الرياضات الفردية تشكو التهميش في تونس

مالك الجزيري أحد الأسماء البارزة في رياضة التنس في تونس وتوج في 2013 بلقب دورة جينيف الدولية
مالك الجزيري أحد الأسماء البارزة التي شرفت تونس في الرياضات الفردية (الجزيرة)

مجدي بن حبيب-تونس

انتقد مسؤولون في عدد من الاتحادات الرياضية للألعاب الفردية في تونس ما اعتبروه سياسة التمييز التي تعتمدها السلطات في توزيع الدعم المادي على مختلف الرياضات، واستئثار الألعاب الجماعية بنصيب الأسد من الميزانية المخصصة للرياضة، مقابل حالة التهميش التي تعاني منها بقية الرياضات.

ورغم أنها منحت تونس عشرات البطولات والميداليات، ظلت الرياضات الفردية -مثل ألعاب القوى والسباحة والمبارزة والمصارعة- دون اهتمام السلطات مقارنة بما تغدقه الأخيرة من حوافز مادية على الألعاب الجماعية وأبرزها كرة القدم.

ووصفت رئيسة الاتحاد التونسي للتنس سلمى مولهي الأوضاع المادية للرياضات الفردية بالمتردية، نتيجة ما اعتبرته "تجاهلا غير مبرر" من وزارة الرياضة الجهة المسؤولة عن الدعم المالي للرياضة في تونس.

وقالت مولهي للجزيرة نت "التنس وسائر الرياضات الفردية كثيرا ما كانت وراء إشعاع تونس على المستوى الدولي، ولكنها تعاني من التجاهل وقلة الدعم المادي خلافا للرياضات الجماعية".

وتابعت: "نأمل من وزير الرياضة الجديد ماهر بن ضياء أن يراجع ميزانية اتحاد التنس التي لا تتجاوز 318 ألف دينار (164 ألف دولار) سنويا لكل المنتخبات، وإفراد اللاعبين مالك الجزيري وأنس جابر بميزانية خاصة في ظل ارتفاع تكلفة المشاركة في الدورات الدولية".

وكان وزير الرياضة التقى بداية الأسبوع الجاري برئيسة اتحاد التنس سلمى المولهي ورئيس اللجنة الأولمبية التونسية محرز بوصيان لتدارس آفاق تطوير هذه اللعبة وإعداد الرياضيين التونسيين للألعاب الأولمبية ريو دي جنيرو 2016.

بسباس: الرياضات الفردية بحاجة لمزيد من الدعم (الجزيرة نت)
بسباس: الرياضات الفردية بحاجة لمزيد من الدعم (الجزيرة نت)

اهتمام أكبر
من جهتها قالت لاعبة المبارزة سارة بسباس إن الرياضات الفردية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والدعم حتى تتساوى مع الرياضات الجماعية وتواصل إشعاعها عالميا.

وتوّجت بسباس الأسبوع الماضي بلقب كأس العالم للمبارزة في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، في إنجاز غير مسبوق لتونس.

وكشفت بسباس أنها تلقت تعهدات من قبل رئيس الوزراء الحبيب الصيد لدى استقباله لها بمناسبة تتويجها، بدعمها ماديا ومعنويا لمواصلة التألق في الاستحقاقات المقبلة وأولها أولمبياد ريو دي جنيرو 2016.

في المقابل، يرى قائد منتخب تونس لكرة اليد هيكل مقنم أن "الرياضات الجماعية تستوجب مصاريف مادية كبيرة لا يمكن مقارنتها بما يخصص للرياضات الفردية".

وقال مقنم للجزيرة نت "لا ننكر أن الرياضات الفردية ساهمت في إشعاع تونس دوليا، ولكنها ليست بحاجة إلى اعتمادات مالية أكبر مما يخصص لها في الوقت الراهن".

من جهته، قال وزير الرياضة التونسي ماهر بن ضياء إن النهوض بالألعاب الفردية يعد من أولوياته، وأوضح أن لجنة متخصصة ستبدأ العمل الأسبوع المقبل لإعداد مخطط شامل لدعم هذه الرياضات.

وأبدى بن ضياء افتخار تونس بما حققته الرياضات الفردية من نجاحات، وأكد أن الحكومة تعمل على توفير مزيد من الدعم لها، ومراجعة الامتيازات المادية المخصصة لها لفتح آفاق التألق أمامها.

مقنم: الرياضات الجماعية تستوجب مصاريف مادية كبيرة وتكاليف باهظة (الجزيرة نت)
مقنم: الرياضات الجماعية تستوجب مصاريف مادية كبيرة وتكاليف باهظة (الجزيرة نت)

تألق دولي
وتدين الرياضة التونسية بتألقها دوليا للرياضات الفردية مثل المبارزة وألعاب القوى والجودو والسباحة وغيرها.

ومنح العداء محمد القمودي تونس أربع ميداليات أولمبية من بينها ذهبية وبرونزية في أولمبياد مكسيكو 1968، وفضية في طوكيو 1964، ومثلها في ميونيخ 1972.

أما حبيبة الغريبي فأحرزت في 2011 الميدالية الفضية لبطولة العالم لألعاب القوى في كوريا الجنوبية، كما توجت بذهبية أولمبياد لندن 2012 بدلا من الفضية، بعد ثبوت تعاطي الروسية زاريبوفا المنشطات.

وفي رياضة السباحة، أهدى أسامة الملولي تونس عديد التتويجات لعل أبرزها ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008، وميداليتان ذهبية وبرونزية في أولمبياد لندن 2012، فضلا عن تتويجه بلقب بطولة العالم روما 2009 في سباق 1500 متر سباحة حرة.

وفي التنس، توّج الجزيري في 2013 ببطولة جنيف المفتوحة، أما أنس جابر فقد فازت ببطولة رولان غاروس الفرنسية للشابات 2011 وبلقب الدورة الدولية الدار البيضاء 2010.

المصدر : الجزيرة