فيسبوك.. منصة انطلاق المدونين بموريتانيا للبرلمان
الهيبة الشيخ سيداتي-نواكشوط
ويمنع القانون الموريتاني الترشح المستقل في الانتخابات النيابية والمحلية، ولذا وجد العديد من المدونين إشكالا في العثور على حزب يترشحون من خلاله رغم وفرة عدد الأحزاب، إذ يتجاوز عددها المئة.
تركيز على العاصمة
واقتصرت إعلانات ترشح المدونين على لوائح نواكشوط (18 مقعدا)، حيث يوجد بالعاصمة 27% من السكان، وفيها تتركز المؤسسات العلمية والتشغيلية الكبرى، كما تضعف القبضة القبلية ويتراجع تأثير المال السياسي.
ويؤكد ولد سيدي عبد الله أنه سيعتمد في حال الترشح على "اللايكات والتعليقات المؤيدة وعلى المعارف والأصدقاء ومن يقنعهم خطابي"، مذكرا بأن عدد متابعي صفحته يتجاوز 60 ألف شخص.
وتمكن مترشحون خلال الانتخابات الماضية من دخول البرلمان عبر الحصول على أقل من ثلاثة آلاف صوت بفعل قانون النسبية، في حين يبلغ عدد متابعي بعض المدونين عشرات الآلاف، كما أن 70% من الموريتانيين من الشباب.
تأثير متزايد
ويقول أستاذ التواصل والإعلام الجديد في جامعة العيون يعقوب ولد محمد الأمين للجزيرة نت إن التأثير المتزايد لمواقع التواصل لا يمكن إنكاره، معتبرا أن حملات التدوين التي يعلن من حين لآخر، والتي تترك تأثيرها في حياة الناس وتنجح في استصدار أو منع قرارات حكومية، خير دليل على ذلك.
وبخصوص دورها في الانتخابات، أشار ولد محمد الأمين إلى أن هذه الوسائط كانت حاضرة في الاستحقاقات الأخيرة، سواء من حيث الدعاية أو محاولات إقناع الناخبين بالمقاطعة، كما وقع في انتخابات عام 2013 النيابية، ورئاسيات 2014، والاستفتاء الذي نظم في 2017.
ولفت ولد محمد الأمين إلى أن إعلان مدونين ترشحهم قد يكون أول اختبار فعلي لدرجة ارتباط متابعيهم ومدى تأثرهم بهم، معتبرا أن اختيارهم للعاصمة حصرا للترشح قد يزيد من فرصهم في الفوز.
وشدد الأكاديمي على أن هذه الوسائط رفعت من مستوى الوعي العام، وأوجدت تشبيكا يتجاوز الأنماط التقليدية للعلاقات، وأوجدت آلية رقابة سريعة وواسعة الانتشار، الأمر الذي سيفرض أسلوبها على الجميع، خصوصا المسؤولين، ويتيح للجمهور متنفسا لا سلطة عليها، ومنصة ترويج قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام.