عباس تعافى.. فماذا عن خلافته؟

أرجأ الأطباء في المستشفى الاستشاري في رام الله، مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمستشفى وذلك لإجراء مزيد من الفحوص. وقال المدير الطبي للمستشفى الدكتور /سعيد سراحنه/ في بيان،
عباس أثناء وجوده في مستشفى برام الله (مواقع التواصل)

محمد العلي-الجزيرة نت

أُدخل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى مستشفى برام الله في 15 مايو/أيار الجاري لإجراء جراحة في الأذن الوسطى، ثم أعيد إليه بعد أسبوع للعلاج من التهاب رئوي، وتخلل ذلك إصابة الرجل بارتفاع في درجات الحرارة استدعى إبقاءه تحت رقابة الأطباء، مما جعل مدة بقائه تحت الرقابة الطبية تزيد على أسبوعين.

لقي مرض عباس اهتماما دوليا وعربيا لخصته الاتصالات المتفاوتة الدوافع التي تلقاها من زعماء أجانب وعرب، جاء بعضها بقصد الاطمئنان عليه وبعضها الآخر في إطار متابعة ملفات، كاتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان به خلال قمة إسطنبول الطارئة.

ولم يمرّ مرض عباس دون استثمار إسرائيلي غذته المعلومات المتضاربة من مساعديه عن موعد خروجه، وإصرار الأطباء على إبقائه تحت الرقابة. فحفلت الصحف العبرية بمعلومات وفيرة عن وضعه الصحي، والأسماء المحتملة لخلافته من داخل فتح التي جددت انتخابه زعيما لها بإجماع أعضاء مؤتمرها السابع قبل أقل من عامين ولمدة خمسة أعوام.

كما أظهر الناطقون باسم فتح عصبية ظاهرة في الرد على الشائعات التي تناولت وضع الرئيس الصحي، وبينها نبأ مزعوم عن وفاته. فاتهم بيان أصدره الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي في 22 مايو/أيار من وصفه بـ"إعلام الاحتلال وأدواته الرخيصة"، بالوقوف وراء حملة الشائعات التي روجت لأكاذيب حول حقيقة صحة عباس.

أدوات رخيصة
وأكد القواسمي أيضا أن الرئيس يتعافى و"أن الاحتلال الاسرائيلي وأدواته الرخيصة من طابور خامس وإعلام أصفر ومرتزقة، يقفون صفا واحدا في تأليف السيناريوهات والقصص"، ومضى قائلا إن "الرئيس سيظل صخرة صلبة تتحطم عليها هذه المؤامرات".

‪(رويترز‬ لقطة لعباس في المقاطعة الشهر الماضي قبيل استقباله رئيس بنما
‪(رويترز‬ لقطة لعباس في المقاطعة الشهر الماضي قبيل استقباله رئيس بنما

وذهب رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطيني مراد السوداني إلى مدح عباس في مقال نشرته في 21 مايو/أيار يومية "الحياة الجديدة" الفلسطينية، تضمن غزلا بصوته وابتسامته و"خطوته الواثقة" وصمته وعبوره الثمانين "بكامل لياقة العدّاء في زمن مالح".

كما اعتبره "وارثا راية أسلافه من الشقيري إلى ياسر عرفات وما بينهما"، لينتهي كاتب المقال إلى اعتبار أن "أبو مازن.. سطر الضوء في كتاب العتمة الجاثمة".

ونزولا عند إلحاح الأسئلة والشكوى في مواقع التواصل من غياب المعلومات الدقيقة عن وضع عباس الصحي، عرض التلفزيون الفلسطيني مقاطع لعباس ماشيا بصحبة أبنائه ومستشاريه في أروقة المستشفى الاستشاري برام الله.

إمكانية الغياب
بيد أن انشغال الوسط السياسي الفلسطيني بموضوع صحة الرئيس لم ترافقه أية التفاتة علنية من قبل فتح أو مؤسسات السلطة إلى التعقيدات المتوقعة في حال غياب عباس الذي تجاوز الثانية والثمانين، علما بأنه يتولى في وقت واحد رئاسة حركة فتح ورئاسة السلطة الفلسطينية ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي جددت اختياره لهذا المنصب في 4 مايو/أيار الجاري.

وحدها وكالات الأنباء العالمية ألمحت إلى ذلك عبر الإشارة إلى أنه لا وجود لنائب رسمي لعباس، وأن تلك الصلاحيات ستؤول في حال وفاة الرئيس أثناء وجوده في السلطة إلى نائب رئيس البرلمان عزيز الدويك.

علما بأن الدويك ينتمي إلى حركة حماس، وهو مقيم في الخليل تحت رقابة لصيقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عشرة أعوام. وذهبت وكالة رويترز إلى ترجيح عدم قبول فتح الشرعية الدستورية لتولي ممثل حماس السلطة.

المصدر : الجزيرة + رويترز