توتر بين السلطة وبدو الجهالين شرق القدس

اشتباكات في حي العيزرية شرق القدس بين الأهالي وأمن السلطة الفلسطينية
المحتجون من عرب الجهالين قطعوا الطريق المعروف بطريق وادي النار بين بلدة العيزرية وبيت لحم (مواقع التواصل الاجتماعي)

ميرفت صادق-ضواحي القدس

اندلعت اشتباكات مسلحة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعدد كبير من أبناء عشيرة الجهالين البدوية في بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة بعد تصاعد التوتر على خلفية اتهام العشيرة لأمن السلطة بقتل أحد شبانها في عملية لها بالمنطقة الليلة الماضية.

وأغلق العشرات من أبناء العشيرة الطريق الرئيسي الرابط بين بلدة العيزرية ومنطقة بيت لحم المعروف بطريق "وادي النار" منذ ساعات صباح الجمعة بصخور كبيرة وإطارات مشتعلة.

وأعلنت العشيرة مقتل الشاب عودة إبراهيم الجهالين (24 عاما) في عملية للضابطة الجمركية التابعة للسلطة الفلسطينية كانت تستهدف إغلاق محطات وقود "غير قانونية"، حسب تصريح الأخيرة.

واتهم بيان منسوب لعرب الجهالين ببادية القدس أجهزة السلطة باقتحام بيوتها في قرية عرب الجهالين شرق العيزرية ثم إطلاق النار عشوائيا مما أدى إلى مقتل الشاب "في الوقت الذي يخوض فيه أبناء عرب الجهالين حربا لمواجهة مخطط الاحتلال الإسرائيلي لتصفية قضيتهم وتهجيرهم"، وفق البيان.

وحسب العشيرة، توجهت أجهزة الأمن بعد تكسير إحدى محطات الوقود على مدخل العيزرية إلى قرية عرب الجهالين واقتحمت بيوتها وحصلت مشادات كلامية بين القوة والأهالي الذين رشقوها بالحجارة، وردت الأجهزة بإطلاق نار عنيف وقنابل غاز".

‪قوات الأمن الفلسطينية أثناء تدخلها العام الماضي ضد محتجين في مدينة الخليل بالضفة الغربية‬ قوات الأمن الفلسطينية أثناء تدخلها العام الماضي ضد محتجين في مدينة الخليل بالضفة الغربية (رويترز)
‪قوات الأمن الفلسطينية أثناء تدخلها العام الماضي ضد محتجين في مدينة الخليل بالضفة الغربية‬ قوات الأمن الفلسطينية أثناء تدخلها العام الماضي ضد محتجين في مدينة الخليل بالضفة الغربية (رويترز)

ملابسات الحادثة
وقال عرب الجهالين إن القتيل كان يبعد عن مسرح الحدث أكثر من 500 متر وخرج لاستطلاع الأمر، لكنه أصيب مباشرة في رأسه.

ونتيجة لإغلاق مداخل المنطقة نقل بسيارة خاصة إلى مدخل مستعمرة معاليه أدوميم حيث نقل بسيارة إسعاف إسرائيلية إلى مستشفى هداسا في العيسوية بالقدس، لكنه فارق الحياة.

وشددت العائلة على أن القتيل لا تربطه أي صلة بمحطات الوقود، وحملت الضابطة الجمركية والقيادة الفلسطينية المسؤولية عن مقتله، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق في الحادث وكشف المسؤولين عن قتله وتقديمهم للعدالة.

وقالت مصادر محلية للجزيرة نت إن ممثلين عن عشيرة الجهالين اجتمعوا بقيادة أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله ظهر الجمعة. غير أن الناطق باسم العشيرة أبو عماد الجهالين قال للجزيرة نت بعد الاجتماع "إن السلطة تحاول التملص من مسؤوليتها عن الحادث".

عائلة القتيل حملت القيادة الفلسطينية مسؤولية مقتل ابنها والمتحدث باسم العشيرة قال إن الشاب كان بعيدا عن مسرح الأحداث حين أصيب برصاصة في الرأس

اشتباكات
وفي أعقاب الاجتماع، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين عرب الجهالين وأجهزة الأمن عند دوار بلدة العيزرية المجاور لتجمع عرب الجهالين، في إشارة إلى تدهور الأمور بين الطرفين.

وقال الناطق باسم الجهالين إن القتيل كان قريبا من حظيرة أغنام لعائلته ولم يتواجد قرب محطات الوقود وليس من العاملين فيها. وقال إنها المرة الأولى أن تصطدم العشيرة مع السلطة الفلسطينية.

ويقيم في التجمع القريب من مدخل العيزرية الشرقي نحو 3000 بدوي من عرب الجهالين البالغ عددهم نحو 5000 في ضواحي القدس، ومنهم نحو 200 يواجهون التهديد بتهجيرهم في تجمع الخان الأحمر في المنطقة نفسها.

وقال الناطق باسمهم إن السلطة استدعت تعزيزات أمنية كبيرة من "القوة 101" التابعة للأمن الوطني الفلسطيني، "من أجل قمع أبناء الجهالين".

مدير شرطة ضواحي القدس: تعرضنا لإطلاق نار من مهربي البترول وبدو الجهالين وردت قواتنا بإطلاق النار وقنابل الغاز

رواية السلطة
وفي روايتها للحادثة قالت السلطة الفلسطينية إن الضابطة الجمركية كانت تقوم بضبط محطات وقود غير قانونية إحداها تابعة لعرب الجهالين، وتعرضت لإطلاق نار من أسلحة رشاشة أثناء العملية فردت على ذلك.

وقال مدير شرطة ضواحي القدس العقيد علي القيمري للجزيرة نت إن القوة فوجئت بمهاجمتها من أفراد يقومون بتهريب البترول وبإطلاق نار من قبل بدو الجهالين وردت القوة بإطلاق النار وقنابل الغاز".

وقال القيمري إن ملابسات مقتل الشاب غير واضحة وإن التقارير التي حصلت عليها السلطة تشير إلى أنه لم يصب بالرصاص في رأسه، وأضاف أن العشيرة دفنته على عجل بلا تحقيق أو تشريح.

واتهم القيمري عرب الجهالين بمحاولة التضليل وتهويل الأمور، لكنه قال إن التحقيق ما زال جاريا في الحادث رغم رفض العشيرة لعملية التشريح.

وردا على ذلك قال الناطق باسم العشيرة أبو عماد الجهالين للجزيرة نت إنه شارك شخصيا بنقل الشاب من موقع الحدث بعد تعرضه لإطلاق النار في الرأس، وأضاف أن العشيرة أعلنت نيتها دفن الشاب في العاشرة صباحا دون أي رد من السلطة، مؤكدا وجود تقارير طبية من المستشفى الإسرائيلي عن حالته.

ومساء الجمعة أعلن مصدر أمني مسؤول في السلطة الفلسطينية لوكالة وفا الرسمية تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث ورفع توصياتها للقيادة.

المصدر : الجزيرة