موسم سياقة السعوديات.. أين رخصة لجين الهذلول؟

تصميم عن بدء تسليم رخص قيادة لسيدات سعوديات

الجزيرة نت-خاص

الرابع من يونيو/حزيران 2018 لا يحظى بأي خصوصية في يوميات الكثير من الناس، ولكنه يكتسي أهمية كبيرة عند المرأة السعودية، إذ يؤذن بتحقيق أمنية طالما حلمت بها لعدة عقود.

لقد أُعلن أمس الاثنين عن بدء منح رخص السياقة للنساء السعوديات، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من السماح لهن بالجلوس في قمرة القيادة ومزاحمة الرجال وتجاوزهم على خطوط السير.

وبحسب مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام السعودية، فإن عشر نساء منحن رخصة قيادة، بينما يتوقع أن تحصل ألفا امرأة على رخص مماثلة في الأسبوع المقبل.

بيد أن قدَر السعودية أن تكون محل مفارقة فيما يتعلق بقيادة المرأة في حالتي الحظر والترخيص، مما يبقيها خصما للمنظمات الحقوقية على مستوى العالم.

فلعدة عقود، ظلت المملكة العربية السعودية تغرد في منأى عن الكون، لأنها كانت الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على النساء قيادة السيارات.

وخلال تلك الحقبة، تعاملت السلطات بحزم مع الناشطات المطالبات بحق القيادة وأودعتهن السجون، ودعمت إجراءاتها ضدهن بفتاوى رسمية تصفهن بالفسوق والفجور.

وعندما بزغ فجر "التغيير" وافتتحت دور السينما وسلّمت رخص القيادة للسيدات، كانت السعودية الجديدة موضع مفارقة أخرى، حيث تسجن حاليا السيدات اللائي طالما ناضلن من أجل هذا الهدف.

الحاضرة الغائبة
إحداهن، الناشطة الصحفية لجين الهذلول التي اعتقلت في 2014 لأكثر من سبعين يوما، بعدما حاولت عبور الحدود بين الإمارات والسعودية وهي تقود سيارتها.

لم يكن باستطاعة الهذلول ورفيقاتها الحضور لتسلم رخصهن أمس الاثنين، لأنهن اعتقلن في مايو/أيار الماضي بتهمة الخيانة والعمالة لسفارات دول أجنبية، في حين يرفض الناشطون الحقوقيون هذه "التلفيقات".

ووفق جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 11 ناشطا اعتُقلوا الشهر الماضي وغالبيتهم من النساء اللواتي قمن في السابق بحملة من أجل نيل حق قيادة السيارة وإنهاء ولاية الرجل على المرأة.

وقد ندد ناشطون حقوقيون بما اعتبروها حملة قمع جاءت قبل أسابيع فقط من نهاية الحظر على قيادة النساء السيارات.

المرأة السعودية تستعد لممارسة حق القيادة في 24 يونيو/حزيران الجاري (رويترز)
المرأة السعودية تستعد لممارسة حق القيادة في 24 يونيو/حزيران الجاري (رويترز)

وبحسب محللين، فإن اعتقال النشطاء البارزين يحمل تحذيرا لا لبس فيه مفاده أن التغيير في المملكة يأتي فقط بأوامر عليا.

ترفيه وتكميم
ويرى هؤلاء أن من شأن الاعتقالات الأخيرة أن تؤثر على الصورة التي يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رسمها لنفسه في الغرب، عبر السماح بقيادة المرأة للسيارات وافتتاح دور السينما والسماح باختلاط الرجال والنساء في الحفلات الموسيقية.

وفي الآونة الأخيرة، أجرى محمد بن سلمان جولة عالمية قادته إلى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، والتقى عددا من المثقفين والفنانين في مسعى لإقناعهم بأن السعودية تغيرت ولم تعد تطبق تشريعات متشددة.

ولكن الانفتاح الكبير في مجال الترفيه، يقابله تضييق وقمع عندما يتعلق الأمر بالشأن السياسي وحرية التعبير، مما يوحي بأن الرجل يريد من التغيير ما يناسبه فقط، وفق مراقبين.

ومنذ توليه منصب ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، شن محمد بن سلمان حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من النشطاء الحقوقيين والصحفيين ورجال الأعمال والدعاة المشهود لهم بالاعتدال.

وطالت الاعتقالات الإسلاميين والليبراليين على حد سواء، ويبدو القاسم المشترك بين هؤلاء هو تجرؤهم على التعبير بما لا تريده السلطة أو السكوت عندما تريدهم أن يتكلموا.

المصدر : الجزيرة + وكالات