ما التضييقات التي يتعرض لها المسلمون في منطقة البلقان؟

أكد أستاذ التفسير وعلوم القرآن والثقافة الإسلامية بكلية المجتمع في قطر الدكتور خير الدين خوجة الكوسوفي، أن الإسلام يجري في دماء وشرايين شعوب منطقة البلقان، لكنه اشتكى من التضييق الذي يتعرض له المسلمون هناك.

وكشف أن نسبة المسلمين في منطقة البلقان جنوب شرق أوروبا تختلف من دولة إلى أخرى، فمثلا في البوسنة والهرسك يمثلون 51% من عدد السكان، مشيرا إلى أن الإسلام دخل إلى المنطقة من خلال التجار الذين كانوا ينشرون الإسلام منذ أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم من خلال الدولة الأموية ثم العباسية ثم السلاجقة وأخيرا العثمانيين.

وقال إن المسلمين في البلقان -وخاصة الألبان- مشهورون بالتسامح الديني وبالتعايش السلمي، فقد تجد الزوج مسلما والزوجة غير مسلمة ولكنهما يتعايشان دون نزاعات وخلافات. وبعد سقوط الدولة العثمانية، بدأ ظهور القوميات وشعارات الكره للآخرين، وتعرضت الشعوب البلقانية لمجازر وعمليات تطهير عرقي عام 1912 وما تلاها في التسعينيات.

وتحدث عن تمسك شعوب البلقان بدينهم الإسلامي، قائلا إن هذه الشعوب تحب الإسلام لأنها أسلمت  منذ قرون عن حب وطواعية وليس بالعنف والإكراه كما تروج لذلك بعض الكتابات الغربية المقصودة، وهناك إقبال يومي على الدين بدليل أن المساجد تكون مليئة بالمصلين وخاصة في يوم الجمعة، فضلا عن وجود معاهد لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم.

مؤكدا أن الناس يمارسون  شعائرهم الدينية مثل الصلوات في المساجد والصيام وأداء مناسك الحج بحرية، كما يمارسون كافة التقاليد الإسلامية المعروفة.

غير أن ضيف حلقة (2023/4/5) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" اشتكى من حالات التضييق التي يتعرض لها المسلمون في منطقة البلقان، وقال إنهم مظلومون من طرف المجتمع الدولي والغربي، حيث يحرمون من حريتهم في تطبيق شرائع الإسلام وممارسة النشاطات الدينية، ويتعرضون لهجمة شرسة من وسائل الإعلام الغربية وخاصة بشأن حجاب المرأة المسلمة، وكشف أن محجبات طردن من وظائفهن قبل 3 أشهر في كوسوفو بسبب حجابهن.

التعليم الديني

ومن صور التضييق التي ذكرها أن المحاكم الإسلامية كانت موجودة أيام يوغسلافيا سابقا، ولكنها منعت لاحقا وأجبر المسلمون في البلقان على الاحتكام للقانون الوضعي العلماني في مسائل شرعية تتعلق بالإرث والطلاق وغيرهما.

كما اشتكى من التضييق على التعليم الديني في المنطقة، حيث يحرم الألبان في كوسوفو وألبانيا من تعليم أولادهم الإسلام في المدارس الثانوية والإعدادية، في الوقت الذي سمحت بذلك الحكومة الصربية.

وبينما أشار إلى وجود أزمة مساجد في القرى الكوسوفية، قال الدكتور خوجة الكوسوفي إن الأوقاف التي ورثوها عن الدولة العثمانية ما تزال محفوظة في أرشيف كل دولة في البلقان.

وكشف أيضا في نفس السياق أن العرف الجاري في المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوروبا يمنع استقطاب الدعاة من الخارج، ولذلك فإن أغلب الجهود الدعوية تتم من خلال التنسيق بين الأئمة والمفتين في دول المنطقة، لكنه دعا إلى ضرورة الاستعانة بعلماء وفقهاء من الخارج بهدف التلاقي الفكري والثقافي.

والبلقان منطقة مليئة بالطوائف الدينية، وتضم 6 دول تقع في جنوب شرق أوروبا، والمذهب السائد هناك هو المذهب الحنفي.

المصدر : الجزيرة