تعرف على خطة "أبو الويب" لمحاربة الأخبار المزيفة

World Wide Web founder Tim Berners-Lee speaks during an interview ahead of a speech at the Mozilla Festival 2018 in London, Britain October 27, 2018. Picture taken October 27, 2018. REUTERS/Simon Dawson
بيرنرز لي محبط لعدم وجود تقدم من طرف شركات التواصل الاجتماعي في مسألة مكافحة الأخبار المزيفة (رويترز-أرشيف)

قال تيم بيرنرز لي الذي ابتكر الشبكة العنكبوتية سنة 1989 ويعرف بـ"أبو الويب"، في مقابلة حصرية مع صحيفة "تلغراف" البريطانية، إن الويب مثل الإنسانية تماما فهي تضم الجيد والسيئ والقبيح، وفي معركة متصاعدة بين هذه القوى المختلفة عبر الإنترنت، فإن الاثنين الأخيرين برزا كفائزين واضحين في الأشهر الأخيرة.

وعندما يتعلق الأمر بالسيئ، فإن الهجمات الإلكترونية مثل تلك التي تعرضت لها الخطوط الجوية البريطانية وشركة إيكوفاكس، أدت إلى تآكل ثقة الناس في الأمن عبر الإنترنت وتركت الملايين عرضة للاحتيال. وأدى تزايد استخدام الهواتف الذكية إلى تزايد إدمان الأطفال على استخدام الإنترنت وشعورهم بالقلق والوحدة. وفي الأثناء فإن الحكومات حول العالم كثفت جهودها لمراقبة مواطنيها من خلال أدوات إنترنت تتدخل غالبا في خصوصيتهم.

ثم في مارس/آذار بدأت الأمور تصبح "قبيحة"، حيث أظهرت فضيحة كامبريدج أناليتيكا المدى الذي تكون الحملات السياسية مستعدة لبلوغه عندما يتعلق الأمر بجمع بيانات المستخدمين للتلاعب باتجاهاتهم.

وتقول الصحيفة إنه من الواضح أن بيرنرز لي محبط لعدم وجود تقدم من طرف شركات التواصل الاجتماعي، وقال "عندما تنظر إلى كافة قضايا الأخبار المزيفة، أعتقد أننا بحاجة إلى التحرك بسرعة، لأنك لن تعرف أبدا متى ستكون الانتخابات القادمة".

وأضاف "من المهم التأكد أن الشبكات الاجتماعية وكل الأنظمة التي لدينا مصممة بأكبر قدر ممكن لإثارة نقاش بناء، وإنتاج أنظمة يمكن من خلالها محاسبة الناس على الأشياء التي يقولونها ويتبين أنها غير صحيحة".

ورغم أن بيرنرز لي يرفض عادة إجراء مقابلات حتى يتمكن من تكريس أكبر قدر ممكن من الوقت لعائلته، وفقا للصحيفة، فإنه عاد الآن إلى الأضواء ليتحدث عن مبادرات قد تعيد اختراع الويب، وإحدى تلك المبادرات التي تجعله متحمسا بشكل واضح هي مشروع يدعى "سوليد" يهدف إلى تمكين التطبيقات من قراءة البيانات من الخوادم التي يتحكم فيها المستخدم بدلا من الشركات الكبيرة مثل غوغل.

ويجري العمل على "سوليد" منذ أعوام، ويقول بيرنرز لي إنهم ربما يطلقونها العام المقبل كخدمة للصحفيين في البداية. ويوضح ذلك بقوله "قالوا إنهم عندما يجرون مقابلات مع مصادر حساسة فإنهم يريدون أن يكونوا قادرين على عقد جلسة محادثة تكون مخزنة على حاسوب يرغبون أن تكون لهم السيطرة عليه". وتمثل سوليد بالنسبة لبيرنرز لي المستقبل المأمول للإنترنت.

ويحرص رائد الويب على التأكيد أن البيانات ليست قوة للشر، فعند استخدامها بالطريقة الصحيحة فإنه يمكن أن يكون لها فوائد ضخمة. ويعترف -وفقا للصحيفة- بأنه هو ذاته مدمن على البيانات إلى حد ما، حيث يقول "أحب تتبع نفسي، فأنا أحب تتبع المكان الذي كنت فيه، وما الذي أخطط لعمله وما الذي كنت أتحدث فيه".

لكن في ختام المقابلة بدا أن بيرنرز لي متفائلا بأن أسوأ أيام الويب قد ولت، حيث يقول "أعتقد أن الرياح تغيرت" وأضاف "سنتجاوز هذا الوقت".

المصدر : تلغراف