ويني مانديلا.. أم الوطن وأيقونة الكفاح

JOHANNESBURG, SOUTH AFRICA - MAY 07: Winnie Madikizela-Mandela prepares to cast her ballot at the Orlando West Voting Station at the Orlando West Secondary School during the 2014 South African General Election on May 7, 2014 in the Soweto Township in Johannesburg, South Africa. Polls have opened in South Africa's fifth general election since the end of apartheid over 20 years ago. President Jacob Zuma is expected to return to power with the ANC party however his election campaign has been marred by allegations of corruption and he is expected to lose some ground to other parties. (Photo by Jemal Countess/Getty Images)
سيد أحمد الخضر-الجزيرة نت
بعد أن كانت ترمي بشرر لعقود طويلة رحلت بهدوء في مستشفى "نت كير ميلبارك" وسط جوهانسبرغ حيث كافحت واعتقلت وشاركت في صياغة الحرية بالقارة السمراء.
في بيان كتب بمداد الحزن أعلنت عائلة ويني مانديلا أنها أسلمت روحها الاثنين محاطة بأفراد عائلتها ومحبيها الذين يقدرون تضحيتها من أجل الحرية والمساواة.
ويني مانديلا أو أم الوطن كما يسمونها في جنوب أفريقيا تحدت عنصرية البيض ولما تبلغ العشرين فخبرت ميادين الاحتجاج والمعتقلات، وبرزت أيضا نموذجا للأم والسيدة المثالية التي تخلف زوجها في بنيه ونضاله.
ولدت ويني في عام 1936 بقرية نائية في منطقة ترانسكي والتي ستعرف لاحقا بـ"كيب" الشرقية.
تلقت تعليمها الأولي في الريف، ولاحقا انتقلت إلى جوهانسبرغ حيث انتسبت لمدرسة العمل الاجتماعي ثم تخرجت منها وعملت ممرضة بالمستشفيات.
وفي عام 1953 تعرفت ويني على محام نحيل جدا كان حينها يمتطي الصبر في طريقه للمجد والسمو، فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود إليه مكبلا بالأغلال.
يومها رأى والدها أنه لا يجدر بها الارتباط برجل يكبرها بـ18 عاما ويجلب على نفسه من المتاعب ما لا يقدر معه على تحمل الأعباء العائلية.
مقومات الارتباط
لكن قيم النضال كانت في نظرها أهم مقومات الارتباط، وفي عام 1958 تزوجت الفتاة القادمة من الريف من نيلسون مانديلا أيقونة الحرية في أفريقيا كلها وحتى على مستوى العالم.

وبالفعل كان والدها شفيقا عليها وقد صدقه حدسه، ففي عام 1964 اقتادت شرطة الرجل الأبيض مانديلا إلى المحكمة من جديد وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ترك مانديلا وراءه زوجته وابنتيه وترك لهن حقد البيض عليه، فواصلت سلطات الفصل العنصري اقتحام منزل العائلة وترويعها.
وعندما ضاقت السلطات بالفتاة التي خلفت زوجها في حمل شعلة التحرر أودعتها في ظلمات السجن حيث مكثت 491 يوما وراء القضبان.
 
هذه التجربة سردتها ويني لاحقا في كتابها الشهير المعنون بـ"491 يوما.. الأسيرة رقم 1323/ 69″.
‪ويني ظهرت في 2004 بيمين زوجها السابق نيلسون مانديلا في الاحتفال بعيد ميلاده الـ86‬ ويني ظهرت في 2004 بيمين زوجها السابق نيلسون مانديلا في الاحتفال بعيد ميلاده الـ86 (الأوروبية)
‪ويني ظهرت في 2004 بيمين زوجها السابق نيلسون مانديلا في الاحتفال بعيد ميلاده الـ86‬ ويني ظهرت في 2004 بيمين زوجها السابق نيلسون مانديلا في الاحتفال بعيد ميلاده الـ86 (الأوروبية)

ظل تاريخها التحرري موضع تقدير في جنوب أفريقيا وخارجها، وتوجت بجوائز دولية مرموقة -بينها جائزتا الأمم المتحدة وروبرت ف. كينيدي- وكلتاهما لحقوق الإنسان.

نظريا دام زواج الثنائي المناضل 38 عاما، لكن مانديلا قضى منها 27 في المعتقل يرفض التنازل عن القيم التي بشر بها وأوذي في سبيلها.

يوم النصر
وعندما ترجل مانديلا من السجن يرتدي ربطة عنق زرقاء كانت ويني برفقته في يوم مشهود من عام 1990، حيث لوحا للجماهير بالقوة والنصر.

سقط نظام الفصل العنصري في الفترة ما بين 1990 و1993، وفي 1994 نظمت انتخابات ديمقراطية قادت نيلسون مانديلا لحكم جنوب أفريقيا.

وفي عام 1996 أعلن الزوجان طلاقهما، ولكن يبدو أنه كان تسريحا بإحسان، فقد احتفظت ويني بلقب مانديلا وحافظت على علاقات طيبة به وإن شابها التوتر في بعض الأحيان.

بيد أن من حول مانديلا لم يكونوا كلهم على شاكلته في العفة والزهد والترفع عن الانتقام، فقد أدينت ويني بالاختطاف في التسعينيات، وأثير جدل في 2003 بشأن تورطها في الاحتيال والفساد.

وعلى الرغم من ذلك حافظت على رمزيتها الحقوقية والسياسية، فحتى بعد وفاة مانديلا عام 2013 ظلت عنصرا فاعلا في الحزب الحاكم وشغلت عضوية البرلمان عام 2014.

وبعد إعلان وفاتها أشاد بها المطران الحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو قائلا إنها كانت ملهمة له وللأجيال التي كافحت ضد حكم العنصريين البيض.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية