هاجس الإسلام بألمانيا.. هكذا تصدى المتسامحون للمتطرفين

epa06766870 People protest against a demonstration of the 'Alternative for Germany' (AfD) party at the Brandenburg Gate in Berlin, Germany, 27 May 2018. The AfD has called for a large demonstration under the motto 'Future Germany' (Zukunft Deutschland) to which they expect more than 5,000 participants. Various alliances of parties, cultural workers and civil society have organized counter-demonstrations and rallies, which are also expected to attract more than 10,00
منظمو المظاهرة المناوئة لحزب "بديل لألمانيا" في برلين قدروا عدد المشاركين فيها بسبعين ألفا (الأوروبية)

خالد شمت-برلين

بموسيقى التكنو الصاخبة والقوارب والألوان والأعلام، شارك عشرات الآلاف من سكان العاصمة الألمانية برلين في 13 مظاهرة جرت بعد ظهر الأحد، لمعارضة مظاهرة أخرى نظمها حزب "بديل لألمانيا" اليميني الشعبوي للتنديد بسياسة الحكومة الألمانية تجاه اللاجئين والإسلام، والمطالبة باستقالة المستشارة أنجيلا ميركل.

وقدرت الشرطة عدد المشاركين بالمظاهرات المناوئة لمظاهرة الحزب اليميني المتطرف بنحو 25 ألفا، في حين قدر منظمو هذه المظاهرات أعداد المشاركين فيها بسبعين ألفا.

وأعلن" بديل لألمانيا" المعروف بمواقفه المعادية للاتحاد الأوروبي وعملته اليورو والهجرة واللاجئين والإسلام قبل بدء مظاهرته أنه حشد للمشاركة فيها عشرة آلاف شخص، لكن الشرطة ذكرت أن عدد من شاركوا فيها ناهزوا خمسة آلاف فقط.

وخالف هذا العدد توقعات الحزب السابقة رغم دعوته أنصاره بكافة المدن الألمانية إلى المشاركة في المظاهرة وإقراره بدفع فروعه بولايات ألمانية أموالا لأعضائه هناك لتحفيزهم للسفر إلى برلين.

‪مظاهرة الحزب اليميني جرت في ظل شعارات تخوف من
‪مظاهرة الحزب اليميني جرت في ظل شعارات تخوف من "أسلمة" ألمانيا ومن اللاجئين‬ مظاهرة الحزب اليميني جرت في ظل شعارات تخوف من "أسلمة" ألمانيا ومن اللاجئين (رويترز)

الإسلام واللاجئون
وتجمع المتظاهرون اليمينيون بين محطة قطارات برلين المركزية ودائرة المستشارية الألمانية، وسبق تظاهرهم إلقاء بياتريكس فون شتورش نائبة رئيس "بديل لألمانيا" خطابا حذرت فيه مما أسمته "أسلمة ألمانيا". وقالت إن سلطة الإسلام ليست إلا "سلطة الشر" وإن ألمانيا تواجه اليوم مصيرا حاسما بين حريتها والأسلمة، معتبرة أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا.

وشنت القيادية اليمينية المتطرفة هجوما شديدا على لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم مسعود أوزيل التركي الأصل، ووصفته بغير الألماني وطالبت بسحب الجنسية الألمانية منه وطرده من "المانشافت"، بعد لقائه وزميله بالمنتخب إلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت إن مستقبل ألمانيا رهن بإقامتها علاقة مميزة مع روسيا.

ووصف يورغن مويتن الرئيس الأول لحزب "بديل لألمانيا" المستشارة أنجيلا ميركل بكاهنة السلطة وطالب باستقالتها، معتبرا أنها جعلت ألمانيا رخيصة بعد فتحها أبوابها أمام اللاجئين.

بدوره اعتبر ألكسندر غاولاند الرئيس الثاني للحزب اليميني ومنظره أن الأحزاب السياسية الألمانية تحب الأغراب أكثر من بلدها ومواطنيها، وتوعد باستمرار الاحتجاجات إلى حين تولي حزبه مسؤولية الحكم بالبلاد.

وغيرت مظاهرة الحزب اليميني المتطرف -التي حملت شعار "مستقبل ألمانيا"- مسارها باتجاه بوابة براندنبورغ التاريخية جزئيا بسبب قطع المتظاهرين المعارضين أحد الجسور.

ورفع المشاركون بهذه المظاهرة الأعلام الألمانية وشعارات حزبهم ولافتات تطالب بإغلاق الحدود أمام اللاجئين وأخرى تنفي انتماء الإسلام لأوروبا، ورددوا هتافهم المفضل "ميركل يجب أن ترحل".

‪الاحتجاج المضاد لليمين المتطرف استخدم القوارب‬ الاحتجاج المضاد لليمين المتطرف استخدم القوارب (رويترز)
‪الاحتجاج المضاد لليمين المتطرف استخدم القوارب‬ الاحتجاج المضاد لليمين المتطرف استخدم القوارب (رويترز)

مظاهرات القوارب
في المقابل شكل الآلاف من سكان برلين المعارضين للمظاهرة اليمينية سلاسل بشرية امتدت من دائرة المستشارية الألمانية حتى مقر برلمان البلاد (البوندستاغ)، وتوزعوا بأعداد كبيرة بطول الطريق الذي سارت فيه مظاهرة "بديل لألمانيا".

ورفع مناهضو اليمين المتطرف لافتات تؤكد التنوع الموجود بألمانيا وترفض التحريض ضد الآخر المخالف ورددوا "كل برلين تكره بديل لألمانيا" و"اطردوا النازيين". ونقل معارضو المظاهرة اليمينية احتجاجهم من شوارع برلين إلى نهرها (شبريه) عبر عشرين قاربا رفعوا عليها لافتات تندد بالعنصرية وباليمين المتطرف.

يشار إلى أن حزب "بديل لألمانيا" فاز بنسبة 13% في انتخابات البرلمان الألماني التي جرت الخريف الماضي، وتحول بذلك لثالث أقوى حزب في البوندستاغ. وحقق الحزب اليميني هذه النتيجة مستغلا مخاوف المواطنين الألمان من تراجع دولة الرفاه الاجتماعي بعد استقبال البلاد أكثر من مليون لاجئ في العامين الماضيين.

المصدر : الجزيرة