انقسام بشأن الرياضة النسوية بفلسطين

Palestinian national women's football team players celebrate at the end of their first match against Jordan at the Faisal Husseini Stadium in the West Bank town of Al-Ram, near Jerusalem, on October 26, 2009. The Jordanian-Palestinian women's football match ended in 2-2 draw
منتخب الفتيات الفلسطيني خلال مباراته مع الأردن (الفرنسية)
 
أخذت الرياضة النسوية، وتحديدا كرة القدم، تشق طريقها بقوة في الساحة الفلسطينية، وبدأت تحظى باهتمام أوسع على المستويات الرسمية وعلى مستوى الجمهور، يقابل ذلك تحفظ مجتمعي يرجع للموروث الثقافي والديني.
 
وكان جمهور كبير قد احتشد في ملعب فيصل الحسيني بمدينة الرام في الضفة الغربية لمتابعة المباراة التي جمعت منتخبي فلسطين والأردن أمس وانتهت بالتعادل 2-2.
 
وفي تصريحات للجزيرة نت أشار المدير الفني للمنتخب النسوي الفلسطيني هاني أبو الليل إلى أن الرياضة النسوية لا تزال غريبة على المجتمع العربي عموما، موضحا أن الفكرة السائدة هي أن كرة القدم ليست للسيدات.
 
لكن أبو الليل يشير في الوقت نفسه إلى أن مباراة أمس أظهرت أن البعض بدأ في تشجيع بناته كما أن بعض الأهالي كانوا قد حضروا مع بناتهن إلى الملاعب خلال التدريبات.
 
وأكد أبو الليل للجزيرة نت دعم المستويات الرسمية الفلسطينية لكرة القدم النسوية، مضيفا أن "مستوى اللاعبات الفلسطينيات جيد جدا، لكنهن بحاجة إلى احتكاك أكثر وصقل أكبر وملعب مناسب للتدريب واللعب".
 

 فايز نصار (الجزيرة نت)
 فايز نصار (الجزيرة نت)

موروث ثقافي

من جهته يرى الصحفي الرياضي فايز نصار أن الرياضة النسوية وتحديدا كرة القدم لا تحظى بتأييد واسع في المجتمع الفلسطيني نظرا لطبيعة الموروث الثقافي لدى الجماهير التي لا ترى للمرأة مكانا في الرياضة.
 
أما على المستوى الرسمي فإن المرأة، وفقا لنصار، تحظى بدعم رسمي واسع من خلال المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، موضحا أن المؤسسات الأهلية والدولية الداعمة تولي اهتماما خاصا لمشاريع الرياضية ذات العلاقة بالأطفال والنساء.

ومع ذلك أوضح نصار أن محاولات الجهات الرسمية الفلسطينية للنهوض بالرياضة النسوية تواجه عراقيل وصعوبات مجتمعية أدت إلى هروب النساء أنفسهن عن المشاركة في هذه الألعاب، باستثناء بعض المناطق التي يسكنها مواطنون نصارى وتحديدا بيت لحم والقدس ورام الله.

ورفض نصار تسمية ما جرى في القدس بالمباراة الرياضية، مفضلا تسميته بمهرجان رياضي نُظم بدقة، مشيرا إلى حضور 15 ألف متفرجة إلى ملعب فيصل الحسيني لحضور المباراة التي جمعت منتخبي الأردن وفلسطين، وفصل المشجعين الذكور عن المشجعات الإناث.

 

جوزيف بلاتر مع إحدى لاعبات المنتخب النسوي الفلسطيني (الفرنسية-أرشيف)
جوزيف بلاتر مع إحدى لاعبات المنتخب النسوي الفلسطيني (الفرنسية-أرشيف)

دعم بلاتر


أما الصحفي الرياضي محمود السقا فيقول إن الرياضة النسوية موجودة في فلسطين منذ فترة بعيدة، لكنها بدأت مؤخرا في الظهور بزخم أكبر نتيجة عدة أسباب، مضيفا أن الكرة النسوية كانت بعيدة عن المنافسات الرسمية.

وأضاف أن الاتحاد أصرّ على إطلاق أول دوري نسوي بفلسطين حمل اسم "الشهيد ياسر عرفات" وحظي بما لم يحظ به أي دوري نسوي عربي، حيث أطلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر أول ركلة إيذانا بانطلاقه الموسم الماضي.

 
ويشير السقا إلى أن الاهتمامات النسوية تشمل رياضات أخرى مثل السباحة وألعاب القوى وكرة الطاولة وكرة السلة، لكن مباراة كرة القدم الأخيرة بين المنتخبين الأردني والفلسطيني حظيت باهتمام لم تحظ به أية رياضة أخرى.

وتوقع السقا أن يرتفع عدد فرق الكرة النسوية من ست فرق للموسم الماضي إلى 11 فريقا نسويا لمنافسات الموسم القادم. لكنه أشار إلى أن الاتحاد لم يحسم طبيعة الفرق وهل هي دوري خماسي أم لا.

أما عن مدى تقبل المجتمع لهذه الرياضة، فرأى أن المجتمع منفتح يتقبل هذه الرياضة ويدعمها باستثناء بعض الأحزاب الإسلامية، مستشهدا بالجمهور الواسع الذي حضر مباراة فلسطين والأردن.

المصدر : الجزيرة