طيف شهداء مسيرة العودة يلاحق نتنياهو ببرلين

Protesters with a banner reading : “Netanyahu should not go to the Chancellery he should go to Den Haag and in jail.” are seen outside the Chancellery before a meeting between the German Chancellor Angela Merkel and Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu in Berlin, Germany, June 4, 2018. REUTERS/Axel Schmidt
المتظاهرون وصفوا نتنياهو "بمجرم حرب" (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

استنكر نشطاء فلسطينيون وألمان شاركوا في مظاهرة نظمت الاثنين أمام مقر البرلمان الألماني (البوندستاغ) في برلين؛ استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمقر حكومتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفوه "بمجرم حرب"، وحملوه مسؤولية انتهاكات واسعة ارتكبته حكومته بحق الفلسطينيين.

وجرت هذه المظاهرة -التي دعت إليها مؤسسات فلسطينية وأنصار الفرع الألماني لحركة مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية (بي دي أس)- بموازاة استقبال ميركل نتنياهو في دائرة المستشارية الألمانية ببرلين، حيث أجرى الطرفان مباحثات تركزت على الموقف من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعلاقات الألمانية الإسرائيلية.

ورفع المشاركون في المظاهرة الأعلام الفلسطينية وصور 120 ضحية فلسطينيين سقطوا جراء الهجمات التي شنها عليهم الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرة العودة عند حدود قطاع غزة الشهر الماضي، ولافتات تطالب بالحرية لفلسطين وقطاع غزة، ورددوا هتافات عبرت عن رفضهم استقبال نتنياهو -الذي يقوم بجولة أوروبية- في برلين.

اليهودية والصهيونية
وطالب متحدثون أمام المظاهرة المستشارة ميركل بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف انتهاكاتها بالأراضي الفلسطينية التي تحتلها، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاما، والاعتراف بدولة فلسطين.

واستنكر متحدث آخر ربط أي انتقادات توجه لإسرائيل في ألمانيا بالعداء للسامية، وقال إن اليهودية هي دين سماوي بينما تمثل الصهيونية أيديولوجية احتلالية شردت شعبا من أرضه.

على مستوى الأحزاب السياسية، انفرد حزب اليسار المعارض من بين الأحزاب الألمانية بموقف انتقادي للزيارة، وطالب المستشارة أنجيلا ميركل بأن تدافع بقوة خلال لقائها نتنياهو عن الاتفاق النووي الدولي مع طهران، وأن ترفض بشكل واضح تهديدات الحرب الأميركية الإسرائيلية ضد إيران.

واعتبرت هايكة هينزل (وهي نائبة رئيس كتلة اليسار في البوندستاغ) أن الحكومة الألمانية ملزمة من خلال شراكتها الإستراتيجية الراهنة مع نظيرتها الإسرائيلية برفض سياسة نتنياهو التصعيدية.

‪المشاركون في المظاهرة طالبوا الحكومة الألمانية بالضغط على حكومة نتنياهو لإيقاف انتهاكاتها ضد الفلسطينيين‬ (الجزيرة)
‪المشاركون في المظاهرة طالبوا الحكومة الألمانية بالضغط على حكومة نتنياهو لإيقاف انتهاكاتها ضد الفلسطينيين‬ (الجزيرة)

وقالت هينزل في تصريح للجزيرة نت إن الشرق الأوسط بحاجة الآن للحوار، وليس لأزمات جديدة يمكن أن تؤدي إلى حروب، مضيفة أن الاتفاق النووي مع إيران يسهم في تحقيق الاستقرار والثقة بهذه المنطقة، ولذلك يتوجب الحفاظ عليها.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية طالب خلال مؤتمره الصحفي مع ميركل أوروبا بحذو حذو الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واعتبر أن هذا الاتفاق أتاح دفع أموال كثيرة لإيران، ودعا برلين لسياسة أكثر قسوة تجاه طهران.

من جهتها، أشارت ميركل إلى أن موضوع إيران استحوذ على وقت أكثر من العلاقات الألمانية الإسرائيلية في المباحثات مع نتنياهو، ونوهت على اتفاقهما بشأن "النفوذ الإيراني المقلق لأمن إسرائيل بسوريا واليمن والمنطقة"، ولفتت إلى الحاجة لمواصلة التفاوض مع طهران حول برنامج صواريخها البالستية ووجود قوات لها بسوريا.

وشددت المستشارة الألمانية على اعتبارها ضمان أمن إسرائيل "مصلحة عليا لألمانيا"، وذكرت أن بلدها وإسرائيل شريكتان، لكن حكومتها تختلف مع حكومة نتنياهو في ما يتعلق بسياسة الاستيطان.

المصدر : الجزيرة