام غاز الكلور ضد وحدات الحماية الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب، وهذا لم تذكره التقارير الحقوقية الدولية".

وزعم وقاف أن العالم يعلم حجم المآسي في سوريا، لكنه غير جاد في فتح تحقيق في تلك الجرائم التي يرتكبها طرفا الصراع، لأن الكثير من هذه الجرائم ترتكبها المجموعات المتمردة عبر الأسلحة التي حصلت عليها من الدول الغربية المعارضة التي تدعمها.