تعز.. الحرب لم تمنع من إحياء موسم الرياضة برمضان

الدوري الرمضاني للجيش بتعز
الدوري الرمضاني للجيش بتعز (مواقع التواصل)

عبد الحكيم هلال-تعز

بخلاف أجواء الحرب والمعارك التي تعيشها أطراف مدينة تعز غربا وشرقا، يعيش حي السلام أجواء مفعمة بالحيوية، حيث يتشارك أفراد من الجيش الوطني مع حاضنتهم الاجتماعية في نشاط رياضي ضمن دوري ساخن في كرة القدم.

للموسم الثاني على التوالي، ينظم أبناء هذا الحي مسابقتهم الرياضية الرمضانية في كرة القدم، بالرغم من الحرب والحصار اللذين تمر بهما المدينة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وما يميز دوري هذا العام عن سابقه، أنه يقام بدعم من اللواء العسكري "22 ميكا" ومعظم مشاركيه من الشباب المنتمين إلى الجيش الوطني، ومعظمهم من أبناء الحي.

وقال منظم الدوري الرياضي الرمضاني الشاب عبد الله رزاز عبده، إنه تم اختيار أسماء ثماني جبهات عسكرية يتوزع عليها أفراد اللواء "22 ميكا"، لتحمل أسماء الفرق الرياضية الثمانية الموزعة على الدوري.

الدوري يقام يوميا بعد صلاة العصر في ملعب صغير بحي السلام (مواقع التواصل)
الدوري يقام يوميا بعد صلاة العصر في ملعب صغير بحي السلام (مواقع التواصل)

هدف النشاط
ويحمل النشاط أهدافا كبيرة تتعدى ممارسة هواية لعبة كرة القدم نفسها، كما أكد الضابط الشاب عزام الفرحان، وهو قائد كتيبة في قيادة محور تعز العسكري، ويشارك في الدوري كقائد لفريق رياضي باسم "قلعة لوزم"، وهو اسم مقتبس لجبهة قتالية مشتعلة تقع شرق المدينة.

وفي حين اعتبر الفرحان هذا النشاط بمثابة "تغيير جو" للجنود نظرا لما يعايشونه في الجبهات من حرب وحالة نفسية، فقد لفت أيضا إلى أن مثل هذا الدوري الرياضي بشكل عام يجسد حقيقة أن روح أبناء تعز لا تزال حية، من خلال إقامتهم مثل هذه الفعاليات والأنشطة المجتمعية الموسمية.

وعقب انتصار فريقه على فريق "التشريفات"، أكد الفرحان للجزيرة نت أن هذا النشاط الرياضي الرمضاني يعد من جهة أخرى تجسيدا للروح الرياضية بين الجنود والمجتمع المدني الحاضن، حيث يشارك أيضا عدد من شباب الحي وأحياء أخرى ممن يعملون في وظائف مدنية مختلفة والطلاب وحتى الشباب العاطل عن العمل.

وكان الأستاذ عبد الجليل رزاز -وهو من سكان الحي ويعمل مديرا لمدرسة أهلية- يستعد لخوض مباراة فريقه الثالثة في الدوري، إذ يقود فريقا رياضيا باسم جبهة "أبعر".

وذكر رزاز أن الهدف من هذا النشاط هو إعادة روح الحياة العامة في ظل هذه الحرب، ومحاولة جعل الشباب والأطفال والكبار يشعرون أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.

بيئة سيئة
وأضاف أن معظم الشباب المشاركين في هذا النشاط أفراد ينتمون إلى قوام الجيش الوطني ويوجدون في الجبهات، مستدركا "ومن الجيد أن نجدهم يحرصون على التفاعل والحضور للمشاركة وإحياء هذا النشاط في أوقات فراغهم"، وهذا أمر رائع يعكس مناخا مغايرا لبيئة الحرب السيئة، بحسب رزاز.

وأشار رزاز إلى شاب في بداية العشرينيات من العمر يتمنطق سلاحه الآلي على كتفه وتحيط بمنتصف جسده جعبته العسكرية، وأردف "هذا الشاب في فريقي الرياضي وبعد قليل سنخوض مباراتنا الثالثة في الدوري، حيث ستراه يترك سلاحه جانبا ليلعب، ثم بعد أن تنتهي المباراة سيعود إلى جبهته العسكرية".

وأكد منظم الدوري عبد الله رزاز أن بعض المشاركين قادة في ألويتهم العسكرية، مثل العقيد بكر صادق سرحان نجل قائد اللواء "22 ميكا"، والضابط عزام الفرحان الذي أكد على أن هذا النشاط جاء ليعكس الروح المعنوية التي يعيشها الجيش الوطني في تعز.

مدير عام مكتب الشباب والرياضة بتعز الشاب أيمن المخلافي كان حاضرا في خضم هذا النشاط، وقد أكد للجزيرة نت أن شهر رمضان في تعز غالبا ما يتسم بحراك رياضي كبير على المستويين الرسمي والشعبي، سواء قبل الحرب أو بعدها.

وأضاف "نحن نسعى مستقبلا إلى تفعيل النشاط الرياضي في كافة المؤسسات، في الجامعات والمدارس والجيش والأمن أيضا، وذلك ضمن خطتنا لتنفيذ برنامج الرياضة للجميع".

المصدر : الجزيرة